أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - داخل حسن جريو - نظرة موضوعية بتشكيلة المجمع العلمي العراقي















المزيد.....


نظرة موضوعية بتشكيلة المجمع العلمي العراقي


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 15:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تعود نشأة المجمع العلمي العراقي إلى العام 1947 , وهو بذلك يعد أحد أقدم المجامع العلمية في البلدان العربية , بعد مجمعي دمشق والقاهرة , ولكنه كان مختلفا عنهما بكونه مجمعا علميا شاملا لجميع المعارف العلمية بتخصصاتها العلمية المختلفة , بينما إقتصر مجمعا دمشق والقاهرة على اللغة العربية وآدابها والتراث الإسلامي . إرتبط المجمع العلمي إداريا خلال مسيرته الطويلة , بجهات عديدة مرة بوزارة المعارف ( وزارة التربية حاليا ) عند تأسيسه, وأخرى بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي , وبعدها بديوان رئاسة الجمهورية , وبمجلس الحكم بعد غزو العراق وإحتلاله عام 2003 تحت سلطة الحاكم المدني الأمريكي الذي عينته سلطة الإحتلال , وبرئيس مجلس الوزراء عند تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004 , وبعدها عند تشكيل الحكومة العراقية الإنتقالية عام 2005 , وبالحكومات العراقية اللاحقة حتى يومنا هذا .
يلاحظ تعدد إرتباط المجمع بجهات إدارية مختلفة بحسب التغييرات السياسية في العراق , ولم تقتصر التغيرات على جهات إرتباط المجمع , بل عادة ما يرافقها إصدار قانون جديد للمجمع , يتماشى مع توجهات السلطات الحاكمة , وكذلك إعادة تشكيلة عضويته بما يتوافق مع المزاج السياسي للسلطة . وهذه حالة غريبة إنفرد بها المجمع العلمي العراقي دون المجامع العلمية أو الأكاديميات العلمية عالميا وعربيا , إذ أن من المعروف أن عضوية هذه المؤسسات , عضوية أبدية مدى الحياة , يحصل عليها العضو في ضوء تميزه العلمي والمعرفي , ومكانته في الوسط العلمي وتأثيره في مجتمعه في ضوء إنجازاته . ويتم إختياره من قبل المجمع العلمي حصرا, إذ لا شأن للآخرين بذلك .
ونظرا لسمو مرتبة العضو المجمعي وتقديرا لمكانته ولإبراز دوره في المجتمع, قد تمنحه السلطة بعض الإمتيازات الإعتبارية , إذ قد تصدر إرادة ملكية أو مرسوم جمهوري ( بحسب طبيعة النظام السياسي في كل بلد) , بتسميته عضوا في المجمع العلمي بعد ترشيحه من هيئته العامة ولا أحد سواها . لا تنتزع عضوية هذه المجامع من قبل كائن من يكون , إلاّ من قبل الهيئة العامة للمجمع حصرا طبقا لقانون المجمع وأعرافه وطقوسه , إذ يتمتع العضو بحصانة قانونية تمنع من ملاحقته , إلاّ بعد رفع هذه الحصانة من هيئة المجمع العلمي تمهيدا لإتخاذ الإجراءات القانونية بحقه .
إقترب المجمع العلمي العراقي من دوره العلمي أكثر من أي وقت مضى , دون الإنتقاص من دوره اللغوي والتراثي , بصدور قانونه المرقم (3) لسنة 1995 وتشكيلته الجديدة على وفق هذا القانون التي ضمت عددا من كبار علماء العراق ومفكريه ومبدعيه في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية لتحقيق أهداف المجمع وتوجهاته , لرسم سياسات وستراتيجيات العراق العلمية والتكنولجية , بوصفه مستودعا ثرا ومرجعية علمية من كبار علماء العراق ومفكريه . خطى المجمع خطوات رائدة لتحقيق هذا الهدف , حيث أنجزت بحوث ودراسات علمية راقية , ونظمت ندوات وحلقات دراسية ومؤتمرات علمية في بعض حقول المعرفة التي تمثل حافات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة, برغم ظروف الحصار الظالم المفروض على العراق يومذاك الذي طال جميع مفردات الحياة , كما إستمر المجمع بتأدية مهامه التقليدية في مجالات اللغة والأدب والتاريخ والتراث الحضاري العراقي والترجمة وتعريب المصطلحات .
