|
“مهرجان آفاق مسرحية-… شمعة عاشرة
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 00:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
Facebook: @NaootOfficial لم يُطلق على "المسرح" لقب: "أبو الفنون"، ولم يضعه الإغريقُ دُرّةَ التاج على هامة الفنون الستّة، من فراغ. ولم يكن ذلك كذلك فقط لأن "المسرح" هو أقدم فنّ عرفه الإنسان، مع فنّ العمارة، بل تُوِّج المسرحُ "أبًا للفنون"، لأنه يضمُّ في جعبته الفنونَ الخمسة الأخرى؛ سواءً ذات الإيقاع البصري مثل: "العمارة"، "التشكيل"، "النحت"، أو ذات الإيقاع السمعي مثل: "الشعر"، "الموسيقى"، إضافةً إلى "الرقص" الذي يعتمد الإيقاعين معًا: السمعي والبصري. ولهذا أعشقُ المسرحَ وأعتبرُه "الملك" في ممالك الفنون وصروحه. ودائمًا ما أقول إن مشاهدة مسرحية جميلة وازنة تحمل رسالة وجودية أو إنسانية مهمة، تكافئ عندي قراءة كتاب محترم يتركُ أثره في نفسي. ولهذا قال فلاسفةٌ كثرٌ منهم الكاتب المسرحي: “برتولت بريخت": “أعطني خبزًا ومسرحًا، أعطك شعبًا مثقفًا". وأتفقُ معه، ذاك أن الخبز ضرورةُ عيش، أما المسرح فهو ضرورةُ حياة وثقافة وارتقاء. ولهذا أعتزُّ بصديقي المخرج "هشام السنباطي"، الذي لم يكتفِ بإسهامه الفردي كمخرج لعديد المسرحيات الجميلة منذ تخرجه في كلية الإعلام، ثم اعتماده مخرجًا مسرحيًّا عام ١٩٩٦، بل كذلك لاضطلاعه بفكرة "صناعة المسرح" وتدشين الكوادر المختلفة في فن المسرح، وتشجيع المواهب الحقيقية، في الكتابة والتمثيل والإخراج والإضاءة والديكور والملابس والماكياج وكافة مفردات صناعة المسرح، من مختلف دول الوطن العربي. في بدايات مشواره أسس فرقة مسرحية اسمها "الأوركيد"، وقدّم بها عدّة عروض مسرحية، ثم انطلق من "الذات" إلى "الموضوع"، حين جاسر وأسّس عام ٢٠١٢ مهرجانًا دوليًّا للمسرح الخاص يحتفي بالعروض الرفيعة، وأطلق عليه مهرجان "آفاق مسرحية"، وكأنه يصبو إلى "الآفاق العليا" لهذا الفن الصعب الطويل سُلّمه: “المسرح". كان لي حظوة حضور الدورة الأولى من "مهرجان آفاق مسرحية"، الذي أطلقه المخرج "هشام السنباطي" تحت رعاية وزارة الثقافة وبدعم من قطاع شؤون الإنتاج الثقافي،و تنظيم مؤسسة "في عشق مصر" التابعة لوزارة التضامن، وقبل أيام غمرتني السعادة وأنا أحضر في "مسرح الهناجر" الدورة العاشرة من مهرجان آفاق مسرحية، وقد ازداد ثقلاً وإشراقًا وشهرة، بل وحفاظًا على الريادة في كونه المهرجان الوحيد بمصر والعالم الذي يقدّم عددًا ضخمًا من الليالي المسرحية المتواصلة بالمجان للجمهور المصري والعربي. في كل دورة من دورات المهرجان، تحلُّ دولةٌ عربية "ضيف شرف" على مصر، وتُهدى الدورةُ إلى اسم أحد الرموز المسرحية الوازنة التي ساهمت في وضع حجر في هذا الهرم الفني الهائل: "المسرح المصري". وفي هذا العام ٢٠٢٤، حيث الدورة العاشرة للمهرجان، كانت "المملكة المغربية" ضيف الشرف، وأهديت الدورة إلى اسم الفنان الراحل "نور الشريف". تقدّم للمشاركة أربعة وتسعون عرضًا، اختارت "لجنةُ الاختيار" منها بعد التصفيات أربعةً وأربعين عرضًا مسرحيًّا قُدمت على مدار ٢٢ ليلة من يوم ١ - ٢٢ أكتوبر، تنافست على المراكز الأول والثاني والثالث، ضمن مسابقات: "مسرح الطفل"، "العروض المسرحية الطويلة"، "العروض المسرحية