أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - التعداد السكاني في العراق بعد انتظار دام 27 عاما!!















المزيد.....

التعداد السكاني في العراق بعد انتظار دام 27 عاما!!


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8168 - 2024 / 11 / 21 - 04:47
المحور: المجتمع المدني
    


يقصد بالتعداد السكاني هو عملية جمع وتحليل وتسجيل بيانات السكان في منطقة معينة خلال فترة زمنية محددة. يهدف التعداد إلى معرفة عدد السكان وتوزيعهم حسب العمر، والجنس، والموقع الجغرافي، بالإضافة إلى خصائص أخرى مثل الحالة التعليمية، والعمل، والحالة الاجتماعية.
يُجرى التعداد عادة كل عشر سنوات في أغلب دول العالم بواسطة الحكومات أو المؤسسات المتخصصة، وهو يُستخدم لتخطيط السياسات العامة، مثل بناء المدارس، والمستشفيات، وتوزيع الموارد، بالإضافة إلى فهم التغيرات السكانية على مر الزمن.
إن عملية التعداد السكاني هي طريقة علمية تتبعها الدول لحصر عدد السكان القانطين بها للتخطيط المستقبلي ولتفادي مشكلة التضخم السكاني. وهناك عدد من الطرق للوصول إلى التعداد السكاني، أشهرها وأدقها هي الطريقة الحصر الشامل المباشرة، وهذه الطريقة تتطلب إجراء منع للتجوال، كما تحتاج إلى عدد كبير من العددادين الذين يتم إدخالهم بدورات تدريبية. وهناك طرق أخرى لتعداد السكان، ومن أشهرها التجربة الفرنسية.

أهمية التعداد السكاني :

▪︎ التخطيط الحكومي: يساعد التعداد الحكومي في التخطيط للمدارس، المستشفيات، الطرق، والخدمات العامة الأخرى.
▪︎ توزيع الموارد: يُستخدم لتحديد كيفية توزيع الموارد الوطنية بشكل عادل وفقًا للكثافة السكانية.
▪︎ البحوث والدراسات: يوفر بيانات دقيقة للباحثين لفهم التغيرات السكانية وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية.
▪︎ التنمية الاقتصادية: يسهم في تحديد احتياجات السوق المحلي وتوزيع فرص العمل.
▪︎ السياسة والتمثيل: يُستخدم في تحديد عدد المقاعد البرلمانية وتوزيع الدوائر الانتخابية.

مراحل التعداد السكاني :

▪︎ يتم تحديد الأهداف ووضع خطة التنفيذ، وتدريب فرق العمل.
▪︎ جمع البيانات يكون باستخدام استمارات ورقية، إلكترونية، أو زيارات ميدانية.
▪︎ معالجة وتنظيف البيانات لتجنب الأخطاء.
▪︎ تحليل البيانات لاستخراج الإحصاءات المفيدة.
▪︎ نشر البيانات في تقارير رسمية للجهات المختصة والجمهور.

ما هي العناصر الرئيسية للتعداد السكاني ؟؟

▪︎ عدد السكان: إجمالي عدد الأفراد المقيمين في المنطقة.
▪︎ التركيب العمري: توزيع السكان حسب الأعمار.
▪︎ التركيب الجنسي: نسبة الذكور إلى الإناث.
▪︎ المستوى التعليمي: نسبة الأمية ومستوى التعليم.
▪︎ الوضع الاقتصادي: نسبة العاملين، البطالة، والمهن المنتشرة.
الخصائص السكنية: نوع المساكن، وحالتها، وعدد الأفراد في كل مسكن.

ما هي أنواع التعداد السكاني ؟؟

▪︎ التعداد الفعلي: يتم فيه عد جميع السكان بشكل مباشر في نفس الفترة الزمنية.
▪︎ التعداد بالعينة: يتم عد عينة من السكان واستنتاج البيانات العامة بناءً عليها.
▪︎ التعداد الدوري: يُجرى بشكل منتظم كل 5 أو 10 سنوات.

هناك أمثلة على استخدام التعداد السكاني :

▪︎ البلدان النامية: يُستخدم التعداد لتحديد مناطق الفقر والعمل على تحسينها.
▪︎ البلدان المتقدمة: يُستخدم لتطوير الخدمات الرقمية والبنية التحتية.

