|
عن ( الحيطة بتتكلم / ثلاثة أسئلة من أخى أمين رفعت )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 01:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : حصلت فى بلدنا خناقة بين اتنين شباب لان واحد منهم اتريق على التانى وقال : على راى المثل يا سلام سلم الحيطة ببتكلم . ضربوا بعض اتعملت قعدة وحضرها واحد من اللى بيقروا لك وقال ان يا سلام سلم الحيطة ببتكلم ده مثل شعبى من العصر المملوكى وان حضرتك تكلمت عنه ، قلنا فين قال ان كتب حضرتك ومقالاتك كتيرة ومن الصعب نلاقى فيها شىء محدد , الحقيقة احنا عايزين نعرف منك الموضوع ده ويا ريت تكتبه من غير ما تقول لنا روحوا للكتاب الفلانى . إجابة السؤال الأول : لا . إجابة السؤال الثانى : هذا ليس مثلا شعبيا ، بل قول شاع فى القاهرة نتج عن واقعة تاريخية حقيقية حدثت فى القاهرة المملوكية عام 781 هجرية بطلها شيخ صوفى وهو الشيخ عمر ركن الدين ، وكان يتمتع بتقديس الناس وكانوا يتبركون به ويزورونه لمدة ثلاثين عاماً ، بل كان يتمتع بتقديس السلطان برقوق. وموجز الحكاية أن امرأة اشتكت لذلك الصوفي سوء معاملة زوجها لها ، فكان الصوفي يعظه ويوصيه بزوجته من خلف الحائط بحيث لا يدري من المتكلم ، واشتهرت الإشاعة بأن حائطاً يتكلم ، وسار الصوفي في الطريق إلى نهايته ، فافتتن الناس بالحائط الذي يتكلم وتوافدوا عليه يسمعونه ، يقول ابن حجر ( افتتن الناس به شهرين واعتقدوا أن المتكلم من الجن أو الملائكة ،وقال قائلهم ( يا رب سلم الحيطة بتتكلم ) وقال الشاعر ابن العطار يا ناطقا من جدار وهو ليس يُرى اظهر وإلا فهذا الفعل فتّان . ويقول ابن إياس ( اشتدت فتنة الناس بالحائط حتى كادوا أن يعبدوه من عظم ما افتتنوا به ويتخذوه معبداً لهم ..) وكانوا يقدمون للحائط النذور والقرابين .. ثم اظهر المحتسب الحيلة وعوقب الفاعلون). الحادثة مذكورة فى المصادر التاريخية الآتية (إنباء الغمر جـ 1 / 198 : 199 ، السلوك جـ 3 / 1 / 361 : 364 . النجوم الزاهرة جـ 11 / 172 : 173 ، ابن إياس جـ / 1 / 2 / 246 : 247 .) سؤال من أخى الاستاذ أمين رفعت : ( استاذي الحبيب الدكتور منصور/ وردتني ثلاث اسئلة: 1. بخصوص تقسيم القرآن لأحزاب وأجزاء من قام بهذا التقسيم ومتى ولماذا لأنه من الواضح أن من قام به لا يفقه اللغة العربية حيث يقطع سياق الآيات في أكثر من موضع؟. 2. بخصوص أحكام تلاوة القرآن المتداولة مثل الغنة والقلقلة والوصل والإدغام وغيرها كيف وصلت لنا وما حكمها القراني؟ 3. في سورة النمل :قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ. ما هو هذا الكتاب وأين هو الآن؟ بارك الله جل وعلا فيك وشفاك وعافاك وزاد في علمك وعمرك وحفظكم من كل سوء. أخوك المحب أمين رفعت ) الاجابة : شكرا أخى الحبيب استاذ أمين رفعت ، وجزاك الله جل وعلا خيرا على جهادك معنا فى سبيله جل وعلا ، وأقول : أولا : 1ـ رسول الله محمد عليه السلام هو الذى كتب القرآن الكريم بنفسه ، وعاونه بعض أصحابة فى نسخ نسخ منه . فى الكفر الذى تسيد العصر العباسى ـ فى إتّخاذهم القرآن مهجورا ـ إخترعوا ودونوا الحديث والتفسير والقراءات وما يعرف ب ( التجويد ) وأحكام القراءة بزعمهم . 2 ـ فى العصر المملوكى إخترعوا التغنى بالقرآن أو الانشاد القرآنى وتكوين فرق غنائية موسيقية ، أو بتعبير الغص وقتها : ( جوق )، وكان هذا تبعا للدين الصوفى الذى تسيد المجتمع وقتها . 3 ـ أنشأ السلاطين والأمراء وكبار الموظفين ـ من المال السُّحت ـ مؤسّسات للتصوف والتعليم ، عرضنا لها بالتفصيل فى كتاب لنا عن أثر التصوف الاجتماعى والثقافى والمعمارى . كانت من المقررات الدراسية القراءات والتجويد ، وكانت قراءة القرآن من أنشطتها ، صحيح إنهم فى نسخ المصاحف إلتزموا بالكتابة القرآنية الفريدة ـ وقد تأكدت من هذا بنفسى أثناء تعاملى مع مخطوطات العصر المملوكى ، ولكنهم قاموا بتقسم المصاحف الى أجزاء لتسهيل الحفظ والتعلم ، خصوصا فى ( السبيل ) أو الكتاتيب الملحقة ببعض المؤسسات الصوفية لتعليم الأطفال ، وخصوصا الأيتام . وكانوا يسمونها ب ( الربعات الشريفة ) . وفى كل ( ربعة ) جرى تقسيم داخلى لأجزاء وأحزاب . 