أرمى هاالطربوش : الدين ما بين الفن الفلسفى والسياسه

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 07:56
المحور: قضايا ثقافية
    

أرمى هاالطربوش :
https://www.youtube.com/watch?v=U4IqUfRavuI

يقول جان بول سارتر رائد مدرسه الوجوديه بفرنسا: انا لا اخضع فلسفتى لحياتى لانه نفاق ولا اخضع حياتى لفلسفتى لأنه شئ ممل لدرجه القرف..
والمعنى ان الفن الفلسفى الذى يعتنقه سارتر ويتحدث عنه فى كتاباته يرتبط فيه العالم الخارجى مع ذاته ووجدانه، انه اسلوب حياه متجدد ضد القوالب الجامده الرتيبه وملئ بدهشه اكتشاف العالم والذات..
== لكن متى ارتبط الدين بالفن الفلسفى واصبح اسلوب حياه للناس وابتعد عن دوغمائيه السياسه المتسلطه على نفوس البشر بالنزعات والشهوات الوحشيه??
وربما لا نجد فتره ارتبط فيها الدين بالفن الفلسفى اوضح من فتره النبى داود ( (دا) يعنى هذا و (ود) يعنى موده) الذى اخبرنا القرآن انه كان جميل الصوت لدرجه ان الجبال كانت تسبح معه والطير...وتسابيح وذكر داوود يطلق عليها اسم مزامير -وهى كلمه جمع لمفرد مزمار وهو اداه موسيقيه هوائيه ظهرت فى مصر وانتشرت حول انحاء العالم..
وفى التراث الغنائى الشعبى سنجد فى الصعيد يتناقلون مقطوعه:
على حسب (اى قدر) وداد ( اى موده وهو ايضا اسم داود) قلبى يابوى..راح (اى سوف) اقول للزين ( الحسن) سلامات...
فالمقطع به معنى حياتى ظاهر مرتبط بعالم الانسان بانه على قدر موده قلبه سوف يكون ترحيبه وبشاشته بالحسن والمحبوب من الناس...
والمقطع ايضا به افتتاحيه أشاريه الى مدح النبى الزين بقدر هذا الود (او داود) فى قلوبهم...
== ومقطع الافتتاحيه من مقام الصبا واعتقد انها مما رنم به النبى داود لأنها انتشرت فى المكان من وادى الى وادى و سافرت فى الزمان عبر الاجيال من جيل الى جيل.. اما باقى المزموره التى تغنى بها النبى داود فقد طمستها القطيعه الشديده بين الدين والفن والوقيعه بينهم بفعل السياسه.. وما قد يقال انه تكمله لكلمات المزموره التراثيه على المستوى الفنى -لا يمكن نسبته الى داود- لكنه نحت او نسج كلمات تتماشى مع وزن الافتتاحيه ومقام الصبا وربما تجربه صباح فخرى على الرابط التالى
https://www.youtube.com/watch?v=P11ai2LDC6M
التى تماثل تجارب بعض الحاخامات لتطوير وتحديث التوراه حيث احتفظوا بالهيكل الخارجى للافتتاحيه مع تغيير او تحديث المحتوى اللفظى لباقى الاغنيه . لكننا قد نشكر صباح فخرى على مستوى الفن من اجل الفن او الموسيقى فقط ، لكن عندما تكون المسئله مرتبطه باسلوب تفكير وسلوك بشر فى الحياه (او الفن الفلسفى) فعلى الدنيا السلام.. فتغيير كلمات المزموره بالحذف او الاضافه يعنى تغيير محتوى ومعنى وان ظل المستمع مرتديا على رأسه الطاقيه الشبيكه التى تحولت الى طربوش...
== والمشاهد ان سحر الفن الدينى فى الاعلام ما كان الا اداه طيعه لتنفيذ رغبات الفراعين من حكام وسلاطين , اداه يسوقها المال حينا وبطش السيف أحيانا كثيره لذلك اندثر ومات. اما ما احتفظت به ذاكره تراثنا الشعبى المصرى من نذر يسير فأن دل على شئ فانما يدل على قوه بطش الفراعين بمن تحداهم من سحره امنت بموسى وداود.. وقد ظل الامر كذلك حتى جاء سليمان القانونى على رأس الخلافه العثمانيه وتم فرض القرأن بلا موسيقى او تلحين كمصدر للدين...
وكان فى ذلك الفصل كل الخير للفن عموما والموسيقى الغنائيه..
== لقد رمى الفنانون الحقيقيون الطاقيه والطربوش وابتعدوا عن التزمت السياسى ودوغمائيه الحكم ووجدوا لانفسهم وابداعهم الفنى ألوانا وفضائات جديده..
فالفرعون له ملء واحد من الناس اما الفنان الحقيقى فجمهوره امم الارض جميعا..
الفراعين جنتهم الارض اما المبدعين والفنانين فجنتهم التى تصبو اليها نفوسهم يتحد فيها جمال الشكل والمعنى , الجسد والروح بفن فوق فن.
انها ذوات افنان...

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات