أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - العالم يعقد المؤتمرات وإسرائيل ماضية في إجرامها















المزيد.....

العالم يعقد المؤتمرات وإسرائيل ماضية في إجرامها


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يشهد هذا العالم جرائم إبادة جماعية، وقتل عشوائي، لا يستثني أحدا، لا بشرا ولا شجرا ولا حجرا، منذ زمن الإبادة الجماعية لقبائل الهنود الحُمر، وهي الشعوب الأصلية في الأمريكتين، كما يشهدهُ اليوم على يد المتطرفين الصهاينة المدعومين من طرف ذات الرجُل الأبيض في الغرب الذي مارس كل أشكال الإبادة الجماعية بحق الهنود الحُمر وبحق شعوب العالم الثالث الذي نهب ثروات بلدانها على مرِّ تاريخهِ واستعمرها، وسخّر شعوبها للقيام بالأعمال الشاقّة في تشييد البنى التحتية في دولهِ.
كم من ملايين الأفارقة ماتوا في أعمال تشييد البنى التحتية في الولايات المتحدة، لاسيما أنفاق القطارات وسكك الحديد؟
حدّثني أحد قادة الهنود الحُمر لدى زيارتي لمكتبهم في نيويورك أوائل الثمانينيات، على مقرُبة من مقر الأمم المتحدة، كيف كانوا يضعون موادّا سامّة في مياه الشرب تُسبِّبُ العُقم لدى النساء. لاسيما في أماكن تواجدهم التاريخية في شمال غرب وجنوب غرب الولايات المتحدة. وذات الأسلوب اتبّعتهُ السلطات الإسرائيلية في مدارس البنات في الضفة الغربية حيث كانوا يضعون موادّا مُشِعّة على نوافذ مدارس البنات الثانوية، وهذه المواد تسبِّبُ العُقم لدى البنات. وهذا كان موضوع اجتماع لمجلس الأمن الدولي حينها وأصغيتُ لمندوب فلسطين وقتها وهو يقدّم هذه الحقائق في مداخلتهِ أمام المجلس.
**
في فترة انعقاد القمة العربية الإسلامية المُشتركة في الرياض في 11 تشرين ثاني / نوفمبر كانت هناك عدة مؤتمرات دولية على مستوى القمة (قمة دول البريكس في روسيا، وقمة دول منتدى آسيا والمحيط الهادي في البيرو، وقمة مجموعة العشرين في البرازيل، وقمة المناخ في أذربيجان).
منها من تطرّق للوضع المُشتعِل في الشرق الأوسط، ومنها من تجاهل ذلك. بينما إسرائيل ماضية في إجرامها، والعالمُ يزدادُ توتُّرا، إذْ أعطت واشنطن لِكييف الموافقة على ضرب العُمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي اعتبرتهُ موسكو تطورا خطيرا قد يُشعلُ حربا عالمية. هذا القرار خلق انقساما على الساحة الأوروبية فمنها من أيّد هذه الخطوة كما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ومنها من رفضها كما إيطاليا.
الرد الروسي جاء بتوقيع الرئيس بوتين على مرسوم حول تبديل العقيدة النووية كنوعٍ من التهديد للغرب باستخدام السلاح النووي، وهذا ما ألمحَ إليه وزير الخارجية لافروف حينما قال: كل شيء كان واضحا في المرسوم وعلى الغرب أن يقرأ هذه الوثيقة بتمعُّن.
وفي ذات الوقت دعا رئيس كوريا الشمالية لزيادة السلاح النووي في بلاده لأقصى حد.
والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يزيدون العقوبات على إيران.
واليمين الصهيوني في إسرائيل يدعو إلى ضم الضفة الغربية ويعتقد أن عودة ترامب للبيت الأبيض هي فرصة تاريخية لتحقيق ذلك.
**
في غضون هذه الفترة كان مؤتمر مجموعة بريكس في نسخته السادسة عشر في 22 تشرين أول / أكتوبر في قازان عاصمة تترستان الروسية وشاركت فيه عدة دول جديدة فأصبح اسمهُ (بريكس بلس)، أي قبل مؤتمر القمة العربي الإسلامي بحوالي ثلاثة أسابيع، وصدر عنه (إعلان قازان) في 134 بندا.
وتمّ التطرُّق إلى الوضع في غزة بالبند 30 وجاء فيه ما يلي( نُعيدُ التأكيد على قلقنا البالغ إزاء تدهور الوضع والأزمة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في تصعيد غير مسبوق للعنف في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين، والتهجير القسري والتدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية).
وطبعا أكدوا على ضرورة وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة الرهائن والمعتقلين من كلا الجانبين الذين يتم احتجازهم بشكل غير قانوني، وعلى إمدادات المساعدات الإنسانية على نطاق واسع لقطاع غزة بشكل مستدام ودون عوائق.
وأدانوا الهجمات الإسرائيلية على منشآت العمليات الإنسانية، والموظفين ونقاط التوزيع. وطالبوا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالوضع في غزّة. وأكدوا على قبول فلسطين عضوْ كامل في الأمم المتحدة، وقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وفقا لحل الدولتين.
**
في البند 31 كان الحديث عن لبنان وجاء فيه (نعرب عن قلقنا إزاء الوضع في جنوب لبنان وندين الخسائر في أرواح المدنيين والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية نتيجة الهجمات التي تشنها إسرائيل على المناطق السكنية في لبنان وندعو إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية. ونؤكد على ضرورة الحفاظ على سيادة وسلامة الأراضي للدولة اللبنانية وتهيئة الظروف للحل السياسي والدبلوماسي من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مع التأكيد على أهمية التقيد الصارم بقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 (2006) و2749 (2024). وندين بشدة الهجمات على موظفي الأمم المتحدة والتهديدات التي تهدد سلامتهم وندعو إسرائيل أن تتوقف فوراً عن مثل هذه الأنشطة).
**
وفي البند 34 كان الحديث عن سورية وجاء فيه:
(نؤكد على أن سيادة سوريا ووحدة أراضيها يجب أن تُحترم بشكل صارم، ونُدين الوجود العسكري الأجنبي غير القانوني الذي يؤدي إلى زيادة المخاطر لِصراع واسع النطاق في المنطقة. ونؤكد على أن العقوبات الأحادية غير القانونية تفاقِم معاناة الشعب السوري بشكل خطير).
طبعا واضح أن كلمة (عدوان إسرائيلي) فيما يخص اعتداءات إسرائيل في غزة ولبنان وسورية لم تُستخدَم وإنما استُخدِم بدلا عنها كلمة هجوم إسرائيلي)
Offensive
**
أمّا قمّة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) التي انعقدت في ليما عاصمة البيرو يوم 15 / 11 / 2024 وحضرها الرئيسان الصيني والأمريكي، فقد صدر عنها إعلانا من 19 بندا، وسُمِّي بإعلان "ماتشو بيتشو" نسبة إلى اسم القلعة التاريخة الشهيرة في البيرو والتي تُعتَبَر إحدى عجائب الدنيا، ولم يتم التطرُّق نهائيا لقضايا الشرق الأوسط وما يحصل على ساحتهِ من أعمال عدوانية عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة.


