|
المياه الجوفية بالعراق خزين استراتيجي يجب التعامل معه بحكمة وعلمية
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 19:23
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
(((الـمـاء ثـروة عـظـيـمـة يـجـب الـحـفـاظ عـلـيـهـا فنـعـمـة الـمـاء أعـظـم واجـل نـعـمـة فبـها نـحـيـا وبدونها نــمـــوت ))) في أجزاء كثيرة من العراق اليوم تلعب المياه الجوفية دورا مهمًا في الزراعة وإمدادات المياه والصحة. على الرغم من أن لدى العراق حاليا المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة ففي بعض مناطق شمال العراق تعتبر المياه الجوفية هي المورد الوحيد حيث يتم استغلال المياه الجوفية ببضعة آلاف من الآبار بعمق يتراوح من 100 إلى 200 متر وفي بعض التلال بالشمال تستخدم مياه الينابيع والعيون ان المياه الجوفية هي المياه التي توجد تحت سطح الارض سواء كانت راكدة أم جارية وتظهر الى السطح أما بصورة طبيعية كالعيون والينابيع أوعن طريق تدخل الانسان كالإبار والكها ريز وتكثر المياه الجوفية في المنطقة الجبلية بسبب غزارة الامطار وتراكم الثلوج ،وافضل نوعية للمياه الجوفية هي التي تستمد مائها من طبقات البختياري مثل سهل اربيل وكركوك وشمال سنجار وزاخو فالإبار هنالك قليلة العمق مياهها غزيرة تليها في الاهمية طبقات الفارس الاعلى الذي يتكون من حجر رملي تتخلله طبقات طينية كما في سنجار أما طبقات الحجر الكلسي الفراتي التي يبلغ سمكها حوالي 180م فهي تجهز مياه العيون المنتشرة في شمال القطر وربما أيضا تجهز المنطقة الممتدة من عانة الى الناصرية غرب الفرات ان ادارة المياه الجوفية تعتبر امرا مهما لمنع الاستغلال المفرط للخزان الجوفي في عموم البلاد وتعتبر كمصدر رئيسي لمياه الشرب ببعض المناطق والقصبات اما فيما يتعلق بنوعية المياه الجوفية فإن انتشار الصخور الرسوبية الكربونية في الجبال في الشمال يؤدي إلى قيم الأس الهيدروجيني من 6.5 إلى 8.0 ومحتوى معدني منخفض بشكل عام والمياه بشكل عام ذات نوعية جيدة. الاستثناءات هي مياه الآبار الضحلة التي تقع بالقرب من المدن أو القرى. غالبًا ما تكون هذه المياه ملوثة ، ويرجع ذلك أساسًا إلى التسرب الحر لمياه الصرف الصحي الى المياه الجوفية ذات النوعية الجيدة في جنوب العراق المياه الجوفية محدودة إلى حد ما بسبب المستويات العالية من الملوحة فالملوحة في البصرة أعلى بكثير من 7000 جزء في المليون مع العلم ان معيار منظمة الصحة العالمية للاستهلاك البشري هو 500 جزء في المليون أو أقل. وعموما يمكن تقسيم أماكن وجود المياه الجوفية الى خمس مناطق وهي 1-المنطقة الجبلية: مياهها غزيرة نوعيتها ممتازة لأن صخورها من حجر الكلس التي تجهز أفضل أنواع المياه. 2-المنطقة المتموجة: وتمتد من سنجار الى خانقين مرورا بالموصل واربيل وكركوك ومياهها كافية ونوعيتها جيدة وابارها ليست عميقة وصخورها من الحصى والحجر الرملي وحجر الكلس وتتراوح اعماقها من 15-25م وقد تصل الى 40م ففي سهلي الموصل وسنجار تتراوح من 5-15م وفي سهل اربيل من25-40م وفي سهل كركوك من 7،5-35م 3-السهل الفيضي: و مياهه محدودة لرداءة نوعيتها واعتماد السكان على مياه دجلة والفرات. 