قام المجمع بالتعاقد مع عدد من أساتذة الجامعات بتكليف كل أستاذ بتعريب ألف مصطلح علمي في مدة معينة مقابل مكافأة مالية , بعد تدقيقها وقبولها من دائرة النشر والترجمة والمصطلحات , عبر برنامج حاسوبي خاص صمم لهذا الغرض . كنت حينها مسؤولا عن هذا المشروع الرائد بتكليف من المجمع . حقق هذا المشروع نجاحا باهرا لم يشهده المجمع منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا , حيث تم تعريب آلاف المصطلحات في مدة وجيزة , مقارنة بعشرات المصطلحات التي كانت تنجز كل عام في عالم يشهد تدفقا معرفيا هائلا , يتطلب ملاحقته أولا بأول , وبخلافه ستتسع فجوة المعرفة بيننا وبين الأمم الأخرى .
كلفت برئاسة المجمع العلمي عام 2004 طبقا لقانون المجمع , والقوانين السائدة يومذاك تحت سلطة الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق , وغياب مؤسساته الدستورية والقانونية التي تنظم شؤون البلاد والعباد في أوضاع مضطربة , جراء الغزو الأمريكي وما تعرض له المجمع من أعمال سلب ونهب لموجوداته وبعض مخطوطاته , وما أعقبه من أعمال إرهابية لم يسلم منها المجمع حيث تعرضت مطبعته لهجوم إرهابي من قبل إنتحاري هلك فيه إلى جهنم وبئس المصير .
تمكنا بفضل الله من إعمار المجمع ليعود أفضل مما كان حيث تم بناء قاعة مؤتمرات تليق بالمجمع كان يفتقر إليها , وتم إستيراد مطبعة حديثة , وإضافة بعض المباني وإقامة معرض دائم لإصدارات المجمع , وإضافة لمسة جمالية لمدخل المجمع وقاعاته ومكاتبه وسياجه الخارجي , ورفده بالحواسيب وربطه عبر شبكة الإنترنت بمكتبة الكونغرس الأمريكي , وإعادة معظم الكتب النفيسة والمخطوطات التي سرقت من المجمع بالتعاون مع بعض الخيرين من سكنة المنطقة . والأهم من كل ذلك إبقاء المجمع حيا قائما يمارس بعضا من نشاطه العلمي وإستمرار إصدار مجلته وبعض كتبه , في ظروف إستثنائية شاذة كان يمر بها العراق يومذاك من حرب طائفية مقيتة , والقتل على الهوية في الشوارع ,لاسيما في أعقاب تفجيري المرقدين الشريفين في سامراء . وفوق هذا وذاك كان المجمع يعاني من فقدان معظم أعضائها العاملين, منهم من توفاه الله , ومنهم من هاجر إلى خارج العراق بحثا عن ملاذات آمنة , ومنهم من جرد من عضوية المجمع جراء سياسة الإجتثاث المعروفة.
كما تم إحباط محاولة فاشلة لإستبدال المجمع وإسدال الستار على تاريخه الطويل الذي يمتد لنصف قرن , بمجمع بديل تم إعداده من بعض الأكاديميين العراقيين المقيمين في بريطانيا من ذوي النفوذ والسلطة , برعاية ودعم الجمعية الملكية البريطانية . أعد قانون جديد للمجمع يتماشى مع التغيرات التي حصلت في العراق بعد العام 2003 , تم تدقيق القانون من قبل مجلس شورى الدولة ,ورفعه إلى مجلس النواب لتشريعه حيث قرأ القراءة الأولى , لكن للأسف لم يتابع المجمع إستكمال إجراءات تشريعه بعد إحالتي على التقاعد , ليشرع بعدها قانون آخر للمجمع يختلف شكلا ومضمونا عن مشروع القانون المقدم من المجمع , ودون الرجوع إلى المجمع المعني بالقانون .
تقتضي الموضوعية منا أن نشير إلى أن هناك علماء كبار لم تضمهم تشكيلات المجمع العلمي المختلفة سابقا ولاحقا . كما أن هناك أعضاء لم تتوفر فيهم مواصفات العضوية, فقد خلت هذه التشكيلات من شخصيات علمية وأدبية وفكرية بارزة , نذكر هنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر : الدكتور غازي درويش والدكتور صفاء خلوصي والدكتور حسام الألوسي والدكتور نوري جعفر والدكتور فيصل السامر والدكتور عناد غزوان والدكتور مهدي المخزومي والدكتور حسين علي محفوظ والدكتور بهنام ابو الصوف والدكتور محمد مهدي مكية والدكتور حكمت الشعرباف والدكتور إحسان شيرزاد والدكتور سعد هاشم الوتري والدكتور زهير البحراني والدكتور طه باقر والدكتور حسين الشهرستاني والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والدكتور علي جليل الوردي وغائب طعمة فرمان وذنون أيوب والدكتور عبد الهادي محبوبة ورواد الشعر العربي الحديث نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وغيرهم , ممن أثروا العلوم والآداب والفلسفة والمعارف المختلفة منذ تأسيس دولة العراق الحديث وحتى يومنا هذا .
