|
صراع الاستراتيجيات في الشرق اوسط
ثائر أبوصالح
الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن من يمعن النظر في الأحداث المتلاحقة في منطقتنا، يستطيع أن يرى بوضوح أننا أمام تصادم تاريخي بين مشاريع الدول الإقليمية الفاعلة في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي الى احتدام الصراع بين القوى الدولية الهادفة الى السيطرة على المنطقة العربية. فالصراع بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها في لبنان وغزة واليمن والعراق وسوريا من جهة أخرى، وضعت المنطقة العربية امام تحديات جديدة ومصيرية قد يتمخض عنها إعادة رسم الخارطة من جديد في المنطقة العربية.
لا يخفى على كل متابع، أن المشروع الصهيوني التوسعي يسعى الى القضاء على ما تبقى من القضية الفلسطينية، من خلال محاولاته المستمرة والدؤوبة في استغلال أي فرصة لتحقيق الحلم الصهيوني القديم في السيطرة على فلسطين التاريخية من خلال تهجير ما تبقى من الفلسطينيين من أرضهم. وقد وفَّر هجوم حماس على منطقة ما يعرف ب "غلاف غزة" فرصة تاريخية قد لا تتكرر للإقدام على تنفيذ هذا المشروع، في ظل حشد التعاطف الدولي، خصوصاً الأمريكي والأوروبي، مع إسرائيل، وإعطاء الشرعية لها بالرد بالوسائل التي تراها مناسبة، حيث استغلت الحكومة اليمينية الإسرائيلية هذا الدعم، وبدأت بحرب إبادة على غزة امتدت مفاعيلها الى الضفة الغربية، بهدف محاولة التهجير كما أسلفنا.
ومن جهة أخرى يسعى المشروع الإيراني الى السيطرة على العالم العربي، من خلال قيام دولة إسلامية بقيادة الولي الفقيه لتصحيح الظلم التاريخي الذي وقع على الشيعة، واستبعادهم عن الخلافة مرة تلو الأخرى، والتي جسد مقتل الحسين آخر حلقاتها، ولذلك دخلوا الى العراق ولبنان واليمن وسوريا من بوابة التحالف مع الشيعة العرب، وضعضعوا هذه الدول وأسقطوا مؤسساتها وحولوها الى دمى بأيدي مليشيات تتبع لها وتمسك بكل خيوطها، واستغلوا الصراع العربي الإسرائيلي كرافعة لهذا التدخل من خلال دعمهم لحزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة والضفة الغربية.
اما المشروع التركي الذي يحلم باستعادة سيطرته على العالم السني، يحاول جاهداً التصدي للمشروع القومي الكردي، الذي وجد في تفكك سوريا والعراق فرصة لإقامة كيان خاص به، يعبر عن التطلعات القومية للأكراد، الموزعين على تركيا والعراق وسوريا وإيران ، بالإضافة الى سعي تركيا الحثيث في التأثير على مجريات الأمور في العالم العربي من خلال دعم غزة حيناً، والتدخل في ليبيا حيناً آخر، والتحالف مع قطر احياناً، مما أدى لتصادم مصالح مع السعودية ومصر اللتان تشكلان أكبر ثقل سني في العالم العربي، مما فرض على الأتراك التفتيش عن وسائل للتقارب معهما.
اما العرب فهم الوحيدون الذين لا يملكون مشروعاً قومياً عربياً، وانما تحولوا لساحة صراع للدول الإقليمية والدولية، ويفتشون عن تحالفات لحماية أنفسهم من المشاريع الإقليمية والدولية للدول الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط. فهناك دولاً استباحها المشروع الإيراني، وهناك دولاً اخترقها المشروع الصهيوني، وهناك دولاً تتناغم مع المشروع التركي، وهكذا تحوَّل العرب الى عنصر متلقٍ غير فاعل، يحاول إطفاء الحرائق المندلعة بسبب الصراعات حتى لا تصل اليه، دون وجود أي رؤية مستقبلية لأفاق تطور هذه الدول، خصوصاً تلك التي تعيش حالة صراع داخلي، وهُدمت مؤسساتها، وباتت شعوبها تعيش على حافة المجاعة.