تاريخ تعداد السكان في العراق:

عرفت بلاد الرافدين (تعدادات سكانية) منذ عهد السومريين لأغراض اقتصادية وعسكرية من أجل تحديد الذكور من الشباب القادرين على حمل السلاح أو عدد التجار والأسر الغنية التي ستدفع الضرائب.
وفي العراق الحديث، تشير المعلومات المتاحة إلى أن عدد سكان العراق في العام 1867م كان قرابة المليون وربع المليون.
وفي العام 1920م بلغ مجموع سكان العراق مليونان و 849 ألفاً و 282 نسمة. وبعد ذلك توالت التعدادات السكانية، كما سنوضح ذلك لاحقا.
لقد حاولت الحكومة العراقية عام 1927 إقامة أول إحصاء سكاني عقب تأسيس الملكية العراقية، لكن أخطاءً كثيرة رافقت تنفيذ العملية، مما دفع بغداد إلى إلغاء نتائج ذلك التعداد.
وفي العام 1934، أجري تعداد آخر اقتصر على تحديد عدد السكان القادرين على المشاركة في الانتخابات، وفي المجهود الحربي. وقد حدّد هذا التعداد عدد سكان العراق بأكثر من ثلاثة ملايين و 200 ألف نسمة.
وبالرغم من بساطة بيانات تعداد 1934 إلا أنها ظلت مرجعية للدولة في خططها وبرامجها الحكومية حتى أجري تعداد آخر في سنة 1947، حيث بلغ فيه عدد العراقيين 4 ملايين و816 ألف نسمة. وتعدُّ هذه العملية أول محاولة عراقية لإحصاء السكان بوسائل فنية حديثة، مقارنةً بالمتوفر وقتها، وهو ما شجّع بغداد على إقرار سياسة تقتضي تنظيم تعدادٍ سكاني كل عشر سنوات.
لقد جرى تنظيم تعداد سكان آخر في العام 1957، وكان عدد سكان العراق (6 ملايين و340 ألف نسمة)، ولم يجري تعداد لسكان العراق سنة 1967 بسبب عدوان 5 حزيران وقد تم تقدير عدد سكان العراق (9 ملايين و255 ألف).
وشهد العام 1987 تعدادا شاملا وناجحا وقد شاركتُ به عندما كنتُ معيدا في جامعة الموصل، وقد بلغ عدد سكان العراق فيه 16 مليون و 335 ألف نسمة.
كما شهد العام 1997 آخر تعداد شامل للسكان، وقد استثنى منه محافظات إقليم كردستان الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، بسبب حظر فرضه مجلس الأمن الدولي. وقد بلغ عدد سكان العراق 22 مليون و 46 ألف نسمة. ولم يجري بعد ذلك أي تعداد للسكان في العراق بسبب عدم الإستقرار الظروف السياسية.
وبحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، فإن استعدادات تنفيذ التعداد الحالي بدأت منذ عام 2019، وكان مأمولاً أن يُنفذ عام 2020، لكن جرى تأجيله بسبب جائحة كورونا، بعدما كان مستحيلاً على المُنظمين تكليف 150 ألف باحث ميداني بالتجوّل على المنازل في تلك الظروف، لذا أُرغمت وزارة التخطيط على تأجيل المشروع.
وفي العام 2022، أُعلنت بغداد نيتها تنفيذ التعداد مجددا، وهو ما لم يحدث أيضاً بسبب الميزانية الكبيرة التي احتاجها الجهاز المركزي للإحصاء والتي تبلغ 120 مليون دولار، ولم تتمكن الحكومة من توفيرها حينها.
حاليا العدد التقديري لسكان العراق يُقدَّر بنحو 44 مليون نسمة ونصف، والعدد المتوقع لسكان العراق سنة 2030 هو 51 مليون وذلك وفقاً لتقديرات الرياضياتية.
وهكذا يأتي تعداد يوم الأربعاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2024 بعد انتظار دام 27 عاما.

سياسيا ..

