أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - بعض الترتيب المكتبي والتنقيب يكشف عن كل نفيس وعجيب!















المزيد.....


بعض الترتيب المكتبي والتنقيب يكشف عن كل نفيس وعجيب!


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
أعد ترتيب مكتبتك المنزلية وستكتشف العجائب
عامان كاملان ونيف وأحد الأصدقاء الأعزاء يبحث عن دفتر خدمته العسكرية الأحمر من دون جدوى لإضافة خدمته العسكرية الى نطيرتها المدنية بعد احالته على التقاعد بقانون السن الذي خفض السن التقاعدي في العراق من 63 الى 60 سنة نزولا عند شروط البنك الدولي و"فيكات الكاظمي"الذي أوهمنا بأن هذا الإجراء من شأنه توفير مليارات من العملة المحلية للخزينة العراقية قبل أن يغادر منصبه غير مأسوف عليه بعد أن تولى المسؤولية بالتوافق كتحصيل حاصل ، وهو الذي ما رشح في انتخابات ولا فاز فيها قط ، ليُصدم العراقيون جميعهم بفضيحة"صفقة القرن"المليارية وبالعملة الصعبة التي حدثت في عهده المشؤوم !
كل هذه الفترة وصاحبي الباحث عن دفتر خدمته العسكرية ولما تبلغ خدمته الوظيفية 14 سنة بعد فيما يشترط قانون التقاعد 15 سنة كحد أدنى ،بمعنى أنه بحاجة ماسة الى دفتر الخدمة ليمنحه 10 سنين على أقل تقدير بعد مضاعفتها وبما يعرف بـالخدمة الفعلية أو الحركات لتعزيز الخدمة التقاعدية بغية الحصول على هوية التقاعد التي صارت كالوظيفة الحكومية ولو بصفة عقد ، ولو بأجر يومي، وكالضمان الاجتماعي والرعاية والمعين المتفرغ حلما لملايين العراقيين ولسان حال الجميع يردد أسفا وحسرة :
أيشتكي الفقر غادينا ورائحنا..ونحن نمشي على أرض من الذهب؟
والجواب على سؤال الشاعر هو نعم..لماذا جنابك؟ لأنه وعلى قول الشاعر أيضا:
لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم ...ولا سراة إذا جهالهم سادوا
ليسأل سائل وهل يعقل بأن يتصدر بعض الجهال سدة المسؤولية في بقعة ما من هذا العالم مترامي الأطراف بوجود الأذكياء والصادقين والصالحين والعباقرة ؟ الجواب هو وللاسف الشديد ،نعم ، ولكن كيف؟ هذا الجواب تجده عند فارس المشارق والمغارب،ابن عم الرسولﷺ، زوج الزهراء البتول، أبو الحسنين الأحسنين ،الحسن والحسين ، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام القائل :
"حين سكت أهل الحق عن الباطل،توهم أهل الباطل أنهم على حق".
قبل أيام قرر الرجل إعادة ترتيب ونقل مكتبته الشخصية من مكان الى آخر وأثناء تصفح أحد الكتب المهمة" تفسير القرآن"وإذا بدفتر خدمته العسكرية موجود ومحفوظ بين دفتيه، فصعق الرجل من هول الدهشة ليذهب من فوره في صبيحة اليوم التالي ليروج معاملة تقاعده التي وصلت الى 24 سنة خدمة فعلية بعد أن كانت وطيلة عامين ونصف حاول خلالها جاهدا وبشتى الوسائل والطرق لإضافة ولو سنة واحدة فقط لا غير الى خدمته أملا بوصولها الى 15 سنة ولكن من دون جدوى!
بدوره عثر صديق مواقع التواصل صكر الحلبوص ،على ما يهمه ،كاتبا على صفحته في موقع التواصل فيسبوك" من حسنات حظر التعداد السكاني أني قد ذهبت لأرتب قسما من مكتبتي وأزيل الغبار عنها وبما أجبرني على العطاس مرات ومرات ليقع بين يدي كتابان عجيبان يتحدثان عن تاريخ الرياضة في بلاد وادي الرافدين،أولهما بعنوان" ملحمة جلجامش والفكر الرياضي"لمؤلفه نجم الدين السهروردي،أما الكتاب الثاني فبعنوان"الرياضة بدأت في وادي الرافدين"لمؤلفه طارق الناصري،ومراجعة الدكتور سامي سعيد،وتقديم الدكتور حسين أمين ، وأضاف الحلبوص اقتباسا من أحد الكتابين المهمين نقلا عن علم الآثار البريطاني ليونارد وولي" كانت حضارة وادي الرافدين قد أمدت العالم بحضارتها وقد بطل القول الذي يرد أصل جميع العلوم والفنون الى الإغريق،وأن السومرين وبإجماع الآثاريين قد أبدعوا الحضارة دون تقليد أو اقتباس" .
أما عني شخصيا وبعد أن عقدت العزم على إعادة تبويب وترتيب مكتبتي الشخصية وإذا بي أعثر على نسخة بخط اليد كان قد سلمني إياها الباحث الموسوعي المحقق جميل إبراهيم حبيب ، لغرض نشرها في واحدة من الصحف الورقية المهمة التي كنت أعمل فيها ولكن قبل أيام من إغلاق الصحيفة بسبب الظروف المادية الصعبة ،وعلى خلفية تحول العديد من الصحف المحلية الرصينة الى السوشيال ميديا " ظاهريا لمواكبة تقنيات العصر" أما باطنا وواقعا"فبسبب ضيق ذات اليد وضغطا للنفقات" لأن الصحيفة الورقية التي يعمل ضمن هيئة تحريرها مصممون ومقومون لغويون ومحررون ومندوبون ومراسلون ومعدو صفحات وكتاب أعمدة ، لن تكون بحاجة سوى الى مصمم ومحرر ومصحح واحد لكل منهم في حال أصبحت صحيفة رقمية، أما عن بقية الزملاء وعلى قول وردة الجزائرية "الوداع ..ما بقيتش أخاف في الدنيا دي غير من الوداع !" وبما لم يتسن لي وتأسيسا على ذلك نشر هذه المقالة التي تتضمن قصيدة نادرة كان قد ارتجلها العلامة المحقق الدكتور محيي هلال السرحان، الذي توفي بأجله المحتوم في تموز الماضي 2024 وكان المحقق جميل إبراهيم قد سمعها بأذنيه ودونها في أجندته في أحد مجالس السرحان العلمية الكثيرة والغزيرة حين سئل عن ما يقرأه ويطالعه في شهر رمضان قائلا :
إن كنت تسألني عما أطالعه .....أو ما أسطره في باطن الكتب ِ
في ظل شهر عظيم الخير جاء لنا...بالنور بالنصر،بالإخبات بالقربِ
فإن في رمضان الخير مكرمة ....تسمو على سائر الأعمال والرتبِ
شهر الفضائل والطاعات تجمعنا ...تصفو بأنواره الأنفاس من كربِ
تحير ما نقرأ (القرآن) نافلة....تجري قراءته في سلسلٍ عذبِ
وخير ما تكتب الأقلام معرفة....ترقى بصاحبها في العلم والأدبِ
من روحه نستمد العزم يلهمنا...تاريخه الباهر المشهود في الكتبِ
لنرسم النصر،والرايات شامخة ...على مشارف دنيا أمة العربِ

(2)
أيها الصهاينة الأنذال دعوني أذكركم بمآثر العراقيين الأبطال
كثر في الآونة الأخيرة الحديث من خلال الفضائيات ووكالات الأنباء عن نية الكيان الصهيوني اللقيط توجيه ضربات الى بنك من الأهداف داخل الأراضي العراقية، وأقول للكيان الغاصب وقياداته اليمينية المتطرفة"لا تتحرشوا بالعراق إطلاقا " وتحت أية ذريعة كانت لأن العراق هو"صكاركم"وعلى مدار التاريخ ،فمن العراق أسقطت مملكة اسرائيل الشمالية وعاصمتها السامرة، سنة 722 ق.م على يد الملك الاشوري تجلات بلاسر الثالث، ومن العراق حصرا أسقطت مملكة يهوذا الجنوبية وعاصمتها أورشليم،على يد نبوخذ نصر سنة 597ق.م، ومن العراق تحديدا تم تحرير القدس على يد صلاح الدين الايوبي العراقي سنة 1187م بعد 90 عاما من الاحتلال الصليبي الغاشم للمدينة المقدسة.
