|
16 تشرين الثاني..الخديعة الكبرى..-- 2 --
شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 01:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتمة مقال الامس.. «الحركة التصحيحية» سرّعت مسار التفكك الذى كانت سوريا قد اتخذته منذ الاستقلال وصعود القوى الأشرس والأكثر شعوراً بالمظلومية والاغتراب بين الأقليات. وهو أن البلد وصلت الى مراحل متدنية تماما" من الناحية الاجتماعية والاقتصادية منذ الثمانينييات وهذا قبل الثورة بسنوات طويلة ..فوضع الكهرباء كان قديما" جدا" العنفات وقفوا..العنفات اشتغلوا قطع مياه الفرات السد لم يعد يعمل ..هذه كانت اجابات المسؤولين بينما الحقيقة ان التجار انسباء المسؤولين كانوا يستوردون كل ما يلزم لانقطاع الكهرباء..شواحن ليدات بطاريات شموع..اذا هو جملة صفقات على حساب المواطن المعتر .. وصفوة القوم هم فقط من استفاد من فورة حرب تشرين والسنوات الذهبية فمن كان ملازما" في الجيش قفز الى عقيد.وتوالت الامور عاصفة في البلد ويستفحل الغلاء وتزداد طيقة الاثرياء ثراء" فاحشا" والى جانبها تزداد جماعة الفقراء فقرا" مدقعا"..ومن هم صفوة القوم ؟؟ انهم ضباط الحرس الجمهوري.+ضباط الامن من رتبة عقيد وما فوق +ضباط الجيش والشرطة+الوزراء ونوابهم وكلابهم والحاشية+اعضاء القيادات البعثية من امناء الشعب وصعودا" وصولا" الى جابر بجبوج ولا أدري هل البجبوج اسم انسان ام حيوان صدقني لا أعرف .تقريبا" كانت هذه الصفوة مع بعض الاجراء والمنتفعين الصغاؤ اما سواد الشعب فكان لا حول ولا قوة الا بالله .... ولا أنسى ما قاله احد الخبراء الاقتصاديين عن فترة الاحتفالات بيوم الخديعة الكبرى(( 16 تشرين الثاني )) وكم هي التكلفة الحقيقية قبل الاحتفال باسبوع وبعد الاحتفال باسبوع وما يتخلل ذلك من ارقام فلكية كانت تصرف والى اليوم اتذكر كيف انه قام بتفصيل تلك الارقام 14 محافظة مدارس معاهد جامعات اتحادات نقابات مشافي مباني حكومية مؤسسات شركات قطاع عام ومشترك وخاص .. كل ماسبق يجب ان يكون قد اتفق مع خطاطين ورسامين ومصانع تماثيل ولك ان تتخيل قيمة المبالغ التي صرفت في كل محافظة على حدة وانتفاع لجان الشراء من وراء ذلك واضرب الرقم الناتج ب 14 محافظة..يتابع الخبير الاقتصادي..طبعا" تختلف المحافظات الرئيسية مثل دمشق حلب اللاذقية حمص عن باقي المحافظات من حيث المبالغ المصروفة ..وذلك على مدى 54 عاما" ..............يقول حسام عيتاني في مقالة قبل سنوات ..............قبل أربعة وخمسون عاماً، باشر حافظ الأسد حركته التصحيحية فى سوريا المستمرة آثارها وتداعياتها إلى اليوم، على شكل مزيج من ثورة وحروب تدخل أجنبى وتدمير منهجى للمجتمع السورى. أسس الأسد الأب للانهيار الكبير الذى يديره بكفاءة عزّ نظيرها، وريثه وخليفته، المُحاضر فى السيادة الوطنية بين غارتين إسرائيليتين وعلى بعد كيلومترات قليلة من مقار «الحرس الثورى» الإيرانى والقواعد الروسية التى ما كان له وجود اليوم من دونها. الاسم الذى أطلقه حافظ الأسد على انقلابه يدعو بذاته إلى التأمل. إلى أين كان يتجه مسار حزب البعث العربى الاشتراكى قبل أن يبادر الأسد إلى «تصحيحه»؟ الأرجح أن التصحيح المقصود هو نزع غلالة الرطانة اليسارية التى تبناها حزب البعث الحاكم، خصوصاً بعد انقلاب 1966، والقراءة الدقيقة للحظة السياسية بعد نهاية حرب الاستنزاف ووفاة جمال عبدالناصر ومعارك أيلول (سبتمبر) 1970 فى الأردن. لحظة لمس فيها حافظ الأسد أفول مرحلة وبداية أخرى فانتهز الفرصة و«صحّح» ما رآه اعوجاجاً فى مسيرة الحزب والثورة. لكن ذلك لم يكن برقاً فى سماء صافية. والمقدمات التى أفضت إلى أحداث تشرين الثانى (نوفمبر) 1970، لم تبدأ بمجىء البعث إلى السلطة فى الانقلاب الأول عام 1963، على ما