|
حينما اختطفت زمرة البعثيين مطار طاشقند
نجاح العميشي
الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 11:44
المحور:
سيرة ذاتية
عندما اختطفت زمرة البعثيين مطار طاشقند د. نجاح العميشي في نهاية عام 1979 حطت بِنَا طائرة ايروفلوت الضخمة القادمة من مدينة عدن، وعلى متنها عدداً كبيراً من الرفاق الذين حصلوا على الدراسة في الاتحاد السوفيتي في مطار شيريميتييفو الدولي في موسكو، والذي كان يعد واحداً من أكبر المطارات الدولية، ويبعد عن العاصمة حوالي 24 كم في الاتجاه الشمالي الغربي. ويعتبر هذا المطار البوابة الجوية لموسكو على العالم. جاءت هذه المجموعة من الشباب والشابات كما اسلفت محملة بالطموحات لإكمال دراساتهم العليا في مختلف الاختصاصات العلمية، وتحقيق الحلم بالعودة إلى بلدنا فيما بعد حالما تتحسن الظروف السياسية، رافعين شعار الجمعيات والروابط الطلابية العراقية العتيد في الخارج (التفوق العلمي والعودة للوطن). كانت وتحدوهم الآمال للإسهام وبكل إخلاص وتفاني في بناء وطنهم والنهوض به، والحرص بنفس الوقت على أن لا تفوت لهم فرصة متاحة، إلا وكان لهم صوت وموقف ونشاط يتناسب وقدراتهم في فضح جرائم النظام الدكتاتوري؛ وسياساته التي اكتوت بها جماهير شعبنا العراقي على مدى سنوات طويلة. استقبلنا في المطار استقبالاً رائعاً من قبل ممثلي الكومسمول السوفيتي، ونقلنا إلى فندق الكومسمول بانتظار توزيعنا على المدن السوفيتية لتعلم المرحلة الأولى للدراسة، وهي تعلم اللغة الروسية، تجولنا في المدينة وسكنا لبضعة أيام، وشاهدنا ابرز معالمها الجميلة والتاريخية، كان نصيبي في ذلك التوزيع هو دراسة اللغة في مدينة طاشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان، والتي تبعد مسافة بعيدة جدا عن مدينة موسكو. في اليوم التالي تم نقلي لمحطة القطار الذاهب إلى طاشقند رفقة أحد أعضاء الكومسمول الشباب. ولما لم تكن لديَّ أي معلومة عن هذه المدينة سابقاً، فأني كنت أتوقع أن الرحلة لن تستغرق سوى يوماً واحداً في أكثر الأحوال. ولكن اتضح لي بعد ركوبي للقطار أن الأمر ليس كما كنت اتصور، فالمدينة كانت تبعد مسافة ثلاثة أيام؛ وليست ليوم واحد فقط عن مدينة موسكو… سار بِنَا القطار ماراً بمدن وحقول وجبال وانهار ومحطات عديدة، وكلما توقف كنت اعتقد أني قد وصلت للمدينة المرجوة التي سأكمل دراستي فيها. واحدة من المشاكل التي واجهتني في هذه الرحلة هي أن الكومسمول في موسكو قد سلمني في الفندق مبلغ خمسة روبلات لا غير، وهي لا تكاد أن تكفي لإطعامي ليوم واحد فقط، فكيف والحال وأنا امامي ثلاثة أيام. كان من حسن حظي أن عائلة اوزبيكية كريمة كانت مكونة من زوج وزوجته وأمه الكبيرة بالسن تشاركني نفس غرفة القطار، وكانوا يعلمون أن الرحلة هذه ليست بالقصيرة كما كنت أتصور ذلك، لذا فأنهم قد استعدوا استعداداً جيداً لها، وحملوا معهم ما لذ وطاب من أنواع اللحوم والفواكه والاجبان والخبز والنبيذ، وكانوا في كل مرة يدعوني لمشاركتهم طعامهم كلما حانت وجبة الطعام، لا بل يصرون على ذلك ولا يتركوني اصرف ما لدي من مبالغ لشراء أي وجبة طعام من مطعم القطار. بعد ثلاثة أيام بلياليها وبالتمام والكمال وصلت مدينة طاشقند، وهي مدينة كبيرة واسعة الأطراف، وهي عاصمة جمهورية أوزبكستان الحالية، وكانت تُعرف قبل الإسلام باسم مدينة شاش، وهي واحة جميلة جداً، وتتميز بإنتاج ملايين الاطنان من القطن سنويا، أمّا فيما يتعلق باسمها الحالي "طشقند" فقد سُمّيت به في القرن السادس عشر الميلادي، وقد أصبحت عاصمةً لتركستان الروسية في عام 1965 للميلاد، وهي جمهورية مستقلة ذاتياً، وبقيت عاصمة لها حتى عام 1930م بعد حدوث ثورة بسمتشي، والتي انهارت على إثرها جمهورية تركستان، لتصبح طشقند إحدى مدن الجمهورية الأوزبكية، لتصبح عاصمتها بدلا من مدينة سمرقند. وتبلغ مساحتها 15,300 كيلومترٍ مربّع، ويصل عدد سكانها إلى ما يقارب مليوني نسمة، من ضمنهم عدد لا بأس فيه من الأقليات الروسية، وتعتبر مدينة طشقند مدينةً ذات مزيج رائع من الطابع الإسلامي، والطابع الغربي للاتّحاد السوفيتي. نزلت من القطار بعد أن ودعت تلك العائلة الكريمة، بعد هذه السفرة المنهكة والمتعبة، كانت الروبلات القليلة ما زالت محتفظاً بها بجيبي، ولم اصرف منها كبيكاً واحداً، بسبب موقف تلك العائلة وضيافتها الكريمة. كنت وأنا في القطار افكر في تلك المدينة المتّوجه إليها، والتي لا اعرف عنها شيئاً، وكيف سأرتب أموري، ومن سيقدم لي المساعدة فيها؟ وهل يوجد لدينا رفاق فيها؟ وما هو هذا المعهد الذي سأدرس فيه؟ فالأوراق التي سلمت لي في موسكو كانت مكتوبة بالروسية فقط ولا قدرة لي بعد على فك رموزها ومعرفة مضمونها. استقبلتني عند محطة القطار إحدى الموظفات العاملات بالمعهد الزراعي التابع لجامعة طاشقند؛ بعد ما عرَّفت لي بنفسها بلغة إنكليزية ركيكة. كانت امرأة متوسطة العمر قصيرة، وتظهر جميع أسنانها مغطاة بالذهب حينما تبتسم، وكان على رأسها قلنسوة مطرزة بالألوان البراقة والزاهية، ولها ظفيرة طويلة كادت أن تلامس الأرض لطولها، وكانت مرتدية الرداء الأوزبكي التقليدي المعتاد المتعدد الخطوط والألوان. لحسن حظي كانت تتكلم قليلا باللغة الإنكليزية، مما سهل عليَّ عملية التفاهم فيما بيننا، حيث علمت منها بأن سمير وهو أحد الطلبة العراقيين في المعهد سوف يستقبلني هناك، وأتعرف عليه كي يساعدني، كما لمحت لي بأنه من رفاقنا ويمكن الاعتماد عليه كثيراً، وهو موضع ثقة المعهد أيضاً، لأنه كان من الطلبة المتفوقين دراسيا فيه وهو في السنة الخامسة . مدينة طاشقند مدينة كبيرة وجميلة بساحاتها الخضراء وبناياته الشاهقة، وأجوائها الشرقية وملابس نسائها المميزة. إن قطعنا مسافة غير قصيرة بالسيارة وصلنا للمعهد الذي سوف أتم فيه دراستي للدكتوراه. كان باستقبالي شاب طويل القامة بشوش الوجه لطيف المعشر أنيق الملبس، اقترب مني مادً يده مصافحاً بحرارة معرفاً نفسه لي بأنه الرفيق سمير مهدي شلال (استشهد لاحقا في مجزرة بشتشان)، لذا فأخذني لاستراح بعد هذه الرحلة الشاقة إلى غرفته التي رتبها بشكلٍ جميل، لأنام فيها بعمق وهدوء لساعاتٍ طوال. علمت من الرفيق سمير أن اعدادنا في هذه المدينة قليلة وبمجيئي إليها سيصبح عددنا ثلاثة رفاق. فهناك زميل ثالث لنا يدرس الهندسة