4-بادية الجزيرة: ويمكن أن تجهز بعض مناطقها بمياه غزيرة ألا أن نوعيتها رديئة لكثرة الاملاح الذائبة في مياهها كما أن أبارها عميقة. 5-الصحراء:وتشمل الباديتين الشمالية والجنوبية مياهها عميقة ونوعية مياه البادية الشمالية أفضل من الجنوبية وكمية مياهها قليلة بسبب قلة الامطار وتختلف نوعية المياه الجوفية من مكان الى اخر ففي الاجزاء الشمالية من السهل الفيضي لا يتجاوز عمق الابار عن 150م وتتراوح الاملاح الذائبة فيها من 1000-5000جزء بالمليون ويقل الاعتماد على الابار في المنطقة بسبب وفرة المياه من نهري دجلة والفرات أما السهل الفيضي في جنوب محافظة بغداد فأن المياه الجوفية غزيرة ويتراوح عمقها من قرب سطح الارض الى10م ولا تصلح لأي غرض بسبب ارتفاع نسبة الاملاح الذائبة فيها . وتكثر المياه الجوفية في المنطقة المحصورة بين جبال حمرين ونهري دجلة والعظيم وانتاج كل بئر فيها يتراوح من100-400غالون في الدقيقة والاملاح الذائبة فيها تصل الى 1000جزء بالمليون ويصل عمق المياه الجوفية فيها بين 5و55م من سطح الارض أما النطاق المحصور بين نهر دجلة ووادي الثرثار (غرب قضائي تكريت وسامراء)فيجهز مياه غزيرة مستمدة من طبقات فارس الاعلى والاسفل ولكن نوعيتها رديئة وتزيد الاملاح المذابة فيها على 3000جزء بالمليون. تعاني معظم مناطق العراق ما عدا الشمال والشمال الشرقي، من قلة التساقط المطري وخصوصا في اجزاءه الجنوبية والغربية والوسطى، وبالتالي فان الساقط المطري السنوي لا يكاد يكفي في بعض المناطق لإشباع التربة و قد تزيد نسبة منه وتنقسم ما بين السيح السطحي وتغذية المياه الجوفية، ومن خلال مقارنة نسبة التغذية مع الكميات المسحوبة من الخزانات الجوفية في هذه المناطق فان الفرق ينذر بناقوس خطر استنزاف هذه الخزانات لذا لابد من البحث عن بدائل لمعالجة استنزاف بعض الخزانات السطحية والجوفية ، ومن هذه البدائل المطروحة هي التغذية الصناعية للخزانات الجوفية
****واقع الحال اليوم بالنسبة للمياه الجوفية العراقية هو - انه تعاني بعض الخزانات الجوفية من الضخ الجائر (الضخ اكثر من التغذية السنوية ) --كثافة الحفر اعلى من طاقة الخزانات الجوفية في كثير من مناطق العراق. -تقوم بعض الجهات بالحفر بدون ترخيص (بدون حصول الفلاح على اذن بالحفر)، وهناك الكثير من حفاري الابار غير المرخصين. -لا يزال بعض الفلاحين يستخدمون المياه الجوفية للري بالطرق التقليدية مما يسبب هدر كبير في كميات المياه الجوفية. -تزايد نسبة الملوحة في مياه الكثير الخزانات الجوفية في منطقة الجزيرة والصحراء الغربية والجنوبية والفرات الاوسط وشرق العراق، ماعدا احواض شمال وشمال شرق العراق، عن الحدود المسموح بها ومع ذلك لا تزال بعض الجهات غير المرخصة تقوم بحفر الابار في هذه الخزانات، دون الاخذ بنظر الاعتبار توصيات الدراسات الهيدرولوجية بضرورة التوقف عن الحفر العميق لضمان عدم اختراق الخزانات ذات المياه المالحة. -ان المياه الجوفية لا تصلح للاستخدام المنزلي في معظم اجزاء العراق ماعدا الشمال والشمال الشرقي، ولكن هناك جيوب هنا وهناك في الصحراء الغربية والجنوبية مما يتطلب التحري