أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.














المزيد.....

لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست متأكدا ولكنني جازم ان الانخراط في المناقشات والتحليلات والفلسفات والتكهنات حول الذي سيكونه ترامب خلال ولايته الثانية بشأن الشرق الاوسط تحديدا فيه الكثير من السذاجة والسخافة ان لم يكن شيء اخر، لانه ببساطة شديدة اي ترامب لن يكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين او عربيا اكثر من العرب، او حتى ايرانيا اكثر من الايرانيين، ولكنه سيكون اسرائيليا اكثر من الاسرائيليين، ان صح لنا ان نأخذ بمقاييس الاوساط الاعلامية الاسرائيلية التي ترى ان اي من اعضاء فريقه الرئاسي بدء بالمرشح لوزارة الخارجية ماركو روبيو وانتهاء بستيفن ويتكوف مبعوثه للشرق الاوسط مرورا ببيت هيغسيث المرشح لوزارة الدفاع، وكريستي نويم للامن الداخلي وتطبيق مشروع استير، فضلا عن سفيره لاسرائيل مايك هاكابي لو ترشح لانتخابات رئاسة الحكومة الاسرلئيلية في مواجهة نتنياهو فانه سيفوز عليه، لان كل واحد من اعضاء هذا الفريق اشد ولاء لاسرائيل من نتنياهو نفسه.
بيد ان ذلك لا يعني انه ليس امريكي اكثر، او ان شعاره امريكا اولا لا يعني له ما ينطوي عليه من دلالات وبرامج عمل وسياسات، بل العكس، غيرانه لم يعد مستبعدا وفقا لبعض الاوساط انه صار اشد ايمانا والتزاما بعقائد الصهيونية المسيحية واكثر قناعة بتطابق هذه العقائد ومصالح امريكا العليا، التي دشن الايمان العلني بها بوش الابن واصبحت منذ ذلك حين جزء من السياسات الرسمية للروساء الامريكيين ولكن بتفاوتات محددة بينهم، وعلى الرغم من عدم اعلانه ذلك رسميا، غير ان عديد الدارسين لسلوكه السياسي خلال ولايته الاولى سواء منها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية لها او الاعتراف بضم الجولان وغيرها، اوخطابه الانتخابي في الانتخابات الاخيرة حول ضرورة توسيع اسرائيل ونيته الى جانب فريقه الرئاسي هذا، وضع جاريد كوشنير زوجة ابنته منسقا غير رسمي لشؤون البيت الابيض، تؤكد كلها على قناعاته بتطابق مصالح بلاده مع مصالح اسرائيل، وان هذه الاخيره هي خط هجومه الاول لتحقيق مصالح امريكا، واي تصور خارج هذا السياق لما ستكون عليه علاقة ترامب باسرائيل، محض هراء وخداع، وان البناء على شعار انهاء الحروب وعدم اشعالها مجددا، او الدعم على ذلك، يعني تغيرا في سياسات ولايته الاولى، سيكون بلا اساسات قادرة على الثبات.
صحيح ان ترامب غير معني بدفع اسرائيل نحو مزيد من الحروب، او انه لا يسعى للمواجهة العسكرية مع طهران كما اشارت لذلك بشكل غير مباشر صحيفة نيويورك تايمز في معرض تعليقها على لقاء ايلون ما سك مع السفير الايراتي في الامم المتحدة، غير انه لن يتخلى عن هدفه باسقاط النظام هناك كما اكدت ذلك اسرائيل هيوم التي قالت ان اسرائيل وفريق ترامب الرئاسي يعدون خطة للقضاء على الهيكل القيادي للنظام الايراني، بعد محاولة اذلاله بتشديد العقوبات الاقتصادية عليه والتصعيد بها كما ونوعا كما قالت صحيفة الفايننشال تيمز لتفليس الحكومة الايرانية وحرمان الصين من مهربات النفط الايرانية، بعد ان تبين لترامب فشل تطبيق هذه العقوبات في ولايته الاولى، وارغامه على توقيع اتفاق بديل عن الاتفاق السابق يضع حدا لطموحاته النووية وسحبها منه كورقة ضغط في سياساته الاقليمية، قد تكون بدأت مع التهديد الامريكي الصريح الذي حمله معه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الى العاصمة الايرانية الاسبوع الماضي للامتناع عن المضي في محاولة الانتاج النووي الحربي بعد ان اتضح لها ان لدى ايران الان ما يكفي من المواد الانشطارية عالية التخصيب لصناعة ثلاثة اسلحة نووية وان قي مخزونها اكثر من غشرين كيلوغرام من اليورانيم المخصب ، كما انه لن يقف حائلا دون مشاريع اسرائيل التوسعية، سواء داخل فلسطين المحتلة بضم الضفة الغربية وتهجير مواطني غزة، او خارجها باعادة ترسيم الحدود السياسية والامنية مع لبنان وربما سوريا، هذا الى جانب توسيع نطاق علاقاتها الاقليمية بتسريع التطبيع مع دول المحيط العربي ووضعها على على رأس تحالف امني اقليمي سني ان صح التعبير وجاز في مواجهة ايران.
وترامب الذي يعي جيدا اهمية الشرق الاوسط كسوق استهلاكية للسلاح وغيره ومخزون هائل للطاقة وودائع بنكية اكبر في استراتيجية احتواء الصين، فانه لن يدفع به لفوضى من شأنها ان تحوله بسهولة الى بيئة معادية للمصالح الامريكية، وفي الوقت نفسه فانه لن يدعه ليتطور وينمو لان في ذلك مخاطر نمو قوة تنافسية تجعل منه قطبا مستقلا، سيضر مستقبلا بها وبحليفتها فيه، وهو ما يضع سياسات ترامب الاقليمية في سياق واضح، يقوم على عزل المنطقة وبناء نوع من التوازن بين قواها يميل اكثر لمصلحة اسرائيل كقوة احتياط استراتيجية يمكن اللجوء اليها في الضرورات القصوى، مع ما يتطلبه ذلك من توسيع مدياتها الامنية.
ويجوز كل ما ذكرناه واكثر منه لسبب وحيد وبسيط وهو ان النظام العربي يواصل غيبوبته، وان وحداته غير معنية الا بتأمين استمرار الوجود بحده الادنى، والبعض منها وخاصة دول المال العربي ستكتشف ولكن بعد فوات الاوان ان خطوط دفاعها الرئيسية في صناديق الاستثمار لن تصمد كثيرا في حماية قراراتها السيادية ما لم تقتنع بترابط امن الاقليم مجتمعا وتعمل على بناء استراتيجية امن اقليمي متكامل تتجاوز الاعراق والطوائف، والتي بغيابها سيكون ترامب وحتى نتنياهو طليقي الايدي في فعل ما يريدان.وما لم تقتنع باستخدام قوة الشارع والسماح لقواه بالتعبير عن سخطها ورفضها للسياسات الامريكية وتفعيل اسلحة المقاطعة وسحب الاستثمارات وبناء شراكات دولية بديلة، فان لا ادارة ترامب ولا الادارات التي ستليها ستغير في سياساتها شيئا، بل ستتمادى في عدوانيتها واستهتارها بوجودنا وجدوى استمراره اصلا.

هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين
- اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليم ...
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...
- الصاروخ اليمني واعادة طرح الاسئلة
- الرد الايراني بعد البيان الامريكي القطري المصري
- الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية
- هل سيستغل نتنياهو صاروخ مجدل شمس ؟
- هل سينهي تفعيل المجابهة في المتوسط الحرب على غزة؟
- انهيار ثقافة التعالي الصهيوني وراء العنف الوحشي على غزة
- هل يطيح اليمين الاسرائيلي بالدولة؟؟
- بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟


المزيد.....




- وسط تصاعد العنف والتهديدات... أطباء بلا حدود تعلق عملياتها ف ...
- جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام  ...
- -مؤامرة التسميم-: الكشف عن تفاصيل خطة اغتيال الرئيس البرازيل ...
- ممثل أمريكي يرفض الترويج لـ-ستاربكس- خلال حدث برعايتها (فيدي ...
- -بلومبرغ-: ترامب قد يبدأ المفاوضات مع روسيا مع الأخذ في الاع ...
- هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائي ...
- مدير مشفى كمال عدوان: نناشد العالم نعاني من حصار مطبق والمشه ...
- الروس على رأس القائمة.. ارتفاع عدد السياح في مصر
- ضربة صاروخية تستهدف فرقة تكتيكية للقوات الأوكرانية في مقاطعة ...
- الدفاع الروسية: تصفية مجموعة قوات أوكرانية محاصرة في كورسك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.