زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 00:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
---------------------------
- لقد خرج العالم تقريباً مما يسمى "فترة غوتنبرغ" - مكتشف المطبعة ، وهي الفترة التي دامت 500 عام حيث هيمنت الكلمة المطبوعة على أهم اساليب اكتساب المعرفة والتعليم في المجتمع الانساني.
لكن - منذ فترة ليست ببعيدة - ، لوحظ بدأ عصر جديد من قراءة الشاشات والصور والتغريدات والتعليقات والقراءة الافتراضية و و .
حيث بات - كما أرى - معظم الناس يتضايقون من القراءة الورقية والافتراضية ، ويتأففون أكثر فأكثر من المتابعة حتى للمنشورات المطولة ، ناهيك عن ضنك وصبر البقاء لاشهر عدة ، مع القراءة في مجلدات او ملازمة الروايات و الكتب الضخمة ..
السؤال تُرى هل تقترب حقاً هيمنة الكتب الورقية والكلمة المكتوبة نفسها من نهايتها؟
وهل مع تكاثر الحديث عن زرع الشرائح الالكتونية في الأدمغة ستظل القراءة هي الوسيلة الوحيدة القادرة على التقاط تعقيدات العقل والخيال البشري؟
وفي النهاية، ترى إلى أي مدى يهم هذا التحول حقًا مع تعاظم اثر الذكاء الاصطناعي على المعرفة الإنسانية ؟
- " و خير جليس في الزمان كتاب "
عبارة المتنبي الشهيرة ، التي لطالما - كنا ومازلنا - نردّدها ،كلما رأينا كتاباً ، أو جاء إلى نواصي أفهامنا ، حديث قراءة الكُتبْ ، و مآلاتها غير المشجعة في العصر الراهن.
عن نفسي أتحدث ،
- لقد حفّزت الكتب ذهني دائمًا لمحاولة تجربة كثير من المشاعر غير المعروفة قبلاً بالنسبة إليّ ،
وعزّزت بعض الصفحات فيَّ شعلة الحماسة ، إلى معرفة الأماكن البعيدة ، التي لطالما كنت أرغب في زيارتها ، و دفعت بي سردياتها ، إلى استطلاع مناحٍ من الحياة ، التي لم أكن أتخيل أنْ أراها يوماً من قبل .
- إن مسألة اختيار كتاب ما للمطالعة >> هي - في تقديري - تعتمد - قبل كل شيء - على شخصية الفرد ، واهتمامه الخاص بموضوعات معينة دون غيرها. .
- و الثقافة الحقيقية ، التي تقوم على الصدق مع الذات قبل أي شيء آخر ، محال أن تؤدي إلى أي نوع من أنواع التّعالي ، أو الغطرسة والكبَرْ في التعامل مع الآخرين ..
بل سنجد - في رأي الشخصي - أن الإبحار في تلك المعارف المتزايدة ، تساعد أكثر فأكثر ، على اكتساب آليات السيطرة على العواطف المنفلشة ، وضبط الإنفعالات المسرفة ، وإكتساب نوع جيد من الرصانة في مناقشة الأمور المعيشة ، مهما بدت غريبة أو غير متوقّعة .
الأسف ، هو أن هذا الحال من الوعي الحكيم ، بات أمراً قليلا ، بل و نادراً ما يتم القيام له ، أو المرور به في كثير من الأفهام اليوم ، حتى من قبل كثير من المثقفين المشهود لهم بسعة القراءة وحسن الإطلاع .
- للحديث بقية
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