الزهد العراقي بمبدعيه

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم اعرف بلدا زاهدا بمبدعيه كبلدي العراق ، فكل الشعوب والبلدان تعتز بمبدعيها وتخلدهم وتحتفظ بنتاجاتهم ، الا العراق فهو طارد لمبدعيه وجاعلهم غرباء دائما عبر التاريخ !
منذ مدة وان اتابع حلقات الشاعر المبدع ادهم عادل عبر اليوتيوب في سلسلة ومضات استقصى فيها سير الكثير من الشعراء والمبدعين وقدّم لنا معلومات جديدة عنهم ، وبدورنا إننا نحييه ونثمن جهوده الجميلة في هذا الجانب.
في حلقته عن الشاعر العراقي الراحل كريم العراقي ذكر لنا مفارقة عجيبة غريبة حينما اعتبر ان " اغنية يا امي يا ام الوفه" للشاعر كريم العراقي و اغنية "غريبة من بعد عينك يا يمه" للشاعر سيف الدين ولائي واللتان كلاهما من الحان الملحن الشهير عباس جميل من اهم اغنيتين في تاريخ الغناء العراقي عن الام.
الا انه تطرق الى ذكر مأساة الشاعر الهائل سيف الدين ولائي لكونه من الكرد الفيلية في الكاظمية و يمكن القول ان سبعين بالمئة من الاغاني العراقية المؤسسة للغناء العراقي كتبها هذا الشاعر لا سيما وانه كاتب لألف اغنية فهو من كتب مثلا اضافة الى "غريبة من بعد عينج ييممه" و "خالة شكو شنهو الخبر دحجيلي" و" دلل عليه ادلل "و "شدعي عليك يلي حركت كلبي" و "هذا الحلو كاتلني يعمه" و "حركت الروح لمن فاركتهم" و "اخاف احجي وعلي الناس يكلون" الا ان الكارثة والزهد العراقي يتمثل في ان هذا الشاعر العظيم قد تم تهجيره في ثمانينات القرن الماضي بتهمة التبعية الايرانية ولم تستقبله الدولة الايرانية مما اضطر الذهاب الى سوريا ومات ودفن فيها!
هل يعقل نصف عاقل ان كاتب سبعين بالمئة من الاغاني العراقية الرائدة وكاتب الالف اغنية باللهجة العراقية ايرانيا!
هنيئا لك ايران لو علمتِ بعظمة ولائي وتلقفتيه من البلد الزاهد به واستثمرتِ عظمة ابداعه ولكن هذا هو شأن عظماء العراق يموتون غرباء بعيدا عن وطنهم ويدفنون في مقبرة الغرباء في سوريا فلك اسوة بالعظيمين الجواهري وجمال الدين يا ولائي وهنيئا لك ان ترقد في ذات مقبرتهم في سوريا ومعكم عشرات المبدعين العراقيين الذين قذف بهم الحقد والجهل والتملق الى زوايا الدول!

#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات