|
عشتار الفصول:11555صراعِ الهويةِ والتأقلمِ بين الماضي والحاضرِ، بين الشرقِ والغربِ.
اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 00:50
المحور:
قضايا ثقافية
عشتار الفصول:11555 رأي غير ملزم لكني أدافع عنهُ كم من السنين صبرتُ كي أُطلق رأيي التالي .؟ بأن أغلب من في العالم يتمتعون بطباع تُخالف القيم التي نتعلمها ونتمنى أن تتحقق في مجتمعاتنا. رغم أني أقدر التغيير الذي حصل للمجتمعات المشرقية سواء في سورية أو العراق أو لبنان من خلال الحراك الذي حدث في بداية ثورة الربيع العربي وما تركه ذاك التغيير على ترسيخ العبثية وتبدل السلوك عند أغلبنا .لقد تغيرت ملامح علاقاتنا وتعاملنا وثقتنا ببعضنا والكل أصبح يُصدق كل مايُقال دون أن يُكلف نفسه بالتحقق مما يُقال عن فلان أو فلانة و بدون أي وازع أو رادع يصدق . وأعتقد الذي سرع في تفجير التغيير والتبدل وانتشار فعالية الفاشلين والغوغائيين والذين لا يحملون صفة إنسانية تلك الوسائل التي يسمونها بوسائل التواصل الاجتماعي . إن أغلب مجتمعاتنا انتشر ت فيها جرثومة حديثة أضافت لأغلب هؤلاء العبثيين وغير السويين قدرة على نشر أمراضهم بيننا وبتنا نصدق كل مايُقال . اليوم في 18/11/2024م سأؤكد على قراري الذي وضعته قيد الدرس مدة تجاوزت العشرين عاماً ومضمونه بأن العالم قذر ولا يطفو فوقه غير الزبد وقليلي الضمير والوجدان وناكري الجميل والمعروف والمتعالين. فإذا كانت هذه الصفات والسلوكية هي التي يجب أن نعيش فيها فإن الحقيقية التي أشعر بها أننا نعيش في جحيم لايُطاق. ولكي أغلق الدائرة . أقدر دور التطور الأسري كما أقدر انشغال كل أسرة على حدا بقضاياها ولكن هذا لا علاقة له بما تحدثنا عنه من تفشي مرض العبثية والعمد للإساءة للقيم التي تربينا عليها وقد يصفوننا أغلب من نلتقيهم بأننا نُخالفهم في السلوكية وأننا قد تغيرنا فلم يعد بالحقيقة من ثوابت في المجتمعات التي نعيش فيها في مغترباتنا أجل فالحقيقة في بلاد الاغتراب لم يعد من معايير نتمسك بها لا من وحدة مجتمعية كما كانت في مجتمعاتنا مع العلم لا نقول بأن مجتمعاتنا كانت مجتمعات ملائكة فهذا أيضا سذاجة وعدم مصداقية الأحكام .كان هناك وخاصة بعد التسعينات سلوكية كانت تمهد لكل هذا الحراك السلوكي .أما عن من انتقل للغرب فمنا من اندمج مع مجتمعاته الجديدة، ومنا من لايزال يعيش في الماضي والحنين يقتله ويريد أن يعود ولكن يسأل نفسه إلى أين أعود وقد غادر كل الأهل والأقرباء والأصدقاء ؟ إلى أين ويسأل نفسه ..أجل أغلبنا فقد البوصلة لهذا من الصعب أن نرسم ملامح المستقبل التي نتمناها في بلاد الاغتراب للكبار الذين انتقلوا من مجتمعاتهم إلى مجتمعات تغير عندهم كل شيء من الطبيعة فالطقس فاللغة وما إلى ذلك .هناك مشروع أمل يتمثل في الشبيبة التي تعاملت ستتعامل مع واقعها وتتمكن من صنع مستقبلها على ضوء ما يوجد في المجتمعات الغربية في أغلب مساراتها من مغايرة للمجتمعات الأم ،مع العلم أن المجتمعات الغربية ليست كلها ذات طابع واحد أو أنها مدانة بل نحن الذين جئنا إليها نحمل أمراضا لا تُعد ولا تُحصى فنحمل غربتنا وتلك المجتمعات فشلنا أو أسباب تغيرنا. ربما قصرنا نحن الذين جئنا إلى المجتمعات الغربية منذ الثمانينات والتسعينات في تأسيس نوادٍ ثقافية واجتماعية كانت ستقوم مقام مدرسة وسطية بين من جاء من الشرق الأوسط وبين عالم الغرب .