أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منى نوال حلمى - - ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال















المزيد.....

- ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 21:12
المحور: قضايا ثقافية
    


ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ السؤال الوحيد الذى يؤرق الرجال
==========================================


أستعير مقولة الفيلسوف الجميل.. الرشيق، عاشق الرياضة والسباحة والعدالة بين النساء والرجال، مؤسس المدينة الفاضلة، «أفلاطون»: ٤٢٧ -٣٤٧ ق.م :
«كلما ازداد عدد القوانين التى نسنها، ازداد إغراء الناس للخروج عليها».
هذا تفسير أفلاطون. أما تفسيرى أنا، فيرى أن المجتمعات التى تدرك شدة فسادها، وحدة الظلم بها، وفوضى تناقضاتها الأخلاقية، وافتقارها الحد الأدنى الذى يمنع الناس من ارتكاب الجرائم بأنواعها، تعوض هذا الخلل، بكثرة القوانين، وبطش العقوبات وقسوة الجزاء. تماما مثل الأب الفاسد، الذى يريد إخفاء فساده بإرهاب الزوجة والأطفال.
كما أننى على قناعة راسخة، تدعمها تأملاتى وقراءاتى للتاريخ القديم والحديث، أن البشر الذين يسنون القوانين، ويشرعون العقوبات القاسية، ضمانا للعدل، فى أغلب الحالات، يكونون هم الذين تسببوا فى إحداث هذا الظلم، بدرجات وأشكال مختلفة.
على سبيل المثال ، القوانين الغير عادلة ، بين النساء والرجال ، وضعها ذكور ، لترسيخ الثقافة الذكورية . فالمرأة ، تعامل ، وتحاكم ، وتعاقب ، بقوانين هى لم تشارك فى وضعها . وهذا فى حد ذاته ، " ضد العدالة ".
ان رمز العدالة ، هو تمثال سيدة العدالة ، وهى معصوبة العينين ، بيد تمسك السيف ، وتمسك بالميزان باليد الأخرى . الميزان يرمز الى العدالة ، والسيف يرمز الى قوة العدالة ، والمرأة معصوبة العينين ، ترمز الى " الحياد " ، و " عدم الانحياز " .
وما أكثر الأشياء ، التى تحول جوهرها ، وغايتها ، الى شعارات ، وطقوس ، وتماثيل .
نتكلم كثيرا عن العدالة ، عن المواطنة ، عن الحقوق والحريات ، عن الأخلاق ، عن الدولة المدنية . وغالبا ما يكون " كثير" الكلام ، هو تعبير عن " نقص " الفعل .
العدالة ليست فى كتب القانون، ومناهج كليات الحقوق، وفتاوى الفقهاء، والعقوبات المنطوق بها فى قاعات المحاكم . لكنها فى العقول والقلوب وسلوكيات البشر .
وكما تضخ عضلة القلب الدم ، الى جميع أجزاء الجسم . فان العدالة ، تضخ الصحة والسلامة ، والاستقرار ، والاستقامة ، الى جميع أجزاء المجتمع .
يزيد انتماء وحب المواطنات والمواطنين لأوطانهم حين يشعرون أن " العدالة " ، واقع فعلى ناجز ، وحقيقة يومية ، تنصفهم جميعا دون تمييز .
قال جورج برنارد شو 26 يوليو 1856 – 2 نوفمبر 1950 : " ليست الفضيلة ألا تتجنب فعل الرذيلة فحسب ، بل فى ألا تشتهيها ايضا " .
ان مفهوم " الرذيلة " شئ نسبى . ولكن اذا فهمناها على أنها ايذاء للنفس ، وللغير ،
فانها تجد جذورها فى " غياب " العدالة ، بأشكالها ودرجاتها المتباينة .
فى مجتمعاتنا ، هناك تضخم ، يكاد يشكل نوعا من " الهوس " ، للزج بالآخلاق ، والفضيلة ، فى أية قضية . وما يدهشنى ، أن الناس المؤرقة بالأخلاق والفضيلة ، لا يذكرون كلمة واحدة ، عن " العدالة ". كل كلام الفضيلة والأخلاق ، يتمحور فى سؤال واحد ،
استعلائى ، صاخب ، محموم ، قلق ، متربص : " ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ ".
سؤال واحد ، يعكس حالة مزمنة من الهزيمة الحضارية ، تم استبدالها بالرقابة والوصاية على نصف البشرية .
*************************************

