لقب نصارى - الجزء الثاني

أشرف عبدالله الضباعين
كاتب وروائي أردني
(Ashraf Dabain)

الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 00:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لا شك أن #فراس_السواح مُفكر من الطراز الرفيع، لكن لا يمكن القول أن كل ما يقوله صحيح. على سبيل المثال يقول بأن كل مسيحيي العرب كانوا نصارى، وهذا خطأ كبير. فالنصرانية بدأت كلقب اختص به اتباع المسيح اليهود وليس كطائفة مستقلة، وتم الصاق هذا اللقب لاحقًا بمجموعة من هراطقة بلاد الشام الذين تم لاحقًا استبعادهم أو أنهم هم هربوا نحو جنوب بلاد الشام والجزيرة العربية بعيدًا عن بطش الحكومة البيزنطية وهذه الطائفة كانت صغيرة لكنها مميزة، ورغم ذلك يبدو أنها كانت ذا أهمية بمكان أن جعلت العرب من غير المسيحيين يطلقون على المسيحيين كلهم هذا الاسم. فلماذا لا ينفع أن نطلق لقب نصارى على كل المسيحيين؟ ذكرت الجواب بمقال قديم حديث وكُنت أعدل بعض النقاط فيه كلما ظهر لي شيء مخفي من الماضي لكن يمكن القول أن الجواب بسيط لأن العرب كان منهم على فترات مختلفة وفي فترات متقاربة الأريوسيين والنساطرة واليعاقبة والملكيين وطوائف أصغر وأقل، فكان مسيحيو الشرق عامة من طوائف مختلفة، وكان العرب يطلقون عليهم جميعا لقب نصارى لأن العرب من غير المسيحيين لم يفهموا خلافات واختلافات المسيحيين في تلك المرحلة الطويلة بين ٣٢٠م و٦٢٠ م. وسبق أن أوضحت بمقالٍ حَدثّتُ بعض معلوماته لعدة مرات بأن لقب نصارى لا يتعلق بجملة "نحن أنصارك إلى الله" بل هو لقب قديم جدا ورد في سفر أعمال الرسل حين كان اليهود يطلقون على أتباع المسيح "شيعة الناصري" ثم عندما هاجر وهرب الكثير من المسيحيين نحو أنطاكيا ودخلت "الأمم" في الإيمان المسيحي انتهى جزئيًا لقب شيعة الناصري وأصبح الاسم الفعلي المستخدم هو المسيحيين وهذا تقريبًا حدث في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي، بينما بقي اسم الناصريين وتحرف لاحقا للنصارى في منطقة جنوب بلاد الشام حين كانت كنيسة أورشليم تتعرض للتضيق والملاحقة والاضطهاد وابتعدت عن الكنائس في المدن الأخرى بسبب النفي بعد تدمير الرومان لأورشليم.
وبقي لقب نصارى موجود واستخدمه العرب في اشارة لكل المسيحيين بما فيهم الروم، لأن اللقب أصبح مميزًا في المنطقة العربية للإشارة إلى تلك الجماعات المختلفة فيما بينها والتي تؤمن بالمسيح.

#أشرف_عبدالله_الضباعين (هاشتاغ)       Ashraf_Dabain#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات