أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حروب غزة ولبنان والنفاق السياسي والاجتماعي العربي














المزيد.....

حروب غزة ولبنان والنفاق السياسي والاجتماعي العربي


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح النفاق السياسي والخذلان بكل أشكاله ومستوياته جزأ لا يتجزأ من ممارسات أنظمتنا السياسية، وآفة تعاني منها شعوبنا وثقافتنا العربية وينطبق علينا ما قاله رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم" آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان. " وكما قال الشاعر السوري علي أحمد سعيد الملقب " أدونيس " إن الثقافة العربية السائدة التي هيمنت عليها أنظمة حكم تسلطية عميلة فاسدة من خلال تحكمها بوسائل الإعلام والأحزاب والمؤسسات الدينية والمدارس والجامعات لا " تعلم إلا الكذب والنفاق والرياء "، ومن الدلائل الواضحة على نفاق مجتمعاتنا ردود فعل الحكام والشعوب العربية على حروب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة ولبنان.
فبعد مضي ما يزيد عن ثلاثة عشر شهرا من حرب الإبادة والدمار الشامل المنهجي التي تقوم بها دولة الاحتلال على قطاع غزة، وشهرين على شن هجومها البري على لبنان، ما زالت الأنظمة العربية تقف موقف المتفرج على هذه الجرائم، ولم تتمكن حتى من تقديم الغذاء والدواء لأهلنا في غزة، وإن إسرائيل سمحت لبعض الحكام العرب بتقديم بعض الأغذية والأدوية الشحيحة لمنكوبي غزة، ليس خدمة لغزة وأهلها، بل للتغطية على خيانة أولئك الحكام وتمكينهم من مواصلة الكذب على شعوبهم وتضليلها بالادعاء أنهم هم وانظمتهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني ويعملون على مساعدته.
والأسوأ من ذلك هو أن معظم الدول العربية، خاصة دول التطبيع التي تنافق وتزعم بأنها تدعم أهلنا المنكوبين في قطاع غزة وترفض الهجوم على لبنان، لا تخفي عداءها للمقاومة وتعتبر المقاومة الفلسطينية واللبنانية مغامرة، وترى فيها تهديدا لأنظمتها لدرجة أنها ما زالت تحتفظ بعلاقات جيدة مع دولة الاحتلال، وتساعدها من وراء الكواليس وبصورة علنية، ومن المتوقع أن تعمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لتمرير " صفقة القرن " التي طرحتها خلال إدارته الأولى، ولفرض حل صهيوني - أمريكي على الفلسطينيين والعرب لتصفية القضية الفلسطينية، وتكرس الاحتلال، وتمهيد الطريق للتوسع الإسرائيلي في العالم العربي.
وعلى المستوى الشعبي شهدت المدن الرئيسية في معظم دول العالم وعدد كبير من جامعاتها مظاهرات صاخبة أعرب المشاركون فيها عن رفضهم لاستمرار الحرب، وتعرض بعضهم للاعتقال والضرب وأصيب بعضهم بجراح، بينما بقيت معظم الشعوب والجامعات العربية هادئة مستسلمة منشغلة بالمباريات الرياضية، والمواسم الفنية كموسم الرياض، رغم أنه يفترض أن تكون هي الأقرب وجدانيا ودينيا وثقافيا ومصيريا لغزة ولبنان والأكثر حرصا على أمنهما ومستقبلهما. والمؤسف والمضحك هو أن بعض الدول العربية سمحت بتنظيم مظاهرات " مرتبة " مؤيدة للفلسطينيين وفق شروط صارمة جدا، وفي أماكن قامت بتحديدها مسبقا تم نقل المتظاهرين إليها على حافلات، وطوقوا برجال المخابرات والأمن، وطلب منهم ترديد هتافات مؤيدة لغزة، ول" أولياء الأمر " في الوقت نفسه.
والسؤال الذي ما زال يطرح نفسه منذ بدء الحرب على غزة ولبنان هو: لماذا ما زالت معظم الشعوب العربية هادئة مستسلمة مستكينة ولم تفعل شيئا يذكر لنصرة الفلسطينيين واللبنانيين؟ يبدو أن من أهم الأسباب التي أدت إلى احجام الشعوب العربية عن الخروج والاحتجاج على الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال هو القمع وأساليب التخويف والرعب والاعتقال التي تمارسها السلطات العربية، وإن المجتمعات العربية تعرضت، وما زالت تتعرض لعمليات غسيل مخ متواصل من قبل الأنظمة العربية استخدمت فيها وسائل الاعلام، وكتاب ورجال دين مرتزقة لتضليل وخداع المواطنين وإقناعهم بالانكفاء على المصالح القطرية الداخلية والشخصية، وبأن الخروج في مظاهرات للمطالبة بوقف الحروب في غزة ولبنان يعتبر خروجا عن طاعة " ولي الأمر "، ولا يحقق لهم أي منافع، ويعرض بلدهم وأمنهم ومصالحهم للخطر.
وإذا " استمر الحال على هذا المنوال "، وبقيت الشعوب العربية مسلوبة الإرادة، صامتة، مستسلمة ولم تتحرك لتغيير واقعها المرير بالتصدي لحكامها الخونة، وللاعتداءات الإسرائيلية – الأمريكية، فإن أمتنا العربية ستواجه المزيد من الانقسامات وحمامات الدم، وسيكون مستقبلها كارثيا!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية والإسلامية الثانية: فشل مدوّ وضحك على ذقون الش ...
- ماذا يعني فوز ترامب للفلسطينيين والعرب؟
- اجتماعات القاهرة وإنهاء الانقسام الفلسطيني
- استشهاد يحيى السنوار وتداعياته على استمرار المقاومة
- حسن نصر الله .. شهيد الأمتين العربية والإسلامية
- هل ستهاجم إسرائيل الجيوش العربية الكترونيا كما فعلت مع حزب ا ...
- اليمن العظيم يلقن أنظمة الاستسلام العربية دروسا في الدفاع عن ...
- الشهيد البطل ماهر الجازي يمثل إرادة الشعوب العربية ورفضها لل ...
- الجيوش العربية وقضايا الأمة!
- محادثات وقف إطلاق النار: خداع وتسويق وهم للفلسطينيين
- الانتخابات النيابية الأردنية القادمة والعلاقات مع دولة الاحت ...
- حرب غزة وانشغال الشعوب العربية بمهرجانات الرياضة والرقص والغ ...
- اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر والتصعيد في المنطقة
- كمالا هاريس والقضية الفلسطينية
- -إعلان بكين - وإنهاء الانقسام!
- مجازر غزة وعجز وخذلان الأمة العربية
- هل سيتمكن محور المقاومة من تغيير الواقع الانهزامي العربي؟
- اجتماع هاليفي مع قادة من خمس جيوش عربية دليل على أن الخيانات ...
- حرب غزة وحج هذا العام!
- حرب غزة والانتخابات النيابية الأردنية القادمة


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حروب غزة ولبنان والنفاق السياسي والاجتماعي العربي