|
هواجس وطنية 348
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 12:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك أن الإبادة التي تعرض لها الأرمن على يد الدولة التركية قاسية جدًا، ولا يمكن نسيانها مع الزمن، بيد أن الأرمن ليسوا كاليهود، لأنهم لا يستطيعون تحويل هذه المأساة إلى تجارة كما فعلوا هؤلاء، ولا يعرفون النفاق وتزوير الحقائق. ما أريد قوله أن هذه المأساة ورثت أجيال أرمنية متتالية، راضخة لها، تعيد إنتاج الماضي الحزين. أجيال وراء أجيال، متعبة، محملة بثقافة القهر والحزن والظلم، إلى أن جعلت من هذه القومية المظلومة من نفسها قومية تعن بالألم، في استرجاع دائم للماضي والعيش فيه. أذكر عندما كنّا أطفالًا صغار، كنّا نذهب إلى الكنسية في ال 24 من نيسان كل عام، أرى النساء والرجال يبكون أمام محراب الكنيسة، يرمون بأحزانهم أمام الشموع والبخور، وأمامهم جماجم الموتى الذين ذهبوا فرط حساب للسياسة العالمية. هذه الإبادة الثقيلة جعلت الأجيال الأرمنية مريضة بهذا الهم والثقل الكبيرين. نعم أنه ثقل كبير، بيد أن الحياة لا تقبل المتعبين والحزانى والذين يعيشون في الماضي. على الأرمن أن يتحرروا، أن ينفضوا عن أنفسهم هذا المرض، ويحولوا هذه الإبادة إلى عمل خلاق وإنساني، كتمرد على الظلم. إن يطوروا أنفسهم وأجيالهم بفكر منفتح على الحياة وبقية الثقافات، وأن يفكوا الأغلال عن أنفسهم ويزيحوا عن أنفسهم التكور الداخلي على الذات والحجر عليها. من قتل من الضحايا الأبرياء هو صرخة مستقرة في قلب التاريخ، ستبقى مشكلة إنسانية عامة، قضية لا تموت مع الزمن، وليس من العدال أن تحمل قومية واحدة عبء هكذا حمل ثقيل. إنهم أرمن، بيد أنهم جزء من هم إنساني عام. ما حدث للأرمن تتحمله البشرية كلها إلى أن تبت بهده الإبادة، وببقية الإبادات التي تعرض لها البشر على مر التاريخ. المصالحة الحقيقية هو عندما نرتقي بإنسانيتنا إلى مصاف الحق والحرية والعدالة ونجر وراءنا بقية الناس.
هناك اقتراح في المانيا، في مدينة برلين، أن يتم تخصيص عربة قطار في فترة الصباح والمساء، خاصة للنساء لحمايتهم من التحرش الجنسي والاعتداء عليهن. لقد زادت الجرائم على النساء بنسبة 260 بالمئة عما كانت عليه قبل عشر سنين. طبيعي جدًا يا أوروبا أن يحدث هذا، لقد استوردتم بضاعة فاسدة، من دول فاسدة. أغلب الذي جاءوا إليكم، كانوا متأقليم مع فساد الدولة والمجتمع، فكل فرد منهم دولة فاسدة في حجم إنسان. أما المراهنة على إصلاحهم، فهذا صعب، إنه يحتاج إلى أجيال كثيرة، لا يندمجون بشكل طبيعي مع المجتمع المتقدم، يندمجون في قطعانهم الدينية أو العشائرية، وإن تركهم على عواهنهم، فعلى أوروبا السلام. دائما الهمج يتأون متأخرين، لكن بمجرد وصولهم فالخراب قادم.
