|
هل من (يهود ومسيحيين) أكراد ؟؟؟
سليمان يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 10:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( يهود أكراد ) : رُقيمات ونقوش أثرية ومصادر أخرى عديدة ، منها التوراة والتلمود (نبوة ارميا 52: 28-30) ، تؤكد على أن "الوجود اليهودي" في (بلاد ما بين النهرين/بلاد آشور) يعود الى زمن السبي الآشوري البابلي لليهود في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني (597 و586 و 581 ) ق.م. حيث تم نقل آلاف اليهود من مملكة بني إسرائيل اليهودية الى نينوى و بابل واربيل ومدن أخرى في بلاد ما بين النهرين. مع سقوط الدولة الآشورية 612 قبل الميلاد واحتلال الفرس لبلاد آشور، ملك الفرس( كورش) أعطى الحرية لمن يشاء من اليهود المسبيين للعودة الى وطنه الأم (إسرائيل).. بخضوع بلاد آشور لحكم الغزاة العرب المسلمين عام 634 ميلادي ساءت كثيراً أحوال غير العرب وغير المسلمين، مثل الآشوريين واليهود. مع تأسيس (الدولة العراقية) في عشرينات القرن الماضي و تفجر الصراع(العربي - الإسرائيلي)وقيام دولة إسرائيل 1948 تسارعت وتيرة الهجرة اليهودية من العراق هرباً من المظالم والتعديات الممنهجة بحقهم حتى كاد يخلو العراق من اليهود. حصول الأكراد على الحكم الذاتي في الشمال العراقي وفي إطار (سياسة التكريد) بدأ الإعلام الكردي يقدم يهود الشمال العراقي على أنهم" يهود أكراد"، طبعاً هذه مغالطة كبيرة. كيف يمكن الحديث عن وجود يهود أكراد واليهودية ظهرت بين الشعب العبراني في اسرائيل وهي ديانة مغلقة (غير تبشيرية)؟؟. فمن غير المسموح دخول اليهودية كائناً من كان، كما هو الحالة في المسيحية والإسلام. لكي يكون الشخص يهودياً ويُقبل في الديانة اليهودية يجب أن يكون من أم يهودية عبرانية.إذا يهود الشمال العراقي هم أكراد فعلاً فلماذا عادت الغالبية الساحقة منهم الى موطنهم الأم " أرض الميعاد - اسرائيل" ؟؟. لماذا لم ينخرطوا كبقية الأكراد في الحركة القومية الكردية وناضلوا لأجل تحقيق حلم " الدولة الكردية"؟؟. حتى لو أدعى بعض الجهلاء في التاريخ من يهود العراق بأنهم"يهود أكراد" فهذا لا يغير من حقيقة أن يهود الشمال العراقي،كما يهود بقية مناطق بلاد ما بين النهرين، هم ليسوا يهوداً كرد ولا يهوداً عرب ولا يهوداً آشوريين، أنهم يهود (بني إسرائيل عبرانيون)، هم بقايا (السبي الآشوري/ البابلي) للممالك اليهودية (يهوذا والسامرة) قبل 2500 عام. في إطار (الاستثمار السياسي) للعائلات اليهودية المتبقية من اليهود في الشمال العراقي ، قامت حكومة البرزاني بتعيين (شيرزاد مامساني) ممثلاً للطائفة اليهودية في وزارة الشؤون الدينية في الإقليم، خلال احتفال نظمته في اربيل لأحياء ذكرى مقتل مئات اليهود في العاصمة العراقية بغداد في حزيران عام 1941، المذبحة التي تعرف بأحداث "الفرهود". حكومة البرزاني أرادت من هذه الخطوة ارسال رسائل سياسية لحكومة دولة إسرائيل لأجل تعزيز (العلاقة الكردية- الإسرائيلية)،التي تعود الى أيام المرحوم (الملا مصطفى البرزاني) واستمرت سراً بعد رحيله مع ابنه( مسعود). هذه العلاقة ، كشف عنها السياسي الكردي والمستشار السياسي للملا مصطفى البرزاني(محمود عثمان) في سلسلة مقالات نشرتها مجلة المستقبل. وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد(جدعون ساعر) في أول خطاب له بعد