|
أيهما سبقت البيضة أم الدجاجة؟ 1
بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ
(Abouyasmine Khawla)
الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 02:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لقد امتد هذا السؤال لعدة قرون، دون أن يجد إجابة محددة حاسمة حقًا. وقد بدأت أقصوصتي مع هذا السؤال الفلسفي منذ فجر سبعينات القرن الماضي حين كنت تلميذا بثانوية الليمون بالرباط في آخى قسم من السلك الثانوي. وبالضبط زاد اهتمامي بهدهسة هكذا سؤوال عندما قرأت لأول مرة – الكتاب الأحمر : مختارات من أفكار الزعيم ماو تسي تونغ- le livre rouge – الذي حصلت عليه من اسفارة الجمهورية الشعبية الصينية التس كانت وقتئذ كائنة بجاور الثانوية وكنت أرتادها من حين لآخر بمعية بعض أقراني للفوز ببعض المنشورات الموصوفة بالثورية وقتئذ والفوز بقاء مع الملحق الثقافي بالسفرارة بدريعة النقاش حول الثورة العالمية، وكل هذا لأمرين اثنين الخصول على بعش المنشورات و الانتشاء ببعض السجائر الصينية المختلف مذاقها عن تلك السجائرالرخيصة التي كنا نقتنيها. ***** من وجهة نظر العلماء، فإن معرفة أيهما جاء أولاً، البيضة أم الدجاجة، أمر منطقي تمامًا. مع مرور الوقت، تتطور الأنواع وفقًا لمبادئ الطفرات الجينية والانتقاء الطبيعي. عندما يتعلق الأمر بالدجاج، فقد أثبت العلم أن الطيور تطورت من زواحف ما قبل التاريخ وأن أسلاف الدجاج تطورت إلى طيور تضع البيض.
ومن خلال هذا الفهم لتطور الأنواع، يصبح من اليسير التأكيد على أن البيضة ظهرت أولاً: فمن سنة إلى أخرى، طورت زواحف ما قبل التاريخ القدرة على وضع البيض، وهي خصوصية انتقلت بعد ذلك إلى أحفادها، وخاصة إلى الدجاج.
ومن جانبهم، ظل الفلاسفة يتساءلون.. ولكن ما هو الكائن الذي وضع البيضة التي شهدت ظهور أول طائر؟ وفقًا للبعض، في البداية وضعت المخلوقات الشبيهة بالطيور بيضًا وفراخًا متشابهة وراثيًا، ولكنها ليست متطابقة، مع الدجاج الذي نعرفه اليوم. ومع ذلك يظل السؤال شاخصا متقدا. الدجاجة أم البيضة أيهما ظهر أولا؟ من ظهر أولاً؟ الدجاجة أو البيضة. لقد تركت هذه المعضلة القديمة الكثير من الناس في حيرة من أمرهم. فمن منظور تطوري، يمكن أن تكون كلتا الإجابتين صحيحتين، حسب زاوية النظر ما إذا كنت تنظر إلى الدجاجة من زاوية ا البيضة أو العكس من زاوية البيضة - أوجهة نظر البيضة قيل عندما ظهر الفقاريات الأولى – أول الحيوانات ذات العمود الفقري – التي غادرت البحر لتعيش على البر، واجهت تحديًا. وكان بيضها، المشابه لبيض الأسماك الحديثة، مغطى فقط بطبقة رقيقة تسمى الغشاء. لذلك في حالة تعرضها للهواء، كانت تجف بسرعة وتموت. وبعض الحيوانات مثل البرمائيات (المجموعة التي تضم الضفادع وقنافذ البحر) كانت قد حلت هذه المشكلة ببساطة عن طريق وضع بيضها في الماء، ولكن هذا كان يحد من المسافة التي يمكنها التحرك في نطاقها مطمئنة عن بيضها. وكانت أول الزواحف هي من ابتكرت مضطرة للبقاء حلاً لهذه المشكلة: بيضة ذات قشرة واقية. وكان من الممكن أن تكون قشرة البيض الأول طريًا إلى حدٍ ما مثل بيض السلاحف البحرية، وربما ظهر البيض ذو القشرة الصلبة، مثل بيض بعض الطيور- النعامة مثلا- في وقت لاحق للتكيف قصد البقاء.
لقد قيل أن ظهور أقدم بيضة ذات قشرة صلبة معروفة في السجل الأحفوري، كان خلال العصر الجوراسي المبكر، أي منذ أكثر 195 من مليون سنة- بيض الديناصورات- .