مازلت أتسائل عن معنى " فعل فاضح فى الطريق العام " . وكيف يكون الفعل
" فاضحا " ، وهو فى " الطريق العام "؟.
ان الفعل الذى يحدث، أمام الناس، لا يكون «فاضحا». فالفضيحة، لغويا، واجتماعيا، وأخلاقيا، تشير إلى أشياء «مخفية»، «مستترة» عن الأعين، ثم تعرضت للكشف ، الذى يسقط عنها بالضرورة ، صفة الفضيحة .
هل قبلة العشاق، فى الطريق العام، «فعل فاضح»؟، وهل إذا حدثت القبلات «دكاكينى» فى البيوت المغلقة، وتحت السلالم المهجورة، المعتمة، لا تكون لدينا مشكلة؟. بمعنى آخر، لو حدثت القبلة، فى بيت مغلق، تكون فعلا «فاضلا»؟. هل " الفعل " ، أم " مكان وقوعه " ،
هو ما نتربص به ؟.
هل عوادم السيارات، التى تسبب السرطانات، فعل فاضح أم فعل فاضل؟. هل الضوضاء المستمرة، ليل نهار، وزعيق الميكروفونات، فعل فاضح، أم فعل فاضل؟. أكوام القمامة فى الأحياء الفقيرة والقرى ، انهيار البيوت على سكانها.. وسائل المواصلات الشعبية المكتظة بالناس.. الطوابير الطويلة امام المستشفيات ، الخالية من الحد الأدنى من أدوات الإسعاف.. تسول الأطفال المعدمين، أو تشغيلهم لبيع المناديل أو الورد.. مظاهرالفقر المدقع.. تغطية الفتيات والنساء.. كتب التطرف الدينى على الأرصفة .. ذبح البنات والنساء ، فى الطريق العام ، فى وضح النهار ، على أيدى ذكور العائلة أو الأزواج ، هل هذه نعدها " أفعالا فاضحة فى الطريق العام " ؟.
******************************
يتعدد الرجال ، والجميع يفضلونها " خاضعة " .
أكبر دليل على ذلك ، أن الرجل " المحب " والمرأة " الحرة " ، أمران لا يتعايشان معا ، تحت سقف واحد ، الا اذا كان هذا السقف " خلوة غير شرعية " ، مُحرمة ،
معاقبة ، منبوذة . ويلجأ لها الرجل ، لفترة مؤقتة محدودة ، حتى يستقر تحت سقف واحد ، فى " خلوة شرعية " مقبولة ، حلال ربنا وشرعه ، مع امرأة مطيعة ، لا تأتى الحرية بخاطرها . هكذا تتكون الأسرة الأبوية المحمودة المرضى عنها وعن ذريتها ، ونسبها الأبوى المشرف ، الذى يعتبر النسب الى الأم ، عارا ، وكفرا ، وفضيحة .
وكلما زاد نصيب المرأة من الحرية ، كلما أسرع الرجل ، فى الهروب ، وكأنها
" فيروس" خطير، ينذر بعواقب وخيمة .
إن العجز الحقيقى للرجل ، ليس فى نقصان القدرة الجنسية، ولكن فى عدم القدرة على حب امرأة حرة التفكير والإرادة والمصير، وفى العجز عن إقامة علاقة مع امرأة ند له ، أو تفوقه .
إنه عجز تتوارثه الأجيال المتعاقبة من الرجال ، ليصبح مثل «الجينات»، وأصبح مرادفًا لمعنى «الرجولة» المزروعة داخله منذ أزمنة سحيقة . رجولة ترى أن المرأة التى تشتهى الحرية ، ولا تقبل المساومة عليها ، «زائدة» وجودية الواجب استئصالها، و«الرجولة» الكاملة ، هى النفور من النساء الأحرار ، والتنديد بهن ومحاصرتهن بالشكوك والاتهامات.
تتحرك مشاعر الرجل لامرأة ، لا تحب أن تطيع أحدا ، الا نفسها . ولكنه حين يقرر أن يكمل نصف دينه ، كما يُقال ، يذهب إلى امرأة له عليها الكلمة العليا، وتعتبره الها ، يُعبد ، ويُسجد له .
لا يستطيع الرجل أن يتصور ، كيف يكمل نصف دينه مع امرأة ، ترى الطاعة
" رذيلة " . أو كيف يواجه على الملأ مجتمع الرجال ، بامرأة ضد مجتمع الرجال.
إن تعريف الزواج للرجل ، هو كيف يعثر على امرأة «مريحة» لا تثير تساؤلات أو مشاكل، امرأة مغمضة العينين ومغمضة الكرامة ومغمضة الوعى ومغمضة الجسد.
أما المرأة الحرة التى تعول نفسها وتعول كرامتها ، فهى «وجع دماغ» يزيد الحياة تعقيدًا وصراعا ، لا داعى لهما. وهى امرأة خطر على سُمعة رجولته ، وكرامة ذكوريته .
قد يغفر الرجل للمرأة الخيانة والذهاب إلى رجل آخر- الطامة الكبرى فى عُرف الأخلاق الذكورية- لكنه لا يغفر لها الذهاب إلى مخدع " الحرية ".
إذا اختارت المرأة أن تمد يدها وتقطف الثمرة المحرمة ، واسمها «الحرية»، فما عليها إلا أن تدفع الثمن راضية ، وتعيش فى استغناء عن الرجل المحب ، أو الزوج العاشق .
==========================================



