أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «فريق الأحلام» الصهيوني في إدارة الولايات المتحدة














المزيد.....

«فريق الأحلام» الصهيوني في إدارة الولايات المتحدة


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 10:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا بدّ أن يكون قد أصيب بإحباط شديد كلُّ من كان من السذاجة والخيال إلى حدّ الإيمان بأن دونالد ترامب سوف يكون أكثر إنصافاً حيال الشعب الفلسطيني مما هما جو بايدن وكامالا هاريس (لا سيما من صدّقوا العبيطين، الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، رئيس جمعية «الأمريكيون العرب المؤيدون لترامب» والأمريكي هندي الأصل ربيع شوذوري، رئيس جمعية «المسلمون المؤيدون لترامب»). ذلك أن التعيينات التي أعلن عنها حتى الآن الرئيس المنتخب لملء المناصب في إدارته القادمة قد غمرت بنيامين نتنياهو وحلفاءه بالغبطة والفرح، بل نقل مراسل صحيفة «ذي غارديان» البريطانية عن المستوطنين ومن لفّ لفّهم في أقصى اليمين الصهيوني وصفَهم الإدارة التي ارتسمت ملامحها في الأيام الأخيرة بأنها «فريق الأحلام». هذا الوصف ذاته كان قد عبّر عنه مات بروكس، رئيس «الائتلاف اليهودي الجمهوري» الداعم للشخصيات اليهودية في صفوف الجمهوريين، وفق صحيفة «نيويورك تايمس» وقد أعرب الرجل عن ثقته بأن إسرائيل سوف تحصل من الفريق الجديد على دعم كامل لتصفية «حماس» و«حزب الله» وضرب المطامع النووية الإيرانية.
والحال أنه يصعب تشكيل إدارة أكثر ملاءمةً لأقصى اليمين الصهيوني من تلك التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي المنتخب. فقد برز بين أول الذين أعلن ترامب تعيينهم مايك هكبي، الوجه البارز في التيار «الصهيوني المسيحي» في الولايات المتحدة، الذي سوف يكون سفير ترامب لدى إسرائيل. وقد صرّح هكبي لإذاعة الجيش الإسرائيلي إثر تعيينه أن ليس من رئيس أمريكي أسهم أكثر مما أسهم ترامب في «ضمان تفهّم سيادة إسرائيل» وأنه كامل الثقة بأن هذا الأمر سوف يستمرّ. ومن المشهور عن هكبي إيمانه بأن الله قد وهب إسرائيل الضفة الغربية (يفضّل تسميتها «يهودا والسامرة» على النسق الصهيوني) ومعارضته للانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005 لزعمه أن القطاع «ملكٌ لليهود تاريخياً». لا بل نفى هكبي في مقابلة حديثة أن يكون ثمة «فلسطينيون» (بل هم عربٌ قطنوا أرض إسرائيل في نظره) وتباهى بأنه «صهيوني بلا اعتذار وبلا قابلية للإصلاح».

ترامب هو «رئيس الأحلام» بالنسبة لأقصى اليمين الصهيوني، فمن الطبيعي أن تشكّل إدارته «فريق الأحلام» في نظرهم

