|
من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية-عن منتديات يساري 3
عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 15:53
المحور:
الارشيف الماركسي
الحلقة الثالثة سياسة الغلاسنوست الغورباتشوفية تخدم تقوية التيارات الأيديولوجية البرجوازية عندما طرح غور باتشوف سياسة الغلاسنوست في الاتحاد السوفيتي برز في البداية كثير من السلبيات التي تتعارض مع روح الاشتراكية والتي أقدم عليها في السابق سرياً ثم وضحت للجميع فيما بعد . في هذه النقطة، من الممكن رؤية أن بروز هذه السلبيات مفيد للتوجه نحوها بإصرار لإزالتها. وفي الحقيقة من الصعب النضال ضد فعالية سرية لأنه لايمكن تحديدها بدقة. إن إحدى المهمات الرئيسية للسلطة الشيوعية هي العمل على إزالة كافة الأسس التي تولد الغربة والانحلال. ويفهم بشكل جيد أن إزالة الأسس التي تولد السلبيات عمل لايتم في ليلة وضحاها. وعلى العكس، هذه المهمة تتطلب نضالاً عنيداً، ولايمكن إنجازها إلا في زمن طويل. ولكن بجهود خلق الإنسان الاشتراكي، والثقافة الاشتراكية، واستمرارية مواجهة العادات الاجتماعية القديمة، وقوة تأثير الثقافة الإمبريالية تحاصر القيم الأخلاقية والأيديولوجية الغريبة عن الاشتراكية، ويعمل على انتشارها من جهة أخرى. والآن ضمن إطار الخطوط العامة لغلاسنوست غورباتشوف سنعمل على إظهار كم هي بعيدة عن ضرورات تقديمها على الرغم من مظهرها المفيد. عندما طرح غورباتشوف سياسة الغلاسنوست أشار إلى مالم يكن سراً في الاتحاد السوفيتي من تحوله إلى مؤسسات دب فيها الانحلال والتفسخ، وقدم غورباتشوف هذه السياسة أداةً للنضال ضد هذا. ولأنه في البداية لم يطرح نيته الحقيقية فليس فيما طرحه جانباً يرفضه الماركسيون اللينينيون. ولكن كلما توضحت الغلاسنوست في التطبيق العملي، ظهرت أنها تحضيرات أولية ((للتعددية الحزبية)) في المجتمع. وبعرض السلبيات، وعدم اتخاذ موقف راديكالي منها، وجدت الغلاسنوست إمكانية التطور السريع على قاعدة ليبرالية أوجدها الانحلال. ومن هنا توضح جلياً أن الغلاسنوست لم تستخدم كأداة نضال ضد اللاحافزية كما قيل. وهكذا سقط قناع الغلاسنوست وشوهد خلال فترة قصيرة أن الهدف الحقيقي للغلاسنوست هو تحقيق التعددية الحزبية البرجوازية في المجتمع، والاعتراف بإمكانية تطور التيارات الأيديولوجية البرجوازية. وفي إطار هذه الإمكانية، وكنتيجة غير مباشرة لتطبيقات السياسة الإصلاحية في الاتحاد السوفيتي ظهرت إلى العلن التيارات الأيديولوجية التي كانت قد وجدت إمكانية العيش، وحصلت على إمكانية التطور والانتشار. وعلى الرغم أن بعض هذه التيارات تمظهرت بالاشتراكية، ولكن بعضها وضعت برنامجاً يهدف إلى هدم الاشتراكية علناً. وحسب ( دوبر وهوتوف ) عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي: (( إلى جانب القوى المؤيدة للمونارشية، توجد مجموعات فاشية صغيرة متطرفة جداً، ومجردة))( جريدة مليّت - شباط - 199.) فتح مفهوم (( التعددية الحزبية )) بحالته هذه الطريق أمام توليد فعاليات اجتماعية عشوائية تجلب خطورة الانجرار إلى الليبرالية البرجوازية. قوت الغلاسنوست هذه الفعاليات وأججتها. اكتسب الإنسان السوفيتي عبر تقاليده التاريخية تصرفاً يجعله لايحتمل الانحراف عن الاشتراكية. ولكن مع إصلاحية خريتشوف بدأ هذا الإنسان يفقد هذا التقليد تدريجياً، حتى إنه تهيأ لتبني الموقف الليبرالي إزاء التيارات البورجوازية. وهكذا بدأت مواجهة قوة التيارات السياسية البورجوازية بشكل طبيعي. حتى إنه اعتبر وجود تيارات من كافة الأنواع ضرورة أساسية للديمقراطية. رسخت الغلاسنوست عادات محاكمة القيم الاشتراكية المخلوقة في المجتمع سلبياً، وأبرزت جوانب تقديم أرضية تقوي التيارات الأيديولوجية البورجوازية. الآلية الأعلى في الاشتراكية الحائلة دون تقوية التيارات البورجوازية هي آلية الحزب الشيوعي السوفيتي، وهذه الآلية بقيادة نهج غورباتشوف فاتح الطريق أمام التعددية الحزبية (( لضرورة الغلاسنوست )) قدمت أرضية أمنت راحة عمل التيارات البورجوازية في حالة عدم امتلاك هذه التيارات حيوية القيام بهذا، وعدم نيتها القيام به. في وسط كهذا لن تجد التيارات البورجوازية مقاومة جدية، وتؤخذ كثير من الأفكار التي حكم عليها ((البرونز والبلطة)) في الماضي، وتُلمَّع، وتدفع إلى الساحة. أصبح عندما يقال: حرية. فيخطر على البال حرية تطوير القوميات في الجمهوريات بعد أن أصبحت تغلي داخلياً نتيجة السياسة الإصلاحية الرجعية المطبقة عبر سنوات طويلة، وسحق الأممية تحت الأقدام. وعندما يقال: غلاسنوست فيخطر على البال حرية نفث الثقافة الإمبريالية للسموم في العقول. مع أن مفاهيم مثل حرية، ديمقراطية، علنية في الاشتراكية يجب فهمها بما يناسب خدمتها للاشتراكية وحيلولتها دون تطوير قوى الثورة المضادة. أما في الحالة العكسية ستذهب الحاكمية الحقيقية من أيدي القوى الاشتراكية مهما كانت النيات الشخصية. إن المأزق الذي يعيشه الاتحاد السوفيتي بسبب عدم وجود قوة تمسك الاشتراكية في المجتمع على قدميها، وتجعلها تجدد نفسها، وعدم وجود حيوية تتجه إلى الأمام لكونها وقعت ضعيفة جداً . لهذا السبب فقد وصلت النية الحقيقية التي وراء الغلاسنوست إلى هدفها، وجعلت التعددية السياسية في الاتحاد السوفيتي على درجة من القوة فتحت الطريق أمام تأثير التيارات البورجوازية في الحلبة السياسية وغدت واقعاً مفروضاً. عندما تقيم البرويسترايكا ضمن هذا الإطار يفهم أنه ليس لها هدفاً سوى تأمين تأسيس التعددية الحزبية. لأنه لاحاجة لإتعاب العقول كثيراً لفهم أنها تفتح الطريق أمام تيارات سياسية مختلفة في المجتمع لتعبر عما تريد بشكل علني ، وتقوية هذه التيارات ، وأن هذه التيارات ستجلب معها التنظيم والمطالبة بلعب دور في سياسة البلد . وخدمت البرويسترايكا هذا ، فقد قرر الموتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفيتي تنظيم مختلف التيارات السياسية التي قويت. وأثناء اجتماع قاعدة الموتمر الثامن والعشرين أبرز غور باتشوف في معرض حديث له أنه على الرغم من الأخطاء التكتيكية لكن البروايستريكا باستراتيجيتها العامة تتقدم في الطريق الصحيح، مثبتة ما قلناه . يتبع
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية-عن منت
...
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة . غورباتشيف والغورباتشيفية1
-
جدلية الخاص والعام تدعم الأقليات وحق الشعوب في تقرير مصيرها
-
لا رؤية تغييرية سليمة الا على اساس الصراع الطبقي
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة- البيان الشيوعي 4
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة- البيان الشيوعي - ماركس إنجلس 4
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة- البيان الشيوعي 3
-
التراث الانساني وحدة متكاملة متفاعلة من اجل التطور الحضاري
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة- البيان الشيوعي 2
-
تعرية الواقع بالنقد الجدلي لاتبريره مدخل للتغيير
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة- البيان الشيوعي
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة -مهام الشبيبة الشيوعية-لينين.
-
ن أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلس-أصل العائلة و الم
...
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال
...
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال
...
-
بين الجمهوري والديمقراطي تتارجح الصهيونية
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال
...
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال
...
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - فريدريك أنجلز-أصل العائلة و ال
...
-
بين احتقان الشارع ومسؤولية المناضل الثوري
المزيد.....
-
الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تعبر عن تضامنها
...
-
تونس.. تأجيل النظر في قضية اغتيال السياسي شكري بلعيد
-
اليسار الفرنسي تاريخه وأبرز أحزابه وشخصياته
-
مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
-
تجارة الأعضاء البشرية في -سوق خبيث-.. مأساة الفقراء في العرا
...
-
ضجة في إسرائيل بعد حادث خطير استهدف نتنياهو داخل باحة منزله
...
-
إذاعة الجيش الإسرائيلي: إلقاء قنبلة مضيئة باتجاه منزل نتنياه
...
-
ضجة في إسرائيل بعد حادث خطير استهدف نتنياهو داخل باحة منزله
...
-
مسؤولون اسرائيليون: اطلاق قنبلة مضيئة على منزل نتنياهو في قي
...
-
قناة -كان- العبرية: إلقاء قنبلة مضيئة على منزل نتنياهو في قي
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|