أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - العلمانية والضلال الإسلاموي المبين















المزيد.....

العلمانية والضلال الإسلاموي المبين


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا بد لأي إنسان (سَّوِيُّ) على وجه الأرض، أن يكون علمانيا بالفطرة، ينزع إلى حب الحياة، ويهدف إلى العيش مع الآخرين في أمان واطمئنان، ويتمتع معهم بالصحة والعافية، وينعمون معا بالخير والرخاء، هذه هي سنة الحياة، لذلك يهتم الإنسان (غير المريض نفسيا) بما يجري في العالم من إنجازات ثقافية وعلمية واقتصادية ويسارع قدر استطاعته إلى التكيُّف والاندماج معها، خاصة تلك التي يجد فيها فائدة شخصية له، وفي المقابل يحاول تجنب أي خلل عام من شأنه إلحاق الضرر به أو بحياته، وقد يتجاوب تلقائيا مع فطرته، ويتقبَّل الحلول الناجعة لهذا الخلل.
في القرون الوسطى، كانت الكنيسة الكاثولوكية تسيطر بقوة وعنف على الشؤون الدنيوي العامة في أوروبا، فتعمل على تحديد وتنظيم حياة الأفراد، حتى وإن لم يلتزموا بتعاليمها. وبمرور الوقت اتضح عجزها التام عن إدارة الحياة الدنيوية، ووقوفها بحزم ضد أية محاولة لإصلاحها أو لتحسين حياة الناس واعتبرتها ادعاء بأن الله قد أخطأ، كما عجزت الدولة من جانبها على الحد من عنفوان الكنيسة وفي إدارة المجال الروحاني للمواطنين، أدَّى هذا الوضع إلى بزوغ الإصلاح البروتستانتي الذي بدأه مارتن لوثر عام 1517م، ومن ثم كسر سلطة الكنيسة الكاثولوكية، وانبثاق عصر التنوير ونشأة العَلمانية - من العَالم - (بفتح العين) secularism كنظام أخلاقي - اجتماعي يتفق مع الفطرة، ويقوم على فكرة فصل الكنيسة عن السياسة، أو فصل الدين عن الدولة، وتأسيس القيم السلوكية والأخلاقية على أساس الاعتبارات الحياتية والاجتماعية للبشر؛ دونما اعتبار للروايات الدينية. ومع أن الحرية الدينية هي الشرط الأساسي والمطلق للعلمانية، إلا أن هذا لا يعني انتفاء الدين أو إنكاره، بل عدم تمييز دين عن دين، أو إلانحياز إلى دين على حساب دين آخر، أي الوقوف على قدم المساواة حيال جميع الأديان، ومنع المؤسسات الحكومية والدينية من التمييز ضد أي دين من الأديان المُتّبعة في المجتمع، كما يعني ضرورة تأسيس حقل معرفي براجماتي مستقل عن الغيبيات والافتراضات الإيمانيّة، التي تعطي لنفسها الحق في تنظيم العلم ووضع حدود لحرية الفكر تتنافى مع العقل والمنطق، وتقدم النقل على العقل.
لا علاقة البتة بين العلمانية والإلحاد، فالإلحاد هو ببساطة موقف فلسفي فردي يتمثّل بعدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة، أما العلمانية فهي نظام حكم يقتضي بفصل الدين والمعتقدات الدينية عن الدولة والسياسة، يستوي تحت ظلّه المواطنون، مؤمنين كانو او ملحدين. كما أنها لا تنفي أو تلغي الاعتقاد الديني، بل تحرره من كافة القيود وتحميه من الاستغلال، وتبعد المجتمع عن الغيبيات الدينية، وتوجهه نحو الأمور المادية الملموسة والمحسوسة للحياة على الأرض، أي التي تتفق مع فطرته. ولذلك ما أن نشأت العلمانية في أوروبا، حتى انتشرت بشكل واسع وسريع لما تتمتع به من جاذبية قوية؛ خاصة في أمريكا وفرنسا حيث كانتا أول دولتين إلتزمتا بشروط وخصائص علمانية صريحة، أهمها:
فصل الدين عن مؤسسات الدولة والمجالات العامة الأخرى، وإبقائها بعيدة عن أية تأثيرات دينية.