ودعوني هاهنا أعيد نشر مقال مهم جدا سبق لي وأن أرسلته للنشر في موقع عربي بارز في 4/3/2024،تحت عنوان" فلسطين بعيون عراقية"إلا أنه قد سقط سهوا ليقع محررو الموقع في خطأ عفوي وغير مقصود بالمرة عادة ما يحدث بين الفينة والأخرى في معظم وسائل الإعلام بما فيها العالمية ،ولاسيما في نسبة صورة هذا الكاتب سهوا لذاك وبالعكس،حين وضعوا صورة أستاذ الادب الإنجليزي والأفريقي الزميل أحمد الحاج، مرفقة مع المقال بدلا من صورتي لتشابه الأسماء،ما جعلني أحتفظ بنسخة المقال الأصلية في أدراج مكتبتي ولم أنشرها في أي موقع آخر الى أن يحين الوقت المناسب، وهاهو الوقت قد أزف وحانا، ولتسمع الدنيا ماضمت حنايانا ،وأقول وبالتزامن مع " #حملة _قاطع_العراقية_لإغاثة _غزة" وهي عبارة عن مشروع عراقي تطوعي إنساني وطني لتوزيع مبالغ نقدية بين المرضى والجرحى في جنوب قطاع غزة :
اليوم لن تمر بمدينة عراقية قط إلا وسيقع بصرك لا محالة على أسماء المدن الفلسطينية وهي تزين واجهات المدارس والمساجد والأسواق والشوارع والمؤسسات،لعل من أشهرها شارع حيفا،وشارع فلسطين في بغداد،ففلسطين حاضرة في الذاكرة والوجدان العراقي كابرا عن كابر، بصرف النظر عن تغير الأنظمة من عدمها،ولم تغب فلسطين من النهر الى البحر عن الواقع الاجتماعي ولا عن الاذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح،كذلك الشعر والرسم والرواية العراقية،وكان مركز الدراسات الفلسطينية قد أصدر ببليوغرافيا تفصيلية للدكتور حسام الساموك،عن"فلسطين في المؤلفات العراقية"،ماتزال تحظى بكثير من المتابعة والبحث والاهتمام .
أما الجندي العراقي فكان يكنى ولعقود خلت بـ" ابو خليل" نسبة الى مدينة الخليل التي دافع عنها أسلافه أسوة ببقية المدن الفلسطينية الأخرى،وما تزال "مقبرة شهداء العراق" في جنين شاخصة حتى يومنا هذا لتذكر الأجيال بالرباط التاريخي الذي لم ولن تنفصم عراه بين العراق وفلسطين على مر التاريخ ، مقبرة تضم تحت ثراها رفات (44) شهيدا شاركوا في الدفاع عن المدينة عام 1948، كذلك مقبرة العراقيين في نابلس التي تحتضن كأم ثكلى (194) جثمانا، ولو أنك تأملت مليا في أسماء ومحافظات الشهداء المكتوبة على شواهد قبورهم فسرعان ما تكتشف بأن فلسطين حية في قلوب العراقيين بصرف النظر عن أنظمتهم وقومياتهم وطوائفهم المختلفة، فقائمة الأسماء في المقبرتين تمتد مناطقيا من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب العراقي،أما قوميا فتتضمن أسماء عرب وكرد وتركمان، سنة وشيعة لضباط ومراتب استشهدوا دفاعا عن كفر قاسم، وطولكرم، وجنين،ونابلس،وقلقيلية،ورأس العين، والمجدل، وكوكب الهوا وغيرها من القرى والقصبات والمدن الفلسطينية .
ولو استرجعنا من خلال شريط الذاكرة الحبلى أسماء قيادات"جيش الإنقاذ الفلسطيني"الذي تشكل في كانون الثاني من عام 1948 لتجلى لنا حجم المشاركة العراقية الواسعة في حرب فلسطين، فقيادة الجيش كانت قد عهدت الى اللواء الركن العراقي"اسماعيل صفوت باشا" كذلك الحال مع فوج اليرموك الثالث في "رام الله"، وفوج القادسية في "باب الواد"،وفوج حطين في طولكرم، و"فوج الحسين"في "يافا"،وكلها كانت تحت إمرة قيادات عسكرية عراقية وفقا لحاتم كريم الفلاحي ،في كتابه "دور الجيش العراقي في حرب فلسطين عام 1948" ،أما عن أسباب الهزيمة وبرغم بسالة الجنود ،وجسامة التضحيات فقد أرجع محمد حسنين هيكل،جانبا منها في كتابه"العروش والجيوش"الى غياب مفهوم القيادة آنذاك على حد وصفه .
وغني عن البيان بأن القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، الذي استشهد في معركة القسطل في نيسان 1948، كان قد نقل بجواز سفر عراقي بعد اصابته للعلاج في العراق خريف 1938م ،وقد أذاع الدبلوماسي العراقي طالب مشتاق، سرا عن لقائه الأول بالحسيني، حيث كان مشتاق يومئذ قنصل المملكة العراقية في بيروت، مبينا تفاصيل إصدار جواز سفر عراقي للحسيني خارج حدود صلاحياته لتسهيل سفره الى بلده الثاني العراق ،بحسب طالب مشتاق في كتابه (أوراق أيامي 1900 -1958) ص 273 - 274.
وربما لا يعلم كثيرون بأن العراق قد شارك فعليا في حرب 1967على الجبهة الاردنية، وذلك بعد النتائج الكارثية للايام الأولى،وفقا لكتاب(دور العراق في حرب عام 1967) لمؤلفه اللواء الركن علاء الدين حسين،مؤكدا مشاركة المقاتلات العراقية في اشتباكات مباشرة مع الطائرات الإسرائيلية ،اضافة الى تموضع الفوج الأول من لواء المشاة الأول، في مواقع دفاعية على الجبهة المصرية لحماية القاهرة والإسماعيلية .
أما عن دور العراق في حرب أكتوبر /1973،فقد شارك لدعم الجبهتين المصرية والسورية،وذلك بسلاحين أولهما عسكري تمثل بمشاركة 18 ألف جندي ، و400 دبابة بحسب عبد الستار الطويلة، في كتابه "حرب الساعات الستة واحتمالات الحرب الخامسة "، ص 353، اضافة الى القوة الجوية،وثانيهما اقتصادي تجسد بتأميم حصة شركتي ستاندرد اويل نيوجرسي الأمريكيتين في شركة نفط البصرة بحسب كتاب "دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973"، ص 293، وما تزال الذاكرة الجمعية تحتفظ بصفحات مشرقة من سفر اللواء المدرع الثاني عشر، والسادس، و لواء المشاة الآلي الثامن،وأسراب طائرات "هوكر هنتر"و"ميغ 21 "و" سوخوي 7" العراقية ، وقد قدم العراق (323) شهيدا أنذاك دفنوا قرب دمشق .