**
ولكن في بيان قمة العشرين في البرازيل، والصادر في 19 / 11 / 2024 فقد خصّص فقرة عن الشرق الأوسط وجاء فيها ما يلي(نعربُ عن القلق العميق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والتصعيد في لبنان وضرورة توسيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وتعزيز حماية السكان المدنيين، وعلى حق الفلسطينيين في تقرير المصير والتزام لا يتزعزع برؤية حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل ودولةٌ فلسطينية جنبا إلى جنب في سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة).
هذا لم يرضي بعض الدول الأوروبية كما ألمانيا التي أرادت الإشارة إلى عملية 7 أكتوبر 2023 وأن جرائم إسرائيل هي "دفاع عن النفس" وكأنها ليست دولة محتلة. وهذا موقف إسرائيل.
**
ما تزال قمة المناخ العالمية في نسختها الـ 29 (كوب 29) منعقدة في أذربيجان وقد بدأت في 11 نوفمبر / تشرين ثاني، وتنتهي في 22 منهُ وتتخللها خلافات كبيرة بين دول الشمال الغنية التي تجسِّد عقلية الرجُل الأبيض، ودول الجنوب مُمثّلةً بمجموعة الـ 77 زائد الصين. ولا يُعتقَد أنها ستتطرق إلى الوضع المشتعل في الشرق الأوسط. وهذه وإن كانت تُعنى بقضايا المناخ بشكل رئيس إلا أن هناك الكثير من القضايا ذات طابع سياسي. وتبقى كل دول العالم مُدرِكة لمخاطر تغيُّر المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض وتأثير ذلك على البيئة وحصول الفيضانات العنيفة كما التي حصلت في اسبانيا، والعواصف الهائجة في فلوريدا، وحرائق الغابات في أمريكا الجنوبية.. الخ.
**
إذا المؤتمرات الدولية ماضية في أوقاتها، وإسرائيل ماضية في عدوانها، والمجتمع الدولي غائب ولا يضعُ لها حدّا، ومن المتوقع أن تزداد عدوانيتها بعد استلام ترامب لمهامهِ كرئيس للولايات المتحدة يوم 20 كانون ثاني / يناير 2025 ، وهو معروف من أقصى المتطرفين في الحزب الجمهوري، بل ويرى إسرائيل صغيرة الحجم ويجب أن تتوسّع. وها هو يختار فريق إدارته لأهم المناصب مِمّن يشبهون نتنياهو، وربما ابن غفير وسموتريتش، في تشدّدهم وانحيازهم لإسرائيل.
فما الحل؟
الحل هو أن يتماسك العرب كيَدٍ واحدة وأن يقطعوا كل العلاقات مع إسرائيل، وأن يضغطوا على أمريكا من خلال مصالحها معهم حتى تكون صادقة وجادّة فعليا وتُرغِم إسرائيل على وقفِ الحرب، وتنفيذ حل الدولتين، وتطبيق قرارات مجلس الأمن بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وتستجيب لمبادرة السلام العربية.
أعرفُ أن هذه مطالب تعجيزية بالنسبة للعرب وليسوا بوارد ذلك إطلاقا، إذا ما هو الحل؟. هل بالخنوع والركوع والاستسلام؟. وإن خنعوا وركعوا فهل ستتوقف إسرائيل عند حدود معيّنة لذلك، أم ستطلب دوما المزيد من الخنوع والركوع حتى تُحقِّق حُلمها التوراتي من النيل إلى الفرات؟.
ما الجواب؟.



