أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - مستقبل الإسلام السياسي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية انموذجا















المزيد.....

مستقبل الإسلام السياسي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية انموذجا


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام السياسي مصطلح يشير إلى استخدام المفاهيم والتعاليم الإسلامية كأساس لتوجيه النشاط السياسي والاجتماعي في المجتمعات.
يتعلق الإسلام السياسي بمحاولات جماعات أو حركات معينة لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية مستندة إلى الإسلام، سواء من خلال العمل في إطار الأنظمة السياسية القائمة أو من خلال السعي لتغييرها.
يظل الإسلام السياسي ظاهرة معقدة تتداخل فيها الجوانب الدينية، الاجتماعية، والسياسية، ويتفاوت تأثيره حسب السياق المحلي والإقليمي.

■ نشأة الإسلام السياسي وتطوره في المنطقة العربية
يُعتبر من أهم الظواهر السياسية والاجتماعية التي شكلت واقع المنطقة منذ بدايات القرن العشرين.
بدأ الإسلام السياسي بالظهور في أوائل القرن العشرين كرد فعل على الاستعمار الاوربي والهيمنة الغربية.
تطور مع سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 وتراجع القيم الإسلامية في المجتمعات، حيث حاولت الحركات الإسلامية ملء الفراغ الذي تركه غياب القيادة الإسلامية الموحدة.
في فترة المد الأيديولوجي (الخمسينيات والستينيات) وبدء الصراع مع القومية العربية، برز الإسلام السياسي في مواجهة الأنظمة القومية والاشتراكية مثل نظام جمال عبد الناصر في مصر، حيث شهدت جماعة الإخوان المسلمين قمعا واسعا.
ركزت الحركات الإسلامية على انتقاد الفكر العلماني والقومي، واعتبرته معاديا للإسلام، ومنها ظهرت التحولات الفكرية والتي تمثلت بكتب سيد قطب احدها كتاب "معالم في الطريق" أسست لأفكار الإسلام السياسي الجهادي، داعية إلى الثورة ضد الأنظمة "الجاهلية" !!

حدثت الطفرة الإسلامية (السبعينيات والثمانينيات) :
▪︎ الثورة الإيرانية (1979) قدمت نموذجا جديدا للإسلام السياسي، حيث أطاحت بالنظام الملكي وأسست جمهورية إسلامية بقيادة روح الله الخميني، ما ألهم الحركات الإسلامية السنية والشيعية.
▪︎ الجماعات الجهادية: ظهور تنظيمات مثل القاعدة كان نتيجة لتأثير الأفكار السلفية والجهادية، خصوصا بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان.
ازدادت شعبية الحركات الإسلامية في الدول العربية مثل الجزائر (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) وتونس (حركة النهضة).

الإسلام السياسي بعد الربيع العربي (2011) والذي تمثل بصعود الإسلاميين :
استغلت الحركات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة في تونس، الفراغ السياسي بعد سقوط الأنظمة الدكتاتورية، ووصلت إلى الحكم في بعض البلدان.

في المقابل كانت هناك انتكاسات لهذه الجماعات بعد وقت لاحق، سرعان ما واجهت هذه الحركات تحديات كبيرة، مثل الإطاحة بالإخوان في مصر (2013)، والقمع المتجدد للحركات الإسلامية في العديد من الدول.
تزامنا بعد ذلك ظهور التطرف العنيف، حيث ظهر تنظيم "داعش" (2014) كنموذج متطرف للسلفية الجهادية، ركز على إقامة "دولة الخلافة" باستخدام العنف.

■ التحولات الحديثة (ما بعد 2020) وإعادة تشكيل الإسلام السياسي تنظيميا وفكريا.
ركزت بعض الحركات الإسلامية على العمل المدني والدعوي بعد فشلها في تحقيق مكاسب سياسية كبيرة.
في المقابل، تبنت دول مثل الإمارات والسعودية نهجا لمحاربة الإسلام السياسي، باعتباره تهديدا لاستقرارها.

كما ان التحالفات الدولية والحروب في المنطقة (مثل الحرب السورية واليمنية) اضعفت الحركات الإسلامية، لكنها لم تُنهِ دورها تماما.
* الإسلام السياسي ليس كتلة واحدة، بل يشمل طيفا واسعا من الحركات والجماعات التي تختلف في أهدافها ووسائلها، مما يجعله موضوعا مركبا يتطلب تحليلا دقيقا لكل حالة على حدة.