وأما عن فلسطين في الأدب العراقي فلم تغب كما أسلفنا وظلت حاضرة في المشهد الثقافي والأدبي العراقي برمته ،إذ لم يذهل العراقيون على اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم عن فلسطين حيث كانت ومازالت حتى كتابة السطور جزءاً لايتجزأ من الاهتمام والهم المشترك الذي توافقوا عليه جميعا لينتجوا إرثا أدبيا كرس لنصرة فلسطين ما زال صداه وسيظل يتردد في الأفاق ،فهذا رائد الشعر الحر بدر شاكر السياب، المعروف بنزعته القومية يقول بقصيدته "في يوم فلسطين" :
تلك المواطن أين عنها أهلها ..فتروح تعرضها على الغرباء
والقدس ما للقدس يمشي فوقها ...صهيون بين الدمع والأشلاء
وهذا الشاعر وليد الأعظمي ،المعروف بتوجهاته الاسلامية ، يتغنى بفلسطين ولاسيما في ديوانه "الزوابع" وكان كثير من شباب فلسطين يحفظون قصائده عو ظهر قلب ، وفقا للدكتور بهجت الحديثي، في كتابه "القصيدة الإسلامية الحديثة وشعراؤها في العراق "ومن أبيات الاعظمي التي حضت على نصرة فلسطين :
مـهلاً فلسطين في بغداد كوكبة ...مـن الـشـبيبة أبطال أشداء
ركـب الأخـوة عين الله تكلؤها ...ركـب الجهاد له الإيمان حداء
بدوره الشاعر محمد مهدي الجواهري،المعروف بيساريته،يقول في قصيدته"يوم فلسطين ":
هبت الشامُ على عاداتها ..تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا
نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ ..في فِلَسْطينَ ،وشملاً مِزَقا
ولعل من اللافت بأن الصحافة والأوساط الادبية العراقية لم تنزع الى الرثاء المجرد لفلسطين ،ولم تحبس نفسها داخل قفص النعي المحبط لتدور في فلكه من دون إرفاقه بما يعلي القيم،ويستثير الهمم ،موظفة كل الفنون والآداب مجتمعة لتخطي حالة الجمود والعجز والانكسار، والوقاية من متلازمتي الكبت والإحباط التي قد تعتري النفوس بعد كل عاصفة هوجاء تعصف بفلسطين ما ولد ردود أفعال اتفقت في تفاعلاتها،رغم تباينها في تعبيراتها وانفعالاتها ،إذ لم يقصر مثقفو العراق نتاجاتهم على رثاء فلسطين و البكاء على اطلالها فحسب بعد كل مجزرة صهيونية تعصف بساحتها، وذلك على النقيض مما فعله الخريمي في رثاء بغداد سنة 197 هـ ، وابن الروميّ في رثاء البصرة سنة 255 هـ، و أبو البقاء الرندي عقب سقوط غرناطة عام 1492، حيث تخطى العراقيون لنصرة فلسطين حاجز البكائيات و جنحوا بدلا من ذلك للدعوة الى الفخر والعزة والكبرياء برغم الألم الذي يعتصر قلوبهم ،والدموع التي تنهمر من أعينهم .
وكانت الدكتورة رباب هاشم حسين ،قد أسهبت في بحثها الموسوم"فلسطين في الشعر العراقي" بالحديث عن مرحلتين تميزت أولاهما بالخطابية الزاعقة والثورية وإبداء الحزن، بينما اتسمت الثانية بالدرامية والغنائية والميل نحو التشكيل الفني بعيداً عن المباشرة وفقا لمجلة نسق ، المجلد 34، العدد 7، ص 66-86.

(3)
ترامب لص شبقي عنصري ومخادع
أما عند البحث والتنقيب في المكتبة الرقمية عن هفوات سيد البيت الابيض الكابوي القادم دونالد ترامب ، فسرعان ما تكتشف بأن ترامب هذا مجرد لص شبقي عنصري ومخادع ،ففي آب من عام 1986 توفي المحامي والمستشار القانوني الامريكي المثير للجدل ،ملهم ترامب، ومستشاره اليهودي روي كوهين،وذلك بعد اصابته بمرض الإيدز نتيجة لعلاقاته الشاذة التي عرف بها طويلا فما كان من مصلحة الضرائب إلا أن صادرت أملاكه المنقولة وغير المنقولة بعيد وفاته بتهمة التهرب الضريبي،إلا أن مصلحة الضرائب الامريكية وبعد تفتيش منزله بحثا عن مدخراته ومقتيناته الشخصية تركت وعلى غير العادة هدية ثمينة كان ترامب قد أهداها لملهمه"كوهن" من دون مصادرتها وهي عبارة عن أزرار ماسية مخصصة لكم القمصان اعتاد رجال الأعمال والأثرياء على تزيين أكمام قمصانهم بها كلازمة من لوازم الأناقة المفرطة والاكسسوار،أما عن أسباب ترك هدية ترامب فيعود وببساطة الى أن الزرين الماسيين وبعد فحصهما لغرض تقييمهما تبين بأنهما زران مزيفان لا يتعدى قيمتهما ثمن – لفة فلافل– لا أكثر ...!
