سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 16:50
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بعد انتهاء الانتخابات الامريكية بفوز الجمهوري ترامب دأب الاعلام العالمي وتفرعاته المحلية على اعطاء صورة ليست دقيقة تماما عن هذا الشخص. وما نراه هو تعمدها اظهار نقاط قوته وما سيقوم به وتجاهلها لنقاط ضعفه. في هذه المقالة سنظهر نقاط ضعف هذا الشخص مما لاحظناه في فترة رئاسته الاولى. وهي قطعا ما سنرى تكرارها ربما بشكل آخر في فترة رئاسته الحالية.
إن ترامب هو ليس إلا جبان رعديد. إذ يتذكر الجميع كيف بادر في ثاني سنوات رئاسته الى اطلاق التهديدات ضد كوريا الشمالية والاهانات لرئيسها عقب قيامها بزيادة قوتها النووية. فصار يطلق عليه تسمية رجل الصواريخ استهزاءا به وهدد بتدمير بلده بالكامل. رد الكوريون بالتهديد بتدمير جزيرة غوام الامريكية في المحيط الهادي التي تضم منشآت استراتيجية بالصواريخ المتوسطة والتي تبعد مسافة 3400 كم. وتعتبر غوام اقرب بر امريكي لكوريا. بعدها ارسل ترامب الى الكوريين اسطوله الحربي. إلا انه ما لبث ان غير فجأة مسار اسطوله الى وجهة اخرى بعد عدة تهديدات كورية بضربه بالصواريخ النووية آخرها تلك المتمثلة بتحويله الى حديد خردة. وهو ما عرض ترامب الى السخرية والتهكم وقتها.
ثم اظهر هذا الرجل جبنه مرة اخرى عندما اتى الى العراق متخفيا. فعند نهاية العام 2018 قام بزيارة سريعة ومفاجئة لم يعلن عنها لقواته في عين الاسد. إذ هبطت طائرته الرئاسية بانوار مطفأة دون ابلاغ احد. وكان الامر واضحا من انه كان خائفا من استهداف طائرته من قبل ميليشيات ايران. وهو ما عرضه الى الانتقادات مرة اخرى ومعها السخرية ايضا لطريقة اداء الزيارة التي لا تليق برئيس دولة عظمى!
والسؤال الذي سيطرح نفسه هو ماذا لو اضطر الى الطيران في الشرق الاوسط مرة اخرى؟
وعدا جبنه وارتعابه فإن ترامب هو ليس إلا تاجرا يحب المال وزيادته لمصلحته. وهو يتميز بالاضافة الى هذا بالجشع والحقارة والغطرسة والغرور. إذ يتذكر الجميع محاولاته ابتزاز حلفائه في الناتو ليدفعوا له المال بدواعي دفاع جيشه عنهم. ولا ندري إن كانت هذه البلدان قد انصاعت وقتها للابتزاز ام لا.
في العام 2020 كان مجلس النواب العراقي يضج بشأن اتخاذ قرار اخراج القوات الامريكية من البلد. لذلك ولقطع الطريق امام إكمال الموضوع قال ترامب بان على العراق دفع المال مقابل سحب القوات. وحدد مبلغ الابتزاز الذي كان يريد فرضه وهو 7 مليار دولار مدعيا بان هذا ما انفقه بلده في الشرق الاوسط. لما كان الرد بعدم وجود مثل هذا الشرط في الاتفاقية الامنية المعروفة باسم اتفاقية سحب القوات لعام 2008، قال مهددا بان لديه 35 مليار من الاموال العراقية في حساب في الفيدرالي. وكان يقصد التهديد بوضع اليد عليها. فرد عليه المغردون العراقيون بالتهديد باقامة دعاوى جرائم الحرب ضده. فاكرمهم هو باغلاق فمه..
خلال حملته الانتخابية كان ترامب قد اعلن بانه سيقوم بايقاف الحروب. وهو ما يشير الى تحسسه من التكاليف الباهظة التي يتحملها بلده. فهذا التاجر لا يريد رؤية ما يعتبره خسائرا مالية من خزينته في وقت يعتقد انه يستطيع تفاديها لغاية دعم سياساته الاقتصادية. وهو امر لا غبار عليه. لكن السؤال الذي سيطرح هو ماذا لو لم تتوقف هذه الحروب، بل وربما زادت معها تكلفتها؟
بذلك يمكن الاستنتاج بان الرئيس ترامب لديه نقاط ضعف ليس فقط ستؤثر عليه خلال فترته الرئاسية، بل وقطعا سيستغلها ضده غرماؤه الدوليون.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