شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 03:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
باشتداد موجة المواجهات بين إيران واسرائيل عبر أذرع الاولى حماس وحزب الله . ومقتل السنوار. إضافة الى المواجهات الدامية بين الفصائل المسلحة في الشمال الغربي من سوريا كل ذلك كان كفيلا" بأن تهدأ نوعا" ما الضجة الاعلامية حول لقاء اردوغان والاسد. في حينكنا نغرق في تحليلات الاخبار والاعلام وكانت لا تكاد تمر نشرة إعلامية واحدة دون إشارة إلى التوقعات والأخبار والتسريبات الخاصة بلقاء الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، مصورة الأمر وكأنه "لحظة نهاية الصراع السوري". تفعل ذلك، لكن دون أن تتجرأ على طرح السؤال الأصعب: ماذا بالنسبة لأكثر من نصف الشعب السوري؟ أربعة ملايين في إدلب وباقي مناطق النفوذ التركي، وخمسة ملايين ضمن مناطق الإدارة الذاتية "الكردية" في شمال شرقي سوريا، يضاف إليهم قرابة ستة ملايين سوري يعيشون في الشتات الإقليمي، في تركيا ولبنان والأردن والعراق وباقي الدول.
هؤلاء السوريون الخمسة عشر مليونا ليسوا رقما أو مادة خاما، يُمكن إعادة تدجينهم وبلورة حياتهم ومستقبلهم حسب توافقات سياسية فوقية، خاضعة لحسابات الرئيس أردوغان الداخلية أو توافقات سياسية إقليمية، أو حتى الدولية. لأنهم بمعنى ما "شعب كامل"، شيّد قدرته على تقديم كل هذه التضحيات وصاغ هويته السياسية ومجمل مستقبله المنظور وفق حساب وحيد، هو استحالة العودة إلى ما كان عليه قبل العام 2011. لأن ذلك الأمر لو كان ممكنا أساسا، لما وصل هؤلاء إلى هذا المستوى من القطيعة وتقديم التضحيات ورفض الإذعان وقبول مهانة الشتات، لخضعوا وقبلوا هزيمتهم العسكرية أمام النظام الحاكم، ولاعتبروا ما جرى خلال عقد ونصف مجرد فاصل عابر في تاريخهم السياسي، كما تبني تركيا استراتيجيتها السياسية الراهنة.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