أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - سعيد ياسين موسى - االطفولة والأعياد في بغداد .














المزيد.....

االطفولة والأعياد في بغداد .


سعيد ياسين موسى

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 21:07
المحور: السياحة والرحلات
    


ليلة العيد كانت ليلة من الليالي التي لا تنسى ،كنا نطوي ملابس العيد تحت المخدة لنصبح على صوت الجوامع بتكبيرات صلاة العيد حيث يذهب الكبار للصلاة وبعدها يبدأ وقت الإفطار كنا نفطر بالكاهي والقيمر وحسب قدرة الأسرة البغدادية و مهما كانت القدرة الشرائية للأسرة كان القيمر كان من موجبات الإفطار في أول أيام العيد على الأقل ، كنا نشتري القيمر من حمدية بائعة اللبن تدور في أزقة المحلة ودرابينها او من محل الأخوين حجي فاضل العكار وأخيه حجي صادق في محلة القشل مقابل منزل المصارع العراقي عباس الديك رحمه الله تعالى ، وبعد الإفطار "الريوك الدسم" نلبس ملابس العيد وليس كما اليوم من أبهة والوان وماركات قميص وبنطرون عادي وكنا "للكشخة" نقفل جميع أزرار القمصان البيضاء وحتى دكمة الياخة ويا لها من لحظات لأننا كاطفال ننتظر العيدية وما أدراكم ما العيدية في أحسن الأحوال كانت بين ال25 فلسا وال 50 فلسا وهكذا كنا نقوم بالهجوم على جابر أبو العمبة ابو العمبة حيث في العيد يستقر في شارع الجمهورية نهاية محلة الإهانة وملتقى محلة صبابيغ الآل التي قسمها شارع الجمهورية الى قسمين كانت تنصب في الساحة المراجيح الخشبية ودولاب الهوا وننتظر أدوارنا مقابل دفع 5 فلوس في حين كان الكبار يلعبون "اللكو والسي ورق وهي من انواع القمار" كنا جميعا من اولاد محلة واحدة ،وبعد المراجيح كنا نركب الحمير التي كانت في الأيام الاعتيادية تنقل الجص والرمل والطابوق للبناء والترميم نركب حمار والمجاري "بالجيم المعجمة" يدور بنا لمسافة قصير لا تتجاوز 100 متر في أحسن الأحوال مقابل 5 فلوس كنا نشتري البالوتة والعلج ميوة والشامية واللبلبي والبنات يفضلن الشامية الحمراء لصبغ شفاههن باللون الأحمر أ"البنات الكبيرات والأمهات كن يستخدم الديرم" ،أما من أموره المالية جيدة فيشتري الببسي والكوكا كولا وهكذا نعود للزقاق لنلعب، الذكور نلعب الشنطرة والبلبل والدعبل والجعاب والبنات يلعبن كبي نو والتوكي والخرز وجميعا كنا نلعب الجميدان والختيلان وغيرها، أما اليوم الثاني فكانت السفرة الكبيرة الى بارك السعدون الكبير وهو متنزه يقع على شارع النضال كنا نذهب بالربلات وهي عربة مكشوفة تجرها حصان يتم تزيينه ومن شارع الجمهورية مقابل نقليات عبر الصحراء الى ساحة الخلاني وباتجاه ساحة الطيران ومنها تخترق العربة شارع النضال الى بارك السعدون ونحن ننشد الأغاني البغدادية التراثية وكانت السفرة تكلفنا على الأقل 25 فلسا للعود أدراجنا بنفس الطريقة، وجبة الغداء في العيد عادة تكون جماعية حيث صينية الدولمة سيدة المائدة ، أما العصر يوم العيد وبقية الأيام فكان له طعم خاص لا ينسى ولا يمحى من الذاكرة حيث الكبار يتفقون على جلب فرقة موسيقية نحن الفيليون نسميها "دهل وزرنة" ويبدأ التجمع العائلي للمحلة في أكبر البيوت مساحة فيها "حوش" واسع ويبدأ العزف والجوبي ونحن الأطفال نصفق للراقصين وهم بتقافزون ويهبطون الى الأرض بطريقة بهلوانية وأمهاتنا يطلقن العنان بتغريدات الهلاهل ،ولأن التجمع عادة يكون عائلي البعض من الأمهات و الفتيات كن يشاركن بالرقص مع أزواجهن وأخوتهن وابنائهن والبسمات والقهقهات تعلو.
وهكذا اليوم الثاني يكون في ملعب العوينة حيث التسابق بالبايسكلات التي كنا نؤجرها بالدقائق أقل للإجار وقت 15دقيقة والعصر كالمعتاد نتجمع في أحدى البيوت لأجل حفلة الجوبي وهكذا بقية الأيام حيث كان الحب والمودة والألفة تجميع العوائل ونشعر بالأمان بين جميع العوائل بالدربونة.
وهنالك كانت جلسة خاصة للنساء الأمهات وهذه الجلسة تدعى "القبول" وهي لها طعم خاص حيث تدور اقداح الشرابت والبقصم والجورك والفرحة تحتضن الجميع ،و "القبول" في الأوقات الاعتيادية كانت تكون اسبوعية يتجمعن الأمهات ويتناولن أطراف الحديث والأخبار العائلية وفيها تدور فيها فناجين القهوة وقراءة الفنجان وكانت فرصة للحديث عن الخطوبة الاولية ابتداءا لبنات الدربونة.
جعل الله كل أيام بغداد فرحة واعياد.
16/11/2024