يرغب فى التأكيد العديد من معارضى حكم السلالة الأسدية اليوم. ولم تبدأ فى الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة أيضاً. وفى الصراع على تاريخ سوريا ثمة ما يدعو إلى تجاهل الأسس الهشة للكيان السورى الذى تشهد الاتفاقات التى أعقبت الحرب العالمية الأولى على سيولته وسمته المطاطة، على غرار كل الكيانات المقترحة آنذاك فى المشرق العربى. بين اتفاق «سايكس- بيكو» ومعاهدتى سيفر ولوزان، تنقلت الحدود مئات الكيلومترات ما بين ما بات يُعرف اليوم بتركيا والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين. ومعه تغيرت الموازين الديموجرافية والاقتصادية وعلاقات الطوائف والأعراق المختلفة، التى ظلت جميعها فى حالة كمون إلى حين الاستقلال الذى وضع الكتلة المهيمنة فى السلطة. وفى الحالة السورية، وجدت الكتلة هذه نفسها فى أزمة كيانية دفعتها إلى السعى إلى الوحدة مع مصر الناصرية خشية السقوط فى هاوية الحرب الأهلية. وفى سياق عملية موازية كان مسرحها الأرياف وأهلها، وصل تفكك البنى التقليدية، التى يثور خلاف حول تاريخ انطلاقها، إلى مرحلة حرجة فرضت تغيير العلاقات القديمة بين المدينة والريف لمصلحة الأخير الذى نزل بثقله إلى مؤسسات الدولة الجديدة وأهمها الجيش، الذراع القوية فى الصراعات الداخلية وفى عكس النزاعات الإقليمية والدولية. يمكن الزعم بأن «الحركة التصحيحية» سرّعت مسار التفكك الذى كانت سوريا قد اتخذته منذ الاستقلال وصعود القوى الأشرس والأكثر شعوراً بالمظلومية والاغتراب بين الأقليات. المرحلة الثانية من «تصحيح» الأسد الأب كانت بين نهاية سبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضى فى الصراع الذى شكل «الإخوان المسلمون» رأس الحربة فيه، حيث أعاد النظام جمع أشلاء البلاد بالقوة العاتية. أما قرار النظام فى 2011 باعتماد الحل الأمنى والعسكرى فى مواجهة مطالب الحرية للمتظاهرين السلميين والدفع المتعمد فى اتجاه الأسلمة والعسكرة، فيمكن وصفه بالمرحلة الثالثة من «الحركة التصحيحية» التى أسفرت عن تفكك أواصر الكيان السورى على نحو غير مسبوق منذ خروج قوات السلطنة العثمانية.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البحلقة ؟؟
-
16 تشرين الثاني..الخديعة الكبرى
-
بس هيك
-
حديث يوم الخميس14/11/2024
-
حتى لا ننسى ...لا.... لسوتشي
-
انا رجل عجوز لا أقدر عليهم
-
تمخض الجبل فولد فأراً
-
من أجل سورية الغد
-
مسرحية استانا الفصل 22
-
المواطن السوري بين التصحر..والنضوج
-
ابراهيم احمد المغسل...عميل النظام الايراني
-
ممنوع النقد.... فهؤلاء خط برتقالي
-
تواريخ لن ينساها الغرب للعرب
-
الحق الفلسطيني ليس في امستر دام
-
الديمقراطية والتنظيمات الاسلامية السياسية 2
-
السيد دونالد ترمب يعود ..يامرحبا
-
أصله معداش على مصر
-
نزلة برد
-
نحن والتكنولوجيا. .ضراير بالعلن.. عشاق بالسر .
-
..#اللبواني ...مريض نفسيا-
المزيد.....
-
مسؤول أمريكي: بايدن سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية بعي
...
-
مصر: البرلمان يقر مبدئيًا قانون لجوء الأجانب.. ما هي أبرز بن
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف عدد من المواقع العسكرية والحيوية الإ
...
-
-نيويورك تايمز-: بايدن يمنح كييف الإذن بضرب العمق الروسي بال
...
-
وسائل إعلام: ترامب يشكل إدارته بوتائر قياسية
-
لافروف يصل البرازيل لحضور قمة مجموعة العشرين
-
إعلام غربي: أوكرانيا تستعد لشن ضربات على العمق الروسي خلال ا
...
-
هل يجر نتنياهو ترامب لحرب ضد إيران؟
-
الجيش اللبناني ينعى جنديين قتلا في قصف إسرائيلي استهدف مركزا
...
-
غزة.. نساء يعملن على إعادة تدوير الأقمشة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|