أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - المأزق الإسرائيلي














المزيد.....

المأزق الإسرائيلي


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 18:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


سوسن كعوش
صحفية فلسطينية مقيمة في لينان

أجبر طوفان السابع من أكتوبر/تشرين الأول العديد من الإسرائيليين على مغادرة منازلهم في الجنوب بالقرب من حدود غزة. كما أدى إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون بشكل شبه مستمر في شمال الكيان المغتصب من قِبَل حزب الله إلى نزوح عشرات الآلاف. ويعيش الآن ما مجموعه أكثر 250 ألف إسرائيلي بعيداً عن منازلهم، إما في فنادق تدفع الحكومة تكاليفها أو مع عائلاتهم. ويشكل منح هؤلاء الناس الثقة بالعودة إلى منازلهم أولوية للحكومة الإسرائيلية، وتحدياً لقدرة رئيس وزراء الكيان الوفاء بوعوده المتكررة لإعادة هؤلاء إلى منازلهم.
ولكن الإخفاقات الصهيونية جعلت من قضية استعادة الثقة أمراً صعباً للغاية، سواء من الناحية العسكرية أو النفسية. حيث يتعين إسرائيل أن تكون قادرة على هزيمة حماس وحزب الله أو ردعهما. ولكن "الهزيمة" و"الردع" لازالا مفهومان بعيدان المنال، ويتعين على إسرائيل أن تقنع شعبها بأنهم آمنون. وهذا أمر صعب في ضوء عملية طوفان الأقصى عندما فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن الهجوم والتحذير منه، وفشلت قوات الاحتلال الإسرائيلية في الدفاع عن المجتمعات القريبة من غزة.
في الجنوب القريب من غزة، سوف تتطلب استعادة الثقة هزيمة شاملة وواضحة لحماس؛ وفي الشمال، سوف يتطلب الأمر من حزب الله نقل المزيد من وحداته النخبوية "الرضوان" بعيداً عن حدود إسرائيل لضمان عدم وقوع هجوم مفاجئ. وقد تحتاج إسرائيل أيضاً إلى نشر أعداد كبيرة من القوات على كل جبهة وتزويد كل منطقة مأهولة بقدرات أكبر للدفاع عن النفس. ومثل هذه التدابير مكلفة وصعبة بشكل خاص بالنسبة لإسرائيل لأن قوتها العسكرية تعتمد على جنود الاحتياط، مما يجعل من الصعب الحفاظ على جيش كبير في حرب طويلة.
ما يزيد الأمر سوءاً هو أزمة الثقة في النظام السياسي. فقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت إسرائيل مجتمعاً منقسماً إلى حد كبير، مع انقسامات حادة بين المجتمعات الدينية والعلمانية، والعرب الإسرائيليين واليهود الإسرائيليين، واليهود من الدول الأوروبية مقابل اليهود من الدول العربية. لقد عملت حكومة نتنياهو على زيادة انقسام البلاد من خلال جلب شخصيات من أقصى اليمين إلى الحكومة وتقويض استقلال القضاء. وبالفعل، يزعم بعض اليمينيين أن حماس هاجمت لأنها رأت أن إسرائيل ضعيفة بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وفي ظني أنه قد تحدث كارثة محتملة لإسرائيل إذا ما حاولت توسيع رقعة الحرب مع حزب الله لأن من شأن ذلك دفع قوى أخرى للانخراط في صفوف المقاومة بشكل مباشر دفاعاً عن لبنان.
في مرحلة ما، سوف تنهي إسرائيل العمليات العسكرية عالية الكثافة في غزة وفي لبنان، إما لأنها دمرت المنازل وقتلت الأرواح البريئة، لكنها فشلت في تحقيق أهداف عدوانها على غزة ولبنان، أو لأن التكلفة في الأرواح والعملات ــ ومكانتها الدولية ــ أثبتت أنها باهظة للغاية. وعند هذه النقطة، ولتجنب التحول إلى قوة احتلال لسكان معاديين، ومنع الفوضى على حدودها مع غزة ولبنان، سوف تكون مجبرة على الجلوس في غرف المفاوضات السياسية مع حماس وحزب الله وإن كان بصورة غير مباشرة.
وعلى إسرائيل في مرحلة ما قادمة إجراء عدد من الترتيبات الأمنية والسياسية، ولكن خياراتها ضعيفة لمعالجة الوضع في غزة في اليوم التالي لإنهاء عدوانها. فهي لا تستطيع البقاء في غزة، والسلطة الفلسطينية – كخيار بديل عن حماس في غزة - فاسدة وليس لها شعبية، وأدت سياسات إسرائيل في الضفة الغربية إلى تقويض مصداقية السلطة الفلسطينية، كما أدى طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي إلى تآكل شعبيتها بشكل أكبر. ختلا أنها لا تستطيع إدارة الأمن في الضفة الغربية دون مساعدة إسرائيلية كبيرة.
لا يمكن التغلب على بعض هذه التحديات من دون خلق مشاكل وضغوط إضافية للكيان الصهيوني داخلياً وخارجياً. وأعتقد أن إسرائيل المتأزمة سوف تضطر إلى تقليص أهدافها في نهاية المطاف، والرضوخ لمنطق المقاومة التي لا يمكن لإسرائيل أو غيرها أن تقضي على عقيدة المقاومة لأن المقاومة فكرة والأفكار لا تموت.
وما الهجمات التي شنها الجيش الصهيوني باستخدام الأسلحة الحارقة الملقاة جوا في المناطق المدنية مؤخراً، والمحظورة دولياً مثل الفوسفور الأبيض، إلا دليلاً على مأزق هذا الكيان المصطنع الذي أربكه صمود واستمرار المقاومة.



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى المقاومة
- أزمة الحداثة وتحولاتها عند زيجمونت بومان: من الصلبة إلى السا ...
- القصة غير المروية لتضامن يهود المزراحي مع الفلسطينيين
- الجائعون قادمون.. الفقراء سيأكلون الأغنياء
- الحقوق الرقمية
- كيف أصبح اليسار رجعيا؟
- المسلمون الثقافيون
- الدولة العميقة.. دولة داخل دولة
- الغطرسة المُدمرة
- الطريق إلى العدالة الاجتماعية
- تدمير العقول بالحشيش التكنولوجي
- الكوفية الفلسطينية: رمزية نضالية وتطلع إلى الحرية
- ما الذي يجعل الحاكم مستبداً؟ شعوب تصنع الطغاة
- هل الوقت مناسب للحديث عن أزمة الشرعية لدى القيادة الفلسطينية
- هل تسبب الكتب الثورات؟ جمهورية الآداب نموذجاً
- صعود الشعبوية اليسارية في الشعوبية الأوروبية
- النقد أم النقض.. إشكالية التخوين
- الدكتوراة الفخرية.. ما لها وما عليها
- كوزموبوليتانية الحداثة المبكرة والتنوير
- الكوسموبوليتانية وقابلية الثقافة العالمية


المزيد.....




- -الوضع أسوأ من أي وقت-.. البرادعي يعلق على ترشيحات ترامب بشأ ...
- موقع لبناني: زيارات هوكشتاين إلى بيروت وتل أبيب تعني أن التف ...
- مهاجرات من أصل مغربي تقلدن مناصب حكومية في أوروبا
- بعد رسوبه.. طالب يقتل ثمانية أشخاص في مدرسة شرقي الصين
- أهالي الرهائن الإسرائيليين يُناشدون ترامب للتحرك فوراً: -لن ...
- باكو تشهد مظاهرة حاشدة داخل قاعة محادثات المناخ وتحقيق العدا ...
- -نيويورك تايمز-: كوريا الشمالية تبث أصواتا مخيفة عند حدودها ...
- مصدر غربي: التعديلات اللبنانية حول المقترح الأمريكي وصلت واش ...
- عودة الروس والبيلاروسي المحتجزين في تشاد إلى موسكو
- نظام كييف يتعاون مع إرهابيين بسوريا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - المأزق الإسرائيلي