حرية ممارسة الشعائر الدينية والمعتقدات المختلفة دون إلحاق الضرر بعضها البعض.
المساواة بين جميع الناس إذ لا يجب التمييز بينهم على أي أساس عنصري فضلا عن المعتقدات الدينية.
الإلتزام بالعقلانية للمساعدة على على تسريع وترسيخ العلمانية، وذلك من خلال استخدام المنطق، والحكمة، والعقل.
إتباع منهج الفضول لتعزيز البحث العلمي عن تفسيرات للأمور الحياتية المختلفة.
إعتماد الحداثة والسعي لإبعاد المجتمع عن تأثير المعتقدات والرموز والمؤسسات الدينية المتخلفة.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين ازداد العالم توجهًا نحو العلمانية، وبدأت الكنيسة نفسها بالتحوُّل إلى المسيحية العلمانية، حيث تبنّت الاقتراحات القائلة بأن المسيحية لا يجب أن تهتم فقط بالأمور اللاهوتية وعالم ما بعد الموت، وإنما عليها أن تهتم أيضاً بتعزيز القيم المسيحية في العالم الدنيوي للأحياء، وذلك للحفاظ على المعنى الحقيقي لرسالة المسيح.
وبتقدم العلم تنوعت العلمانية لتشمل بمفهومها جميع مقوّمات الدولة التي تتبناها كمنهجٍ للتعامل، فظهرت:
العلمانية السياسية (Political Secularism)، وهي النظريات والسياسات التي تسعى إلى إبقاء المجتمع بعيدًا عن الهيمنة أو الخيارات والتفضيل الديني، وإبقاء الدولة خارج الشؤون الدينية للمواطنين. وأن العلاقات الدينية تقتصر بين الإنسان وربه فقط.
والعلمانية الفلسفية (Philosophical Secularism) هي السعي إلى استيعاب الأفكار والآراء والأبحاث التي تصدر من الأفراد في نقد الأديان، وتحدي السلطة الدينية، واحترام حرية تعبيرهم.
العلمانية الاجتماعية الثقافية (Socio - Cultural Secularism) هي الوصول بأفراد المجتمع إلى تقليص اهتمامهم بالشؤون الدينية خلال حياتهم اليومية، وعدم اعتباره عنصرًا مهمًّا لهويتهم، والانشغال بدلا من ذلك بحياتهم الدنيوية، والعمل على رقيها.
***
الإسلاموية منذ نشأتها قبل 1450 عام، وهي تتسبب في تخبط المتأسلمين بين ظلمات وضلالات أسوأ بكثير مما كانت عليه المسيحية الكاثولوكية في القرون الوسطى في أوروبا، وذلك للادعاء بأن الإسلاموية منهج متكامل للحياة في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات والاقتصاد والسياسة والحكم وفي الآداب والفنون وسائر مجالات الحياة، ومن ثم تتبنى شعارات مضللة، كونها: دين ودولة، ودين الحق، أو أنها هي الحل لجميع مشاكل البشر، إلى جانب تنفيرهم من الحياة الدنيا، فنقرأ في قرآن المتأسلمين الموسوم بالكريم: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (الحديد 20)، فضلا عن وجود آيات فقدت دلالتها بموت النبي، مثل: {ألا له الخلق والأمر} و:{إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه} و: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} و:{وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله}. ورغم ذلك نجد النبي (الكريم) وخلفاءه (الراشدين) والسلف (الصالح) وكافة الحكام المتأسلمين ورجال الدين على مر التاريخ ينظرون إلى الحياة الدنيا على أنها متاع السرور والحبور لهم وحدهم، علمانيين في حياتهم الخاصة ومتدينين (ظاهريا) في حياتهم العامة. تجري ممارساتهم الشخصية بعيدة كل البعد عن الدين، بل وعن الأخلاق. إدعى نبيهم أنه يحمل رسالة من السماء. واستخدم النصوص الدينية (الوحي المزعوم) لخدمة مشروعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقام بتطويعها لتُسارع في تلبية احتياجاته الشخصية، وتبريرها. زوجته الأثيرة عائشة، وهي أعلم من غيرها بحياته وتصرفاته، أجملت ذلك بقولها: « واللَّهِ ! ما أرى ربَّكَ إلَّا يسارعُ لَكَ في هواكَ»!