توليه منصبه(10 تشرين الثاني 2024) قال:" إن إسرائيل منذ نشأتها تمتعت بعلاقات إيجابية مع الأكراد.". أضاف جدعون"إن العديد من الأكراد الذين تحدث إليهم في شمال العراق يتحدثون عن الأيام في الستينيات والسبعينيات عندما سعوا إلى الحصول على دعم سري من إسرائيل خلال الحرب الباردة، وأكد أنهم كانوا يشعرون بأن إسرائيل كانت صديقا عزيزا وحقيقيا، …".. يضيف" إن الأكراد في سوريا أيضا كانوا يعرفون أن إسرائيل دولة يمكنهم أن يتطلعوا إليها.". حدير بالذكر، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ( بنيامين نتنياهو)، هو الوحيد من بين رؤساء وزعماء دول العالم، أعلن تأييده للاستفتاء الغير دستوري الذي أجرته حكومة البرزاني على الإنفصال عن العراق 25 ايلول 2017 .. ( مسيحيون كرد ): قطعاً، لا مشكلة لنا ولا يغضبنا وجود يهود أكراد أو مسيحيين أكراد أو إيزيديين أكراد ، (التعددية الدينية) ظاهرة مجتمعية تاريخية تتصف بها الكثير من المجتمعات والأعراق . لكن ما يشغلنا بل ما يغضبنا هو(نهج التكريد) ،تكريد (البشر والحجر)،الذي بدأ يطال الآشوريين وأرضهم وتاريخهم وحضارتهم. (عقدة النقص الكردية) تجاه الآشوريين والحضارة الآشورية العظيمة دفعت غلاة القوميين الكرد إلى تزوير الحقائق وتزييف التاريخ ونكران صلة آشوريي اليوم بالآشوريين القدماء، السكان الأوائل لبلاد ما بين النهرين المنقسمة اليوم بين العراق وتركيا وسوريا.. ما أكثر الآثار والأوابد الآشورية التاريخية المنتشرة في (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) ، منها مدينة اربيل بقلعتها الأثرية باسمها الآشوري(أربا إيلو - الآلهة الأربعة) ، تشهد على تجذر الوجود الآشوري في الشمال العراقي وفي عموم أرض الرافدين . تكريد اربيل بتغيير اسمها إلى (هولير) لا يغير حقائق التاريخ المحفورة على صخور وقلاع بلاد آشور "إذا صمت البشر نطق الحجر". بينما الوجود الكردي في الشمال العراقي هو وجود طارئ حديث عمره أقل من 200 عام باعتراف وشهادة العديد من الباحثين والمؤرخين ، منهم المؤرخ البريطاني (تشارلز تريب)،المتخصص بتاريخ العراق السياسي و الباحث العراقي الكردي المتخصص بتاريخ شعوب الشرق الأوسط من جامعة السوربون الفرنسية ، الدكتور (عمر ميران)، والمؤرخ العراقي الكردي (خالد خلف) الذي يقول: " الحقيقة ليس للأكراد اية جذور تاريخية حضارية قديمة في شمال العراق.. لقد نزح الأكراد في منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاغروس الايرانية الى مدن وقرى شمال العراق، واستوطنوا هناك وبمرور الوقت تم إضفاء الطابع الكردي على هذه القرى والمدن والسيطرة عليها". الإعلام الكردي، خاصة الإعلام التابع لحكومة البرزاني، يتعاطى مع الآشوريين (سرياناً كلداناً) بصفتهم "أكراد مسيحيين " . كذلك (صفحات ومواقع الكترونية كردية) تعج بمقالات لأشباه مثقفين يزعمون "بأن الآشوريين هم أكراد اعتنقوا المسيحية لا علاقة لهم بالآشوريين القدماء" . طبعاً، هذه مغالطة بل "كذبة كبيرة" أطلقها غلاة القوميين الكرد بهدف الغاء الوجود الآشوري وتصفية (القضية الآشورية) . أجزم بأن صانعي هذا (الإعلام الكردي) الغير مهني وأصحاب المقالات الملوثة بنفايات التعصب القومي والحقد الأعمى على الآشوريين، يدركون قبل غيرهم بأن آشوريي اليوم ليسوا بمسيحيين أكراد ولا صلة عرقية لهم بالأكراد المتحدرين أصلاً من أصول