مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خطوة تعد بأنها الأكثر شجاعة على الصعيد الدولي، وهو اتخاذ المحكمة الجنائية الدولية قراراً بملاحقة رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" ووزير دفاعه المقال بتهم جرائم حرب.
ولكن أود أن اُبين الموقف الأمريكي من هذا القرار، مستأنساً برأي السياسي العراقي عزت الشابندر عبر تغريدته، "لم يكن مجرد تعبير عن سياسة خارجية أو خلاف سياسي مع 124 دولة تدعم المحكمة، بل يعكس عقيدة دينية متجذرة تتحكم في النظام السياسي الأمريكي وتؤثر على سياساته تجاه القضايا العالمية والإقليمية".
وهنا لابد أن نكشف ما يبرز الموقف الأمريكي من المحكمة الجنائية الدولية كدليل على تأثير الأيديولوجيا السياسية في صياغة سياسات الولايات المتحدة تجاه دعم إسرائيل.
الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل، بغض النظر عن الانتهاكات التي ترتكبها، ليس مجرد تحالف سياسي، بل يرتبط بتيارات دينية تؤمن بأهمية الحفاظ على إسرائيل كجزء من نبوءات توراتية.
هذا التوجه يضعف فرص تحقيق العدالة الدولية عندما يتعلق الأمر بجرائم ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين أو اللبنانيين، ويجعل من الصعب محاسبة القادة الإسرائيليين على انتهاكاتهم المستمرة.
محاكمة نتنياهو ووزير دفاعه خطوة تأخرت كثيراً، بالنظر إلى سجل إسرائيل الحافل بجرائم الحرب. القرارات الدولية التي تدين إسرائيل بخرقها للقوانين الدولية المتعلقة بالحرب والسلام باتت عديدة، لكن تنفيذها ظل معلقاً أمام الفيتو الأمريكي والضغوط الدبلوماسية. إدانة نتنياهو في محكمة دولية ليست فقط مطلبا قانونياً، بل هي ضرورة أخلاقية للردع وإنصاف الضحايا الفلسطينيين واللبنانيين الذين عانوا من حروب الاستنزاف والإبادة.
يمثل هذا القرار رسالة واضحة إلى قادة إسرائيل بأن جرائم الحرب لن تمر دون محاسبة.
كما أنه يفتح باب الأمل أمام الفلسطينيين واللبنانيين في الحصول على إنصاف طال انتظاره. قرار المحكمة الجنائية الدولية قد يسهم في ردع إسرائيل عن شن المزيد من الحروب، ويعزز فكرة المساءلة الدولية التي تحتاجها المنطقة بشدة لتحقيق السلام والعدالة.
المفارقة تكمن في أن الولايات المتحدة، التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، تقف موقفاً مناهضاً لمحاكمة مجرمي الحرب، مما يعكس ازدواجية في سياساتها.
هذا الموقف لا يعبر فقط عن انحياز سياسي، بل عن تناقض بين القيم المعلنة والممارسات الفعلية.
ان هذه المحاكمة ليست مجرد حدث قانوني، بل هي معركة أخلاقية وسياسية ودولية، ومع أن الولايات المتحدة تعارض هذه الخطوة، فإن المجتمع الدولي يظل مطالباً بالمضي قدماً لتحقيق العدالة بمزيداً من الخطوات لوقف القتل الممنهج الذي تتبعه إسرائيل تجاه شعبي فلسطين ولبنان.
هذه المحاكمة قد تكون البداية لتغيير معادلة القوة في المنطقة وإعادة الاعتبار لحقوق الشعوب المظلومة.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