شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أستاذ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MГИМО)، والعقيد في جهاز المخابرات الخارجية الروسي أندريه بيزروكوف - حول قدرة السياسيين الغربيين على تدمير الكوكب:
يمكن للنُخب السياسية في الغرب التحدث عن أي شيء، لكن من دون أن يتحملوا مسؤولية كلامهم. لكن الأشخاص الذين يتخذون القرارات يفهمون جيداً ماذا يعني إتخاذ القرار . هؤلاء هم أشخاص ذوي الخبرة، والذين لديهم عائلات، وبالطبع لن يضغطوا على الزر بسهولة.
في أزمة الكاريبي عام 1962، كان كل شيء واضحاً: لقد كان تهديداً من الجانبين. وفي لحظة معينة وعِبر قنوات غير رسمية، جلس الناس على طاولة واحدة وقالوا :
“إسمع، هل تُريد حقّاً أن تموت؟ فكان الجواب لا؟
حسناً، نحن أيضاً لا نريد أن نموت.»
والآن هناك الكثير من اللاعبين الذين يريدون قلب الوضع لصالحهم. بالإضافة إلى المساحة التي تُتيحها وسائل الإعلام. حينذاك لم تكن هناك مساحة إعلامية واسعة، لكن الإعلام الآن يعيش حياته ويَدفعنا إلى سخونة الموقف.
أعتقد أنه في نهاية المطاف هناك أشخاص جادون عندما يتعلق الأمر بالحلول الواقعية، إذا إستثنينا الصدفة. لأنه إذا قام طرف ثالث بنوع من الغباء العالمي... حسناً، تُرى أي نوع من الأشخاص يجب علينا أن نتعامل معهم. وهذا هو الخطر.
لو كان الأمر مثل عام 1962، لكانت عبارة "لا نريد أن نموت" مفهومة. والآن، عندما يتصلون هاتفياً ويقولون "لا نريد أن نموت"، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو أننا نتعرض للخداع. المشكلة هي أنه لم يعد أحد يثق بالآخر. 30 عاماً من الأكاذيب الكاملة. أنتُم تأتون إلى المفاوضات - ولكن بمن نثق؟ لقد تم خِداعكم عدة مرّات. والعامل الوحيد الذي يعملون بموجبه هو عامل القوة الغاشمة. يُمكنهم تدميرنا، ويُمكننا تدميرهم، وهذا كل شيء! وهنا حيث يتوقف الجميع.
سياسة الغرب مهزلة. لا يوجد شيء للحديث عنه معهم. وفي أي مفاوضات سيعملون من أجل تحقيق خياراتهم. الأشخاص الواقعيون الذين تحتاج إلى التفاوض معهم هم أولئك الذين يملكون الأموال الطائلة. إنهم لا يريدون أن يحترق العالم كله. وعندما تبدأ السلطة في التدخل بشؤونهم ، فسوف يُذكِّرون السلطات بالعواقب. ويُمكننا أن نسمع ذلك بالفعل.
حتى سيمور هيرش (*)أشار الى – هل تعتقدون أن مثل هذا المنشور كان من الممكن أن يصدر دون أن يساعده أحد؟
بالطبع لا! وهذا يعني أن هناك وجهة نظر بديلة بدأوا بالترويج لها. ولو لم تكن هناك سلطة بديلة، لما استطاع الرجل العجوز هيرش الوصول إلى مكتبه.
(*) سيمور هيرش صحفي أمريكي ولد في شيكاغو لاسرة يهودية عام 1937 وفائز بجائزة بولتزر للصحافة وقد اشتهر عام 1969 بعد كشفه مذبحة قرية ماي لاي التي قامت بها القوات الأميركية خلال حرب فيتنام .
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