الدقيق عن هذه الجيوب واستثمارها استثمارا امثل. -من خلال دراسات الخصائص النوعية للمياه الجوفية ومواصفاتها الكيميائية، هناك فرصة مناسبة لنجاح مشاريع التحلية الصغيرة للاستخدامات المنزلية في المناطق النائية. -هناك فرصة للتوسع في زراعة المحاصيل التي تتحمل الملوحة خصوصا في الترب الجيدة في كثير من مناطق العراق خصوصا في حال التطبيق الصحيح للدورات الزراعية. وبغية الحفاظ على الخزين الاستراتيجي الجوفي فلابد من -وضع ضوابط صارمة للحفرمع تطوير تقنيات الحفر في الهيئة العامة للمياه الجوفية. - عمل نماذج دقيقة للماء والترسبات والصخور عند حفر الابار لكي يكون التقييم جيد ولوضع قاعدة بيانات دقيقة. -البدء بمشاريع التغذية الصناعية في الصحراء الغربية والجنوبية ومنطقة الجزيرة اعتمادا على مياه الوديان في المنطقة -البدء بمشاريع التغذية الصناعية في شمال شرق ميسان اعتمادا على مياه الوديان الشرقية التي تصب في المنطقة، لكونها تعاني من مشكلة قلة التغذية وتردي النوعية. -البدء بمشاريع التغذية الصناعية في جنوب البصره -البدء بتنفيذ مشاريع ريادية للسدود تحت السطحية في مناطق منتخبة من العراق. -التوسع في تحلية المياه الجوفية في المناطق النائية. -التوسع في انجاز الدراسات الخاصة في مجال استخدام المياه المالحة في زراعة المحاصيل الاستراتيجية. -التوسع في دراسات السدود الصغيرة على الوديان كأحد تقنيات التغذية الصناعية. -الشروع بتوسيع فرص الاستثمار في العراق في مجال تصنيع معدات الري الحديثة كمنظومات الرش والتنقيط، لتجهيزها الى المستخدمين للمياه من الابار بكلف تتناسب ودخلهم كخطوة مهمة للابتعاد عن الري التقليدي الذ ي يتسبب بهدر كبير في الموارد المائية
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل المياه ستصبح سلعة مثل النفط خلال هذا القرن
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
لماذا تفشل ادارة المشاريع الاروائية بالعراق –مثال ذلك مشروع
...
-
هل يمكن التصدي لموضوع تجارة المياه
-
ماهي الغاية والمبررات لخصخصة مشاريع المياه
-
رأي الاسلام في تجارة وبيع المياه
-
خصخصة خدمات وتجهيز المياه وخطورتها
-
السياسة ولعبة تثمين المياه
-
حياة الإنسان بخطر بسبب المياه
-
العرب ومشكلة المياه
-
المياه والتنمية الاقتصادية
المزيد.....
-
وسط تصاعد العنف والتهديدات... أطباء بلا حدود تعلق عملياتها ف
...
-
جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام
...
-
-مؤامرة التسميم-: الكشف عن تفاصيل خطة اغتيال الرئيس البرازيل
...
-
ممثل أمريكي يرفض الترويج لـ-ستاربكس- خلال حدث برعايتها (فيدي
...
-
-بلومبرغ-: ترامب قد يبدأ المفاوضات مع روسيا مع الأخذ في الاع
...
-
هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائي
...
-
مدير مشفى كمال عدوان: نناشد العالم نعاني من حصار مطبق والمشه
...
-
الروس على رأس القائمة.. ارتفاع عدد السياح في مصر
-
ضربة صاروخية تستهدف فرقة تكتيكية للقوات الأوكرانية في مقاطعة
...
-
الدفاع الروسية: تصفية مجموعة قوات أوكرانية محاصرة في كورسك
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|