ومن المعلوم اليوم، أن سلالة الديناصورات هي التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور العديد من أنواع الطيور الموجودة اليوم، بما في ذلك الدجاج الدي ينتمي، حسب العلماء، إلى رتبة تشمل الطيور البرية الأخرى مثل الديك الرومي، والدراج، والدجاج الحبشي، والسمان.
وقد قيل أن الدجاج المدجن – المنزلي- ظهر منذ حوالي 10000 عام- مائة قرن- وهذا من شأنه أن يعني أن البيض ذو القشرة الصلبة، مثل البيض الذي يضعه الدجاج، أقدم من الدجاج نفسه: وبالتالي ذهب البعض إلى القول: ظهرت البيضة قبل الدجاجة بـ 200 مليون سنة.
ولكن هل تمت الاجابة حقا على السؤال؟ لحد الان كان التناول من زاوية البيضة فما ذا عن التناول من زاوية الدجاجة؟
النتازل من زاوية الدجاجة إذا نحن فسرنا السؤال على أنه يشير على وجه التحديد إلى بيض الدجاج - وليس كل البيض - فإن الإجابة ستكون مختلفة تمامًا.
على عكس معظم أنواع الحيوانات، فإن الدجاج الموجود حاليا ليس نتيجة للتطور الطبيعي. بل إن هذا النوع هو نتيجة للتدجين: وهي عملية يقوم البشر من خلالها بتربية الحيوانات بشكل انتقائي لخلق المزيد من الأفراد الذين يتمتعون بخصائص مرغوب فيها مسبقا ومخطط لها.
ولعل المثال الأكثر شهرة هو تدجين الذئاب للكلاب. تمتلك الذئاب والكلاب نفس الحمض النووي تقريبًا، لكن مظهرها وسلوكها مختلفان تمامًا. تطورت الكلاب من الذئاب، لذلك يعتبر العلماء أن الكلاب تشكل نوع فرعي من الذئاب. وبالمثل، ينحدر الدجاج من الديك الذهبي الموجود في الجنوب وجنوب شرق آسيا. ويعتقد الباحثون أن هذه الطيور انجذبت إلى البشر منذ آلاف السنين عندما بدأت زراعة الأرز والحبوب الأخرى. ثم سمح هذا القرب بالتدجين. وعلى مر الأجيال، أصبح أحفاد هذه الطيور المستأنسة سلالات فرعية مدجنة في حد ذاتها. ومن ثمة قيل إن الدجاجة المدجنة الأولى قد فقست من بيضة نوع أقدممن التدجين. ولم يتم وضع بيض الدجاج الأول إلا بعد أن وصل هذا الدجاج إلى مرحلة النضج وبدأ في التكاثر. وهكذا - يقول البعض- وصلت البيضة بعد الدجاجة.
والحالة هذه ،هل هناك أفضل من الإجابات المذكورة؟ الأمر متروك لأي واحد، كما هو الحال مع العديد من المعضلات. فإالهدف من السؤال هو الحث على التفكير، وليس بالضرورة العثور على إجابة مثالية وافية كافية.
في هذه المجال، قد يسمح علم الأحياء التطوري بالمناقشة لصالح كلا الخيارين، وهذا أحد الجوانب الرائعة للعلم. فهناك حاجة الى دجاجة لتضع بيضة، ولكن هناك حاجة أيضًا إلى بيضة حتى تفقس بيضة لتكون دجاجة! البيضة أم الدجاجة؟.. ستظل مفاقة ويا لها من مفارقة!
من آخر الخلاصات العلمية : لقد تم إساءة فهم دور الحفريات في تأريخ شجرة الحياة. يمكن أن توفر الحفريات تقديرات جيدة لعمر "الحد الأدنى" لفروع الشجرة، لكن القيود "القصوى" على تلك الأعمار تكون أقل. تنتقل المناقشات الحالية حول أي التواريخ الأحفورية "الأفضل" للمعايرة إلى النظر في القيود الأكثر ملاءمة لأعمار العقد الشجرية. ونظرًا لأن التواريخ المستندة إلى الحفريات تمثل قيودًا، ولأن التطور الجزيئي لا يشبه الساعة تمامًا، فيجب على المحللين استخدام تواريخ أكثر وليس أقل، ولكن يجب أن يكون هناك توازن بين العديد من الجينات وتواريخ قليلة مقابل العديد من التواريخ والقليل من الجينات. نحن نقدم الحد الأدنى "الصارم" والحد الأقصى "الناعم" من القيود العمرية لـ 30 اختلافًا بين الكائنات الحية في نماذج الجينوم الرئيسية؛ يجب أن تساهم هذه في فهم أفضل لتاريخ شجرة الحياة الحيوانية.