المعمارية، تعرفت عليه لاحقاً، لأنه علم بوصولي، هو الرفيق حسام آل زوين، الشاب الوسيم وذو القلب الطيب، فهو رفيق متعدد المواهب والإمكانيات، فهي الرسام والخطاط والمصور. ذكر لي الشهيد سمير عند حديثي معه بإمكانية ألتحاق رفيقين بِنَا قريباً، ليصبح مجموعنا خمسة رفاق في هذه المدينة. في الجانب الآخر ذكر لي بأن اعداد كبيرة من البعثيين يتجاوز عددهم الأربعين فرداً موجودين في المدينة، وقسم منهم من الطلبة المبعوثين عبرَ الحكومة العراقية للدراسة هنا، والقسم الآخر هم أصلاً من رجالات الأمن والمخابرات العراقية، حيث كنّا نميزهم فيما بعد من خلال أعمارهم الكبيرة وشواربهم الكثة وكروشهم المتهدلة وأصواتهم الخشنة. أنهم ابتعثوا للدراسة في طاشقند على اساس أنهم من الطلبة، ولكنهم في واقع الحال لا علاقة لهم بالعلم والدراسة، فقد تفرغوا لشيء آخر وهو ملاحقة السياسيين المعارضين للحكومة العراقية، وكتابة التقارير عنهم وعن نشاطاتهم. كانوا يتمتعون بامتيازات مالية جيدة جداً، ولذا فأنهم كانوا يقضون اغلب أوقاتهم في المطاعم والحانات وملاحقة الفتيات. بعد مضي مدة قصيرة من وصولي ألتحق بِنَا وبنفس المعهد الزراعي رفيقين سبق وأن حدثني عنهما الشهيد سمير، هما الرفيق صبحي م الذي سبق لي وتعرفت عليه في مدينة عدن اليمنية، والرفيق الثاني هو هلال ع الشاب الأنيق والهادئ القادم من باريس مدينة الأضواء والثقافة لإكمال دراسته العليا بالاقتصاد. بعد ان اكتمل عددنا نحن الخمسة باشرنا بوضع خطة للتحرك على المنظمات السياسية العربية والأجنبية، وتقوية علاقات التضامن والتنسيق معهم، حيث بدأنا أولاً مع منظمات الأحزاب الشيوعية العربية، وكذلك المنظمات الفلسطينية، منها: فتح والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية، ثم مع منظمات الأحزاب الشيوعية والطلابية الأجنبية في أمريكا اللاتينية، وحزب تودة، كما وطدنا علاقاتنا مع الاحزاب والمنظمات الكردية، حيث ساهمنا بنشاط جميع الاحتفالات المركزية لهذه المنظمات والأحزاب، وتحركنا للتعاون والتنسيق مع منظمة الكومسمول السوفيتي في طاشقند، حيث ساهمنا بنشاط واسع في احتفالات جميع تلك القوى والأحزاب المركزية، ودعوناهم للمشاركة معنا احتفالاتنا بتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وكذلك أعياد النوروز. لقد وضعنا تصب أعيينا ومنذ الوهلة الأولى مهمة فضح إرهاب السلطة ضد القوى الوطنية وجماهير الشعب، بالرغم من قلّة عددنا، ومعنا جماهير الشعب الكردي، وفضح التردي الاقتصادي لأوسع الجماهير، وفساد مسؤولي السلطة وعائلة صدام وأقربائه، وتوحيد قوى المعارضة العراقية وتجميع صفوفها من أجل إسقاط النظام الدكتاتوري، وكسب التضامن العربي والأممي إلى جانب نضال الحزب وقوى المعارضة الوطنية. كان شعرنا منذ أن بدأنا نشاطنا السياسي في المدينة تضايق البعثيين منا جداً، ومن تحركاتنا، لذا بدأوا بمضايقتنا من خلال تمزيق نشراتنا الحائطية التي كنّا ننشرها في المعهد الزراعي وعلى اكمالها وإظهارها بصورة جميلة وممتعة. كنّا نعمل لساعات طويلة من الليل، ونحرص دائماً على إظهارها بصورة جميلة لتشد القارئ على