أمين معلوف اختلال الحضارات/ص٢٩١ "إن صراع الحضارات ليس نقاشًا حول مزايا Erasme وابن سينا، والكحول والحجاب، أو النصوص المقدسة؛ إنما هو انحراف شامل نحو كراهية الأجنبي، والعنصرية، والعنف الاتني، والمجازر المتبادلة، أي نحو التجرد من كل مكونات الكرامة الأخلاقية لحضارتنا الإنسانية." سأرد على أمين معلوف، لأني أرى قصورًا في الرؤية: لا أعرف لماذا يبرأ أمين معلوف، العربي والمسلم من العنصرية، هذا عيب. صراع الحضارات هو استراتيجية عالمية ضمن البيت الرأسمالي، بمعنى جميع دول العالم بما فيهم الدول العربية والإسلامية في العالم كله مشاركين في الإبادة، والدليل غزة. والدليل الثاني هو قمة جامعة الدول العربية والإسلامية، حتى الإدانة لم تخرج منهم، لأنهم مشاركين في كل شيء العالم الرأسمالي هو النظام الدولي اليوم، جوهره هو التفارق بين الدولة والمجتمع على الصعيد العالمي. وحاجة نجلد أنفسنا ونبرأ ذواتنا من المصائب العالقة بنا، وبعالمنا الكئيب، وسوريا مثال صارخ، وليبيا بعدها، وكاراباخ، والعراق ولبنان واليمن وأفغانستان، والحبل على الجرار. الحرب على الإرهاب الدليل الحقيقي لمفهوم صراع الحضارات.
أغلب الناس في العالم أسرى الأسماء المشهورة، تراهم يخرون خضوعًا أو سجودًا لهذا الكاتب أو ذاك، لهذا الشاعر أو ذاك، لهذا الموسيقار أو ذاك لمجرد أن الدعاية عومته أو ركزت عليه. يصبح حضور هذا المشهور مختلفًا، مبخرًا، رائحته تسبقه، أعماله مختلفة، كلماته مختلفة، حتى لو كانت كلماته لا قيمة لها أو لا معنى لها، حتى لو كان يتحدث بالترهات. الناس مسكونة بظل البطل، بالصورة الظليلة، أيًا كان هذا البطل، مهزومًا أو قاتلًا أو خواءًا. إنها حضارة العوام المنفصلة عن عالمها. تراهم ينتظرون من هذا البطل المعوم المعجزات، البطل الخالد في خلدهم وذاكرتهم، ذاك المنتقى بدقة شديدة، صاحب الجاذبية الشديدة لهم، والفاعل المهم في حياتهم، في حضوره و وجود اسمه، يتحولون إلى ذباب الملتم على العسل. الفنان ياني، من أشهر العازفين في العالم، جلس تحت الجسر ومعه كمانه، عزف طويلًا، عزف أغلب مؤلفاته، بيد أن الناس لم تلتفت إليه، ولو غير مكانه لما تعرف عليه الناس. وعندما تذهب لشراء بطاقة لحفلة، لياني، بالأسم والصورة أو ظل صورة، ستدفع بسخاء لحضور عزفه حتى لو أنك لست مستمعًا للموسيقا. هذه الظاهرة غريبة، غرابة سيكولوجية البشر الغريبة. إن الاحساس بإنعدام الوزن والقيمة، يجعل الكثيرين يتماهون مع الآخر المشهور، ليخفف من دونيته واحساسه بالخواء. وهذا ينطبق على أغلب مصائبنا في الحياة. النط من قن لآخر هام جدًا لتأكيد الأنا المنخورة للكثيرين.
وين أردوغان، خليفة المسلمين القادم، وين ابو البيضات المخصية؟ كنتم تتنافسون على تمجيده، على معاركه الخلبية، وأنه وقف ضد إسرائيل وأنه سيرسل قواته ضدها؟ وينك يا أبو الشباب، لماذا تخذل ربعك، زلمك، عم ينتظروك على نار من أجل أن يكحلوا عيونهم بجمالك. لا تخذلهم، عمليًا لن ينخذلوا بك، يعرفون أنك مجرد ثرثار فارغ، وأنك علاك، صاحب المؤامرات على نفسك وعلى جماعتك ودولتك ومعارضينك، وأنك حولت تركيا إلى حصان أعرج يأتمر بأمرك يا ضعيف. يحبوك لأنهم مهزومين من الداخل، داخل عقولهم، لهذا فإن التمجيد الشكلاني لك أفضل من لا شيء، على الأقل يمدهم بالحشيش المغشوش ليسترخوا. أين تلك الدماء التي كانت تتراكم على وجهك، لدرجة يعتقد المرء أنك ستنفجر، وينفجر قلبك، مع العلم أن ما كنت تفعله هو مجرد زعبرة، ضراط غراب في الجو.