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الأسد معه الحق في كل كلمة قالها في خطابه أمام القمة ا ...
- صح النوم يا عرب.. صح النوم يا مُحلّلين
- إنها حربٌ عالمية ثالثة ونتائجها سترسِمُ وجه العالم من جديد
- جرائم وإرهاب إسرائيل هي عقيدة توراتية
- التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري يُقسِّم الشعب الأمر ...
- إسرائيل وداعميها هم من يتحملون مسؤولية كل هذه الدماء
- لِمَ الاستغراب من خطاب نتنياهو؟ وماذا يعني الرئيس بوتين أن ا ...
- أخطر قرار إسرائيلي منذ قيام إسرائيل
- تركيا التائهة بين الشرق والغرب والمعتدية على سورية
- الناتو في ذكراه ال 75 يُدشِّن بداية حرب بارد/ ساخنة جديدة
- ما سِرُّ اندفاعة أردوغان للمصالحَة مع دمشق؟
- هل التحذير من حرب عالمية ثالثة هو في مكانهِ أم مُبالغٌ فيه؟
- هل ستتغير سياسات الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات البرلمان الأو ...
- تعيين سفير سعودي في سورية
- المِزاج الأوروبي يتغير إزاء فلسطين فهل سيتغير المزاج الأمريك ...
- قمّة المنامة مع ذكرى النكبة واستمرار مسلسل العجز العربي
- معاداة السامية أم معاداة الجرائم الإسرائيلية؟
- الحلقة السادسة والأخيرة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: ...
- الحلقة الخامسة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: مصادر ال ...
- الحلقة الرابعة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: الدبلوما ...


المزيد.....




- دُفن ببلدة ريفية هادئة.. عائلة ليام باين وزملاء فرقته السابق ...
- -اسألوا محمد بن سلمان أو محمد بن زايد-.. كيف وصف نجل شاه إير ...
- سانا: مقتل 36 وإصابة أكثر من 50 في غارات إسرائيلية على مواقع ...
- هل لديك الكثير من الصور القديمة والرسائل غير المقروءة؟ قد تك ...
- هوكستين إلى إسرائيل.. نقطتات خلافيتان بطريق -اتفاق ممكن- خلا ...
- جدل مطعم الشيف بوراك في مصر
- مقتل شاب يمني أثناء تصوير مسلسل على يوتيوب يثير الجدل حول فو ...
- في اليوم العالمي للطفل.. غزة أصبحت مقبرة للأطفال.. ولبنان با ...
- حادث مأساوي في جبال الألب: سقوط تلفريك من ارتفاع 3000 متر يخ ...
- -فيتو- أمريكي ضد مشروع قرار أممي لوقف إطلاق النار في غزة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - العالم يعقد المؤتمرات وإسرائيل ماضية في إجرامها