قرأتها. وعندما تكررت حالات تمزيق تلك النشرات فقد قررنا أنا والأخ حسام حمزة بإعادة كتابة تلك النشرات الحائطية كلما مزقوا واحدة منها، وكنا حريصين على أن نعلقها بنفس الوقت، وأن تظهر بنفس المواضيع والألوان ونوعية الخط التي كانت عليها النشرة التي مزقت من قبلهم. لقد نجحنا بعد جهد جهيد ومثابرة بالنجاح بالحد من نشاط البعثيين في المدينة وعزلهم، فأصبحوا منبوذين من قبل الطلبة العرب والأجانب، ويتجنبون اللقاء معهم، ويبتعدون عنهم، ولا يحضر أي أحد منهم احتفالاتهم التي يقيمونها، إلا فئة قليلة ممن يطمعون بالفتات الذي يقدمونه لهم في موائدهم. كانت الأوضاع في المدينة متوترة، وتنبأنا بحدوث شيءٍ ما، بعد ما قمنا به من نشاط سياسي وإعلامي واضح بين صفوف الطلبة والمنظمات السياسية المختلفة. حانت تلك الحالة الحاسمة والخطرة في تأزيم الموقف عندما قدم أحد من زملائنا من موسكو واصطدم به البعثيين الذين كانوا يعرفونه سابقاً، مستخدمين ما بحوزتهم من سكاكين وأدوات جارحة، فأصابوه في عدة أماكن من جسمه، لكنه لقنهم درساً لن ينسوه أبداً، لقوته الجسمانية وبراعته في الدفاع عن نفسه. اصبحت الأوضاع متوترة وتنذر بخطر داهم، حينما هاجم البعثيون رفيقنا حسام واعتدوا عليه بعد أن كان راجعاً إلى القسم الداخلي، بعد أن من إلقى كلمته في حفل الحزب الاشتراكي اليمني، إلا أنه قومهم بشجاعة هو ورفيقنا رمزي من الحزب الشيوعي السوري فلقنوهم درسا لن ينسوه ابداً. كنّا حذرين جداً في تحركاتنا بعد ذلك الحادث، وكنّا نتوقع أن يقوم البعثيين بردة فعل عنيفة للحد من نشاطنا السياسي الواسع والناجح في المدينة. كما كنّا نشعر أن الأجواء ملبدة بالغيوم وتشي بحدوث حدثٍ ما. لذا كان علينا ايضاح ذلك لقيادة الكومسمول في أوزبكستان، وكذلك لمجلس المدينة، ذلك المجلس الذي يعنى بالنشاط السياسي للمنظمات الأجنبية العاملة في مدينة طاشقند؛ ويتسق فعالياتها المختلفة، وفعلاً ألتقينا بهم، وطالبناهم في اجتماعاتنا اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتنا من أي اعتداء محتمل ومتهور يقوم به البعثيين، ولكنهم اهملوا طلبنا للأسف، ولم يأخذوه محمل الجد. بعد بضعة أيام، وبينما كنت ذاهباً في طريقي لقاعة الدرس الساعة الثامنة صباحاً، لاحظت تجمعاً كبيراً وغير معهود للبعثيين في مطعم المعهد، وكان من بينهم عدداً من البعثيين من خارج المعهد الذي ندرس فيه، وبذلك ما اثار استغرابي، حينما دخلت الصف الدراسي بادرتني الأستاذة بالسؤال عن ثلاثة طلاب بعثيين كانوا يدرسون معي بنفس ذلك الصف، ولماذا لم يحضروا هذا اليوم فأبلغتها بعدم معرفتي بالسبب، ولكني قلت لها بلغتي البسيطة بأني لاحظت تجمعاً غريباً للبعثيين عند المطعم، وصرحت لها بمخاوفي بأنهم قد يخططون لعمل شيء ما ضدنا. لم تأخذ المدرسة تخوفي على محمل الجد، ومنعتني من الخروج من الصف عندما اردت الرجوع إلى الأقسام الداخلية وإبلاغ رفاقنا بذلك. وبينما نحن نتحدث مع بعضنا سمعنا أصوات عالية آتية من الخارج، وهي تهتف بحياة حزب البعث وقيادته، وعندما اقتربنا من الشباك لمشاهده ماذا يحدث، خرج طلبة الصف إلى ساحة المعهد