فارسية(إيرانية). فما من مسيحي واحد من أتباع الكنائس المشرقية القديمة( المشرق الآشورية .. السريانية . كنيسة بابل للكلدان الكاثوليكية) يُقدم نفسه على أنه"مسيحي كردي". لا ننفي اليوم وجود أكراد مسيحيين تحولوا إلى المسيحية في العقود الأخيرة على يد البعثات التبشيرية الغربية التابعة لـ"الكنيسة الإنجيلية - كنيسة الإتحاد المسيحي" مستغلة الأوضاع المعيشية الصعبة وحالة الإستياء العام لدى الأكراد من الحكومات والشعوب الإسلامية بسبب ما يصفونه بـ"المظلومية التاريخية" التي لحقت بهم على أيدي إخوتهم في الإسلام .تنامت ظاهرة تحول الأكراد المسلمين إلى المسيحية بعد الغزو الأمريكي الغربي"المسيحي" للعراق 2003 وما حققه هذا الغزو للأكراد العراقيين من مكاسب وامتيازات قومية وسياسية. أخيراً: آشوريو اليوم يعتزون بانتمائهم القومي الآشوري، يتحدثون لغتهم الآشورية(السريانية)الأم ، يمارسون العادات والتقاليد التي توارثوها عن أجدادهم أصحاب أعظم حضارة عرفها العالم القديم(الحضارة الآشورية) قبل أن تظهر المسيحية للعالم وقبل أن يظهر الأكراد على الخريطة.القضية الآشورية قضية شعب أصيل هُجر قسراً من أرضه ووطنه التاريخي .. القضية الآشورية، قضية عادلة "قضية حية وحاضرة" لم ولن تموت حتى لو هاجر آخر آشوري من بلاد ما بين النهرين/بلاد آشور .
#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أردوغان وسياسة (نبش القبور)
-
تهمة الإنفصال تلاحق الأكراد
-
نينوس آحو ، الشاعر الآشوري الثائر…
-
آشوريو سوريا ضحايا الفاشية الحاقدة
-
أكراداً يكتبون عن الدور الكردي في الإبادة ( الآشورية - الأرم
...
-
مطارنة حلب المخطوفين .. (القضية المنسية)
-
-عيد النوروز- في حساب العلاقة( الآشورية -الكردية )
-
الأحزاب (السريانية الآشورية) ومسألة الأقليات في سوريا
-
حين توقف الزمن الآشوري فجر 23 شباط 2015
-
الأحزاب الكردية ومسألة الأقليات في سوريا
-
(نوري اسكندر)، موسيقار آشوري سوري عالمي، خذلته حكومة بلاده
-
مسيحيو المشرق في زمن -ثورات الربيع العربي-
-
إضاءة على (حركة التحرر الآشورية) المعاصرة
-
مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية
-
الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
-
المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
-
حول الشأن الكردي
-
ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
-
الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
-
سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
المزيد.....
-
سلسلة من الغارات الإسرائيلية على حارة حريك في الضاحية الجنوب
...
-
في لقاء حاسم: بايدن يضغط على الصين لتحجيم دعم كوريا الشمالية
...
-
روسيا تستخدم طائرات مسيرة حرارية وأخرى خداعية لاستنزاف دفاعا
...
-
قتلى وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان وحزب الله يط
...
-
-وين صرنا؟-.. حين يشتاق نازحون من غزة لأيام لم تكن الأجمل!
-
الصين تطلق مركبة الشحن -تيانتشو-8- إلى محطتها الفضائية (فيدي
...
-
صحيفة: جماعات الضغط في واشنطن تعارض تعيين روبرت كينيدي جونيو
...
-
-حتى لو كانت مناورة من جانبه-.. برلمانية ألمانية ترحب باتصال
...
-
فيدان: دمشق تواجه حاليا تأثيرات توسع إسرائيل وموسكو تقف على
...
-
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|