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمى .. حياتى قصيدتان
- لا خير فى مجتمعات تتعاطى الحب فى سرية مثل الممنوعات
- اليوم هل يجوز للمرأة لبس الألوان الفاتحة ؟ وغدا هل يجوز للمر ...
- لا أتكلم بالعين والحاجب .. الزمن .. انهضى حبيبتى ثلاث قصائد
- فى أزمنة الخيش قصيدة
- هل حفظنا الدرس بعد اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981 ؟
- قصيدة لا شئ أخسره
- اربع قصائد جثة الظلام .. النساء .. كن نفسك .. هى وأنا
- أين موطن - الاسلام الصحيح - ؟
- ثلاث قصائد لا تركب قطارى .. لن أشهد .. أريد أن أطفش
- لا تضعوا العطور فوق أكوام القمامة
- رسالة بالبريد السريع القلق .. ارجعى يا مصر الينا
- تيد كازينسكى كيف تحول من عبقرى الى مجرم ؟
- - فنسنت فان جوخ - يقتل نفسه و - ثيو فان جوخ - يقتله سلفى جها ...
- اليه أعود .. فى ليلة ممطرة قصيدتان
- تجديد الفكر الدينى يحتاج الى تجديد فى الفكر والثقافة
- المسرحية .. أين قلبى ؟ .. شهوة النكاح ثلاث قصائد
- يعيشون فى القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن السابع لشبه الج ...
- فى المطار .. انتحلت شخصيتى قصيدتان
- القرار .. فقط حينها .. الطبيب الشرعى ثلاث قصائد


المزيد.....




- خريطة توضح مدى قدرة الصواريخ الأمريكية على دعم أوكرانيا في ا ...
- خمسا المساعدات لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة.. وهذه أكب ...
- اندلاع حريق قرب وسط تل أبيب بعد اعتراض صاروخ.. وهذا ما نعرفه ...
- حدائق تيفولي في كوبنهاغن.. حيث يجتمع التاريخ والسحر في موسم ...
- واشنطن تحذر أنقرة من مواصلة العمل مع -حماس-
- خبير: الولايات المتحدة ستنسى أوكرانيا في عهد ترامب بسبب المش ...
- هوكشتاين يصل إلى لبنان.. إعلام عبري: هناك إمكانية حقيقية للت ...
- ماذا سيحدث لو ضربت أوكرانيا العمق الروسي بإذن غربي؟
- ترامب إلى تكساس لمرافقة ماسك في حفل إطلاق صاروخ لـ-سبيس إكس- ...
- كيف يهدد أسلوب الحياة المعاصر صحتنا؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منى نوال حلمى - - ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال