أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)














المزيد.....

مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 17:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأجد أن المداخل السياسية للإقتراب من الظاهرة الطائفية ربما يؤدي إلى التيه. مثلا الإدعاء أن ثورة الخميني الإيرانية كانت السبب الإساسي في ظهور الطائفية في العراق هو إدعاء يحاول كسب الجولة سياسياً أكثر من محاولته التصدي لدراسة هذه الظاهرة بكل عمق وذلك من خلال البحث عن جذورها وتمظهراتها الموضوعية وتعرجاتها التاريخية.
إنه ذات القول الذي يلقي بسبب وجود الظاهرة على كاهل الدول الاستعمارية, وخاصة بريطانيا وفرنسا وبعدهما أمريكا وإسرائيل فيعتمد على نظرية المؤامرة أولا ولكي يحسم بحثه بانتصار هو بالنتيجة انتصار طائفي يعكس نفسه من خلال تحميله لتبعات التفعيل الطائفي على الطائفة المقابلة. إن باحثاً من هذا النوع يزيد الطين بلة وعلى سوء الحشف كيلات, ولكان الأفضل لنا لو أنه لم يتطوع, حتى بوجود حسن النوايا, على أن يدلي بدلوه الذي حرك فيه فيه طين القعر بدلا من أن يستعمله لتحصيل الماء الصافي من أعلى البئر.
من المهم التأكيد على أن الانتماء للهويات الثانوية ليس فيه ضير ولا يحمل عدوانية, لكن إئتمان جانب العدوانية النائمة لا يمكن تحقيقه إلا بوجود عاملين متفاعلين في نفس الوقت, العامل الأول هو الثقافي الحداثي الذي يؤمن بحرية التدين والإلحاد والتمذهب أما الثاني فهوعامل ضبط الصراعات السياسية لكي تجري في ساحة الهوية الوطنية وضمن دولة علمانية تضمن سيادة القانون والمساواة وتفصل الدين عن السياسة وتعتمد على اعتبار العمل السياسي الديني محرماً.
إن الطائفية هي التعصب أو الإنتماء المتعنت لطائفة أو دين وتقديم هوية هذا الانتماء الثانوي على هوية الانتماء الأساسي وهو الانتماء الوطني. المجموعة تنغلق على نفسها وتبدأ بالتمأسس الفقهي والثقافي وحتى التنظيمي السياسي والإجتماعي خارج إطار المجتمع الموحد, ثم إذا بها تؤسس لها تاريخاً خاصاً بها متناقضاً مع تاريخ الأمة أو الوطن السياسي الجامع. إنها تتحول من ملة وطريقة فقهية للتعبد إلى مكون له حقوق بموجب الانتماء لطائفته.
يقول إبراهيم غليون في كتابه (نظام الطائفية .. من الدولة إلى القبيلة) : إن الطائفية تنتمي إلى ميدان السياسة لا إلى مجال الدين والعقيدة٬ وأنها تشكل سوقا موازية٬ أي سوداء للسياسة٬ أكثر مما تعكس إرادة تعميم قيم او مباديء أومذاهب دينية لجماعة خاصة.
ولكن هل بدأت الطائفية مع تشكيل الطائفة أو الملة أو المذهب أو ترانا نؤرخ للبداية بِتَسيس الطائفة وتحولها إلى طائفية, وعلى يد من جرى ذلك.. قسم يؤكد على أن الطائفية لم تتاسس إلا بعد دخول الإستعمار وخاصة في فترة إنهيار الدولة العثمانية حينما تم مثلا تأسيس الكيان اللبناني على أساس طائفي وقبل ذلك حينما فرضت فرنسا نفسها تقديم حل لمشكلة جبل لبنان, فهل خلى التاريخ الإسلامي نفسه من تمظهرات طائفية على شكل تاسيس دول أو شكل إنفصامات إجتماعية وثقافية ساعدت بدورها الدول الإستعمارية لفرض حلول بهذا الإتجاه .. إذن كيف يمكن وصف الحروب التركية الإيرانية (العثمانية الصفوية) في العراق التي ساعدت بشكل رئيسي على تفعيل الطائفية في العراق سياسياً. ونجد أن استخدام الطائفية من قبل الدول الإستعمارية كأداة لتفكيك المجتمعات العربية يتطلب أن تكون الطائفية موجودة أصلاً وجاهزة للاستعمال.
ونسأل هل أن الطائفية هي ظاهرة دينية بحتة أم ظاهرة سياسية أم ظاهرة عرقية, ففي أحيان اشتداد الصراع يكون هناك دخول حالة على أخرى .. فقد رأينا في العراق مثلاً أن كان هناك ملحديين وطائفيين في نفس الوقت على الجانبين الشيعي والسني.
على أنني لا أجد أن هناك فرصة لكي يكون الطائفي وطنياً إلا إذا كان الوطن أحادي الطائفة.
وعموماً فإن المذاهب الرئيسة في الإسلام هي خمسة : الحنابلة. الشوافع, المالكية. الحنبلية. الشيعة.
ويؤكد الوهابيون على أن هناك فرقاً بين المنهج أو المدرسة وبين الطائفة مدعين أنهم ليسوا طائفة وليسوا مذهباً خامساً أو سادساً وإنما يقدمون أنفسهم كاصحاب طريقة بإدعاء أنها تمثل الإسلام الصحيح وهم لا يعترفون بهذه المكونات خارج إطارها الممثل للإسلام الصحيح .
أما مفهوم الطائفية "الحداثية" فيعني انتقال الصراع الطائفي من حالة تغلب احلالي إلى حالة تعايش توافقي يقوم على الاعتراف بنظام المكونات السوشيوبوليتك الذي نقل الصراع من خانة الهيمنة إلى حالة الغلبة الديمقراطية.