- اما عن مستقبل الإسلام السياسي في المنطقة ..
لن يختفي تماما الإسلام السياسي في المنطقة العربية، لكنه سيشهد تحولات كبيرة في الشكل والأسلوب.
إذ ان نجاحه أو فشله يعتمد على قدرته على التكيف مع متغيرات المنطقة وتلبية تطلعات الشعوب.
وقد يتأثر بعدة عوامل معقدة تشمل الديناميكيات الداخلية للدول، التحولات الاجتماعية، الاقتصادية، وسياسات القوى الإقليمية والدولية، حيث سيظل مرهونا بالظروف السياسية والاجتماعية المحلية والدولية، مع استمرار التنافس بين القوى الإسلامية، العلمانية، والأنظمة الحاكمة.
ومع ذلك، يمكن استشراف بعض الملامح العامة لمستقبل الإسلام السياسي بناء على الاتجاهات الحالية :

▪︎ ان الحركات الإسلامية التي وصلت إلى الحكم بعد "الربيع العربي" (مثل الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس) واجهت تحديات كبيرة في إدارة الدولة، ما أدى إلى تراجع شعبيتها، نتيجة اتهامها بعدم الكفاءة في الحكم أو استغلال الدين لأغراض سياسية.
كثير من المجتمعات باتت ترى أن الحركات الإسلامية لم تقدم حلولا عملية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
▪︎ بعض الحركات الإسلامية تحاول التكيف مع التغيرات، مثل التحول إلى خطابات أكثر مدنية والتركيز على القضايا الاجتماعية بدلا من الخطاب الديني التقليدي.
▪︎ هناك حركات تحاول تقديم نفسها كجزء من الديمقراطية الحديثة بدلاً من العمل العلني أو الهيكلي التقليدي، إذ تتحول إلى العمل الثقافي أو الاجتماعي بعيداً عن السياسة المباشرة.
▪︎ ترى العديد من الأنظمة العربية في الإسلام السياسي تهديدا لاستقرارها، ولهذا تعمل على قمع الحركات الإسلامية (مثل السعودية ومصر)، مما يحد من نشاطها العلني.
بالمقابل، هناك دول (مثل تركيا وقطر وايران) تدعم الإسلام السياسي كوسيلة لتحقيق نفوذها الإقليمي.
▪︎ بعض الحركات السلفية التي تركز على الدعوة والتعليم بدلا من السياسة قد تكتسب زخما في المجتمعات المحافظة، خاصة في ظل تراجع الحركات الإسلامية ذات الطابع السياسي.
▪︎ الأجيال الجديدة في العديد من الدول العربية باتت أقل انجذابا للخطابات الأيديولوجية الدينية، وتركز أكثر على القضايا العملية مثل الوظائف، الحريات، والحقوق المدنية،
خصوصا مع ظهور التوترات الإقليمية مثل الصراع في سوريا واليمن والانقسامات الطائفية، حيث ظهرت توجهات وطنية وقومية تسعى للابتعاد عن الأيديولوجيات الدينية لصالح هويات وطنية جامعة، مما سؤدي الى تصاعد التيارات الوطنية والقومية.
▪︎ التنافس بين السنة والشيعة (مثل جماعة الإخوان وحزب الله) يؤثر على شكل الإسلام السياسي، لذلك تستخدم بعض الدول الإقليمية هذا التنافس كوسيلة لتعزيز نفوذها.
▪︎ الولايات المتحدة والدول الغربية غالبا ما تحاول ضبط أو احتواء الإسلام السياسي بما يخدم مصالحها، مثل دعم الحركات المعتدلة أو استخدام ملف الإرهاب للضغط على الحركات الإسلامية.
▪︎ مع ازدياد البطالة، الفقر، وتدهور الخدمات العامة، قد تجد حركات الإسلام السياسي فرصة جديدة للتأثير من خلال تقديم نفسها كحركات إصلاحية تعالج هذه القضايا.

