أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - من نتائج تكفير فُقهاء الدين الإسلامي للغالبية العُظمى من بني الإنسان














المزيد.....

من نتائج تكفير فُقهاء الدين الإسلامي للغالبية العُظمى من بني الإنسان


أحمد إدريس

الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إليكم فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز الذي هو بِنظر عُشاقه و مُريديه إمام العصر :

السؤال : ما حكم إلقاء السلام على الشخص المُتحدث بالهاتف إذا كان لا يُعرَف هل هو مسلم أم لا ؟

الجواب : إذا عرفت أنه كافر فلا تبدأه بالسلام، أما إذا كنت لا تعرف فليس في ذلك محظور.

(مصدر الفتوى : https://binbaz.org.sa/fatwas/1692/حكم-السلام-على-المتحدث-بالهاتف-اذا-كان-لا-يعرف-هل-هو-مسلم-ام-كافر)

السائل لم يستعمِل لفظة "كافر" بِعكس الفقيه الذي أجاب. قد ينتحر مشايخنا الأفاضل الذين تعلمنا مِنهُم وصف كُل الآخَرين بهذه الكلمة، لو أُصيبوا بمرض عُضوي يمنعُهم من التلذُّذ بالتلفُّظ بمِلْء أشداقهم بهذه الكلمة…


هذه الفتوى تقول لك يا مَن تُطْلِق على نفسك وصف المسلم : ممنوع عليك أن تبدأ بالسلام أغلب البشر بإعتبارهم كافرين. الماسونية ما قالت بِمثل هذا، و لا أي مِن منظمات المافيا.

و في فتوى أخرى شيخُنا الجليل هذا يُحرِّم لعن الدَّواب و حتى الجمادات، لكنْ في المقابل يُقر و يُجيز فضيلتُه سبَّ و لعن معظم المخلوقات الآدمية. لأن أغلب الآدَميين هم في نظره مجرَّد "كفار" و سماحتُه لا يرى أي مَنقَصة في لعن "الكفار".

الدين الذي يُضيِّق قلب و أُفق الإنسان، بالله عليكم هل يستحق بالفعل إسمَ دين ؟


يا رب نجِّنا من هذا الفكر المظلم المنحوس المشؤوم المُقزِّز، المجرم القَتال، الذي جلب لهذه الأمة مصائب و فِتناً و كوارث فوق الحصر. هذا الفكر ليس صناعة مُخابراتية، كما يُقال أحياناً، بل هو بالأساس صناعة مشايِخية. كُل ما فعلته أجهزة مُخابرات شتَّى و بالأخص الصهيوغربية، هو أنها وظَّفته ببراعة في إضعاف و ترسيخ تخلُّف هذه الأمة… تَوحيد مُعتنقي هذا الفكر، مِثلما يزعمون، هو أنقى و أنصع توحيد : اعتقاد توحيدي هذه هي نتائجُه و ثمراته في واقع و حياة الناس و المُجتمعات على الأرض، أعتقد أن وثنية مُسالمة و متواضعة و مُنفتحة على الكُل هي أفضل منه و أكرم عند الخالق.

لا مُستقبل لهذا الفكر على الإطلاق لأنه مُصطدِم و مُتخاصم مع قوانين و مُقوِّمات الحياة البشرية على الأرض و مُناقض لأُسس التعايُش الحضاري بين بني الإنسان.


المُضاد الحَيَوي الناجع لهذا السُّم الخطير معروف و هو في مُتناوَل كل أصحاب الإرادة الطيِّبة الخيِّرة :

« إنَّ الوسيلة التي تُمكِّنك من الإقتراب من الحقيقة أكثر، تكمُن في أنْ يتَّسع قلبك لإستيعاب البشرية كلها، و أن يظلَّ فيه مُتسَع لمزيد من الحب. » (شمس الدين التبريزي)

« إذا لم تَكُن، أيها المسلم، في قلبِك و فِكرك و عملك، رحمة للعالَمين، فأنت على طريق غيرِ طريق رسولك محمد – صلَّى الله عليه و سلَّم -، فقد قال له ربه الذي أرسله : "و ما أرسلناكَ إلاَّ رحمة للعالَمين". » (عصام العطار)


الإنترنت عرَّى ما كان مستوراً و فضحنا أمام كل العالَم. فهُوَ يغُص بفتاوى كالتي افتتحتُ بها هذا المقال. للأسف المقولات التي تتضمَّن بشكل ما احتقاراً في صميم إنسانيته و كرامته و دِيانته للآخَر، الذي نُسمِّيه دون مبالاة بـ"الكافر" و نحن في ذلك له ظالمون، كُتب الفِقه التراثي مُمتلئة بل طافحة بها و أغلبها مُتوفِّر اليوم على مواقع إلكترونية بلا حصر… تحت تأثير فقهائنا البعض مِنا يكاد أنْ ينزع صفة الإنسانية عن إخوتنا في الإنسانية الذين لقَّنتنا رؤيتُنا الدينية التقليدية وصفَهم بالكفار. تحييد هذه المقولات و التخلي عنها بالكامل و نهائياً في الكتابات و الخطابات أمر مطلوب و جِد ضروري بل هو واجب ديني شرعي.

متى سنتخلَّص من هذه النظرة السَّلبية و المُجحِفة تجاه الآخَرين الذين هم إخواننا في الإنسانية ؟ و من هذا العُجب المُثير للسُّخرية بِحق، إذ ما الذي يُبرِّره و نحن في الحضيض ؟ لسنا مركز الكون و جَلِي تماماً أننا ـ منذ عقود بل قرون ـ لسنا أفضل أُمة على وجه الأرض. متى سنَعِي أنَّ كل فرد من بني الإنسان هو في صميم كِيانه عالَمٌ بحدِّ ذاته، فليس من العدل و الإنصاف في شيء أنْ نَحصِر الآخَر بشكل قاطعٍ في تصنيفات وَضَعتها عقولُنا المُعبَّأة بأحكام مُسَبَّقة كثيراً ما تكون مُجحِفة و لا مُبرِّر لها، و بالتالي لا يَجُوز أبداً اختصارُ إنسانٍ ما أياً كان في عُنوان ديني أو غيره ؟ الخالق سبحانه لَو شاء لجعل البشر جميعاً أُمة واحدة أو نُسخاً متطابقة، لكنه أراد أمراً آخَر تماماً ـ القرآن واضح بهذا الشأن -، و ذلك لحكمة تخفى على العقلِيَّات الضيِّقة المحدودة و الأذهان المُعطَّلة…


سؤال : هل من المعقول أن يرى أحدُنا نفسَه أفضل من غيره فقط لأنه يقول بعض العبارات و يقوم ببعض الحركات أثناء مُمارسته للتعبُّد أي مُحاوَلتِه التَّواصُل مع مصدر الوجود ؟ يجب الإقرار دون مُواربة بأن الذين يُعرَفون اليوم في العالَم تحت إسم "المُسلمون" هم مع الأسف في تيهٍ و ضلال كبير مُبين و بعيدون تماماً عن دين الله.

« أبعد الناس عن دين الله أكثرُهم تكفيراً لخلق الله. لأنهم يدَّعون أنهم شُركاء لله في دَيْنونَته و قضائه و حكمه و رُبوبِيَّته و تدبيره لِخلقه. » (نور الدين أبو لحية)

« الفُقهاء هم المسؤولون عن إنغلاقاتنا و الفهم القائم على التكفير و الإقصاء، و نحن لا نستطيع العيش في عصر العَولمة مع الشعوب الأخرى و نحن نعتنق فكراً يُكفِّر أربعة أخماس البشرية. » (هاشم صالح)

« كم نحن بحاجة لإعادة برمجة لكُل مفاهيمنا القديمة التي جزمنا دائماً أنها الأصلح و أننا الأفضل بها ! » (فاطمة الزهراء إدريس)



#أحمد_إدريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين يُفبركون أخباراً كاذبة لأغراض تخريبية مُجرمون ضد الإنس ...
- هذا أفضل ما يُمكنني فعله لفلسطين
- النبي لم يكُن سلفياً
- هل هذا الفكر «الديني» يساعد الأمة ؟
- عن اغتيال إسماعيل هنية رحمه الله : أين الخلاص ؟
- هيهات لأدعية أنانية أن تُستجاب !
- تقديس و تقليد «السلف الطالح» مرفوض قطعاً !
- داعش… و ما أدراك ما داعش !
- لست المهدي المنتظر
- « لِمَ هذا الخذلان ؟ نحن لسنا كفاراً، نحن مسلمون ! »
- تحيَّة لإنسان عظيم
- تعليق بريء على دعاء…
- سنة جديدة طيِّبة للجميع
- شتان بين -الكونفوشِيُوسِيين- و -المُحمَّدِيين- مع الأسف !
- «يحرم و لا يجوز الترحُّم على غير مسلم» : كيف يصدر هذا عمَّن ...
- عنصرية حتى في الدعاء !
- أخشى أن يكون أكثرُنا للحق كارهاً !
- لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها مهما كلف ذلك…
- آن الأوان !
- الإرهاب التكفيري : أسبابه و علاجه


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تعلن مهاجمة هدف حيوي في إيلات
- التردد الجديد 2024 لقناة الأطفال طيور الجنة بيبي على النايل ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تهاجم -هدفا حيويا- في إيلات
- ماما جابت بيبي..أقوى أشارة تردد قناة طيور الجنة بيبي على ناي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق: هاجم مجاهدونا هدفا حيويا في ام ...
- استقبلها وثبتها مجاناً.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 عل ...
- مسلمون انتخبوا ترامب يشعرون بالانزعاج لاختياره مؤيدين لإسرائ ...
- “فرحي أطفالك ونزليها” تحديث تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 ع ...
- ألمانيا - بدء محاكمة -إسلامويين- بتهمة التخطيط لمهاجمة كنيس ...
- مستوطنون يرقصون على مئذنة أحد المساجد في الخليل


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد إدريس - من نتائج تكفير فُقهاء الدين الإسلامي للغالبية العُظمى من بني الإنسان