أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - لماذا يتفاجأ الشارع العربي بمواقف أمريكا الداعمة لإسرائيل؟














المزيد.....

لماذا يتفاجأ الشارع العربي بمواقف أمريكا الداعمة لإسرائيل؟


راني ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العجيب والغريب أن تكتظ وسائل الإعلام العربية، المرئية والمقروءة والمسموعة، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالمحللين والصحفيين، إضافة إلى عدد كبير من عامة الناس، الذين يُظهرون يومًا بعد يوم دهشتهم من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، أو من إدارة ترامب الجديدة التي تضم عددًا كبيرًا من مؤيدي دولة الاحتلال. والمؤسف والمحزن في الوقت ذاته أن شريحة كبيرة من الشارع العربي ما زالت تنتظر أو تعتقد أن الولايات المتحدة هي مفتاح الحل للقضية الفلسطينية، على الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على اندلاع هذا الصراع.

فتقديم أمريكا لدولة الاحتلال غطاءً سياسيًا للتنصل من القرارات الأممية وأحكام المحكمة الدولية، وتوفيرها للإمدادات العسكرية غير المحدودة للكيان الصهيوني، لا يبرئها من مشاركتها في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، ولا من كونها العامل الأساسي لاستمرارها؛ ولكن ماذا ينتظر الشارع العربي من الولايات المتحدة التي أعلنت بوضوح منذ أكثر من سبعة عقود أنها تقف في صف دولة الاحتلال؟ وإن لم يسمع العرب تصريح أمريكا الداعم لقيام دولة الاحتلال في عام 1948، ألم يتعلم الشارع العربي من خلال خوضهم حروبًا متعددة مع إسرائيل من تاريخهم بوقوف أمريكا مع دولة الاحتلال في كل حروبها ضدهم؟ وفي حال غاب الشارع العربي جميعه عن دروس التاريخ في مدارسهم حول هذا الصراع، ألا يسمع الشارع العربي من الساسة الأمريكيين الذين يذكروهم بشكل شبه يومي حول وقوف امريكا قلبًا وقالبًا مع الكيان الصهيوني؟

ولهذا ألا يخجل المحللون والإعلاميون العرب الذين يظهرون شبه يوميًا على الفضائيات العربية للوم الولايات المتحدة على ما يحدث في غزة، بينما السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية اجمالا تتاجر بهم وبالعروبة والإسلام والقضية الفلسطينية منذ عقود؟ ألا يخجل هؤلاء من سلطتهم التي تجاهر علانية بدفاعها عن بقاء دولة الاحتلال، سواء من خلال تنسيقها الأمني مع الكيان الصهيوني، أو من خلال ملاحقة الناشطين والمعارضين لجرائم الإبادة في غزة في الضفة الغربية وغيرها وتسليمهم لإسرائيل، أو من خلال مساعدة الكيان العبري في الحيلولة دون اندلاع انتفاضة ثالثة حرصًا منهم على تخفيف عدد الجبهات المفتوحة على دولة الاحتلال؟

ألا يخجل هؤلاء من قيام أنظمتهم بتزويد الصهاينة بالخضراوات والفواكه، بينما يموت أهل غزة جوعًا وعطشًا؟ أو من إسقاط الصواريخ الإيرانية فوق رؤوس شعوبهم حفاظًا على سلامة الصهاينة؟ أو من شيطنة الفلسطينيين وحقهم في الدفاع عن النفس وتقرير المصير؟ أو من استخدام النفط العربي لإبادة شعب عربي آخر بأكمله؟ أو من السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها العسكرية في عواصمهم لنقل الذخائر العسكرية بشكل متواصل إلى إسرائيل لاستمرار حرق غزة والتوسع في المنطقة؟ أو من فتح أجوائهم للمقاتلات الصهيونية لقصف بلد عربي او مسلم آخر؟

ألا تخجل أمة تتكون من 460 مليون نسمة، من خذلناها المنقطع النظير لغزة خصوصًا وللقضية الفلسطينية عمومًا، بتبريرها لخيانة وعمالة أنظمتها إما بترديدها عبارات مثل "ليس لحكامنا أي حيلة" أو "حكامنا مُؤتَمرون" مع العلم بان حكامها لم يكونوا يوما معنيين أصلا بقضاياها او حرصين على الدفاع عنها؟ ألا تخجل هذه الامة من إقامة الاحتفالات والمهرجانات، كما حدث مؤخرًا في إحدى الدول العربية، حيث حضر أكثر من مائة ألف شخص حفلًا غنائيًا، في وقت يعاني فيه الحاضرون من نظام استبدادي يحكمهم بالحديد والنار، ويحاصر غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ أكثر من 17 عامًا، وفي وقت تُذبَح فيه الأمة من الوريد إلى الوريد، وتواجه تهديدًا وجوديًا غير مسبوق. ألم تُصَب هذه الامة بأي حرج من رؤية الشعوب الغربية البعيدة جغرافيًا وعقائديًا وعرقيًا وثقافيًا عن فلسطين تخرج بمئات الآلاف في معظم العواصم الغربية تنديدًا بدعم بلدانهم لحرب الإبادة في غزة، بينما اكتفت الشعوب العربية ببعض التعليقات والشعارات الجوفاء على فيسبوك؟

انا لا ابرئ باي شكل من الاشكال مشاركة الولايات المتحدة في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد غزة والمنطقة عموما؛ ولكن لا يمكن ان ننكر انه لولا تواطئ وخيانة الحكام العرب، وخذلان شعوبهم لغزة لما استطاعت أي قوى عظمى ان تفعل ما تفعله الولايات المتحدة في المنطقة اليوم.



#راني_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب ام هاريس أم ستاين: اين ستذهب أصوات العرب والمسلمين في ...
- اْين هو الرد الإيراني المرتقب؟
- أمريكا ليست المسؤولة الأولى عن جرائم الإبادة في غزة
- الاعتراف بفلسطين: بين ترحيب السلطة وتضحيات أهل غزة
- تحوّل ملاحظ في الرأي العام الأمريكي لصالح الفلسطينيين
- أهداف الميناء الأمريكي في غزة
- المظاهرات العربية المناصرة لغزة؛ الى أين؟
- هجوم الاعلام الأمريكي على الفلسطينيين والمقاومة
- ماهي أسباب استئناف السعودية مساعداتها المالية للسلطة الفلسطي ...
- أسباب استثمار بعض الأنظمة العربية في رياضة كرة القدم
- إسرائيل تدعم بقاء السلطة الفلسطينية
- التطبيع السعودي الإسرائيلي!
- الإعدامات المصرية المزمعة وفساد القضاء
- وضع الحكام والشعوب العربية الحالي ووهم تحرير فلسطين
- المغرب والاتحاد الأوربي وتوسيع الشراكة مع إسرائيل
- المتصهينون من أعضاء الكونغرس يطردون إلهان عمر من لجنة الشؤون ...
- الدعوة الألمانية لتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة روسيا
- المغرب يستنهض أمة بأكملها بعد سبات عميق دام عدة عقود
- عبد الفتاح السيسي والمصالح الصهيونية الامريكية
- البحرين تفتح ذراعيها للمتطرف نتنياهو وأمريكا تتحفظ!


المزيد.....




- وسط تصاعد العنف والتهديدات... أطباء بلا حدود تعلق عملياتها ف ...
- جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام  ...
- -مؤامرة التسميم-: الكشف عن تفاصيل خطة اغتيال الرئيس البرازيل ...
- ممثل أمريكي يرفض الترويج لـ-ستاربكس- خلال حدث برعايتها (فيدي ...
- -بلومبرغ-: ترامب قد يبدأ المفاوضات مع روسيا مع الأخذ في الاع ...
- هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائي ...
- مدير مشفى كمال عدوان: نناشد العالم نعاني من حصار مطبق والمشه ...
- الروس على رأس القائمة.. ارتفاع عدد السياح في مصر
- ضربة صاروخية تستهدف فرقة تكتيكية للقوات الأوكرانية في مقاطعة ...
- الدفاع الروسية: تصفية مجموعة قوات أوكرانية محاصرة في كورسك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - لماذا يتفاجأ الشارع العربي بمواقف أمريكا الداعمة لإسرائيل؟