8 الوصول إلى القوة العلاجية للعصب المبهم Polyvagal - تمارين المساعدة الذاتية للقلق والاكتئاب والصدمات والتوحد.

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 02:47
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

تَطُورْ السَمْعْ The evolution of hearing
في وقتِِ مُبَكِر من تطور المخلوقات على الأرض، كانت الحيوانات المفترسة الكبيرة بما في ذلك الديناصورات والسحالي الكبيرة الأخرى تَجُوب الأرض، وغالبًا ما كانت تفترس الثدييات الصغيرة أثناء تجوالها. كانت أكبر الحيوانات التي يمكن أن تهدد هذه الديناصورات والسحالي تَدُقُ الأرض بأقدامها عندما تمشي أو تركض، مما ينتج أصواتًا قرعية(ملاحة للتوضيح: قرع الطبول) منخفضة التردد. سجلت الديناصورات هذه الاهتزازات منخفضة التردد(low-frequency vibrations ) في النهايات العصبية التي تُغَلِفْ عظامها الهيكلية الكبيرة.
كانت المعلومات المتعلقة باقتراب المفترس الكبير الحجم، كالديناصورات، بالغة الأهمية وخاصة للثدييات، لحماية ذريتهم.
ولكن هذه المخلوقات الضخمة لم تكن قادرة على سماع الأصوات ذات الترددات الأعلى التي كانت تصدرها الثدييات الأصغر حجماََ. وقد وجد علماء الحفريات( Paleontologists) أن عظام الأذن الوسطى(middle-ear bones )كانت متصلة بعظم الفك ( the jawbone) ، على عكس عظام الأنواع اللاحقة ( later species). وبالتالي فمن المفترض أن الديناصورات "سمعت" الأصوات خلال تسجيل اهتزازات منخفضة التردد في عظام هيكلها العظمي، لكنها لم تكن قادرة على سماع الأصوات ذات التردد الأعلى التي تصدرها الثدييات(mammals) الأصغر حجما.
لقد تطورت ( evolved)آذان الثدييات، بحيث أصبحنا قادرين على سماع ترددات أعلى؛ فعظام الأذن الوسطى، التي انفصلت عن فَكَيْنْا، تَهْتَزْ على أساس الموجات الصوتية التي تنتقل في الهواء. وتقع "أصوات" الثدييات في نطاق ترددي أعلى من هدير الديناصورات والسحالي الضخمة. ولذلك كانت الثدييات المبكرة قادرة على التواصل مع بعضها البعض دون أن تكتشفها الحيوانات الأكبر حجماً والأسرع التي كانت تهاجمها، وكان هذا بمثابة ميزة محتملة في كفاحها من أجل البقاء( struggle for survival).
ولكن، إذا سمحت أذاننا دخول جميع الأصوات المحيطة بنا إلى آذاننا دون تمييز، بما في ذلك الترددات العالية جداََ أو المنخفضة للغاية، فسوف نَشْعر بضجيج مُرْبِكْ. وسوف تَطْغَى الترددات العالية والمنخفضة على أصواتنا (الثدييات). وبالنسبة للبشر، قد تنقل الأصوات في النطاق الترددي الحيوي لصوت الأنثى معلومات من الأم تشكل أهمية بالغة لبقاء الطفل على قيد الحياة في المواقف الخطرة.
ولكن كيف يُرَكِزُ سَمْعُنا على هذه الترَدُدات المهمة؟ إن قدرة الثدييات على تصفية الأصوات تعتمد على مستويات مُتَفَاوتة من التَوتْر في عضلات العضلة الركابية وعضلة الطبلة الموسعة في الأذن الوسطى ( depends on varying levels of tension in the stapedius and tensor tympani muscles in the middle ear ). وتعمل هذه العضلات على حجب الأصوات العالية التردد جداََ والمنخفضة التردد على نحو فعال، فلا يتبقى سوى الأصوات التي تقع تقريباً في نطاق الصوت البشري. و العضلة الركابية العاملة بشكل جيد قادرة على تصفية وابعاد الأصوات التي تقع أعلى أو أدنى من نطاق الصوت البشري ـ حتى الضوضاء الصاخبة التي تَصُمْ الآذان.
.إن تطور هياكل الأذن وحاسة السمع مُوَثَقْ جيداً في مجال علم الأحياء التطوري(evolutionary biology )، منذ زمن الديناصورات المبكرة منذ 190 مليون سنة وحتى اليوم. ففي الثدييات، انفصلت ثلاثة أجزاء صغيرة من عظم الفَكْ عن بقية الفَكْ. وتسمى هذه العظام الصغيرة الثلاث كمجموعة بالعظيمات ( ossicles). (المفرد ossicle يعني "عظمة"، وعظيمة تعني "عظمة صغيرة"). وتسمى هذه العظام الثلاث بالمطرقة (malleus)، والسندان (incus)، والركاب (stapes) لأنها تشبه هذه الأشكال. وهي متصلة بمفاصل زلالية ( ligament)، ويربطها رباط في "سلسلة chain" مَرِنة.
يتم التحكم في حركة العظيمات (إما بتسهيلها أو تقييدها either facilitated´-or-restricted) من خلال تعديلات في شد عضلات مُوَتْرة الطبلة و العضلة الركابية، والتي ترتبط بالعظيمات عند طرفي السلسلة المتقابلين. تؤثر هذه العضلات على السمع بطرق مختلفة. غشاء الطبلة (طبلة الأذن) مستدير الشكل، مثل رأس الطبلة الموسيقية؛ تربط إحدى العظيمات عضلة مُوَتِرَة الطبلة بالمطرقة.
تُحَدِدْ التغيرات في توتر عضلة مُوَتِرْ طبلة الأذن مدى قدرة طبلة الأذن على الاهتزاز. تصبح الأصوات أعلى مع زيادة التوتر. يتم تغذية عضلة موتر طبلة الأذن بواسطة فرع من العصب القحفي الخامس، وتعمل كنوع من التحكم في مستوى الصوت الذي ينتقل إلى مستقبلات العصب الصوتي في عمق القناة السمعية ( how much sound gets passed on to the receptors of the acoustic nerve deep in the auditory canal.
العضلة الركابية، التي يبلغ طولها حوالي مليمتر واحد، هي أصغر عضلة في الجسم بالكامل. وهي تتغذى من فرع حركي من العصب القحفي السابع، والذي يغير مستوى توتر العضلات. العضلة الركابية هي أيضًا عضلة رفيعة جدًا. تنشأ في تجويف صغير يحيط بعظام الأذن الوسطى، وتدخل في عنق العظم الركابي (أحد العظيمات الثلاث). تنقل العضلة الركابية نطاقات تردد معينة فقط عندما تتوتر وتسترخي. مع السمع الطبيعي، تمر ترددات الصوت الأنثوي البشري بسهولة، بينما يتم تصفية الأصوات أعلى وأسفل هذه الترددات إلى حد كبير
إن تسجيل التغيرات في الترددات عندما يتحدث شخص آخر يتطلب عضلة ركابية تعمل بشكل جيد من أجل فصل نطاق الأصوات اللازمة لنا لسماع وفهم والتواصل مع بعضنا البعض. هذه الوظيفة ضرورية للطفل في تعلم مفردات اللغة وتناسق النبرات
(يتبع)

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات