أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - مقطعان ملفتان للنظر من رسالة صدام حسين الوداعية














المزيد.....

مقطعان ملفتان للنظر من رسالة صدام حسين الوداعية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 11:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو من ردود الفعل في كل مكان ان الحديث عن اعدام صدام سيكون طويلاً, ولكن دعوني اركز في هذه العجالة على الرسالة التي كتبها صدام الى "شعبه" العراقي, وبالذات الى مقطعين لفتا نظري فيها.

في الأول يقول:

"أيها الشعب العظيم.. أيها الناس في أمتنا والإنسانية.. لقد عرف كثر منكم صاحب هذا الخطاب في الصدق والنزاهة ونظافة اليد والحرص على الشعب والحكمة والرؤية والعدالة والحزم في معالجة الأمور، والحرص على أموال الناس وأموال الدولة، وأن يعيش كل شيء في ضميره وعقله وأن يتوجّع قلبه ولا يهدأ له بال حتى يرفع من شأن الفقراء ويلبّي حاجة المعوزين وأن يتسع قلبه لكل شعبه وأمته وأن يكون مؤمناً أميناً.. من غير أن يفرّق بين أبناء شعبه إلاّ بصدق الجهد المبذول والكفاءة والوطنيّة".

ففيما عدا عبارة "الحزم في معالجة الأمور" (وهي كفاءة لا علاقة لها بالأخلاق, عكس بقية الصفات المدرجة) فأن بقية المقطع – الجملة – كله سيكون صادقاً لو اننا قلبناه تماماً! بل اني لا اعرف شخصية تتجمع فيها كل تلك الصفات المعكوسة مثلما هي في صدام. والسؤال هنا, لماذا يكتب صدام هكذا ويكذب في ساعاته الأخيرة ايضاً؟ الم يكن منطقياً اكثر ان يحاول الإعتراف نادماً, سواء كان ذلك للعراقيين ام لربه؟
تصوري هو انه ربما كان دخل في حالة شبه لاواعيه في تصور كل الصفاة الرذيلة التي كان يتصف بها وقد تحولت في شكل امنية حلمية الى صفاة معاكسة ايجابية تجعل منه شبه نبي.
على اية حال, هذا مجرد تخمين, ربما كان غيري اقدر على تحليل الموضوع واعطاء سبب اصدق, لكني اردت هنا الإشارة الى هذه الظاهرة الغريبة.

اما في المقطع الثاني الذي لفت انتباهي فيقول صدام:

"أيّها الإخوة أيّها المجاهدون والمناضلون إلى هذا أدعوكم الآن وأدعوكم إلى عدم الحقد، ذلك لأن الحقد لا يترك فرصة لصاحبه لينصف ويعدل، ولأنه يعمي البصر والبصيرة، ويغلق منافذ التفكير فيبعد صاحبه عن التفكير المتوازن واختيار الأصح وتجنّب المنحرف ويسدّ أمامه رؤية المتغيرات في ذهن مَن يتصوّر عدوّاً، بما في ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود من انحرافها إلى الطريق الصحيح، طريق الشعب الأصيل والأمّة المجيدة.. وكذلك أدعوكم أيها الإخوة والأخوات يا أبنائي وأبناء العراق.. وأيها الرفاق المجاهدون.. أدعوكم أن لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا، وفرّقوا بين أهل القرار والشعوب، واكرهوا العمل فحسب، بل وحتى الذي يستحق عمله أن تحاربوه وتجالدوه لا تكرهوه كإنسان.. وشخوص فاعلي الشر، بل اكرهوا فعل الشر بذاته وادفعوا شرّه باستحقاقه.. ومن يرعوي ويُصلح إن في داخل العراق أو خارجه فاعفوا عنه، وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل، لأن الله عفوٌ ويحب من يعفو عن اقتدار، وإن الحزم واجب حيثما اقتضاه الحال، وإنه لكي يُقبل من الشعب والأمّة ينبغي أن يكون على أساس القانون وأن يكون عادلاً ومنصفاً وليس عدوانيّاً على أساس ضغائن أو أطماع غير مشروعة."

في هذا المقطع السريالي الثاني, يدعوا صدام الناس ("المجاهدون والمناضلون") الى "عدم الحقد". وكل ضني انه يقصد ان يسامحه الناس وينسون الحقد عليه, رغم انه يؤكد على " أن لا تكرهوا شعوب الدول التي اعتدت علينا " وهي اما مهزلة فارغة, (لأن حقيقة كونه المعتدي في الحرب على ايران لم تعد موضع نقاش اطلاقاً) لكي يمكنه ان يدعوا الناس الى مسامحته, دون ان يعترف مباشرة بذنوبه, وذلك من خلال ان يكتسب الناس صفات " الإنصاف والعدل والبصيرة والتفكير المتوازن ...الخ".

ما يشجعني على تأكيد ذلك هو عبارته " بما في ذلك الشخوص المنحرفة عندما تعود من انحرافها إلى الطريق الصحيح، طريق الشعب الأصيل والأمّة المجيدة." فهذه الشخوص ان كانت في ايران التي يعتبرها معتدية, فيبدوا الحديث عن " الشعب الأصيل والأمّة المجيدة " حديثاً غير مناسب لأنها عبارة معتادة بين "القائد" و"شعبه" فقط, (وغالباً من اجل خداعه). إضافة الى ذلك فتأريخ صدام بتحقير ايران لم يكن مقتصراً على قياداتها بل انصب معظمه على الشعب الأيراني في كل الخطاب الإعلامي عن "الفرس المجوس" ...وحتى ان في اغاني الحرب (كغيرها لم تكن لتجد طريقها دون موافقته) كان هناك عبارة "ذولة اصلاً مو بشر" في احداها..

انه يؤكد ايضاً: " واكرهوا العمل فحسب، بل وحتى الذي يستحق عمله أن تحاربوه وتجالدوه لا تكرهوه كإنسان "
و ايضاً " فاعفوا عنه، وافتحوا له صفحة جديدة في التعامل، لأن الله عفوٌ ويحب من يعفو عن اقتدار.." الخ.

رسالة جديرة بالدراسة, اليس كذلك؟



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من محاكمة الحقائق- رد على سامر عينكاوي
- ارهابيي الرياضة والرمز: وعي متقدم لاطائفي
- دفع المالكي الى الإنتحار
- القابض على الجمر: مراجعة للتهم الموجهة الى جيش المهدي
- ثلاثة افكار من اجل رد ثقافي على الطائفية والإرهاب
- عادل امام يصالح السنة والشيعة
- الإعتقال المطول السابق لتوجيه الإتهام نوع من التعذيب
- ذكرى مقتل جون لينون, الخنفس اليساري الذي ارعب اقوى رجل في ال ...
- البعث يدافع عن مجتثيه
- إنتقم من الخطأ
- عن وردة سعدون وارض الخوف وميلاد المقاومات الثلاثة
- قتل الأمل
- الإنتخابات الهولندية: عواصف شديدة فوق الأراضي المنخفضة
- خطة طوارئ للدراسة الجامعية في زمن الإرهاب
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا؟ -2: ضرورة القراءة ...
- كيف يتخذ الإنسان العراقي موقفاً من كل هذا الضجيج؟
- الحكم على صدام, فرحة نصر وتفاؤل حذر
- الحكم على صدام, وتفاؤل حذر
- أمسك خصمك متلبساً بقول الحق وامتدحه!
- كيف عادت -صدام حسين يلوك النه-؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - مقطعان ملفتان للنظر من رسالة صدام حسين الوداعية