نريد بالجهل والتخلف والخضوع أن نصارع، أن ننتصر؟ العالم كله وقف مع غزة، بينما النظام العربي والإسلامي حائرين لا يعرفون ماذا يفعلون بما فيهم حزب الله وحماس. كلهم أصنام عندما يجد الجد، عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لسبب واحد، أن مؤخرة جميع من تم ذكرهم رطبة، بسبب البراز الندي
في العام 1878 حاصر الجيش الروسي مدينة استانبول ووقف على مشارفها، بعد أن حرر البلقان كله من سطوة الجيش العثماني. في ذلك الوقت ألغى السلطان عبد الحميد البرلمان العثماني قبل انعقاد أول جلساته في العام 1876. وقف الجيش الروسي على مشارف ضاحية سان ستيفانو، على بعد خمسة عشرة كيلو متر من استانبول. الروس لم يحتلوا العاصمة بالرغم من أنهم كانوا قادرين على إنهاء السلطنة كلها وتفكيكها، إلا أنهم توقفوا في هذا المكان بسبب حساباتها السياسية الدولية. فرضوا على السلطنة شروط سياسية مذلة وقاسية، اقتطاع مساحات شاسعة من أراضي السلطنة، حتى أن الضابط المكلف بالتوقيع بكى، وكانت يده ترتجف والقلم في يده، لكن تحت ضغط السلطان عبد الحميد وقع. في تلك الفترة كان هناك سياسي يهودي اسمه بنيامين دزرائيلي، اعتلى أعلى منصب في بريطانيا، رئيس الوزراء، كان على تضاد مع الروس في تلك الحرب، نظرًا لاعتقاده بأن الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني كان يظهر قدراً كبيرًا من التسامح مع اليهود، كما أنه أصر على عقد مؤتمر برلين عام 1878 م لتسوية الوضع كبديل عن معاهدة سان ستيفانو أو إلغاءها أو تخفيف بنودها. كان يرى بأن تركيا العثمانية القوية، تعتبر حاجز منيع في وجه الاطماع الروسية. كما شعر دزرائيلي بخطورة الموقف الروسي، لهذا وضع ثقل بريطانيا في الموقف بمطالبته تعديل المعاهدة، ولو أدى ذلك لدخول بريطانيا الحرب. وهنا عقد مؤتمر برلين في عام 1878، وكانت قراراته بمثابة تتويج لنجاح دزرائيلي، بعدها تراجعت روسيا عن موقفها بعد إجبارها على تغيير بنود المعاهدة. لقد منح السلطان عبد الحميد جزيرة قبرص لبريطانيا كرشوة أو هدية ثمنًا لاتعاب هذا الدزرائيلي المدعوم من روتشيلد. المقصود من هذا النص، أن المساومة السياسية حتى لو كانت مكلفة واردة جدًا وفقًا لتوازن القوى، كبديل للانتحار السياسي. خمسة وسبعين سنة من الصراع مع إسرائيل لم نتعلم أن نتفاوض أو نتراجع أو نساوم أو نتفق أو نتقدم. لم نبن دولة، لم نتصالح كما لم نقاتل، يذهب أبو طيز كبيرة ويأتي أو خرية أكبر، ونحن في مكاننا نفتعل الضجيج والصراخ، ونعلم الأجيال بعد آخرى على الكراهية والحقد، وانتجنا أجيال غوغائية وراء أجيال آخرى. وعلمنا أولادنا التمترس على الذات القومية والدينية المريضة دون أي نجاح يذكر باستثناء البكاء على الأطلال.
الدول الاستبدادية مُنْتِج حصري للحمقى، والاحمق كارثة.
الكثير من اللاجئين يتركون أوطانهم، الفضاء الواسع، الجسد الأم، وينتقل للعيش في أوروبا أو الغرب عمومًا، ضمن كانتون صغير، شبه معزول عن الفضاء العام. لا أصدقاء، لا علاقات حميمية بين الرجل والمرأة، أغلبهم مثل سفينة تائهة في وسط محيط متلاطم الأمواج. من قال أن الذين جاؤوا إلى أوروبا سعداء، وحياتهم جميلة أو في القمة؟ أغلبنا ليس مهيئًا نفسيًا وثقافيًا وعقائديًا للعيش في هذه البلدان، ولا نتقبل هذه الثقافة، وهذه الحياة. وقسم أخر يعيش معاناة في الاندماج فيها. عائلات كثيرة جاءت إلى الغرب تمزقت بالكامل، حالات طلاق هائلة، هجر الزوج والزوجة لبعضهما. يموت الرجل الشرقي في هذه البيئة، يفقد وظائفه الذي تربى عليها، تتشرد العائلة، وأول الضحايا هم الأطفال. الأطفال الشرقيين شبه مدمرين، سواء في طفولتهم أو في شبابهم، أغلبهم مثل فازا براقة من الخارج، لا روح، لا احساس لا جمال لا حياة. شكل كائن فارغ من الداخل. كأن الوصول إلى أوروبا أصبحت موضة، واستعراض مجاني رخيص. والكثير من القادمين إليها يتفاخرون أمام أصدقائهم وأصحابهم أنهم في الجنة، وأغلبهم مجرد عمال يعملون من الصباح إلى المساء لتأمين لقمة العيش او يلجأون إلى اساليب الغش أو الخداع أو الاتجار بالمخدرات، وكل واحد لديه موال غريب وغرائبي في رأسه، والأغلب الأعم غير متوازن نفسيًا مع هذه البيئة الجديدة، والاحساس بالدونية والهزيمة الداخلية. بمناسبة هذا الكلام، هناك على الحدود البولونية البيلاروسية آلاف اللاجئين المنتظرين رحمة الدول أن تحل مشكلتهم، في ظل البرد القارس، والذل والقهر والجوع، معهم أطفال صغار وحوامل وشيوخ ومرضى ومعاقين، يفترشون السماء والأرض، في مكان عاري تمامًا، لدرجة أنهم مجرد ورقة سياسية بايخة في المزاد السياسي العالمي المقرف، يلعب بهم هذا الطرف أو ذاك. قبل أيام خطف بعض المغاربة طائرة وأجبروها على الهبوط في أسبانيا، وبعضهم يعرض حياته للموت عبر البحر. أغلب الموجودين على الحدود البيلاروسيا البولونية من كردستان العراق، وهذا المقاطعة العراقية هي الأفضل في العراق من حيث الاستقرار السياسي والحياتي، لماذا يهاجرون؟ سنقول للجميع، اللجوء لا يحل مشكلة مجتمعات مريضة، فاسدة، وكمان العيش في أوروبا لا يوفر لكم حياة روحية، أغلب مشاكلكم هي عامة وليست خاصة. في العام 2013 زرت فرنسا، زرت حي سان ديني، أغلب سكانه من الجزائر، بيد أنهم منفصلين عن الحياة العامة لباريس، وكارهين لحياتهم، كأن هؤلاء الناس قطعة من الجزائر وليس فرنسا، علاقاتهم مع بعضم، السوق جزائرية، العلاقات مع الجزائرين، الحديث عربي، وأغلبهم يعيش في هذا المكان منذ الستينات أو قبله، وعندما يريد أحدهم ان يتزوج يذهب إلى الجزائر ويعقد على قرينه هناك، بمعنى، لم يخرجوا من الكانتون الثقافي في بلدهم، ويعانون من القهر، والشعور بالتمييز، والدونية. وفي السويد كمان هذه الظاهرة بدأت تكثر، لدينا أسواقنا الخاصة بنا، وعلاقاتنا الخاصة بنا، ومحلاتنا الخاصة بنا، ومطاعمنا ومقاهينا وكنائسنا وجوامعنا، كلنا نعيش في كانتونات، ونتكلم بالعربي مع بعضنا او الكردي او الفيتنامي أو الاريتيري أو الصومالي. نحن جزر منفصلة عن بعضها، ومنفصلين عن السويديين. ينتقل أغلبنا من وطنه المتخلف، الحاضن له، إلى بلد حداثي متطور، بالاساس حاربناه وطردناه من بلدنا، لنعيش فيه بأجسادنا الهزيلة، وعقولنا الرافضة له. نترك بلادنا لنعيش غرباء طوال حياتنا، ما هو الحل؟