■ هناك العديد من المساوئ والانتقادات التي رافقت وجود الاسلام السياسي في الساحة والمرتبطة به، وأبرزها :

▪︎ استغلال الدين لتحقيق أغراض سياسية، حيث ان الإسلام السياسي غالبا ما يؤدي إلى تسييس الدين والتوظيف السياسي للدين، فتُستخدم النصوص الدينية لتبرير سياسات أو قرارات معينة، ما يؤدي إلى استغلال مشاعر الناس الدينية لأهداف دنيوية.
▪︎ الأحزاب أو الجماعات التي تنتمي إلى الإسلام السياسي قد تسعى إلى فرض رؤيتها على المجتمع ككل، مما يؤدي إلى إقصاء من يختلفون معها في الفكر أو العقيدة، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين.
▪︎ قد يؤدي الإسلام السياسي إلى تقليص الحريات الفكرية والدينية، حيث يتم النظر إلى الاختلاف كتهديد بدلاً من كونه عنصرا طبيعيا في المجتمعات.
▪︎ الإضرار بالمصالح الوطنية، إذ في كثير من الحالات، تهتم حركات الإسلام السياسي بالأجندة العقائدية أكثر من المصالح العامة، مما قد يضعف الوحدة الوطنية ويثير الانقسامات الداخلية.
▪︎ بعض الحركات السياسية ذات الطابع الإسلامي ترتبط بأفكار متطرفة أو جماعات مسلحة، ما يزيد من احتمالات العنف والصراعات في المجتمع.
▪︎ الفشل في تقديم حلول عملية، حيث الإسلام السياسي غالبا ما يفتقر إلى خطط اقتصادية واجتماعية واضحة، ويركز بشكل أكبر على الشعارات الدينية دون تقديم حلول فعالة لمشاكل مثل الفقر والبطالة والتنمية.
▪︎ إضعاف المؤسسات الديمقراطية من قبل بعض جماعات الإسلام السياسي والتي تسعى للسيطرة على المؤسسات الديمقراطية لتحقيق أجندتها، مما يؤدي إلى تراجع مبادئ الديمقراطية والتعددية.
▪︎ الممارسات السياسية لبعض الجماعات الإسلامية تؤدي إلى ربط الإسلام بالعنف أو عدم الكفاءة في الحكم، مما ينعكس سلبا على الدين نفسه.
▪︎ بعض حركات الإسلام السياسي ترتبط بأيديولوجيات أو دول خارجية، مما قد يؤدي إلى تدخلات أجنبية وتقويض السيادة الوطنية.

الخلاصة : مستقبل الإسلام السياسي من المرجح أن يصبح أكثر تنوعا وتجزئة، حيث قد تشهد المنطقة تنوعا بين حركات إسلامية سلمية وأخرى راديكالية.
كما ان استمرار النزاعات الإقليمية (مثل القضية الفلسطينية والحرب في اليمن وسوريا وليبيا) سيؤثر على طبيعة الإسلام السياسي سواء باتجاه التشدد أو الاعتدال.
او قد تعطي زخما لبعض الحركات الإسلامية، التي تستغل هذه القضايا لتبرير وجودها وطرح رؤيتها.
بالتالي، فإن الإسلام السياسي يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على المستوى السياسي والاجتماعي والديني، إذا لم يتم التوفيق بين المبادئ الدينية ومتطلبات الدولة الحديثة القائمة على التنوع والحكم الرشيد.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعداد السكاني في العراق بعد انتظار دام 27 عاما!!
- عودة منارة الحدباء .. عرس تاريخي كبير
- العيد الوطني للمرأة العراقية
- الجهل والحماقة في بنية العقل المجتمعي
- الرد الايراني وفوز ترامب
- كيف سيكون شكل الساحة الدولية بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئا ...
- أيديولوجية مصادرة العقول وغسيل الدماغ
- عيد الهالوين او عيد الرعب
- المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي مرة أخرى
- التناقض بين الحقيقة واليأس في المنظور الواقعي
- عرفان صديق سفيرا استتراتيجيا في العراق
- التشجيع السلبي والغلو الرياضي
- اغتيال السنوار .. وما هي تحديات المرحلة القادمة؟؟
- فيلم Black Death
- انهيار الحضارات وفشلها في التأقلم مع التحديات
- فلسفة التغيير تبدأ من خارج الصندوق
- الإلهاء والتخادمات في الفكر السياسي
- قوة الدولة واللا دولة
- إسرائيل وإيران بين الحرب الشاملة وضربات الردع الستراتيجية
- ثقافة الإلغاء نتاج منظومة القطيع


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - مستقبل الإسلام السياسي في الشرق الأوسط والمنطقة العربية انموذجا