وينتمي جميع الذين عيّنهم ترامب في إدارته القادمة إلى الطراز ذاته. فإن بيت هيغسيث، الرجل الذي عيّنه ترامب ليكون وصياً على البنتاغون، إنما يتباهى بتطرّفه اليميني إلى حد أن صدره مليء بالوشوم «الصليبية» وقد تميّز بمزايدته على إدارة بايدن في تأييد حرب الإبادة الصهيونية على غزة. وإليز ستيفانيك، التي ستكون سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة، اشتهرت بشراستها في انتقاد رئيسات الجامعات الأمريكية لسماحهنّ بحصول أعمال تضامن مع غزة داخل حرم مؤسساتهنّ، واصمة هذا التضامن بأنه من وحي «اللاسامية». وقد زارت ستيفانيك إسرائيل في الربيع الماضي وألقت خطاباً أمام الكنيست، لامت فيه إدارة بايدن على ما رأت فيه فتوراً في دعم الدولة الصهيونية. أما مارك روبيو، الذي سوف يتولّى منصب وزير الخارجية، فمعروف لحماسه في دعم إسرائيل ونتنياهو، وقد أدان بشدّة محاولة إدارة بايدن ثني إسرائيل عن اجتياح رفح في الربيع الماضي، مشبّهاً يحيى السنوار بأدولف هتلر وناعتاً أعضاء «حماس» بالحيوانات الشرسة. وأما مندوب ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وهو زميل يهودي لترامب، يعمل مثله في المضاربة العقارية ويمارس لعبة الغولف معه، فقد مدح نتنياهو وحمل بشدّة على الديمقراطيين الذين قاطعوا خطابه الأخير إلى الكونغرس الأمريكي (ومنهم كامالا هاريس التي تذرّعت بالتزام مسبَق).
وربّما كان الوجه الأكثر طرافة في الفريق العتيد في حماسه لإسرائيل تولسي جابَرد التي يريدها ترامب أن تتولّى الإشراف على أجهزة الاستخبارات الأمريكية. فقد اشتهرت في المنطقة العربية لزيارتها سوريا في عام 2017 ولقائها مع بشار الأسد، وقد أبدت تضامنها معه في وقت كان ترامب رئيساً وهي نائبة منتمية إلى الحزب الديمقراطي، ثم انتقدت بعد ذلك الهجوم الصاروخي على مطار الشعيرات الذي أمر به ترامب، مشكّكة في مسؤولية نظام الأسد في الهجوم الكيميائي على خان شيخون الذي كان هو علّة الهجوم. وبعد تركها صفوف الديمقراطيين وإعلانها عن دعمها لحملة ترامب الرئاسية في عام 2022، تميّزت جابَرد، صاحبة السجل الحافل بالمواقف المتناقضة من شتى الأمور، تميّزت برفع صوتها دعماً لحرب الإبادة الصهيونية على غزة وباتهامها بايدن وهاريس بالتلكؤ في مساندة إسرائيل وفي محاربة «اللاسامية» التي تراها ماثلة في حملة التضامن مع شعب غزة وحركة المقاطعة (BDS) وهي تصف مناهضي حرب الإبادة بأنهم «دمى» بيد حركة «حماس» التي تقرنها بتنظيمي «داعش» و«القاعدة».
فحتى لو رفض مجلس الشيوخ الأمريكي أيا من الرجال والنساء الذين عيّنهم ترامب ليكونوا أعضاء في إدارته القادمة (وقد يطال الرفض بيت هيغسيث وتولسي جابَرد بوجه خاص، فضلاً عن الرجل المعيّن لشغل منصب النائب العام) فإنه لمن المؤكد أن الذين قد يعينون محلّهم لن يكونوا أقل حماساً في تأييد الدولة الصهيونية وحكومتها اليمينية القصوى من سابقي الذكر. ذلك أن ترامب هو «رئيس الأحلام» بالنسبة لأقصى اليمين الصهيوني، فمن الطبيعي أن تشكّل إدارته «فريق الأحلام» في نظرهم. أما بالنسبة للشعب الفلسطيني وسائر شعوب الشرق الأوسط، فإن تلك الأحلام حقاً كوابيسُ.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والشرق الأوسط: ماذا ينتظرنا؟
- الهجمة الإسرائيلية اللاحقة على إيران
- معضلة «حزب الله»
- مصير المنطقة بين الصهيوني الأمريكي وزميله الإسرائيلي
- لماذا ترفض طهران وقف النار في لبنان؟
- «حزب الله» وخطأ الحساب
- تصعيد التهويل الإسرائيلي في لبنان: تأملات استراتيجية
- لبنان واستراتيجية التهويل الإسرائيلية
- شعب الجزائر يكرّر رفضه لحكم العسكر
- نفاق ونفاق: صراع الصقور والنسور الصهاينة
- حرصُ حسن نصر الله على المدنيين
- أساذجٌ بلينكن أم متواطئٌ مع نتنياهو؟
- مناهضة الفاشية وسقوط الليبرالية الأطلسية
- جريمة جو بايدن ضد الإنسانية
- لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود…
- في قتل الأطفال وعودة الإبادة إلى الاعتياد
- ليس الأسوأ دائماً أكيداً
- عندما تصبح تهمة اللاسامية سلاحاً بيد الفاشية الجديدة
- هل يمهّد قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية لحرب شاملة؟
- خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «فريق الأحلام» الصهيوني في إدارة الولايات المتحدة