القصيرة"، "المونو-دراما"، "الديو-دراما"، إضافة إلى "عروض ذوي الهمم". ومن ضمن فعاليات هذا المهرجان الثري ١٩ ورشة تدريبية مجانية في مختلف علوم المسرح، وندوات تطبيقية على العروض المشاركة. تكونت لجنة تحكيم المرحلة الأولى من الأساتذة: “الكاتب/ أحمد زيدان- السينوجراف/ نهاد السيد- المخرج/ عادل بركات- المخرج/ أيمن غالي- د. أحمد مجدي- ا. د محمد عبد المنعم". وتكونت لجنة تحكيم النهائيات من الأساتذة: “ا. د. محمد عبد العزيز- د. أحمد الدلة- د. فينوس فؤاد- علاء الجابر من العراق- د. بديعة الراضي من المغرب- الفنان/ أسامة مبارك من فلسطين- د. ملحة عبد الله من السعودية- والفنانة المصرية الجميلة/ حنان شوقي". فاز بالمركز الأول عرض "حبل في أوضة ضلمة"، لفرقة "ميزانسين"، وإخراج "مايكل نصحي"، عن مسرحية "المصحة" للكاتب "أحمد سمير". وفاز في مسرح الطفل عرض "البحث عن دنيا"، وفي "الديو-دراما" فاز عرض "الهانم"، وفي مسابقة "ذوي الهمم" فاز عرض "تعظيم سلام" لفرقة مركز شباب النصر. شكرًا للمبدع والمثقف المحترم المخرج "هشام السنباطي" الذي لاحق حُلمَه منذ صباه الأول، وحوّل شغفه بالمسرح إلى هذا المشروع الهائل، فغرس بذرته وسقاها سعيًا وكفاحًا وإبداعًا حتى حتى خرج إلى النور في هذا الثوب المشرق الذي تُباهي به مصرُ، ثم رواه ورعاه حتى علا بنيانه عامًا بعد عام. صناعة الجمال أمرٌ صعبٌ، لكن الأصعب هو الاستمرار في صناعته ورعايته رغم التحديات والعراقيل. والشكر كل الشكر لكل من رعى ودعم هذا المهرجان الجميل: قطاع شؤون الإنتاج الثقافي- وزارة الثقافة- صندوق التنمية الثقافية- الهيئة العام لقصور الثقافة- والشكر موصول لمؤسسة "في عشق مصر" ووزارة التضامن، ولجميع الفنانين المحترمين الذين يشاركون في إنجاح هذا المهرجان المصري العالمي. *** ***
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
“ميتا- تسافرُ بكنوزنا إلى الماضي في حضرة -المتحف المصري-
-
صديقتي … الأطفالُ …. والشغف
-
السير/ -مجدي يعقوب- … أوكتاڤُ الحياة1
-
المولد النبوي .. وطقس عروسة الحلوى
-
٦٢٦٦ عامًا على رُزنامة: -توت-
-
-الفأر”...المفترسون في أرحام الأمهات
-
كأسُ أمي… وابتسامةُ العالم!!!
-
-الملحد-... والمغالطات المنطقية
-
-لعبةُ النهاية- … العبثُ المخيف!!
-
-سميرة- العسراء … وأغسطس!
-
“سُميّة رمضان-… والذين معها
-
أقدمُ لكم ... أبي
-
“العيال فهمت- … إشراقةُ المسرح الكوميدي
-
حاجة تخوّف… المعذّبون أمام المرآة!
-
“جريمة بيضاء-… في محكمة الضمير!
-
ماكبث… إلكترا … رؤى حداثية مدهشة
-
“سميحة أيوب”... إشراقة مهرجان المسرح المصري
-
-شلبي- … الناس ال كلّ حاجة
-
-ماسبيرو- … هرمُ مصرَ الرابع
-
الموتُ … الفقدُ…. غيابُ الأمل
المزيد.....
-
-مسجد فوق معبد-.. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة
...
-
مجسم للكعبة ورموز إسلامية: هل كانت ضمن فعاليات موسم الرياض ا
...
-
فؤاد حسين: العراق يعمل مع الدول العربية والإسلامية على إيقاف
...
-
إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م
...
-
تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا
...
-
في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو
...
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|