التعداد السكاني لعام 2024 يُعدّ خطوة هامة في العراق، حيث يمكن أن يكون له تأثير كبير على العملية السياسية من عدة جوانب، خاصة فيما يتعلق بالبرلمان العراقي
▪︎ إعادة توزيع المقاعد البرلمانية حيث سيوفر التعداد بيانات دقيقة عن التوزيع السكاني في المحافظات، مما قد يؤدي إلى تعديل توزيع المقاعد البرلمانية وفقاً للكثافة السكانية الحقيقية وهذا من شأنه أن يعزز التمثيل العادل في البرلمان.
وبصورة أوضح، زيادة بعدد أعضاء مجلس النواب بما يزيد عن 425 عضو كحدٍ ادنى ، كون النصاب الحالي عضو لكل 100 الف نسمة.
▪︎ وجود بيانات دقيقة عن الناخبين يُقلل من احتمالات التلاعب أو تزوير الانتخابات، مما يساهم في تعزيز شفافية العملية الانتخابية وشرعيتها.
▪︎ يمكن أن يُستخدم التعداد كمرجع لحسم الخلافات حول المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك والمناطق الأخرى التي يختلف عليها العرب، الأكراد، والتركمان، بناء على التوزيع السكاني.
▪︎ بناء على نتائج التعداد، يمكن تحسين توزيع الموارد والموازنات بين المحافظات بما يتناسب مع عدد السكان واحتياجاتهم، مما يساهم في تقليل التوترات السياسية.
▪︎ التعداد يُمكن أن يوفر بيانات دقيقة عن الفئات العمرية، مستويات التعليم، والبطالة، مما يساعد الحكومة في وضع سياسات تنموية مبنية على احتياجات السكان الفعلية، وهو ما سينعكس إيجابياً على الاستقرار السياسي.
▪︎ قد يؤدي التعداد إلى تعديل القوانين الانتخابية، مثل اعتماد الدوائر الانتخابية الصغيرة أو النسبية، بناءً على التوزيع السكاني.

نقطة نظام :

لابد من الوقوف على سبب ضعف الوعي المجتمعي بالنسبة للتعداد السكاني والبعض متخوف من اشاعات تروج لها الصفحات الوهمية الكاذبة ونظريات المؤامرة، نتيجة الترويج الدعائي البسيط او قل من العادي من الجهات ذات العلاقة التي من المفترض ان يكون هناك تحشيد إعلامي اثقل وأكبر بوقت مبكر قبل الشروع بحملة التعداد 2024 ويعزى سبب ذلك إلى ..
▪︎ ضعف التخطيط والإدارة في التنسيق بين الجهات المعنية في وضع خطة استراتيجية لتوعية الجمهور بأهمية التعداد
▪︎ يتطلب التعداد السكاني ميزانية ضخمة لتغطية الجوانب الدعائية والإعلامية
▪︎ ضعف وسائل الإعلام الرسمية في إيصال الرسالة بشكل فعال أو الاعتماد على أساليب تقليدية لا تصل إلى الجمهور
▪︎ عدم تنظيم ورش عمل ومؤتمرات لتعريف المواطنين بأهمية التعداد ودوره في التنمية
▪︎ عدم التعاون مع منظمات المجتمع المدني لنشر الوعي على مستوى المواطنين في كافة المناطق
▪︎ عدم استغلال وسائل التواصل الحديثة الفاعلة، يؤدي إلى انخفاض مستوى محتوى التفاعل مع الجمهور

الخلاصة : إذا تم تنفيذ التعداد بشكل نزيه وشفاف، فإنه سيمثل أداة قوية لدعم الاستقرار السياسي وتحقيق تمثيل عادل في البرلمان العراقي، كما ان هذه البيانات تُستخدم لتطوير خطط وسياسات تُعزز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للسكان.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة منارة الحدباء .. عرس تاريخي كبير
- العيد الوطني للمرأة العراقية
- الجهل والحماقة في بنية العقل المجتمعي
- الرد الايراني وفوز ترامب
- كيف سيكون شكل الساحة الدولية بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئا ...
- أيديولوجية مصادرة العقول وغسيل الدماغ
- عيد الهالوين او عيد الرعب
- المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي مرة أخرى
- التناقض بين الحقيقة واليأس في المنظور الواقعي
- عرفان صديق سفيرا استتراتيجيا في العراق
- التشجيع السلبي والغلو الرياضي
- اغتيال السنوار .. وما هي تحديات المرحلة القادمة؟؟
- فيلم Black Death
- انهيار الحضارات وفشلها في التأقلم مع التحديات
- فلسفة التغيير تبدأ من خارج الصندوق
- الإلهاء والتخادمات في الفكر السياسي
- قوة الدولة واللا دولة
- إسرائيل وإيران بين الحرب الشاملة وضربات الردع الستراتيجية
- ثقافة الإلغاء نتاج منظومة القطيع
- المواطن المستقر


المزيد.....




- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- نتنياهو يخطط لإدخال شركة أمريكية إلى غزة بديلا عن الأونروا.. ...
- الاتحاد الأفريقي يحذر: الوضع الإنساني بالسودان خطير ويستدعي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين علي محمود - التعداد السكاني في العراق بعد انتظار دام 27 عاما!!