لكن كانت هناك مشاريع على ما أعتقد في السويد والدنمرك وهولندا وألمانيا وفرنسا ولكن عندما ندخل إلى مسيرة تلك النوادي فإنني على ثقة لم يكن أغلبنا قادراً على القبول بما يطرحه هؤلاء الذين ترأس تلك النوادي الذين جاؤوا من مجتمعات متعددة بعضهم من تركيا من طورعبدين وماردين والآخر من سورية بتنوعها الجغرافي والثقافي والعادات والتقاليد والقوميات وبعضهم من العراق وبعضهم القليل من فلسطين والأردن لهذا تمردنا على واقعنا الشرقي وشعر أغلبنا أن من حقه أن يتمتع بحرية أفضل مما ينخرط في مشاريع لأصحاب عقليات أغلبهم يُخالفون الواقع الذي نعيش فيه وربما خالفنا سياسة الوطن الذي هربنا منه . في الختام الموضوع واسع ولأننا نعلم لم نعد نقرأ المواضيع الطويلة لهذا نستخلص نتيجة ـــ لكنها غير ملزمة ــ تقول : لا خلاص لنا من أن نتحرر من سلوكيتنا المريضة والعبثية والخطيرة مالم نؤسس نواد ٍ ثقافية واجتماعية وتربوية وسياسية لتكون أول المشاريع التي تعالج أمراضنا الاجتماعية وتعيد لنا الثقة بقدراتنا ولكن على أساس أن نعيد صياغة مفهوم الاحترام والتقدير فليس من العدل والمنطق أن يتحول الكاتب إلى طبيب والفنان التشكيلي إلى موسيقي وإن كان هناك من الأطباء من لديهم موهبة موسيقية وغنائية وحتى يرسمون .لكن أن نحترم الخبرات والشهادات لأنها تحصيل جهد ٍ طويل وأن يرى المثقف بعيون واقعية أن الجميع ليسوا كما يتوقع لنقر بالمتغيرات وآثارها وخطورتها وعلينا أن ندير معركة الوجود والحياة فما أتعسنا إن استسلمنا لبعض المشاريع العبثية ...وللحديث بقية اسحق قومي.18/11/2024م
#اسحق_قومي (هاشتاغ)
Ishak_Alkomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة بعنوان:مئة عام مرت على بناء مدينة الحسكة
-
صِفاتُ المُبْدِعِ الوَطَنِيِّ، الإِنْسانِيِّ، الواقِعِيِّ، و
...
-
عشتار الفصول:11545 لَنْ أُوقِفَ التَّاريخَ، ولا أُعاقِبُه.
-
عشْتَار الفُصُول: 11513 . لُبْنَانُ لَمْ يَعُدْ يَتَحَمَّلُ
...
-
عشتار الفصول:11510 للتنوير إعادة تأهيل الديانات كافة وليس لإ
...
-
عشْتَار الفُصُول: 11490 دَعْوَةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ تَأْسِيسِ
...
-
عشتار الفصول:11478 أسئلة حول نظرية كانط في نقد العقل الخالص
-
الأَكرَادُ وَالعَشَائِرُ الكُردِيَّةُ فِي الجَزِيرَةِ السُّو
...
-
عشْتَارُ الفُصُولِ: 11473 النَّفْسُ مَا بَيْنَ أَفْلَاطُونَ
...
-
عشتار الفصول:11472 النَّفْسُ الإِنسَانِيَّةُ فِي قِرَاءَاتٍ
...
-
عشْتَارِ الفُصُولِ: 11588 رَأْيٌ غَيْرُ مُلْزِمٍ الْمُنْجَزُ
...
-
عشتار الفصول:11468 العقلُ البشريُّ أكبرُ الشموسِ والساحرُ ال
...
-
عشْتَارِ الفُصُولِ: 14164 القَرْنُ الحَالِيُّ هُوَ خَلْطُ ال
...
-
عشتار الفصول:14161 رأيٌّ غير مُلزم, عَبَثِيّةُ النَّقدِ البَ
...
-
عَشْتَارُ الفُصُولِ: 14159 القَوانِينُ الأَلْمَانِيَّةُ لَمْ
...
-
قصيدة بعنوان: سهوتُ عن مُضِيِّ العمر
-
قصيدة بعنوان:أناشيد لزمنٍ سيأتي
-
عَشْتَارِ الفُصُول:14158 أَعِزَّاءَنا القُرَّاءَ، الأَصْدِقَ
...
-
عِشْتَار الفُصُول:14157 الإنْسان وَوَسَائِلُ التَّوَاصُلِ وَ
...
-
مقال للتنوير :تحدياتٌ أمامَ الفكرِ الشرقِ أوسطيِّ
المزيد.....
-
التقاط صورة تذكارية لزعماء وقادة دول مجموعة العشرين في ريو د
...
-
الاتحاد الأوروبي يرفض اقتراح بوريل لتجميد الحوار مع إسرائيل
...
-
رئيسة جورجيا ترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية في ا
...
-
نائب لبناني يكشف وجود بند لإدخال قوات عربية في الخطة الأمريك
...
-
جرحى جراء سقوط صاروخ وسط إسرائيل
-
نتنياهو يتحدث عن تفاصيل قرار اغتيال حسن نصر الله
-
آثار سقوط صاروخ أطلق من لبنان على منطقة شفاعمرو
-
صواريخ حزب الله تتحدى ضربات إسرائيل
-
واشنطن: سنعلن عن حزم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا خلال الأ
...
-
مصر.. بيان للداخلية حول استغاثة أب لانتشال جثمان نجله بالصعي
...
المزيد.....
|