أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - ديار الهرمزي - من هم الفاسدين و من مسؤول عن الفساد؟














المزيد.....

من هم الفاسدين و من مسؤول عن الفساد؟


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 10:05
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


كل العراقيين يشتكون من السلطة وكل المسؤولين يشتكون من الفساد.

هذه الإشكالية التي تشهدها العراق هي من التناقضات المؤلمة والمربكة حيث الجميع يشتكون من الفساد من المواطن البسيط إلى أعلى المناصب في الدولة.

ولكن بالرغم من هذه الشكاوى يظل الفساد مستشرياً مما يطرح تساؤلات كبيرة حول من هم الفاسدون الحقيقيون ومن المسؤول عن هذا الوضع المستمر.

الفساد كنظام وليس كأفراد فقط

الفساد في العراق أصبح جزءاً من هيكلية النظام السياسي والاقتصادي.

إنه ليس مجرد حالات فردية بل هو منظومة مترابطة تدار من قبل جماعات ومؤسسات تسعى للحفاظ على مصالحها الخاصة.

هذا النوع من الفساد يتجاوز الأفراد إلى الشبكات التي تتكامل في الإدارة والسياسة والاقتصاد بحيث تُصبح مواجهة هذا الفساد معقدة جداً.

المسؤولية المشتركة بين السياسيين والمؤسسات

هناك الكثير من السياسيين الذين يتحدثون عن الإصلاح والعدالة، ولكنهم في نفس الوقت يعتمدون على المحسوبية والرشاوى لضمان مواقعهم.

فهم يرفعون شعارات مكافحة الفساد إلا أنهم يغضون النظر عن الفاسدين عندما يخدمون مصالحهم أو يدعمون استقرارهم السياسي.

المؤسسات العامة مثل الوزارات والإدارات المحلية غالباً ما تُدار وفقاً لمصالح شخصية وحزبية حتى إذا اشتكى المسؤولون من الفساد فهم غالباً ما يسكتون عنه في نطاقات مؤسساتهم إما خوفاً من الانتقام أو لكونهم جزءاً من هذا النظام.

دور المواطنين في تعزيز الفساد أو محاربته

الفساد ينمو أيضاً في ظل ثقافة عامة تتساهل معه. حين يصبح الناس غير مبالين ويمارسون المحسوبية أو يبحثون عن حلول سريعة بالرشاوى فإنهم يُعززون هذه الثقافة.

المواطنون يعانون من الفساد، لكن البعض منهم يتجنبون الانتقاد العلني بسبب الخوف من العواقب مما يُساهم في ديمومة الفساد ويجعل محاربته أكثر صعوبة.

الإفلات من العقاب ودوره في انتشار الفساد

الكثير من المسؤولين يتمتعون بالحصانة السياسية مما يمنعهم من المحاسبة. الفاسدون يدركون أنهم بمأمن من العقاب مما يشجعهم على استغلال موارد الدولة لتحقيق مصالح شخصية.

السلطة القضائية في العراق قد تكون مُكبلة بسبب الضغوط السياسية مما يجعلها عاجزة عن تقديم الفاسدين إلى العدالة بشكل فعال.

تراكم الفساد عبر الأجيال

استمرارية الفساد في العراق على مدى العقود الماضية جعلته يبدو أمراً طبيعياً في أعين بعض المسؤولين حيث أن أجيالاً متعاقبة من السياسيين تتوارث هذه الممارسات وتتعلّم استغلال السلطة لأهداف شخصية.

تظل الوجوه السياسية تتغير، لكن السياسات التي تديرها ما زالت قائمة على نفس الأسس المصلحية والمحسوبية مما يجعل التغيير الحقيقي أمراً صعباً.

الحل:
إصلاح جذري للمؤسسات ومساءلة حقيقية

الإصلاح الجذري:
من أجل التصدي للفساد، يحتاج العراق إلى إصلاحات شاملة في جميع مؤسساته لا يكفي تغيير الأشخاص بل يجب تغيير السياسات التي تسمح باستمرار الفساد.

تفعيل دور القضاء:
يجب أن يكون هناك دعم للسلطة القضائية لضمان استقلاليتها وقدرتها على محاسبة الجميع دون استثناء.

التوعية الشعبية والمشاركة المجتمعية:
على المجتمع أن يعي دور المشاركة المجتمعية في محاربة الفساد من خلال مراقبة ومساءلة المسؤولين والمشاركة الفعالة في القرارات السياسية والإبلاغ عن الفساد.

الفساد في العراق ليس مجرد مشكلة أفراد أو مسؤولين بل هو مشكلة نظامية تتطلب حلاً شاملاً يبدأ من أعلى المستويات الحكومية ويشمل تغيير الثقافة المجتمعية تجاه الفساد.

بدون مساءلة حقيقية وتغيير في السياسات سيبقى الفساد جزءاً من الحياة اليومية للعراقيين وستظل شكاوى الجميع دون نتائج.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضحية العمياء هي قتل للذات
- انا ترکمان انا عراقي
- القائد التوركماني باصولخان ودوره في المعركة القادسية.
- وراء كل فاشل فاسدين
- المفكر هو الأمة في رجل
- فلسفة الحوار جزء من الثقافة الاجتماعية
- هل الحضارة الغربية باتجاه السقوط والانهيار؟
- الحياة دمعة على خد الزمن
- الثقافة هي قلب المدنية وروح الحضارة
- المشروع السياسي الناجح والمفيد
- إصلاح الفشل السياسي
- قيمة الإنسان الحقيقية تُقاس بأخلاقه
- الأخلاق والقيم والمبادئ ضروري في السياسة
- فلسفة التواضع
- صفات القائد الحقيقي
- النقد ليس عداء بل صحي سياسيا
- السياسي الناجح هو شخص يجمع بين قيم أخلاقية قوية ومهارات استر ...
- الفشل السياسي للتركمان لا يعكس نقصاً في الكفاءة
- انهيار التعليم هو بمثابة انهيار للأمة
- الحياة أقصر مما نتصور،لكنها فرصة أن نترك بصمة طيبة


المزيد.....




- الأجسام الطائرة المجهولة.. مشاهدات غريبة حيّرت العالم بانتظا ...
- في أول اتصال منذ عامين... شولتز يدعو بوتين للتفاوض مع أوكران ...
- لافروف عن خطط ترامب بشأن المشكلة الأوكرانية: ننتظر مقترحات
- الصحة اللبنانية: مقتل 56 شخصا وإصابة 180 في قصف إسـرائيلي خل ...
- لأول مرة منذ 2022.. شولتس يتصل ببوتين ويطالبه بسحب قواته من ...
- قصة سليل عائلة كينيدي الديمقراطية الشهيرة الذي اختاره ترامب ...
- بعد 40 عاما في سجون فرنسا.. جورج إبراهيم عبد الله حرا طليقا ...
- طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ...
- أول اتصال منذ عامين - شولتس يحث بوتين على التفاوض مع أوكراني ...
- ديلي ميل: مقاتلتان بريطانيتان ترافقان طائرة روسية مضادة للغو ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - ديار الهرمزي - من هم الفاسدين و من مسؤول عن الفساد؟