جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 15:48
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
قامت الدولة الإيرانية، أو ما يُسمى بدولة “الأمة”، والتي تأسست بعد فشل الثورة الدستورية واعتلاء رضا شاه للسلطة، على مجموعة من المبادئ، منها على سبيل المثال لا الحصر: تاريخ إيران القديم، اللغة الفارسية، معاداة العرب والإسلام، معاداة السامية، والانتماء إلى العرق الآري.
ونحن هنا لسنا بصدد إبطال هذه المبادئ، لأن ما قام به الدكتور القيم من نقد علمي لكتاب “زرين كوب” يكشف زيف هذه الادعاءات ويفند تلك المبادئ من جذورها.
للأسف، لم نحصل على الكتاب بعد، وكل ما حصلنا عليه جاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنه ما كُتب على الصفحة الخلفية لغلاف الكتاب، حيث يرى المؤلف:
أن عبد الحسين زرين كوب وُلد في زمن كان فيه خطاب القومية الرومانسية هو الخطاب السائد آنذاك في إيران. وكانت هذه الفترة تتزامن مع ظهور الأفكار القومية العنصرية النازية أو ما يُسمى بالقومية الجرمانية أو “بان-جرمانيزم”، التي تروج لتفوق العرق الآري، والتي وجد من تأثر بها وروج لها في إيران أثناء تولي رضا شاه السلطة بدعم من قوى الاستعمار الغربي، لا سيما بريطانيا التي كانت صاحبة القرار في إيران آنذاك.
يضيف المؤلف أن زرين كوب نشأ وترعرع في مثل هذه الأجواء. لذلك، عندما طلبت مجلة “مهرگان” من زرين كوب الشاب أن يرسم ملامح “الماضي الأدبي لإيران”، وبما أنه كان يفتقر إلى الإمكانية لتقديم إجابة علمية على هذا الطلب، لم يكن أمامه خيار سوى الاعتماد على ما قاله “جوبينو” حول صمت اللغة الفارسية. أما من الناحية التاريخية، فقد اعتمد على ما دونه “السير جون مالكوم” عن القرنين الأولين من الهجرة.
يرى الدكتور القيم أن زرين كوب لم يكن مؤرخاً، بل كان أديباً؛ لذلك فإن ما كتبه ليس أسلوباً تحليلياً علمياً أو تاريخياً، بل هو أسلوب سردي بصيغ قصصية تثير الحماسة والعاطفة.
ويضيف الدكتور القيم قائلاً:
لقد كان زرين كوب يدرك تماماً أن ما كتبه ليس تاريخاً، ولهذا السبب أطلق على كتاباته اسم “ملاحظات”، ولم يجرؤ على تسميتها تاريخاً. بل أطلق عليها “ملاحظات” تعبر عن وجدانه وعواطفه، من خلف زجاج معتم أو ملون بوثائق ومصادر غير دقيقة.
ويرى القيم أن هذه هي أكبر مشكلة لدى زرين كوب؛ فالتاريخ لا ينبغي أن يُروى “من نافذة الوجدان والعواطف”، بل يجب أن يُروى من نافذة الوثائق والمصادر والمراجع الموثوقة.
لذلك، يرى القيم أن ما كتبه زرين كوب يتعارض تعارضاً كلياً مع ما كتبه المؤرخون.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