الزراعي، ارهبنا الموقف، حيث أن اعداداً كبيرة منهم تحمل الفؤوس والسكاكين، وهم يركضون في أنحاء المعهد، ثم توجهوا للطريق العام، حيث عرفنا بعدها أنهم استولوا على عددٍ من باصات النقل العامة، وانزلوا ركابها تحت التهديد بالسلاح، وطلبوا بالقوة من سائقي الباصات تركها وتسليمها لهم، وتوجهوا فوراً لمطار طاشقند الدولي . في تلك اللحظات ازدحم المعهد بالقوات الأمنية والشرطة المدججة بالسلاح، بعد أن وصلتهم اخبار الهجوم الذي قام به البعثيين والذي خططوا له من قبل فترة، ويتلخص مخططهم ذلك بالقضاء علينا جميعا وتصفيتنا. لقد استلم جميع البعثيين التعليمات بشراء الفؤوس والسكاكين قبل يوم الحادث، والتجمع عند مطعم المعهد صباحاً، وحينما اكتمل عددهم وحانت ساعة الصفر توجهوا نحو الأقسام الداخلية لمهاجمتنا في غرفنا والقضاء علينا. كان من حسن الصدف أنهم لم يجدوا أحداً منا في القسم الداخلي في ذلك الوقت، ولكنهم وجدوا بطريقهم الرفيق عز الدين وهو من رفاقنا الشجعان من الحزب الشيوعي السوري، فهجموا عليه وحطموا راْسه بفؤوسهم، وجرحوه في أماكن عده من جسمه، وتركوه مضرجاً بدمائه بعدما ظنوا أنهم قد قضوا عليه تماماً. عز الدين لم يتوفى كما ظنوا بل تضرر ضرراً بليغاً جداً، بعد أن أصيب بطعنات قاتلة في عدة أجزاء من جسمه، كان اشدها هي كسور شديدة في قحف الرأس، أجريت له بعد نقله للمستشفى عده عمليات جراحية لتبديل قحف الراس، وظل المسكين يعاني منها فيما بعد، من الآلام في الرأس، وصعوبة في السماع من أذنه وطنين مرتفع فيها. بعد أن وصل البعثيين لمطار طاشقند الدولي، قاموا بالاستيلاء على جميع قاعات نقل المسافرين في المطار، واختطاف الموظفين العاملين فيه. وكانت ابرز طلباتهم هي تجهيز طائرات خاصة لتقلهم إلى بغداد. ظل مطار طاشقند مغلقاً امام الطائرات لمدة أربعة أيام، بعد أن امتنعت السلطات الأوزبكية من تلبية طلباتهم تلك، وطالبتهم بتسليم المخططين والمنفذين الرئيسيين لهذا العمل الإجرامي. وبعد عدة أيام من المفاوضات مع الحكومة العراقية وافقت أوزبكستان حينها على قدوم طائرة عراقية لنقلهم جميعهم إلى بغداد هم وعوائلهم، لكن بعد فترة ليست بالقصيرة جرت الموافقة على عودتهم إلى مقاعد دراستهم في طاشقند، بعد أن تم ابعاد عشرة طلبة منهم، كانوا من العناصر الأمنية، وهم المسؤولين عن التخطيط لهذه العملية، حيث رفضت السلطات الأوزبكية عودتهم لمقاعد الدراسة . وفِي هذا السياق أيضاً جرى اتخاذ قرار من قبل الحكومة السوفيتية بعزل الطلبة الشيوعيين من خلال نقلهم إلى مدن دراسية مقفلة لهم فقط، وكذا الحال مع الطلبة البعثيين، لابعاد أي احتكاك يحصل فيما بينهم. كان ذلك جزءاً بسيطاً تم تحقيقه سابقاً في منظماتنا في الخارج، لأعلاء المواقف التضامنية مع اتحادنا وطلبتنا وشعبنا، بهدف اختراق حواجز الصمت العربية والأممية الرسمية آنذاك، إزاء بشاعة ودموية النظام البعثي السابق وجرائمه، ورعونة تصرفات أعضاء حزبه .
#نجاح_العميشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حينما اختطفت زمرة البعثيين مطار طاشقند
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|