هذا هو ترامب الذي سيحكم العالم لأربع سنين عجاف مقبلة، ترامب الذي قالت عنه مؤلفة كتاب " رجل الثقة " الكاتبة والصحفية ماغي هابرمان،بأن" ترامب، وخلال اجتماع في الكونغرس،نظر إلى مجموعة مختلفة عرقيا من مسؤولي الحزب الديمقراطي فطلب منهم إحضار المقبلات، ظنا منه بأنهم مجرد عمال خدمة ...وعندما قابل رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك تيريزا ماي، طلب منها منع إقامة مشروع لتوليد الطاقة من الرياح في ايرلند الشمالية لأنه يقع بالقرب من عقار يمتلكه هناك..فيما كان مرحاضه الشخصي يُسَدُ بشكل دوري بسبب تمزيقه أوراقا ومستندات تابعة للبيت الأبيض والقائها فيه !!" .
بدورها تقول الكاتبة والصحفية مريديث ماكغراو، في كتابها "ترامب في المنفى" ، بأنه " رجل تمكن من الانتقال من وضعية -المنفي المنبوذ- إلى - الزعيم المهيمن- على الحزب الجمهوري،وأن كل شركائه التجاريين سرعان ما اكتشفوا بأنهم قد عقدوا صفقة مع الشيطان، لأن كل الفوائد مع شراكته تذهب في اتجاه واحد".
أما كتاب"ترامب بلا قناع" للصحفيين مايكل كرانش ،ومارك فيشر،فقد كشفا، بأن جد ترامب جاء من المانيا هاربا من الخدمة العسكرية ،قبل أن تعمل العائلة كلها في مجال إنتاج الخمور حتى أن أخيه الأكبر فريدي قد أدمنها ومات بسببها، أما ترامب فقد كان طالبا فاشلا ومشاغبا الى حد الإيذاء وكان مزعجاً وعدائياً و طفلاً واضح التفاهة ، وكان خلال المرحلة الجامعية يزدري زملاءه من الإيطاليين والإيرلنديين لأنهم كاثوليكيون وهو من البروتستانت،فيما كان يتهم الهنود الحمر، بأنهم كسالى ومدمنو مخدرات،وكان يرفض تأجير شققه لكل من يتلقى الاعانات الاجتماعية ..وكان ترامب يستغل العمال المهاجرين في العمل لديه بأجور بخسة، وفي حال اعتراضهم كان يهددهم بالترحيل من امريكا " مضيفين ،بأن " ترامب يعد أول من شرَّع القمار في نيويورك،من خلال كازينوهاته الثلاث التي افتتحها في أتلانتك ستي لاغراء المقامرين باللعب والمراهنة فيها بدلا من الذهاب الى أفجر مدينة على سطح الكوكب ،لاس فيغاس، فيما سيطر على عقود وصفقات مسابقات ملكات الجمال،وكرة القدم الأميركية،والملاكمة ..بينما كان يبيع اسمه بعد شهرته الطاغية التي حققها في برنامج "المتدرب"الى شركات صناعة الملابس والعطور والإكسسوارات الرجالية وللأبراج التي لم يكن يبنيها لتحقيق المزيد من الأرباح ".
ليزيد المحلل الأمني بيتر بيرغن بالقول في كتابه "ترامب وجنرالاته.. تكلفة الفوضى" بأن ترامب عادة ما يفتتن بجنرالاته في البداية ومن ثم يخيب أمله فيهم ليطردهم سريعا، وأن امريكا لم تعرف رئيسا أقل خبرة بالسياسة الخارجية منه، حتى أن عددا من المسؤولين الكبار اعتبروا بأن أخطر مهمة لهم هي حماية أميركا من دونالد ترامب" محذرا من ،أن "وجود الزر النووي في متناول يد مجنون البيت الأبيض ينذر بتفجير الصين والقطب الشمالي وفنزويلا ومنزلي الريفي أيضا ".