ولأن الحقيقة تفرض نفها في وقت ما، فقد قال الدكتور سعد الصويان، أستاذ الانثربولوجيا (علم الإنسان) في جامعة الملك سعود، إن الرسول (صلعم) كان يقوم بتصرفات علمانية؛ عندما كان يشاور أهل الرأي في قضايا دنيوية.
https://www.alarabiya.net/articles/2008/04/23/48768
وبالطبع لم يذهب الصويان إلى حياة الرسول الشخصية، إذ يبدو من سيرته، أنه لم يكن مجرد نبي، بل مهندس نصوص إلهية مصطنعة، وظفها ببراعة لبناء مشروعه الدنيوي، الذي يتفق والطباع البدوية الصحراوية في حينه. مستغلًا الظروف المواتية آنذاك لصالحه تحت غطاء القداسة السماوية، فقدم إلهاً شريرا لا عمل له سوى الانشغال بتصرفات البشر وبمصيرهم في الآخرة!
بعد موت النبي، دأب خلفاؤه والحكام من بعدهم وكافة رجال الدين الإسلاموي على اتباع نفس المنهج النبوي وتوظيف النصوص الدينية المتوفرة لديهم واختلاق الكثير منها، لخدمة أغراضهم الشخصية. وهم يحرصون اليوم أشد الحرص على إبقاء نفس الخطاب الديني على ما هو عليه من تخلف وانحطاط، ويقاومون أشد المقاومة أية محاولة لتجديده، ففي تجديده إنتقاص من نفوذهم، وسطوتهم على المجتمع. نجدهم يكنزون الأموال ويحرضون الشباب على العمليات الانتحارية، وفي نفس الوقت يرسلون أولاده وأحفادهم للتعليم في أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول العلمانية التي يصفونها بالكفر ويذهبون إليها للتعليم أو للعلاج أو للمتعة الجنسية أو للتسكع في شوارعها وحواريها! يحدثوننا ليلا ونهارًا عن الجهاد … وافضال الجهاد … ومنزلة الجهاد … وضرورة الجهاد … وعن السلف الصالح وبطولاتهم في الجهاد … ولم يذهب واحد منهم على الاقل ليحصل على شرف الجهاد ..... لا يتورعون يوماً رغم ثرائهم الفاحش عن تضليل الملايين بروعة الفقر وقيمة الزهد وجمال الموت الذي يحرضون عليه آلاف الشباب؛ لإرسالهم إلي مواطن الموت والهلاك في سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها، إنهم بذلك ينجحون نجاحاً باهراً في تدمير البلاد التفرقة بين العباد، والسيطرة على عقولهم، وإيهامهم بخرافات تبعدهم عن حياتهم وتجردهم من فطرتهم الطبيعية التي فطروا عليها. إنهم يتعمدون تجهيل الناس ليسهل عليهم استغلالهم والاستفادة من ورائهم، إنهم يتاجرون تجارة مضمونة الربح باستمرار. يقول الفيلسوف الأندلسي ابن رشد (ولد في قرطبة 1126م - 520هـ وتوفي في مراكش 1198م - 595هـ):« تجارة الأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، إذا أردت ان تتحكم بجاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني ». 
أدرك ابن رشد مبكرا أن التجارة بالدين تجارة رائجة مربحة فهي بلا تكاليف ومضمونة الأرباح، سهلة الرواج عديمة المنافسة، تنمو وتزدهر بزيادة الجهل وتفشي القهر، أربابها أشخاص متواضعو القدرات محدودو الإمكانيات والمواهب، يتملكون مخزونا لغويا جيدا، وباستطاعتهم لوي النصوص، ودغدغة عواطف الناس وتحريكها.
المشكلة ليست في الدين وحده، بل، وبدرجة أكبر، في أولئك الأوغاد الذين يعتاشون على الدين، ويحأولون تسويق فكرة ان العلم والفلسفات الحديثة هي ضد الدين، إنهم أعداء الفكر والعلم والتسامح وبسببهم تصبح المجتمعات أوكارا للمنافقين والجهلاء والحاقدين، إنهم يخلقون عزلة بين اتباعهم وبين الحياة الحديثة وتسويقها على انها مجموعة انحرافات اخلاقية، ولذلك أصبح المتأسلم يرى في الدين هوية كاذبة لا تحقق له شيئا في حياته، ورغم ذلك لا يجد مفرا من التعلق بها. فالخوف والترهيب والطمع كان ومازال السبب في إيمانهم بالخرافات وتعلقهم بالأوهام
العالم والمفكر البريطاني ريتشارد دوكينز الذي يقدم نفسه على أنه ملحد، إنساني - علماني، شكوكي، وعقلاني، يشرح في كتابه ”وهم الإله“ المنشور عام 2006 المغالطات المنطقية في المعتقدات الدينية ويستنتج أنه لا يوجد أي خالق غيبي وأن الإيمان هو مجرد وهم، يقول: « أنا ضد الأديان لأنها تعلمنا كيف نقبل الظلم ونرضى بالفقر وتستمتع بالجهل ونسعد بالحرمان ونتلذذ بالبؤس ونعتبر العذاب هو الطريق إلى الجنة»
***
إن رجل الدين يتقلد أسهل وأخطر مهمة في المجتمع، ومع ذلك لا تخضع مهمنه لأي ضوابط، مما يغري الهواة والعاطلين عن العمل والمشوهين نفسيا بالانخراط في تجار الدين بهدف الإثراء السريع على حساب السذج والمخدوعين. لم تعد تجارة الدين متوقفة على أولئك وحدهم، بل دخل إليها من أوسع الأبواب رجال العلم، من الأساتذة الجامعيين والأطباء، وراحوا بدورهم يتاجرون في أرواح الناس المغيبين ويغرسون بذور الخرافات في أدمغتهم من أجل المال والشهرة!
كل يوم تزداد أعداد تجار الدين وينضم إليها المحترفون والهواة وكل من هب ودب في المجتمعات المتأسلمة، خاصة في مصر لوجود الأزهر بها وتخريجه أعداد كبيرة من المشايخ كل عام، فينضمون إلى طابور طويل من العاطلين؛ خريجي الجامعات الأخرى. وكنتيجة حتمية لتقلص نسبة الوعي بين المواطنين وزيادة درجات الجهل والغباء الجمعي العام، يساهمون جميعًا في إبقاء المجتمع في حالة من التخلف والانحطاط.
إن المزيد من التخلف والجهل والانحطاط والفقر والمرض في المجتمعات الإسلاموية من شأنه توفير البيئة المثالية لرجال الدين المحترفين والهواة لفرض سيطرتهم في غياب التعليم وتدميره وغياب التوعية الدينية السليمة، حيث يجدون الفرصة الذهبية لنشر افكارهم المسمومة واستغلال الناس بسهولة ويسر. 
والحكام بدورهم يجنون ثمرات هذا الوضع، فهم عادة جهلة وعجزة عن ممارسة السياسة، ووصلوا إلى السلطة بطرق وأساليب ملتوية أو إجرامية، وأن مزيداً من التخلف والجهل والأمية والفقر والمرض في المجتمع يوفران البيئة المثالية لهم لفرض سيطرتهم وتوسيع نطاق نفوذهم.
يقول عالم الاجتماع الفرنسي جورج بلانديه في كتابه: الأنثروبولوجيا السياسية، ترجمة علي المصري، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، 2007، ص 150: “السلطة تملك السيادة الكاملة على المقدس ويمكنها استعمالها لمصلحتها وفي كل الظروف”. إنهم جميعًا يعيشون حياتهم بازدواجية رهيبة ونفاق عجيب وبلا حياء، يصل بهم إلى حد البلادة!. فيلوثون حياة الآخرين لتبقى الحياة ميسَّرة أمامهم لتحقيق مصالحهم الشخصية.
***
أختتم هذا المقال بأحد أعظم المفكرين المصريين، أبو التنوير والعلمانية في العالم الإسلاموي التعيس حتى النخاع، الدكتور فرج فودة 1945 - 1992، الذي كان من دعاة الإصلاح الديني، أراد أن يوقظ أمته من غيبوبتها ومن تخلفها وانحطاطها ومن توهمها أنها فوق البشرية جمعاء.. فضح كل الشيوخ وفسادهم ونفاقهم وخداعهم للفقراء.. أراد أن يكون للمرأة دور في صنع القرار وأن تكون مساوية للرجل في جميع الحقوق المدنية.. وأصر على الفصل بين الدولة والدين من أجل التقدم والعدالة والمساواة والرخاء لجميع الناس.. عندما رأى خصومه أنه يكتسب شعبية، دبروا لاغتياله.
