|
بغداد الجمال والحب والعشق الأبدي
سعيد ياسين موسى
الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 02:52
المحور:
السياحة والرحلات
ولدت في بغداد / محلة القشل، كنت طفلا يصطحبني المرحوم والدي الى سوق الشورجة الكبير يوما بعد يوم فسح لي المحال بالتجول في شارع الرشيد وكنت لا أبتعد عن المحل الواقع في سوق الجاي كنت أقف منبهر أمام جامع المرجان واتلفت بين الجامع ومبنى مصرف الرافدين تأخذني خطاي الى شارع السمؤال أدور واتمشى في شارع المصارف رجوعا للمحل وهكذا يوم آخر يسمح لي ان اتمشى نحو بإتجاه جسر الأحرار وأنا أشاهد الناس تشتري الصحف يظعون النقول في جهاز ويسحبون الجريدة لا اعرف ما اسمها لاني كنت مازلت خارج سن المدرسة كنت أقف أمام محل لبيع القهوة وصاحب يلوح لي بفنجان من القهوة وأنا أشكره وأقول عمو ما أشرب قهوة، وهكذا نحو ساحة الرصافي الذي لم منصوبا وأعود واتجول في سوق الصفافير وترن في أذني أصوات المطارق التي غابت اليوم، وأعود للمحل "وين جنت وأعود لأبي مشاهداتي وتساؤلاتي ويجيب هسه بعمر بس باوع وآني أسولفلك بعدين" وكأنه كان يريد أن أعرف المكان ويزرعه في ذاكرتي . كنت مرافقا وحيدا دائما لجدتي أم ياسين وإسمها "خديجة وكنت أسمع ينادوها خيجة رحمها الله تعالى" من خيجة ٧رفت المثير من الأزقة والدرابين لأني مرافقها الدائم في زيارة الأقرباء والأحبة ومن مرافقتها عرف مصلحة نقل الركاب "الأمانة" رقم 34 الذاهب الى الكاظمية المقدسة حيث تذهب للزيارة وبعدها ارافقها الى بيت قريبها ملاية مريم زوجة السيد ياسين الأعرجي وأعود بها الى شارع الكفاح. بعدها أبعد مكان وصلته مشيا على الأقدام موقع مستشفى الجمهوري في باب المعظم حيث كانت حملة تلقيح ضد الكوليرا حينها. كبرت وترعرعت كنا نجتمع كيافعين ومراهقين ونقرر أن نتحول في بغداد ، اول جولة كانت الى شارع الرشيد نفترق شارع النهر حيث الجمال والصاغة وصولا الى سوق التجار الى المسناية على نهر دجلة حيث قوارب والابلام التي تنقل الناس بين الرصافة والكرخ الشواكة والكريمات ومقهى التجار وعمارة الدفتر دار ونعود أدراجنا الى شارع الجمهورية مصرف الرهون الى البيت، ويوما آخر نقرر أن نتحول في الحزء الثاني من شارع الرشيد من جسر الأحرار الى الباب الشرقي كنا ننظر منبهرين الى مداخل دور السينما المنتشرة على جانبي الشارع هذا المقطع من شارع الرشيد من أجمل المقاطع كنا نرفع انظارنا حيث الشناشيل طبعا حينها لم يكن جسر البنك موجودا وكان تناول لفة الهمبركر مع الببسي من أبو يونان لها طعم خاص، كنت أخبر أصدقائي بأن ساعتي اليدوية من ماركة "أولما من محل الساعاتي ناجي جواد" أول ساعة يدوية أقتناها المرحوم الوالد، وهذا كنا نستكمل الشارع طبعا لا أريد أن أطيل عليكم لأن في كل متر ذكرى جميلة. ويوم آخر نقرر أن نتجول في شارع الكفاح وصولا الى الكسرة و الوزيرية والعودة من العيواضية التي كانت تدعى العلوازية ويوم آخر نخترق شارع الجمهورية وصولا لباب المعظم والعودة من منطقة الميدان حيث وزارة الدفاع ومن ثم نخترق شارع الرشيد وينتقل الى منطقة القشلة حيث المباني التراثية الحكومية مثل المتحف العسكري ومتصرفية لواء بغداد والمحكمة ومقرات أخرى لنخترق سوق السراي ، ونعود أدراجنا الى الرصافي سوق الشورجة وعلاوي الشورحة الى بيوتنا. ويوم آخر تجوالنا يكون شارع الكفاح نحو باب الشرقي "الشرجي" مرورا بباب الشيخ حيث مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس، وصولا الى متحف الفن الحديث وحديقة الأمة ونعود الى جامع السفير الخلاني قدس مرورا بملعب العوينة والشيخلية ونخترق علوة التمن مرورا بجامع صدر الدين وسوق الصدرية ونعبر الشارع الى محلة الهيتاويين ومنها الى جامع هادي بادي في القشل وكنا نواب على الصلاة في جامع المصلوب بإمامة السيد محمد طاهر الحيدري الأب قدس الذي قتل مسموما. وهكذا كنا نكبر عام بعد عام وقمنا نتحول من القشل والدهانة الى الأعظيمة الحب عبورا الكاظمية البهية ونسير على الأقدام على ضفتي نهر دجلة من كورنيش الاعظمية عبورا للعالمية ومن ثم أداء الزيارة لاتحول الى كورنيش الكاظمية ومنها الى جسر حديد ومن ثم الكسرة لنخترق شارع الكفاح من باب المعظم ثم منطقة الفضل وصولا للبيت. جميع كانت جولاتنا جماعية وسيرا على الأقدام. ويوم آخر نحو شارع السعدون وصولا الى شارع العطار ونعود عن طريق شارع النضال ساحة الطيران شارع الكفاح، أما الجولة في شارع أبي نؤاس كانت لابد من تناول العشاء حيث السمك المسكوف، وهنا تحضرني طريفة، أحد الأصدقاء قال لنا "إنتوا معزومين على سمج مسكوف على حسابي" إستغربنا كثيرا مع ذلك صدقناه وأصحاب معه كمية من الخبز الخار وعندما وصلنا للمطعم أوقفنا قريب من منقلة سكف السمج ووزع علينا الخبز وطلب منا أن نتنفس رائحة الشواء ونأكل الخبز ومنها كانت له وجبة دسمة "بسطة من بسطة" يجري أمامنا ضاحكا ونحن نلاحقه حارقين غايبين.
يتبع
#سعيد_ياسين_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
#كلام_في_السياسة ،تحول النظام السياسي واستحقاقاته.
-
التلوث البيئي تساؤلات بطعم الهلوسة
-
الحكومات المحلية مهام وواجبات
-
أموالنا وإقتصادنا في خدمة الوطن والمواطن، رؤى وملاحظات.
-
غسيل الأموال
-
العراق وجهود تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد .
-
جولة في مركز بغداد القديمة
-
الزيارة الأربعينية الملحمة الإنسانية الإدارة والتنظيم
-
كلام في السياسة
-
منظمات المجتمع المدني ومحاولة تسييس دورها
-
السياسة النقدية والأقتصاد وسياسات عامة إجرائية.
-
هلوسة في زمن الدولة العثمانية
-
المنظومة العقابية لقطاع العدالة وسيادة القانون وإنفاذ القانو
...
-
ورقة عمل حول أهمية دور مكاتب المفتشين العمويين في المؤسسات ا
...
-
القيم المجتمعية وقواعد سلوك العمل
-
مهمة الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي في إدارة وإستخدام المع
...
-
العراق في مؤشر مدركات الفساد 2020.
-
أنا وبائع الشاي
-
الخطاب السياسي وتشكيل الأحزاب
-
الفساد
المزيد.....
-
سلسلة من الغارات الإسرائيلية على حارة حريك في الضاحية الجنوب
...
-
في لقاء حاسم: بايدن يضغط على الصين لتحجيم دعم كوريا الشمالية
...
-
روسيا تستخدم طائرات مسيرة حرارية وأخرى خداعية لاستنزاف دفاعا
...
-
قتلى وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة ولبنان وحزب الله يط
...
-
-وين صرنا؟-.. حين يشتاق نازحون من غزة لأيام لم تكن الأجمل!
-
الصين تطلق مركبة الشحن -تيانتشو-8- إلى محطتها الفضائية (فيدي
...
-
صحيفة: جماعات الضغط في واشنطن تعارض تعيين روبرت كينيدي جونيو
...
-
-حتى لو كانت مناورة من جانبه-.. برلمانية ألمانية ترحب باتصال
...
-
فيدان: دمشق تواجه حاليا تأثيرات توسع إسرائيل وموسكو تقف على
...
-
بري: لبنان سيكون آخر دولة في المنطقة توقع اتفاق سلام مع إسرا
...
المزيد.....
-
قلعة الكهف
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|