الدور الرئيسي لتركية في المنطقة، يدًا بيد مع إيران هو تصنيع الإرهاب، تصديره، محاربته، ليتم تفكيك وتفتيت الدول العربية الواحدة وراء الأخرى، وسيستمر التفكيك ليصل إلى أقصى أفريقيا دولة وراء أخرى، وأقصى آسيا دولة وراء أخرى ليصل إلى تفكيك أوروبا. وعندما تنتهي الدولتان من مهمتهما سيتم تفكيكهما إلى قطع. الأكراد سيكونون حجر الزاوية في المعادلة، لتفكيكهما. الدور الكردي سيكون محوري في المستقبل البعيد. نحن نتكلم عن خمسين سنة قادمة أو مئة.
الولايات المتحدة دولة بربرية، نشأت من المغامرين وقطاع الطرق والسجناء الحق العام، والباحثين عن المال والذهب. إنها دولة المال الحاف، لهذا فإن مصالحها العليا على تفارق مع الثورات والتغيير. إنها ضد أي ثورة وطنية، أو لها نهج وطني. ضد ثورة الفقراء. إنها مع الفاسدين، مع الأنظمة الاستبدادية في كل مكان من هذا العالم لنتذكر هي من دعمت اسوأ الأنظمة العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية وإلى الأن. ولن تغير طبيعتها. تكوينها مخالف لنهج التغيير. أغلب مالكي العبيد كانوا من مؤسسي الولايات المتحدة، ومالكي الإقطاعات الهائلة الذين كانوا بالكرباج يسوسون عبيدهم.
أنا مقتنع أن الأوطان مجرد لعبة، بيادق، رقعة شطرنج، بيد صناع القرار السياسي والاقتصادي. وما زال بيننا من يفكر بعقلية القرون الوسطى. الوطن لم يعد حدودًا، خرائط نرسمه ونقصه على مقاسانا. إنه مقصوص بمشرط صانع القرار بشكل مسبق. علينا إدراك ذلك. إن نحاول نعرف كيف ننظمه بيننا، نعرف كيف نعيش معًا، حتى لا يتم خطفه منا بين زمن وزمن، والمرة تلو المرة إنني أرى، أبطالا يتقاتلون على قسمة ليس لهم فيه جحر أو وكر أو موضع. اعقلوا، وتعلموا كيف تعيشوا معًا في المكان الذي سوروه لكم. العاقل الذي يعرف كيف يطوع المكان لصالحه بشكل عقلاني. زمن العضلات ولى، إلا إذا أردتم ان تستمروا كوقود لمن يريد أن يحرقكم. حتى في الدفاع عن الحرية، هناك خيارات كثيرة ومتعددة. ولا تقتصر على طريق واحد. نقول للناس الذين يريدون تقسيم البلد إلى أجزاء، لهذا نقول لهم أنتم تعيشون ضمن شروط واقع دولي جديد فرض عليك فرضًا ولا يمكنك الخروج منه لهذا علينا العيش معًا دون صراع داخلي،. لقد وضعونّا ضمن حدودهم فبدلا من تغييره نحو الأفضل، تلجأون إلى تقسيمه. هذا هو خلاصة الرابط. بمعنى فوق ما نحن مقيدون بشروط النظام الدولي وصناع قراره يلجأ البعض منّا تطوعًا إلى تمزيقه
الإرهاب لا يعالج بمزيد من الإرهاب. بعد أن احتكرت الدولة كمفهوم, العنف عبر التاريخ, اليوم تحتكر الإرهاب باسم مقاومة الإرهاب لامتصاص الأزمة البنيوية للنظام المعولم في طور التوحش الكامل. لتجفيف مصادر الإرهاب عملياً يترتب على الدول الفاعلة في النظام الدولي حل القضايا الاجتماعية والسياسية الاقتصادية في هذا العالم. ونشر الوعي الإنساني بعيدا عن ثقافة الكراهية والنكران والاحتقار للاضعف. المصدر الحقيقي للإرهاب هي الدولة.