و سبق لـ المحامي روي كوهين ،أن توسط لترامب عند أحد أعضاء المافيا البارزين في نيويورك ويدعى جون كودي،الذي تربطه علاقة وثيقة بكل من بول كاستيلانو، رئيس عائلة غامبينو ،اضافة الى أنطوني ساليرنو،عميد عائلة جونيفيز،وكلاهما من عائلات المافيا الخمس المسيطرة على نيويورك وكلها من أصول إيطالية صقلية كانت تمارس عمليات الاحتكار والابتزاز والرشوة وغسيل الأموال القذرة والتهديد والربا الفاحش وادارة الملاهي الليلية وبيوت الدعارة ونوادي القمار، ليبيعه الخرسانة التي يحتكر تجارتها ليبني دونالد ترامب عام 1983برجه المؤلف من 58 طابقا نصفها سكني والآخر تجاري في الجادة الخامسة من مانهاتن ليكون مقرا لمكتبه الرئيس،علما بأن ترامب العنصري المؤمن كليا بتفوق العرق الأبيض ،كان وربما ما يزال يرفض التأجير للملونين في عقاراته بذريعة عدم وجود شقق شاغرة معدة للايجار،مع أن ترامب لم يجد حرجا في بيع خمس شقق لعضو بارز في المافيا الروسية مقابل 6 ملايين دولار!
أما محامي ترامب الثاني مايكل كوهين ،فقد وصفه بالعنصري والمحتال والغشاش وبأنه كان على علم مسبق بتسريب موقع ويكيليكس لرسائل بريد إلكتروني تهدف للإضرار بمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في انتخابات الرئاسة عام 2016، وأن دونالد ترامب رشح نفسه للرئاسة ليجعل علامته التجارية عظيمة وليس لجعل امريكا عظيمة ، إنه فقط يريد الترويج لنفسه وبناء ثروته وقوته". اودعناكم أغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقصرون ولكن ما يزال أمامنا فسحة !
- حديث الذكريات..كتاب جديد عن سيرة الدكتور صالح مهدي السامرائي
- لفت الأنظار الى فوائد الذكاء الاصطناعي وكم المخاطر والأضرار
- يا ذيول بمبة كشر اقتحموا أو افتحوا المعبر !
- احذروا حكومة ال بعوض الترامب - ماسكية الرأسما ديكالية!
- إذا كنت ثوريا أو قاصا ..فلا تغادر !
- مقاطع يعلوها الشجن في عصر الكوارث والفتن !
- أعلامُ العراق يؤبنون الداعية العراقي الكبير البروفيسور أنيس ...
- صدور العدد الأول من -مجلة توقد-الفكرية الثقافية
- السجون الشرق أوسطية والعصا السنوارية وسندويش-أبو الغيط - !!
- كلب الهرم وتامر حسني وشائعات الفيس وكوهين!
- أطفئوا شموع-مينوراه-الكيان الصهيوني السبع الشريرة !!
- الاختراقات الجاسوسية.. نزوات غرائزية أم هفوات استخبارية أم إ ...
- بناء الأفكار وتشكيل الوعي وغرس القيم مع الاستاذ علاء ياسين
- أمريكا تَصنَع والكيان يَبلَع والشعوب تموت وتُفجَع
- ليلى وسيمبسون والجامعة العربية والطوفان!
- لابد من تأديب الكيان البعبعي وإذلال حكومة النتن وأفيخاي أدرع ...
- كي لايشوه-الاتجاه المشاكس-وسائل إعلامنا ويصيبها بمقتل ؟!
- أزمة البيجر والميجر والمجر والنيجر !!
- ذوو الهمم وإنجازات رفعت أعلام بلدانها خفاقة فوق القمم !


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - بعض الترتيب المكتبي والتنقيب يكشف عن كل نفيس وعجيب!