كانت جريدة (النور) الإسلاموية قد رفعت عليه قضية قذف بعدما اتهمته بأنه يعرض أفلاما إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية (تضامن المرأة العربية)، وكانت القضية في طريقها إلى الخسارة - فنشرت الجريدة في 3 يونيو 1992، بيانا صادرا من ندوة علماء الأزهر يكفِّر فرج فودة ويدعو لجنة شؤون الأحزاب لعدم الموافقة على إنشاء حزبه السياسي (المستقبل).
وفي 8 يوم من نفس الشهر، قبيل أيام من عيد الأضحى، تم اغتياله من قبل شابين هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان وقد تمكن الأول من الهرب، بينما تم القبض على الثاني، وأثناء محاكمته، أعلن أنه قتل فرج فودة بسبب فتوى بقتل المرتد صدرت في عام 1986 عن شيخ أزهري أعمى البصر والبصيرة هو عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية. وعندما سُئل القاتل عن أي من كتب فودة عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سُئل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه أكثر. أنظر: https://ar.wikipedia.org/wiki/فرج_فودة
إذن نحن محاطون بمجرمين سفلة على قناعة تامة بسوء ديانتهم، لأنها سيئة بالفعل، ويُمْعِنون في تشويهها بالإجرام لأنها مشوهة به بالفعل، مكتوب عليهم انتهاج نهج نبيهم الكريم وخلفائه الراشدين وغير الراشدين في إجرامهم، والوقوف سدا منيعا ضد التنوير والرقي والإنسانية بكل معانيها.
إن أكبر خدمة يمكن تقديمها للمتأسلمين هي تحريرهم من استغلال الحكام ورجال الدين، وتخليصهم من الأسطورة السوداء سيئة السمعة، التي تعود كل عناصرها إلى الظلامية والتعصب وسوء الخلق، إذْ مادامت منابعُ الفساد والانحطاط مقدسة في المجتمع، فلا مجال أبداً لإصلاحه في الوقت الراهن على الأقل ..



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الاستبداد الإسلاموي
- الغرب و شيزوفرينيا العربان
- الصنم الذي يتحكَّم حيا وميِّتا!
- من أين يبدأ تنوير المتأسلمين؟
- ثقافة ”البهللة والسبهللة“ الدينية!
- التفضيل بالنفاق في مصر! (2/2)
- التفضيل بالنفاق في مصر! (1/2)
- أنا لسْتُ مُدينًا بشيء لوطن مسلوب الإرادة!
- أين حدود الصبر؟!
- يا شعب مصر (العظيم)!
- الآلهة التي دمَّرت مصر (2/2)
- الآلهة التي دمَّرت مصر (2/1)
- عن سجن الأوهام والإجرام
- الرئيس الذي يبكي!
- على من ضحك الجنرال؟
- الإسلاموفوبيا أسبابها ومآلاتها(2/2)
- الإسلاموفوبيا أسبابها ومآلاتها(1/2)
- الحقارة أيضًا أعيت من يداويها!
- مشيئة الرحمن ومشيئة الإنسان
- البلطجة الرسمية في مصر!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في إيلات
- التردد الجديد 2024 لقناة الأطفال طيور الجنة بيبي على النايل ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تهاجم -هدفا حيويا- في إيلات
- ماما جابت بيبي..أقوى أشارة تردد قناة طيور الجنة بيبي على ناي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق: هاجم مجاهدونا هدفا حيويا في ام ...
- استقبلها وثبتها مجاناً.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 عل ...
- مسلمون انتخبوا ترامب يشعرون بالانزعاج لاختياره مؤيدين لإسرائ ...
- “فرحي أطفالك ونزليها” تحديث تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 ع ...
- ألمانيا - بدء محاكمة -إسلامويين- بتهمة التخطيط لمهاجمة كنيس ...
- مستوطنون يرقصون على مئذنة أحد المساجد في الخليل


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - العلمانية والضلال الإسلاموي المبين