كيف يمكنك أن تفك القيد الذاتي الذي يسري في داخلك أو تتحرر منه بعد أن أطبق أحكامه عليك. منذ أن كنتَ طفلا يحبو على شاطئ الأمان زنروا أحلامك في بحر مخاوفهم. كيف السبيل إلى الحرية وأنت عبد المفاهيم التي سوت منك ما أنت عليه. وإذا تحررت, هل تعلم إلى أين ستذهب؟
الدين الإسلامي يعيش في هذا العصر حالة غربة هائلة بعد أن تحول من دين فاعل ومهيمن في كل مجالات الحياة إلى شيء هامشي لا دور له في الحياة السياسية المعاصرة إلا شكليًا, يلعب فيه ما هب ودب لتأكيد حضوره. بمعنى, لقد كان فاعلاً في السابق, وحضوره مركزيًا, ومهمًا, ومرجعًا لكل القرارات السياسية السيادية, متمركز دوره بيد السلطان أو الخليفة أو في أعلى منصب أو موقع في الدولة. الغربة قاتلة, تقتل صاحبها إن لم يحاول أن يعالجها بالحكمة والعقل.
أغلب دول العالم أصبحوا مثل الكلاب المسعورة, في موضوع ما يسمى محاربة الإرهاب. وهذا يدل على أزمة خانقة تعيشها هذه الدول, لعدم قدرتهم على شن حروب كبيرة بينية واسعة بينهم, كما في السابق, لامتصاص أزمة النظام وتناقضاته.
هناك كمية كبيرة من الخراب راسخة في أعماقنا جميعًا. حلها لا يكون الا بالمزيد من الشفافية والانفتاح. الكبت بكل اجناسه يرمي بثقله علينا منذ مئات السنين. حل القضايا المعقدة في وطن تأسس منذ مئة عام يحتاج إلى عمل وجهد كبيران. ردود الأفعال وحدها لا يكفي ابداً. ونتعامل مع بعضنا وكأننا بجانب موقف باص, نودع بعضنا, وراحلون. وكأن الوطن والناس مجرد استراحة عابرة أو هكذا يخيل الي عندما اقرأ واسمع ما يحدث في بلادنا. بدها صبر وتأن حتى نجتاز هذه الغيمة المظلمة. وقبل هذا وذاك علينا ان نفتح عقولنا ونسمع بعضنا, ولا نترك لاحاسيسنا ومشاعرنا الطريق ان تقرر بالنيابة عنا.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس تتعلق بالقيامة ــ 347 ــ
-
هواجس عامة 346
-
هواجس القوة 345
-
هواجس اجتماعية ــ 344 ــ
-
هواجس فكرية ــ 343 ــ
-
هواجس اجتماعية فكرية سياسية أدبية ــ 342 ــ
-
هواجس أدبية 341
-
هواجس عامة 340
-
هواجس سياسة وأدب ودين ــ 339 ــ
-
هواجس أدبية وإنسانية ــ 338 ــ
-
هواجس في الأدب والسياسة والفكر 337
-
هواجس فكرية ــ 336 ــ
-
هواجس ثقافية أدبية سياسية فكرية 335
-
هواجس إنسانية وسياسية ــ 334 ــ
-
هواجس عالمنا ـ 333 ــ
-
هواجس تمس الواقع ــ 332 ــ
-
هواجس تمس الدولة والحرية ــ331 ــ
-
هواجس إنسانية 330
-
هواجس أدلبة 329
-
هواجس ثقافية 328
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في
...
-
الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|