حسين علي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 15:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتجه العراق بكل قوة لإجراء التعداد العام للسكان الذي غاب عن العراق منذ عقدين أو أكثر ،والجميع ربما يتصور إن الغاية من التعداد تتمثل بمعرفة عدد سكان العراق فقط، لكن الغاية الأساسية من هذه العملية تتعدى هذا الأمر البديهي للدولة العراقية التي تعرف عدد سكان البلاد يوميا حسب الولادات والوفيات، الأمر أكبر من هذا الشأن وبه جوانب اقتصادية واجتماعية تؤدي بمجملها لوضع الخطط الكفيلة لتتلاءم وحاجات البلد على مختلف الصعد.
وهذا يعني إن مخرجات التعداد العام للسكان تساهم في تكوين صورة واضحة للبلد من ناحية ما يحتاجه من مدارس ومستشفيات وخدمات بنى تحتية للقرى والنواحي والأقضية من جهة،ومن جهة ثانية نسبة الخريجين في المجتمع ونسبة الأميين وما يترتب على ذلك من خطط تتناسب وهؤلاء،مضافا لذلك نسبة العاطلين عن العمل أو العاملين في غير مجال تخرجهم العلمي.
ومجالات عديدة أخرى ذات بعدين إجتماعي واقتصادي ونحن في العراق بحاجة ماسة لهذا التعداد الذي يمثل بداية التخطيط الصحيح للسنوات القادمة لا سيما إننا نعاني من تقديرات أحيانا كثيرة تكون عشوائية أو مبالغ فيها سلبا أو إيجابا فيما يخص نسبة نمو السكان و نسبة العنصر الشبابي في المجتمع العراقي واحتياجات البلد من المدارس وفق الزيادة السكانية والأمر ينطبق على شبكة المياة والمستشفيات والمراكز الصحية وهذا يساعدنا كما أشرنا في وضع الخطط السنوية والخمسية والعشرية وأبعد من ذلك .
لذا نجد إن التعداد العام للسكان لا يمكن أن ينجح ما لم يتم التعامل مع مخرجاته بواقعية وإيجاد الحلول المناسبة لها لأن العملية هنا تتطلب واقعية أكثر من الشعارات ومحاولة إخفاءها تعني فقدان التعداد للغاية منه والجميع يعرف جيدا إن العراق بحاجة للكثير من المصداقية من أجل تجاوز مراحل الإخفاق الطويلة التي لازمت عملية التخطيط للمستقبل القريب أو البعيد.
لهذا فإن من واجبنا كمواطنين أن نكون صريحين وصادقين في إعطاء البيانات المطلوبة منا من أجل إنجاح عملية التعداد وتحقيق الغاية منه، ومن جانب آخر على وزارة التخطيط أن تمد الوزارات كل حسب إختصاصها بالبيانات ومخرجات التعداد العام للسكان الذي يهم جميع مفاصل الدولة العراقية.
#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