لقد كانت معايرة شجرة الحياة حكراً على علم الحفريات منذ فترة طويلة، لكن الساعات الجزيئية اغتصبت مكانها بالكامل مؤخراً. تعد البيانات الأحفورية أساسية لمنهجية الساعة الجزيئية، حيث توفر الوسائل الرئيسية لمعايرة الساعة، ولكن استخدامها الشائع ليس مرضيًا على الإطلاق
إن التطابق الواسع النطاق بين ترتيب الحفريات في الصخور وترتيب العقد في المخططات التشعيبية يشير إلى أن ترتيب ظهور الأنساب داخل السجل الأحفوري ليس نمطًا عشوائيًا. علاوة على ذلك، فإن الحفرية في أي عمر تظهر اختلاف نسبها، وبالتالي توفر قيدًا مطلقًا على البعد الزمني لشجرة الحياة. تقليديًا، يُفترض أن تواريخ المعايرة تشير إلى توقيت حدث الاختلاف التطوري، كأساس لاستنتاج معدلات استبدال الأحماض الأمينية أو النوكليوتيدات المكافئة وظيفيًا (في البروتينات أو الجينات، على التوالي)، والتي يمكن من خلالها تحديد توقيت أحداث تقسيم النسب الأخرى. يمكن استنتاجها. ومع ذلك، يمكن لبيانات علم الحفريات أن توفر تقديرات جيدة فقط للحد الأدنى من القيود المفروضة على توقيت أحداث اختلاف النسب وبالتالي فإن أساليب الساعة المريحة قد تتطلب في كثير من الأحيان معايرة نقطة واحدة على الأقل أو قيدًا أقصى صارمًا حتى تتمكن الخوارزمية من التقارب في حل فريد. لذا، فإن المناقشات حول تفوق تاريخ "معايرة" أو آخر لا صلة لها بالموضوع في سياق البحث عن التوزيع الأكثر ملاءمة للتواريخ والحد الأدنى والحد الأقصى للقيود - التواريخ السيئة الوحيدة هي تلك التي تسبق الحدث التطوري الذي تم على أساسه من المفترض أن توفر الحد الأدنى من القيد. ______________ يتبع___________
وماذا عن ردودوإجابات فكاهية أو دينية أو فلسفية ________________________________
#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)
Abouyasmine_Khawla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
هل صفقة “كأس العالم 2030“ رابحة أو خاسرة وهل المغرب سيقلب ال
...
-
المجانية، تاكتيك تجاري
-
كتاب رحمة المودن الطريق إلى حريتي
-
ماذا لو فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ - اراء
...
-
حول كتاب عودة القوى العظمى ل - جيم سيوتو - Jim Sciutto
-
الجيش الروسي يمتلك قنبلة مدمرة جديدة
-
القارة القطبية الجنوبية مهددة بالانهيار... مع -عواقب مدمرة-
...
-
بعد قرن على وفاته: هل كان لينين ثوريا أم طاغية؟
-
سخرية أخرى من سخريات القدر تصفع اعلب المغاربة المناهضين للتط
...
-
تقززت لما صرح جنيرال احد ابناء العم سام يشيد بالمغرب
-
سخرية القدر المغرب، الذي يعيش أزمة مياه غير مسبوقة، يقدم إلى
...
-
مدى أهلية الرئيس الامريكي الحالي- جو بايدن- للحكم
-
ما هي الدول التي تبيع معظم الأسلحة لإسرائيل؟
-
معلومة قد تفيد
-
عاينت لحظة نهايتي في صمت-على سبيل الأقصوصة
-
كيف تساعد ابنك المراهق أن يكون شخصًا صالحًا
المزيد.....
-
اتصال مستشار ألمانيا ببوتين يثير-غضب- زيلينسكي
-
مدير مكتب نتنياهو يخضع للتحقيق بشأن مزاعم تغيير معلومات تتعل
...
-
-حزب الله- ينفذ 31 عملية ضد الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة
-
أبو ظبي: الانضمام إلى -بريكس- يعزز دور الدولة كمركز عالمي رئ
...
-
بايدن: العالم يواجه لحظة تغيير سياسي كبير
-
الولايات المتحدة تعتزم تعزيز تعاونها مع كوريا الجنوبية واليا
...
-
ترامب يختار كارولين ليفيت متحدثة باسم البيت الأبيض
-
ترامب يطالب -نيويورك تايمز- وأكبر دار نشر في العالم بـ 10 مل
...
-
المغرب.. رفع العقوبة السجنية في حق 14 مهاجرا غير نظاميين
-
ترامب يرشح حاكم نورث داكوتا لمنصبين قياديين
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|