4 ـ حين جىء بالمطبعة الأميرية تم طبع نُسخ القرآن الكريم بهذا التقسيم الداخلى . ثانيا : فى سلسلة مقالات عن الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم خصصنا مقالا عن داود وسليمان . وهذا هو الرابط : https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2542 ومع هذا نقول بإختصار : 1 ـ فى فجر البشرية حيث كان يأجوج ومأجوج متحكمين فى الأرض وخطرا على البشرية ـ الضعيفة القليلة وقتها ـ أرسل الله جل وعلا رسولا هو ذو القرنين ، وزوده بقدرات إستثنائية تمكن بها من حجز يأجوج ومأجوج فى باطن الأرض ، وبنى فوقهم سدّأ أو ردما . وهم لا يزالون فى موقعهم هذا الى أن تقترب الساعة فيخرجون الى سطح الأرض ويختلطون بالناس . ولنا مقالات فى هذا الموضوع . جاء الحديث عنهم فى سورتى الكهف والأنبياء . يهمنا فى الموضوع قول ذى القرنين ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) الكهف ). ( زبر الحديد ) أى كتاب الحديد ، أى كتاب علمى ، وليس كتاب وحى مكتوب . 2 ـ نفس الحال مع داود عليه السلام . تميّز عمّن سبقه من الأنبياء بكتاب علمى ( تكنولوجى ) هو الزبور ، نتدبر قول الله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) النساء ). 3 ـ كان هذا ضمن آيات ( معجزات) أخرى ، منها ما جاء فى قوله جل وعلا : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) ص ). 4 ـ تولى بعده إبنه سليمان الذى ورثه ، وورث منه هذه العلوم . نرجو تدبر قوله جل وعلا : 4 / 1 : ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82) الأنبياء ) 4 / 2 : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) النمل ) 4 / 3 وتمضى القصة القرآنية الى طلب سليمان نقل عرش ملكة سبأ . ( قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) النمل ). 5 ـ المفهوم أن سليمان طلب إحضار عرش ملكة سبأ ، وعرض عفريت من الجن إحضاره فى أثناء الجلسة ، ولكن الذى عنده (علم من الكتاب ) أى كتاب الزبور قال إنه يمكنه بأسرع من سُرعة الضوء ( قبل أن يرتد اليه طرفه ، أى نظره ). وفعلا إستطاع فى أسرع من لمح البصر تحييد الجاذبية وإستحضاره الى المكان . 6 ـ هذا مبلغ علمنا ، وفوق كل ذى علم عليم .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
-
عن ( لم تكن شيئا / ورق / الاسلام دين العلمانية فى تعامل البش
...
-
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
-
عن ( فج وفجاج / يوم الجمعة ليس أجازة / جذاذ / رقص الصوفية /
...
-
عن : ( المعارج / أردوغان / الدراما التركية )
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 5 )
-
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن
...
-
عن ( متاع الجنة ، وهل فيها ناطحات سحاب ومياه غازية وعصائر ؟
...
-
عن ( العوج والاستقامة )
-
القاموس القرآنى : ترقب / رقيب
-
عن ( نعم : تنطبق على النبى / لا عطش ولكن / أسفار / أرملة تفر
...
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 4 )
-
عن ( ليس البدو السبب بل العسكر المصرى )
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 3 )
-
عن ( الغيظ والبغضاء والعداء والضغينة / ثقافة العبيد / اليابا
...
-
القاموس القرآنى : ( أبدا )
-
عن ( يزفون / أدوا الى / ملة ابراهيم حنيفا )
-
هذا الإله المصنوع الذى إختلقه البخارى ومسلم
-
عن ( الدعاء فى الجنة أو النار / الحول والقوة / قرة عين وأعين
...
-
الغزالى حُجّة الشيطان ( 2 )
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|