أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسلام أشرف عطية - محاكاة بلا جوهر: مفهوم الببغائية في العلاقات الإنسانية














المزيد.....

محاكاة بلا جوهر: مفهوم الببغائية في العلاقات الإنسانية


إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 00:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت المعرفة بشكل واسع لتصل إلى فئات لم يكن من المناسب أو الصحيح أن تصل إليهم. ونتيجة لذلك، أصبح لدينا جيل جديد يعرف كل شئ ولكنه لا يفهم شيئًا، فليست المعرفه والثقافه دليلاً على الفهم.
شهدنا في الآونة الأخيرة استخدامًا غير مبرر لمصطلحات نفسية واجتماعية، مثل "تروما" و"بيدوفيلي" و"فيمنست". علي مواقع التواصل وفي الحياة العادية، هذه المصطلحات، التي تتطلب دراسة متعمقة وفهمًا دقيقًا، أصبحت تستخدم بشكل عشوائي من قِبل عامة الناس في المحادثات اليومية وفي منصات التواصل الاجتماعي، مما ادي إلى تشويه معناها الحقيقي وإساءة استخدامها والتقليل من جديتها ونشر معلومات مغلوطة حولها.

كانت تجربة تعليم العامة وبالاً على العلم والثقافة والدين والمجتمع فلم يؤدي تعليمهم الي تقدم المجتمع و رخاءة، بل ساعدهم ذلك تشويه المفاهيم والقيم وافساد الذوق العام.

يمثل الجيل الجديد من "العامة" أو "الببغاوات" ظاهرة مقلقة في المجتمع. إذ إنهم لا يعتنقون أي قناعات حقيقية، بل يكتفون بتكرار ما يسمعونه أو يقرؤونه دون أدنى وعي. ومن جهة أخرى، يصعب تمييزهم، مما يجعل من الصعب تجاهلهم أو تفادي الدخول في نقاشات عقيمة معهم. ولكن على الرغم من ذلك فإن "الببغاء" لا يستطيع تقديم تعريف واضح للمصطلحات التي يرددها أو أن يشرحها بلغة بسيطة.

إن سلوكهم هذا يعكس رغبتهم غير الواعية في التظاهر بما ينقصهم. إن هذا التظاهر ليس سوى قناع يخفي فراغًا داخليًا. يسعى هؤلاء إلى تكوين صورة إيجابية عن أنفسهم في أعين الآخرين، فيلجؤون إلى استخدام مصطلحات عميقة، من دون أن يمتلكوا الفهم العميق لهذه المفاهيم. هناك أيضًا تأثير للسلوك الجمعي في هذه الظاهرة. عندما يشاهدوا الأفراد الآخرين يستخدمون هذه المصطلحات ، قد يشعرون بالحاجة لمحاكاة هذا السلوك ليصبحوا مقبولين اجتماعياً.

لا يتوقف الأمر عند التظاهر بالمعرفة، بل يتعداه إلى تمثيل الحب والأخلاق، ومحاكاة كل المشاعر النبيلة والفضائل الروحية. وكأنهم ينسجون رداءً من الكذب لتزيين أنفسهم. هذه المسرحية الساذجة لها أثر مدمر على حياة من يصدقونهم، لأنهم حتماً سوف يصبحون ضحايا كذبة من تأليفهم. إن الحكمة تقتضي عدم تصديق أقوالهم وأفعالهم.
إن كنت تعرف شخصًا يتصف بالببغائية، لا تتردد في إنهاء علاقتك به. فالابتعاد عن الأشخاص المزيفين ليس مجرد قرار بل هو استراتيجية للحفاظ على الصحة النفسية والعاطفية. من خلال تجنب المزيفين، يمكننا خلق حياة أكثر سلاماً.

في الختام

ينبغي علينا تمييز الأشخاص الحقيقيين عن المزيفين، حتى نستطيع استثمار وقتنا ومشاعرنا مع من يستحقون، بدلاً من إهدار طاقتنا على أولئك الذين لا يستحقون. فلا ينبغي أن نكافئ أشباه البشر بمنحهم مساحة في حياتنا.

يجب أن ينصب تركيزنا على بناء علاقات صحية تسهم في تحقيق التوازن النفسي والعاطفي.

كيفية التعرف على الأشخاص الحقيقيين:

هناك العديد من العلامات التي تساعدنا في التمييز بين الشخص الحقيقي والمزيف. فالشخص الحقيقي يتميز بثبات مواقفه وتناسق سلوكياته في جميع الأوقات. إنه مستعد للتضحية من أجل ما يؤمن به أو من يحب، فالشجاعة هي صفة لا يمكن أن يتحلى بها المقلدون.

باختصار، من الضروري أن نكون واعين لهذه الفروق لنتمكن من اختيار من نحيط أنفسنا بهم، وبالتالي تعزيز جودة علاقاتنا وحياتنا بشكل عام.



#إسلام_أشرف_عطية (هاشتاغ)       Eslam_Ashraf_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية
- الجمال الاصطناعي والذكاء المزيف: الوجه القبيح للتكنولوجيا
- الطغاة المتنكرون: الخطر الحقيقي الذي يهدد عالمنا
- الحرب على الحياة: الحكومات الثيوقراطية والعداء للطبيعة
- نيتشه و تشومسكي: ثورة ضد التعليم التقليدي
- حثالة بالوراثة وحثالة بالثقافة: ايهما اشد خطورة على المجتمع؟
- نيتشه: عبقرية فلسفية هزت أركان الفكر الإنساني
- حرب غزة: أسباب وتداعيات الصراع والطريق إلى السلام
- متخصصة فى الصحة النفسية تروج لأفكار رجعية
- مهسا أمينى: رمز الاحتجاجات الإيرانية


المزيد.....




- شاهد لحظة هبوط معزز -ستارشيب- في خليج المكسيك بعد إلغاء التق ...
- هل سيبصر مشروع السكك الحديدية عالي السرعة ببريطانيا النور؟
- علقوا لساعات.. فيديو يظهر تعطّل لعبة ملاهي على ركابها في اله ...
- أم وابنتاها يقدمن مأكولات أردنية بلمسة عصرية في قلب دبي
- -سي إن إن-: بعض الدول الغربية بدأت في تغيير نهجها تجاه العلا ...
- أمريكي يقتل والده أمام أقاربه ويلوذ بالفرار
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة قتلاه منذ بدء الحرب
- روسيا.. ابتكار تقنية لتحديد حدود الأورام في الدماغ
- ارتفاع عدد سكان -منطقة الحظر- الإشعاعي بتشيرنوبل الأوكرانية ...
- روسيا.. العلماء يرصدون 8 توهجات شمسية قوية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إسلام أشرف عطية - محاكاة بلا جوهر: مفهوم الببغائية في العلاقات الإنسانية