اما القوى الدولية الفاعلة في الشرق الأوسط، تحاول ان تحمي مصالحها في المنطقة، فالولايات المتحدة الأمريكية تدعم وتتبنى اسرائيل وتلتزم بحمايتها قولاً وفعلاً، بالمقابل؛ روسيا والتي وجدت نفسها حليفة لإيران بسبب حربها على أوكرانيا وعدائها للغرب، تحاول قدر الإمكان، الابتعاد عن التدخل الفعلي في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط وتدعم إيران في القول في حين تمدها إيران بالسلاح والمسيرات لمساعدتها في المواجهة مع أوكرانيا. اما الصين التي تنظر من بعد تحاول ان تتقرب من السعودية وإيران لتحافظ على ممرات التجارة الدولية بين الشرق والغرب ومصادر الطاقة التي تلزمها لتشغيل عجلة اقتصادها. فلا يمكن ان نقارن ابداً بين ما تقدمه امريكا لحليفتها إسرائيل من دعم مادي وعسكري ودبلوماسي، وبين بما تقدمه روسيا والصين لإيران والذي يتجسد أكثره في الدعم الدبلوماسي.
لقد شكل هجوم حماس على ما يعرف بمنطقة "غلاف غزة" في السابع من أكتوبر 2023 القشة التي كسرت ظهر البعير، والشرارة التي اشعلت النار بين القوى الإقليمية التي تسعى لتحقيق مصالحها، من خلال صراعاتها غير المباشرة، عبر تنظيمات مسلحة تؤيدها إيران وتدعمها في المال والسلاح والتدريب مثل حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، والحوثيين في اليمن، لتتحول المواجهة مع الوقت الى صراع مباشر يهدد بحرب إقليمية تبدأ بين إيران وإسرائيل وقد تمتد لكل انحاء الدول العربية التي تشكل ساحة صراع لمشاريع الدول الإقليمية.
ان الحكومة اليمينية بقيادة نتنياهو التي تحكم إسرائيل تعرضت لضربة كبيرة في السابع من اكتوبر 2023 على يد حركة حماس، اشعرتها بالإهانة، مما أدى الى تعزيز مكانة القوى اليمينية الراديكالية داخل هذه الحكومة، والتي تمثلت في وزيري الأمن الداخلي بن غفير والمالية سموترش، والتي وجدت بهجوم حماس فرصة لتنفيذ اجندتها على الأرض، من خلال تهجير الفلسطينيين من غزة الى مصر، خصوصاً وأن الأرضية على مستوى الرأي العام الإسرائيلي والدولي مؤهلة وجاهزة لتقبل هكذا فعل بعد هجوم حماس عل غلاف غزة، فدخل الجيش الإسرائيلي بكل قوته الجوية والأرضية وحتى البحرية ودمر غزة وهّجر سكانها الى الجنوب ليضغط عليهم لكي ينتقلوا الى سيناء، ولكن صمود الفلسطينيين من جهة، وعدم قبول مصر فتح حدودها من جهة أخرى، افشل حتى الأن مخطط التهجير.
لقد رفع نتنياهو عمداً سقف الشروط لإنهاء الحرب، واستعمل مصطلح " النصر الساحق" دون تفسير المقصود من هذا النصر، ودون طرح أي افق سياسي لفترة ما بعد الحرب. حتى يتسنى له التحكم في نهاية الحرب واختيار التوقيت المناسب له لإعلان ذلك. فلا شك ان نتنياهو يرى بالحرب فرصة للتخلص من ملفات الفساد الموجهة ضده في المحاكم من جهة، وابعاد شبح تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحقق في احداث السابع من أكتوبر، من جهة أخرى، والتي من المؤكد أنها ستحّمله المسؤولية الأولى عما حدث من فشل استخباراتي وعسكري في التصدي لهجوم حماس، كونه يمثل رأس الهرم في السلطة التنفيذية.
ان النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل في المواجهة مع حزب الله، والذي فتح جبهة اسناد لغزة، مثل تفجير أجهزة " البيجر" وأجهزة اللاسلكي، إضافة الى الاغتيالات التي طالت الصف الأول من قيادات حزب الله، ووصلت الى حد اغتيال الأمين العام لحزب الله من جهة، والإنجازات التي حققتها ايضاً في غزة، من خلال الاغتيالات التي وصلت ذروتها من خلال تصفية يحيى السنوار الأمين العام لحركة حماس من جهة أخرى، فتحت شهية أمريكا حليفة إسرائيل على طرح فكرة الترتيبات الجديدة للشرق الأوسط الجديد، الذي يعتمد على تحالف عربي إسرائيلي في مواجهة المحور الإيراني.
الولايات المتحدة الأمريكية ترى بالصين المنافس الاستراتيجي الأكبر والأقوى والأخطر الذي يستطيع ان يلحق الضرر بالمصالح الأمريكية، لذلك تسعى الولايات المتحدة لإبعاد النفوذ الصيني من المنطقة العربية من خلال الإبقاء على الحد الأدنى للتهديد الإيراني لدول الخليج لتسويغ عقد حلف عربي-إسرائيلي ضد إيران ،وابعاد دول الخليج وخصوصاً السعودية عن النفوذ الصيني، في حين تحاول الصين اصلاح ذات البين بين دول الخليج وإيران، من خلال دعم التقارب السعودي الإيراني، وخلق حوار صيني عربي من خلال عقد لقاءات قمة عربية صينية على غرار القمة التي عقدت في الرياض في التاسع من كانون اول 2022، لتعزيز المصالح الصينية في منطقة الخليج، والتي تعد منطقة عبور مهمة للتجارة الدولية بين الشرق والغرب ومصدراً أساسياً للطاقة بالنسبة لها.
طرحت الإدارة الأمريكية، ومن اجل تسهيل المهمة على المملكة العربية السعودية في الانضمام لهكذا حلف، رؤيا تتضمن مساراً لإقامة دولة فلسطينية، وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كمدخل لا بد منه لإقامة هذا الحلف. هذه الرؤيا تتناقض مع ما ترمي اليه الحكومة اليمينية في إسرائيل، والتي ترفض الحديث عن أي كيان فلسطيني مستقل، ولديها خططاً لإعادة الاستيطان في غزة وتوسيع مناطق استيطانها في الضفة الغربية، وتعد العدة للاستفادة من بعض الأفراد في فريق الرئيس الأمريكي الجديد ترامب والمعروفين بتأييدهم لمخططات إسرائيل الاستيطانية، لفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الاستيطان في الضفة الغربية، واعتراف امريكا بهذه السيادة، كما فعلت إدارة ترامب في 25 آذار عام 2019 عندما اعترفت بالسيادة الإسرائيلية على الجولان التي ضمته إسرائيل في 14 كانون اول عام 1981.
من المحتمل، أن تضغط الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو أي حكومة مستقبلية، لقبول الخطة الأمريكية والتي فيها فوائد كبيرة لإسرائيل من وجهة نظر أمريكية، خصوصاً انها تتضمن انهاء الصراع العربي الإسرائيلي واعتراف غالبية الدول العربية بإسرائيل من جهة، واغراء النظام السوري الانضمام لهذه الصفقة من خلال عقد اتفاق سلام مع اسرائيل برعاية أمريكية روسية لتطمين الروس على مصالحهم في سوريا، ومحاولة ابعادها عن ايران والصين من جهة أخرى، هذه المحاولة قد تتضمن إعادة تعويم النظام السوري وإيجاد حل للمسألة السورية، وذلك من أجل قطع الطريق على أي محاولة من قبل ايران وحزب الله لنقل السلاح عن طريق الأراضي السورية، مما سيؤدي مع الزمن الى اضعافه وتحوله لاحقاً الى حزب سياسي لبناني، وبالمقابل منع حماس من حكم غزة . ويبقى السؤال هل ستنجح أمريكا بفرض اجندتها على إسرائيل، وفرض هيمنتها على الشرق الأوسط، أم أن الأمور ستذهب باتجاه المواجهة المباشرة مع إيران وحليفاتها في الشرق الأوسط؟
يبدو واضحاً، ان كل خيوط الصراع في الشرق الأوسط موجودة بأيدي القوى الدولية والإقليمية، ولا يستطيع الوكلاء (proxies) البت في مستقبل هذا الصراع، فلا يمكن إيجاد حلول للقضايا المستعصية في المنطقة؛ بدءاً بالقضية الفلسطينية، أو القضية السورية، أو الصراع في اليمن، أو العراق، أو ليبيا، أو لبنان، دون توافق دولي واقليمي، فالوكلاء لا يخفون ولاءاتهم تجاه الدولة المشغلة ((Patron، كما الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان الذي لا يخفي ولاءه لإيران؛ فقد جاء على لسان امينه العام السابق السيد حسن نصر الله مراراً وتكراراً: ان السلاح والمال وكل ما يملكه هذا الحزب هو من ايران.
