شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 07:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم أستطع النوم ليلة أمس وأنا أستعرض تلك الحقبة والتي امتدت الى يومنا هذا .
يعني 54 عاما" في ظل حكم أسرة واحدة ,هي عائلة الأسد.. إنها حقبة حكم ملكية بامتياز..نعم جافاني النوم هذه الليلة وكيف أنام, دون أن أكتب عن شىء عاصرته, وأنا في بداية تفتحي على الحياة السياسية .قد يكون سن ال 14 صغيرا" نوعا" ما ولكنني كنت واحدا" من الشباب الذين تم إدخالهم هذه المعمعة السياسية باكرا" ,من خلال اتحاد شبيبة الثورة, والتأييد المباشر لحزب البعث .ففي مثل هذا السن, وان تعطى صلاحية التمرد على ادارة المدرسة ,وعلى اي استاذ يحاول فقط من باب المحاولة, لن يفرض رأي او كلمة ..كنت أشعر وكأنني سلطان فالدعم الذي كان معي يؤهلني لأي شىء....قد تبدو تفاصيل صغيرة الان ولكن في وقتها كانت أشياء كبيرة وكبيرة جدا" لإبن 14 سنة ....وصفقت طويلا" مع المصفقين وطبلت وهللت ..ولصوص الحركة الصغار يتحولون الى حيتان, يأكلون الأخضر واليابس , ونحن لا زلنا نصفق, وياشباب العرب هيا وانطلق ياموكبي.وارفع الصوت قويا" عاش بعث العرب.
ويا ويل..ياويل من لم يشارك او يردد او يهتف تلميذا" كان ام استاذ ان شاء الله حتى المدير ..فلقد تمت زراعة مراكز قوى شبابية هي أقرب لدور الأمن في كل مدرسة ومعهد وجامعة ومؤسسة ووزارة ,مابين اتحاد شبيبة وطلبة وبعث حتى الاتحادات والنقابات لم تسلم . ولم أتجاوز السن ال 16 حتى اتبعت دورة فصائل لصالح البعث بقيادة مدربين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..هذا على المستوى الطلابي والتعليمي ..أما بالنسبة لباقي مجالات الحياة فكانت الخديعة اكبر بكثير ..فكانت التصفيات الحزبية والعسكرية بين الرفاق انفسهم تيار صلاح جديد وتيار حافظ الاسد..وعاشت الامة السورية سنين خداع لم ترى مثيلها منذ العام 1921..من حيث السيطرة الكاملة على كل مفاصل الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية وأصبحت سوريا ارضا" وشعبا" رهينة بيد رجل واحد وعصابة من اللصوص سياسيين وعسكريين منتفعين حتى النخاع .لذلك كانت تنفذ الاوامر وتؤمن مصالحها الشخصية.ومع مرور الوقت بدأ البعث تخفت أضواءه شيئا" فشيئا" وأول المخدوعين هم أعضاء البعث الذين كانوا يعتقدون انهم سيصلحون شيئا" ولكن دور البعث انتهى حقيقيا" مع السنوات الخمس الاولى من عمر الحركة (( حركة الخديعة الكبرى )) ليأخذ مكانها جملة من فروع الامن متعددة الصلاحيات جوية وعسكرية وسياسية واقتصادية.. وتابع الشعب السوري بكامله الدخول في سبات عميق ,او ممكن ان نسميه غيبوبة, او حتى موت سريري..مثل المريض والذي يرقد في غرفة العناية المركزة. ولايزال تحت تأثير المخدر .انه يرى كل شىء ولكنه لا يستطيع فعل شىء فالخديعة كانت أكبر بكثير مما يقوى على تقبلها... يتبع
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