أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - رجل خُلق وكأن حبل المشنقة حول رقبته














المزيد.....

رجل خُلق وكأن حبل المشنقة حول رقبته


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1782 - 2007 / 1 / 1 - 09:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وأخيراً اعدم صدام حسين في الساعة السادسة من صبيحة يوم 30 / 12 / 2006 بعد حوالي 55 يوماً من إصدار الحكم عليه بصورة تكاد تكون مفاجأة للبعض بعد تصورات شبه خيالية وفنتازية في مقدمتها أن عقوبة الإعدام لن تنفذ بهِ وسوف يُسفَّر إلى خارج البلاد وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أو تلك الإشاعات التي دارت حول صفقة تمت بإعادة صدام حسين ومن معه إلى دسة الحكم بعد بعض التغيرات وغيرها من اللامعقوليات التي راجت بعد اعتقاله وأثناء سير المحاكمة حول الدجيل أو فيما يخص الأنفال وصدقها من صدق حتى من بعض السياسيين والمثقفين الذين يدعون الفطنة وتفسير بواطن الأمور إلا أن صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك بددت جميع تلك الأوهام والتصورات والاستنتاجات لأن الواقعية كانت تؤكد أن الرجل هيأ نفسه بنزعته العدوانية منذ أن خُلق لحبل المشنقة وقد تحقق ذلك بعد سنين طويلة كان فيها هو الذي يأمر بالإعدام و التصفيات وإنهاء حياة العشرات بإشارة من إصبعه دون أن ترف له شعرة من جفن عينيه .
ربما حتى صدام حسين كان لا يفكر أن يعدم بهذه السرعة وبهذه الطريقة إلا أن الذي لا يثير الاستغراب لدى العارفين ببواطن الأمور وما يجري من خلف الكواليس يدركون أن الرجل وما يشكل من ماضي دموي وإجرامي ملفت للنظر وعنف سادي من اجل مصالحه الذاتية والحفاظ على كرسيه وسلطته وتفرده بالقرارات والقوانين ، لم ينجو منه حتى اقرب المقربين له مثل اغتيال ابن عمه الشيوعي الحاج سعدون بعد ثورة 14 تموز أو أفراداً من عائلته وأقربائه ككامل حسين وأخيه وهناك حديث حول اغتيال ابن خاله عدنان طلفاح واحمد حسن البكر أو كوادر وأعضاء في القيادة القطرية وغيرهم من القوى السياسية ، نعم يدركون أن حبل المشنقة سيلتف حول عنقه لا محال ولم تجد كل ما قيل من آراء طرحت على الإعلام والشارع العراقي بتحقيق رغبتهم ورغبة الذين يأملون بإطلاق سراحه ووفق صفقة مع الأمريكان باعتباره شريكاً قديماً لهم وهم لن يضحوا به وسيجدون الطريقة لإنقاذه في آخر لحظة متناسين أن الإدارة الأمريكية بالاتجاهين الجمهوري والديمقراطي لا يأبهون بهذه القضية بقدر اهتمامهم بمصالحهم الأساسية الثابتة ولهذا هم على امتداد وضعهم ضحوا وفي أية لحظة مثلما فعلوا سابقاً والتاريخ يشهد على العديد من تلك المواقف التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بالتخلي عن شخصيات وزعامات عندما يدق ناقوس الخطر ويقترب من مصالحها ومصالح كبار الرأسماليين الأمريكان.
أُعدِم الرجل بالحبل الذي طالما لفه حول أعناق الذين اختلفوا معه ودفن في قريته العوجة فجر يوم الأحد ثاني أيام العيد وبحضور المحافظ ونائبه ورئيس عشيرته وآخرين ، نعم العوجة التي حاول أن يجعلها وتكريت عاصمة ثانية له كي لا يقال ويشاع انه هُرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو بلروسيا أو أية جزيرة نائية حسب خيال من كان يهدف تغريب وعي الناس وبلبلة أفكارهم، وبهذه النتيجة التي حاول الهروب منها منذ اغتياله للشهيد المرحوم الحاج سعدون ومحاولة اغتيال الشهيد المرحوم عبد الكريم قاسم أو من الجرائم التي ارتكبت بأوامر مباشرة أو غير مباشرة منه فكان دائماً محاطاً بالعظمة والأبهة والسلطان ، بالتماثيل والصور والجداريات، بالحروب الداخلية والخارجية وبالذين يمنعون عنه هذا المصير الذي لاحقه في يقظته أو منامه أو من خلال ذلك الخيال المريض الذي سعى دائماً أن يجعله واقعياً ويفرضه على العراقيين لكي يتم استعبادهم واعتبارهم كقطيع الأغنام وان يرث حكمه وكرسيه أولاده وأحفاده إلى أمد غير محسوب وكأنهم خالدين إلى الأبد.. لكن هذا المصير المحتوم بسبب بطشة وعدوانيته وحقده جعل ذلك الحبل يتربص به حتى تحقق هدفه بالوصول إلى رقبته فانتهت حياته وكأن حبل المشنقة وإن طال بعض الوقت كان ينتظره ليحدد مصيره ومصير حكمه غير العادل .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العام الجديد والجديد في حياة العراقيين
- مؤتمر المصالحة الوطنية والمصالحة الحقيقية
- الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي
- مقترحات من أجل انتظام انعقاد جلسات البرلمان العراقي
- الكورد الفيلية فقدان الحقوق وعدم رد الاعتبار كمواطنين عراقيي ...
- محنة الفلسطينيون والعراقيون في العراق محنة مشتركة
- الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
- الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟
- وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق
- قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
- مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
- الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق ...
- ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
- أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل ...
- الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
- رؤيا في العبور
- حزن عراقي متواصل
- الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
- الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق ...
- هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - رجل خُلق وكأن حبل المشنقة حول رقبته