أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - النازية و الصهيونية !














المزيد.....

النازية و الصهيونية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 20:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا نجازف بالكلام أن " النازية " حاضرة في ميدان الحرب الذي وضعت حدوده الحركة الصهيونية بمعاونة الدول الغربية ذات السوابق في الإجرام الاستعماري والاستيطاني ، فكان لا بد لنا من أن نطالع في التاريخ بحثا عن اقتباسات نستند إليها في تفكيك رموز فورة الإبادة و التدمير في فلسطين و لبنان التي من المحتمل أن تتمدد لتشمل أقطارا أخرى .
يرجع المؤرخون اتقاد هذا النوع من الفورات إلى بداية القرن التاسع عشر و نشوء الدولة القومية في أوروبا و إلى الصراعات التي ما لبثت أن وقعت من أجل احتلال مجال قومي خاص بكل منها و إبعاد الخطر عنها في مجالها الحيوي . ثم دخلت الدول القومية في منافسة على امتلاك مستعمرات في القرات الأخرى . من البديهي أن ذلك كله ترافق مع حروب عديدة أدت إلى متغيرات و متبدلات جغرافية و ثقافية و علمية ، احتضنت بعد كل حرب بذور الحرب القادمة .
لا شك بهذا الصدد، ان المسألة القومية نالت حيزا مهما نتيجة لاحتياج دعاتها لقرائن تكون أساسا لكينونة القومية، فوجدها بعضهم في العلوم الطبيعية التي كانت ما تزال في طور المراقبة المجردة ، او المشاهدة ، الذي يسبق عادة طور الفهم الصحيح لأسباب الوجود و التأثير فعلا و تفاعلا . من المعروف هنا أن هذه السيرورة قادت إلى الأخذ بنظريات في " دراسة الكائن الإنساني " ( انتروبولوجيا) قائمة على علوم الأحياء (بيولوجيا ) ، نجم عنه اعتقاد بتعدد الأجناس ووجود تراتبية فيما بينها بحسب الشكل الذي يعكس درجة التطور و بالتالي القدرة على النجاح في الصراع من أجل البقاء ضد الظروف الطبيعية و ضد الأجناس الأخرى . من البديهي أن العلماء تخلوا فيما بعج عن هذا الاعتقاد الخاطئ بينما تمسك بها السياسيون و ما زالوا متمسكين به .
يمكننا في هذا السياق و باقتضاب شديد القول أن الكينونة القومية ارتكزت بحسب المعطيات العلمية ، البدائية ، و الاجتهادات السياسية على " و حدة العرق أو الدم و الجينات " وعلى مجموعة من الأساطير القديمة ، بالإضافة إلى تعيين "مدى حيوي " لها و ضرورة السيطرة علية . تجدر الإشارة هنا إلى أن التاريخ مليء بالأدلة على أن العصبية القومية التي تولد من تفاعل هذه العوامل فيما بينها ، تبطن قدرة إجرامية و حشية ، تتمظهر في في الحروب التي شهدتها أوروبا و في سباق دولها لامتلاك المستعمرات حيث مارست ضد الشعوب الأصلية ابشع أنواع الاسترقاق و فنون الإبادة الجماعية.
يحسن التذكير بان النازية في ألمانيا التي تسلحت كما هو معروف بالقومية الآرية و" قانون الدم " ، كشفت من خلال تجربتها الاستعمارية بوضوح عن همجية قصوى في معاملة شعوب الهيريرو و الناماس في غرب إفريقيا ، ناهيك من أنه كان في خطتها بسط سلطتها على " المدى الحيوي " الممتد شرقا حتى جبال الأورال ، حيث يعيش مائة و ثلاثون مليونا من الشعوب السلافية ، لاستعباد مائة مليون منهم بعد تصفية ثلاثين مليونا بواسطة الجوع و العطش ، استنادا إلى مبدأ " احكام الضرورة " (كانط ) الذي يجيز من وجهة نظرهم ، كل فعل يخدم الشعب الألماني .
لا بد في السياق نفسه من الإشارة أيضا إلى أن النازية اختلقت لنفسها أساطير عن المزارعين الآريين القدماء الذين كانوا يزرعون سهول أوكرانيا ، بسواعدهم القوية ، و عن عبقرية الآريين الذين هاجروا باتجاه الجنوب و استقروا في بلاد اليونان حيث وضعوا أسس الفكر و الفلسفة .
من الطبيعي أن يرتجع هذا كله أمامنا الحكاية الأسطورية التي تبدأ بحسب السردية الصهيونية في الألف الرابع أو الخامس قبل الميلاد و لا تزال مستمرة إلى الآن . و هي تكاد أن تكون طبق الأصل عن السردية النازية بكل تفاصيلها ، فنكاد أن نشعر بأننا حيال محاكاة بين السرديتين ،من خلال العناوين التالية :
ـ في البدء كان الاضطهاد العنصري ضد اليهود في أوروبا ، نتيجة لعدم قبول إشراكهم في سيرورة نشوء القوميات في أوروبا .هذا الاضطهاد بدأ في القرن التاسع عشر
ـ توافق بريطانيا و الحركة الصهيونية على إنضاج كيان قومي يهودي و إعطائه وطنا قوميا في أرض كنعان ، لحاجة بريطانيا ، لاستيطان هذه الأرض ، خدمة لمشروعها الاستعماري ، اتباعا لنهج أوروبي غربي ، يرتكز على ثلاث دعائم :
ـ العلوم الطبيعية ، قانون التطور و الفرز ، بحسب داروين .
ـ التمييز و التراتب على أساس عنصري
ـ الاحتلال و التوسع في المدى الحيوي التاريخي .
يبقى أن نقول أن اللافت للنظر في ختام هذه المداورة هو أن الأشد حماسة في تأييد الحركة الصهيونية في دول الغرب ، في أوروبا و أميركا كانوا في ماض قريب "متسامحين مع النازيين "،و هم اليوم الأشد عداء عنصريا للمهاجرين العرب !




#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطهير العراقي وسيلة لإستعادة الأهلية !
- الناس البشريون و الحيوانات البشرية !
- المجتمعات المفككة
- حرب هتلرية !
- مقاليع داوود و القرابات الإبراهيمية !
- التوافق على سحق غزة
- انتفاضة السابع من اكتوبر ضد قطاع الطرق
- آخر حلقات الحرب في لبنان !
- الكتابة في زمن الحرب !
- الحرب بالنقاط و الحرب بالضربة القاضية !
- التناقضات بين السلطة في شبه الدولة العربية و شعبها !
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية 2
- الحرب الهانيبالية الإسرائيلية
- المستعمر العنصري إستئصالي !
- القيادة الصهيونية و الفرد - العربي- في فلسطين !
- النزوع عن النازية !
- تلازم الحربين في أوكرانيا و فلسطين
- سينكرون ما يفعلون !
- اضمحلال الدولة العربية !
- الطوفان الفلسطيني و الطوفان الأوكراني


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - النازية و الصهيونية !