نعود الآن لتشكيلة المجمع العلمي الحالية , ضمت هذه التشكيلة (41) عضوا بضمنهم رئيس المجمع , بواقع ( 11) عضوا بتخصص اللغة العربية , وعضوين( 2) بتخصص اللغة الكردية , وعضوا (1) بتخصص اللغة السريانية , و(3) عضوا بتخصص الدراسات الإسلامية , وعضوا (1) بتخصص الجغرافية , و (4) بتخصص التاريخ, و(4) هندسة , و(4) علوم , و(1) زراعة , و(2) طب و(1) لغة عبرية و(1) قانون و(1) إدارة و(2) إحصاء , و(3) لغة إنكليزية .
يلاحظ خلو هذه التشكيلة من متخصص باللغة التركمانية بخلاف الفقرة "أولا" من المادة " 2" من قانون المجمع العلمي ذي الرقم " 22" لسنة 2015.كم يلاحظ أن تعيين رئيس المحمع العلمي غير مستوفي الشروط القانونية , بضمنها الدستور وقانون المجمع , كما مبين في أدناه :
أ. تشترط المادة (58) من الدستور العراقي إستحصال موافقة مجلس النواب على مقترح ترشيح من هم بدرجة وزير من مجلس الوزراء , حيث لم يعرض الترشيح على مجلس النواب .
ب. يُشترط في المرشح لمنصب بدرجة وزير أو منصب وكيل وزارة أو مستشار ومن هم بدرجتهم، أن تكون له خدمة فعلية لا تقل عن (15) سنة في مجال عمله , حيث لم يكن عضوا عاملا في المجمع العلمي سابقا .
ج. تشترط المادة -4- من قانون المجمع أن ترشح الهيئة العامة من بين اعضائها العاملين رئيساً للمجمع العلمي العراقي بالأكثرية المطلقة لعدد الاعضاء ويعين بدرجة وزير وفقاً للقانون لمدة (5) خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة . ليس هناك ما يشير إلى ترشح الهيئة العامة في المجمع عضوا من أعضائها , لمنصب رئيس المجمع. كما لم تنفذ الفقرة " ثانيا" من ً المادة -٤ ت / الفصل الثاني من قانون المجمع التي تنص على : يتم اختيار رئيس المجمع و نائبه و الأمين العام في ذات الجلسة. ً خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة .
د. يعيين الوزراء ومن هم بدرجتهم وذوي الدرجات الخاصة , بمراسيم جمهورية من قبل رئيس الجمهورية , وليس بأوامر ديوانية , كما هو الحال في الأمر الديواني المرقم (18) في 29/12/2020 المتضمن تعيين رئيس المجمع .
وفي ضوء ما تقدم يتعيين على من يعنيه الأمر وضع الأمور في سياقها القانوني والدستوري السليم , ليعكس صورة العراق الديمقراطي الملتزم بالسياقات القانونية والدستورية , وبخاصة في مؤسساته العلمية والتربوية . ونأمل أن يجسد أعضاء المجمع الجدد تواضع العلماء في سلوكهم , تجسيدا لقوله الله سبحانه تعالي بقوله في محكم كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ .
صدق الله العظيم
سورة فاطر
ونتمنى للمجمع العلمي بتشكيلته الجديدة الموفقية والنجاح بتأدية مهامهم لخدمة العراق , وإعلاء شأنه في المحافل العلمية الدولية وتعزيز روابطه بالمجامع والأكاديميات العلمية العربية والدولية .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقليم البصرة ... هل هناك ثمة ضرورة ؟
- الهروب إلى الأمام لا ينفع
- قراءة موضوعية في الصراع العربي الصهيوني
- تراجيديا العراق ... هل من نهاية ؟
- ثالوث الفقر والمرض والأمية في العراق د
- ثورة العشرين ... تحية إجلال وإكبار
- هل ستستفيق البلدان العربية من سباتها ؟
- كبوة وطن
- ديمقراطية االعراق في الميزان
- المثلث العربي التركي الإيراني ... ركيزة أمن الشرق الأوسط
- أين تقف الدول العربية من ألتكتلات الإقتصادية الدولية ؟
- هشاشة منظومة الأمن القومي العربي
- نظرة في العلاقات العربية الفارسية عبر العصور
- صيانة شرف المهنة الجامعية
- التنشئة الأجنبية لأطفال دول الخليج العربية .. وأثرها في بلور ...
- هشاشة التركيبة السكانية الخليجية ..ومخاطرالتواجد الأجنبي
- الشعوبية تبعث من جديد
- الحقوق تنتزع ولا تعطى
- شيطنة المقاومة الفلسطينية ... لمصلحة من ؟
- القضية الفلسطينية ... قراءة واقعية


المزيد.....




- إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي ...
- الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش ...
- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - داخل حسن جريو - نظرة موضوعية بتشكيلة المجمع العلمي العراقي