ان الصراع المباشر الذي حصل بين إيران وإسرائيل وتبادل الضربات، هو تجسيد واضح لحقيقة الصراع الذي تخطى الوكلاء، ليصل لمرحلة نشوب حرب إقليمية، ولذلك فإن أي حل للملفات العالقة تستوجب تفاهمات إقليمية جديدة برعاية القوى الدولية. وواضح أن أي صفقة أميركية إسرائيلية مع إيران ستكون على حساب الجانب العربي وقضاياهم، حيث أن العرب فقدوا أي تأثير على مجريات الأحداث وتحولوا الى قوى منفعلة ومتلقية.
ان معالم الصفقة القادمة بعد توقف القتال، أصبحت شبه واضحة، فعلى ما يبدو أنها ستتضمن إيجاد مسار طويل الأمد لإقامة كيان فلسطيني، وذلك بهدف إزالة الحرج وفتح الباب أما السعودية وغيرها من الدول العربية لإبرام اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وتطبيع العلاقة معها، وبالتزامن سيتشكل حلف عربي إسرائيلي امريكي، بحجة التهديد الإيراني. إضافة الى محاولة حل المسألة السورية وبضمنها القضية الكردية والتي تتضمن إيجاد مخارج لها من خلال النظام الفدرالي في سوريا، والذي قد يشكل مخرجاً ايضاً للصراع التركي الكردي، مما يفتح المجال لسيطرة أمريكية كاملة على الشرق الأوسط وابعاد النفوذ الصيني عنه.
#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فاجعة مجدل شمس والدروس المستفادة
-
بين الحقيقة وظلالها
-
سر النفس البشرية
-
رحلة البحث عن الحقيقة
-
الوجود بين الوهم والحقيقة
-
الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
-
الطريق الى معرفة الله في الفكر التوحيدي
-
بين الهوية والانتماء
-
آفة التطرف
-
عناق الدب
-
ثورة جبل العرب في سوريا
-
من نحن؟
-
التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني
-
مفهوم اللانهاية في الرياضيات وفكرة الألوهة
-
قراءة في المستجدات على الساحة السورية
-
قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
-
بين إدراك الألم وفلسفة المعاناة
-
المجتمعات العربية المراهقة وأزمة التطور
-
قوانين هرمس السبعة
-
علاقة الوعي بالزمكان
المزيد.....
-
التقاط صورة تذكارية لزعماء وقادة دول مجموعة العشرين في ريو د
...
-
الاتحاد الأوروبي يرفض اقتراح بوريل لتجميد الحوار مع إسرائيل
...
-
رئيسة جورجيا ترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية في ا
...
-
نائب لبناني يكشف وجود بند لإدخال قوات عربية في الخطة الأمريك
...
-
جرحى جراء سقوط صاروخ وسط إسرائيل
-
نتنياهو يتحدث عن تفاصيل قرار اغتيال حسن نصر الله
-
آثار سقوط صاروخ أطلق من لبنان على منطقة شفاعمرو
-
صواريخ حزب الله تتحدى ضربات إسرائيل
-
واشنطن: سنعلن عن حزم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا خلال الأ
...
-
مصر.. بيان للداخلية حول استغاثة أب لانتشال جثمان نجله بالصعي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|