#سعيد_ياسين_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد الجمال والحب والعشق الأبدي
- #كلام_في_السياسة ،تحول النظام السياسي واستحقاقاته.
- التلوث البيئي تساؤلات بطعم الهلوسة
- الحكومات المحلية مهام وواجبات
- أموالنا وإقتصادنا في خدمة الوطن والمواطن، رؤى وملاحظات.
- غسيل الأموال
- العراق وجهود تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد .
- جولة في مركز بغداد القديمة
- الزيارة الأربعينية الملحمة الإنسانية الإدارة والتنظيم
- كلام في السياسة
- منظمات المجتمع المدني ومحاولة تسييس دورها
- السياسة النقدية والأقتصاد وسياسات عامة إجرائية.
- هلوسة في زمن الدولة العثمانية
- المنظومة العقابية لقطاع العدالة وسيادة القانون وإنفاذ القانو ...
- ورقة عمل حول أهمية دور مكاتب المفتشين العمويين في المؤسسات ا ...
- القيم المجتمعية وقواعد سلوك العمل
- مهمة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في إدارة وإستخدام المع ...
- العراق في مؤشر مدركات الفساد 2020.
- أنا وبائع الشاي
- الخطاب السياسي وتشكيل الأحزاب


المزيد.....




- فوضى ومركبات متناثرة.. شاهد آثار الفيضانات التاريخية المميتة ...
- حرائق الغابات تهدد مجددا منطقة شمال شرقي الولايات المتحدة
- -لا يريد أن يفهم-.. عقيد سويسري يستنكر تصرف زيلينسكي في كورس ...
- -حزب الله- ينشر -بطاقة سلاح لصاروخ فجر 5-
- فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب -الإبادة الجما ...
- خمسة أدلة تُبرهن على خطر تغير المناخ على صحة الإنسان
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية ما ترتكبه ...
- مقتل جنديين لبنانيين جراء غارة إسرائيلية على نقطة لهم جنوب ا ...
- -حزب الله- يبث مشاهد من استهداف قواعد الجيش الإسرائيلي في حي ...
- القوات الروسية تكثف هجومها على كوبيانسك الاستراتيجية بمقاطعة ...


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - سعيد ياسين موسى - االطفولة والأعياد في بغداد .