أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - اعداد وتنفيذ التعداد العام للسكان في العراق ( 2024): إشكاليات المفاهيم، الوسائل، والأهداف الرئيسة














المزيد.....

اعداد وتنفيذ التعداد العام للسكان في العراق ( 2024): إشكاليات المفاهيم، الوسائل، والأهداف الرئيسة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 15:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


العراقُ الآن.. في هذه الأيّامِ الحاسمةِ والعصيبة.. يوشِكُ على خسارةِ الكثير من الجهد والمال، وعلى التفريط بمصداقية التعداد العام للسكان الذي لا يمكنُ الاستغناء عن معطياتهِ ونتائجهِ عند اعداد أيّة استراتيجيّة أو خطّة تنمية وطنيّة جادّة وفاعِلة ومُنتِجة على المَدَيين المتوسط والبعيد، كما لا يُمكِن بناء وصياغة أيّة سياسة، ولا القيام بأيّة دراسة، أو حتّى كتابةِ بحثٍ رصين.
ويعودُ ذلكَ بدرجةٍ أساسيّة لسوء تعريف الجهات ذات العلاقة للمباديء العامة لهذا التعداد، ولإشاعة وتعميم مخاوف عزّزها اعلامٌ رديء، ووسائل تواصل عملت بشراسة على نشر أخبار مُزيّفة لتضليل الناس، ولتصريحات بائسة ومُخجِلة صدرت عن وزراء في وزارات ذات صلة مباشرة بالشأن الاقتصادي والاجتماعي، بدا واضِحاً وجليّاً أنّهم لا يمتلكونَ الحدّ الأدنى من الإدراك لحدود وظائفهم ومدى مسؤوليتهم في نجاح أو فشل هذا التعداد.
لقد كانت مُحصّلة ذلك، وبشكلٍ رئيس، هي تحويل التعداد إلى مجرّد جَردٍ للموجودات الشخصية والعائلية الثابتة، و إثارة ذعر المستفيدين من برامج الرعاية الاجتماعية (خوفاً من انكشاف عدم شمولهم بمعايير منحها)، وتخويف دافعي الضرائب (الحاليّين والمُحتَمَلين)، بل وتجاوزت المخاوف حدود هذه الفئات لتصِل حتّى إلى الفاسدين، والمُتجاوزين على أملاك الدولة (فقراء وأثرياء)، وسكنة العشوائيّات.. كلّهم معاً.
تُضافُ إلى كُل ذلك حملات "التسييس" المحمومة لعدم شمول العراقيين في الخارج بهذا التعداد، والتركيز الشعبي على ما يُمكن أن ينطوي عليه اجراءٌ كهذا من تمييز مذهبي وعِرقي (وهو اجراءٌ مُلتَبِسٌ بالفعل، وغير واضِح القَصد، ومُثيرٍ للحسّاسيّات الاثنية في مُجتمَعٍ مُنقَسِمٍ أصلاً).
مع انتشار وترسيخ كلّ هذه المخاوف في مُجتمَعِ التعداد، تم تفريغ هذا التعداد من أهدافه الرئيسة، وتمّ نزع المصداقيّة عن وسائل إنجازه بكفاءةٍ مهنيّةٍ مُجرّدَةٍ عن أيّ قصدٍ "سياسي".. ومن الطبيعي في ظلِّ "مُقدّماتٍ" كهذه، أن لا يحصلَ العراق من هذا التعداد على النتائج المرجوّةِ منه (لا على صعيد الجهات والمؤسّسات المعنيّةِ بهِ فقط، بل وحتّى بالنسبة للمختصّين والباحثين والمُهتمّين بنتائجهِ، وفي جميع المجالات).
كان ينبغي التأكيد على أنّ هذا التعداد هو تعداد "تنموي"، لا يهدف إلى مُصادرة الملكِية الخاصة (أيّا ما كانت طبيعتها)، ولا إلى تجريد أحدٍ من امتيازاته (سِريّةً أكانت أم مُعلَنة).. وتجديد التأكيد على أنّ التعداد "التنموي" ليس أداة "عقابيّة"، ولا يمتلك سلطات تنفيذيّة (أو قانونيّة) يضعُ تحت تصرّفها بياناته للتنكيل بالآخرين، أو مُقاضاتهم أمام المحاكم المختصّة، وأنّهُ ليس تعداداً يهدف إلى ترسيخ سُلطة الطائفة والمذهب والعِرق والمنطقة.. بل هو "مُمارِسة" اجتماعية- اقتصاديّة- مؤسسيّة- يُمكِن من خلالها (وبأكبرٍ قدرٍ من الدِقّة) أن نعرِفَ (على سبيل المثال لا الحَصر) حجم وهيكل القوى العاملة، ومصادر توليد الدخل الشخصي والأسري، ومعدّل الإعالة، وحجم ومعدّل البطالة، ومستويات الفقر والحرمان والرفاهية، والتفاصيل المتعلّقة بالأنشطة الاقتصادية القطاع الخاص (في اطار الاقتصاد المُنظّم "الرسمي" وغير المُنظَم معاً)، وعن حجم الهجرة الداخليّة واتّجاهاتها، والتعرُّف عن فجوات "التنمية المكانية" بين الريف والحَضَر (وبين المحافظات)، والكشف عن "الهويّة الاقتصاديّة" للمُحافظات، وعن "الميزة النسبية" لكل "مُفردة" من مفردات الناتج المحلي الإجمالي، وعن معدّلات "تكوين رأس المال الثابت (العام والخاص)، وعن خصائص وطبيعة الإنفاق والاستثمار الخاص.. وأنّ كلّ ذلك سوف يتمّ على مستوى كل محافظة، وقضاء، ووحدة إدارية.. وغير ذلك كثير.
أتمنى أن لا يكون الوقت قد فات على فعل ذلك.. لأنّهُ (ومع بقاء مستويات إدراك الناس لأهداف التعداد العام للسكان على ماهي عليه الآن)، فإنّ هذا التعداد سيكون مجرّدُ مُمارسةٍ أوسعُ نطاقاً وأكثرُ "احتفاليّة" من "مسوحِ العيّنةِ" سيّئة الصيت، والتي كان العراق مُضطَرّاً للاعتماد عليها لعقود، وعانى طويلاً من معطياتها غير المنطقيّة، ومن خلاصاتها ونتائجها البائسة على أكثر من صعيد.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يَسكَرُ ع.ع.. كانَ يبكي
- ما زلتُ أُحبّكِ قليلاً
- تماماً كما هي الحَبَشَة
- سينما دونالد ترامب، سينما أمريكا.. وسينما العالم
- عن الاقتصاد وهزائم المواطن وانتصار الحكومات
- لبنانُ الحُلوُ وفيروز، ولا شيءَ آخر
- الدولة والتنظيمات الثوريّة - العقائديّة: اشكاليّة تحديد معاي ...
- عن موزارتِ الميّتِ في المدينةِ والناس
- استراتيجيّةُ الحِفاظِ على ما تبقّى
- الحروبُ المُشينةُ في بلاد العرب
- انشغالات عميقة.. ليس من بينها الحرب
- لا أحدَ ولا شيء.. سوف يأتي
- أتشفّى بكِ الآن من كُلّ قلبي
- اللهُ سيدتي الصغيرةِ.. الله
- عُد إلى البيتِ يا سيّءَ الحظِّ جدّاً
- كيسٌ صغيرٌ من الجِبْسِ الفاسد
- أوّلُ النهرِ.. آخرُ السور
- دفاترُ الحرب 3 : مقاطع من يوميات جنديّ مُسِنّ، من بقايا الحر ...
- حكايةُ الجماعة في هذه الجُمعة وفي كُلّ جُمعة
- نوحُ على الشاطيء.. ينتظرُ العائلة


المزيد.....




- هنلبس من تاني ونشخلل بأيدينا “تراجع في سعر الذهب اليوم عيار ...
- توقف الإنتاج بحقل نفط ضخم في النرويج لانقطاع الكهرباء
- ما أهمية مجموعة العشرين ودورها في ظل الانقسام العالمي؟
- سفيرة إستونيا بالإمارات: لدينا أول مجتمع رقمي في العالم
- عقد بين أكوا باور و-السعودية لشراء الطاقة- بـ4 مليارات دولار ...
- انهيار جبلي يكشف عن -كميات ضخمة- من النحاس.. بهذه الدولة
- البنك الدولي: اقتصاد الإمارات سيواصل النمو في 2024 و2025
- النفط يرتفع بعد توقف إنتاج حقل بالنرويج وتصاعد حرب أوكرانيا ...
- ارتفاع جديد؟.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر في السوق ا ...
- ارتفاع جديد؟.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر في السوق ا ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - اعداد وتنفيذ التعداد العام للسكان في العراق ( 2024): إشكاليات المفاهيم، الوسائل، والأهداف الرئيسة