بمعزل عن وجود الدولة الوطنية التي تبعد النشاط الديني عن الدولة وتحد من تفعيله سياسياً من خلال قوانين صارمة فإنه ليس بإمكان المعادلة التوافقية وواقع التعايش السلمي بين الطوائف في دولة المكونات أن يسود, فالتعايش في دولة المكونات هو امر غير مكتوب له بالإستقرار والثبات من واقع حركية الصراع بين المذاهب وطبيعة الإسقاطات أو الإستخدامات السياسية لها, وهو صراع مكتوب له أن ينتقل من مساحة التعايش السلمي التوافقي إلى مساحة الصدام الطائفي حينما يجري تفعيله سياسياً في اية لحظة.
إن السكون الطائفي التعايشي ضمن دولة المكونات التوافقية غالبا ما تهدده حركية الطموح السلطوي لأشخاص يحاولون الوصول إلى السلطة من خلال تغذية التعصب الطائفي الذي غالباً ما يتاسس على تفعيل لثقافة الاختلاف وتغليبها على ثقافة التعايش بما يحول دون نشوء ثقافة ساكنة ونهائية لعملية التوافق .

وبالملخص فإن العلمانية الديمقراطية لا تتطلع للقضاء على المذاهب أو الأديان وإنما هي منهج لإبعادهما عن السياسة.
خلاف ذلك وحالما يتدخل الدين في السياسة فهما سيخربان معاً.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية ... مدخل بسيط لمشكلة معقدة
- صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصه ...
- الديموكتاتورية
- مقتل وزير ..القسم السابع والأخير
- مقتل وزير(6)
- مقتل وزير ... (5)
- مقتل وزير ... (4)
- في ضيافة المدافع .. مقتل وزير(3)
- مقتل وزير(2)
- مقتل وزير* (1)
- بيتٌ بلا أسوار
- الجواهري.. ما بين الشاعر والإنسان
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (2)
- الخلل البنيوي للإسلام السياسي العربي (1)
- الأيديوغماتية
- حل الدولتين
- عضة كلب
- رغد صدام حسين .. إذا أبتليتم فاستتروا
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة
- رد على من لا يستحق الرد !


المزيد.....




- افرحوا ماما جابت بيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعات لقوات الاحتلال بين ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف قاعدة شراغا (المقر الإدار ...
- “سنجوبة كتير صغيورة” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ع ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الإحتلال الإس ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الإحتلال الإس ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن انها أصدرت 32 بيانا عسكريا ...
- الإمارات والأردن تؤكدان ضرورة البناء على مخرجات القمة العربي ...
- “سنجوبة كتير صغيورة” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ع ...
- عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران محسن رضائي: على الدول ا ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)