المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 08:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرض الاكتئاب سيفقد بريقه المعتاد في نفوس الناس المحسوبة نوعا ما على حضارة العصر مجازا بشكل يثير الحيرة و الغرابة لأن هذه الشريحة المفخخة تقنيا ستظل منشغلة كل الوقت بالتسلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعها و ممكن ان تصل الى أربعة و عشرين ساعة على 24 ساعة.
تفاديا للنوم لانهم بشكل كاريكاتوري مضحك لا يحبون الكسل و شغف الاستلاب يوفر كل هذا الشغل !!!
من عنده القدرة المادية طبعا من رأسمال السايب قد يوظف الذين لا يملكون هذه التقنيات الحديثة المبهرة و السحرية بشكل مغري و مدهش. ان يقوموا ببعض الواجبات الضرورية في مكانهم كي يتفرغون لحلاوة الملهاة كباقي عادات الطبقات البورجوازية و في إطار توفير فرص الشغل في المجتمع الرأسمالي المركب و المتناقض لا ضر و لا ضرار في ذلك اذا وجد شخص ما مصدر رزق متاح في ظروف يقبل بها.
المهم ان تلبي التفاهة و التسلية و العزلة الاختيارية سعادة ذاك الشخص المعتوه المفتون بها حتى التخمة و تلك قناعته و بما انه أراد ذلك فمصيره سيكون عكس التوقعات مهما كان اللعب مشوقا مع كل اسف.
لأن القاعدة تقول ان الإنسان بطبعه يصاب بالملل كلما اطال في تكرار الشيء ذاته حتى الصلاة اليومية لا يستطيع الإنسان أن يواظب عليها بالنقطة و الفاصلة و الساعة و الدقيقة مهما تكون قدرته على تحمل الملل.
حتى العسل بالرغم من نسبة الحلاوة العالية فيه اذا اطال المرء في أكله بنهم و هستيريا سيصبح ذوقه مرا.
اذاك ستقفل الدائرة و مع ثقل العادة و الزمن تعود نقطة الانطلاق إلى الإكتئاب من جديد. حيث هذه المرة ستكون الحالة في درجاتها القصوى و فرصة الخروج من عنق الزجاجة هذا قد لا تكون بالعملية السهلة او قد لا تكون اصلا الامكانية مرة أخرى متاحة.
نريد مجتمعا انسانيا سليما اذا اعفي من رغبات البورجوازية المريضة و واقع البدخ و التعامل الغريزي مع مغريات التقنية المستهلكة للوقت و الراحة الطبيعية للانسان من دون استفادة حقيقية في هذا النوع من المجتمعات الانتقالية إلى ما بعد الحداثة حتى حدود الالتصاق الأسطوري بالخرافة.!!!
و تلاشي قدرة الإنسان في تكريس الفراغ و صناعة فلسفة اللاجدوى من تحريك العقل النقدي.!!!
يتبع في الموضوع...
مع اصدق التحيات
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