أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أحمد رباص - من العبث أن يرجو العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضا مالم يتخلصوا من الضغط الفكري للسلف














المزيد.....

من العبث أن يرجو العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضا مالم يتخلصوا من الضغط الفكري للسلف


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 01:02
المحور: قضايا ثقافية
    


يظهر للمتتبع اللبيب أن رد مصطفى بوهندي المنشور في الشبكة العنكبوتية على أحمد الريسوني في موضوع المرجعية الإسلامية يشكل امتدادا لسجال طويل ذي شجون بين التقليد والحداثة في الفكر العربي الاسلامي الحديث.
لعلمكم، فالدكتور مصطفى بوهندي باحث مغربي وأستاذ لمادة "مقارنة الأديان" في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. فضلا عن ذلك، هو كاتب ومحاضر في الحديث وفي مواضيع عديدة تتعلق بالقرآن الكريم وتفسيره. ويرى الدكتور مصطفى بوهندي أن الفكر الإسلامي يحتاج إلى زلزال يجتاح المسلمات التي لا تقوم على أي سند.
من اللافت للنظر ان هذين التيارين اللذين يمثلهما الرجلان منذوران لمزيد من التطاحن والتصادم دون أن تظهر في الأفق بوارق أمل في ايجاد ارضية مشتركة يتخذانها كمنطلق للنهوض بأحوال الامةالعربية الاسلامية في سائر المجالات. لكن، اذا كان هذا الحوارعقيما فلابد من أن وراء ذلك إما التياران معا وإما أحدهما. وبما أنه ثبت تاريخيا أن التيار الأول (السلفي) سليل الحركة الوهابية التي هي بدورها امتداد للحركة التي تزعمها ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، جاز تحميل الطرف الاول مسؤولية هدر فرص الحوار الحضاري والبناء.
ما يؤكد هذه النتيجة هو أن الحركة الوهابية، كما يقول ع.المجيد الشرفي في كتابه: ‘الاسلام والحداثة"، كانت متجاهلة لمشاغل فلسفة التنوير التي عاصرتها، بل هما كانتا على طرفي نقيض: كانت الوهابية حركة سلفية مثلها الاعلى في العودة الى ماض ذهبي مجسم في عصرالنبوة والخلفاء الراشدين، بينماكان رواد التنوير يتطلعون الى تقدم لانهائي وكان مثلهم الاعلى أمامهم لا وراءهم. للسلف اذن ضغط فكري كبير على السلفيين.
ولعل عبد المجيد الشرفي استعار مصطلح "الضغط الفكري" من زكي نجيب محمود الذي استعمله في الصفحة 22 من كتابه: "تجديد الفكر العربي"، حيث كتب أن في التراث العربي عوامل ضعف إلى جانب عوامل قوة وقف عندها في كتابه. هذه العوامل تعمل فينا كأبشع ما يستطيع فعله كل ما في الدنيا من أغلال وأصفاد، وأنه لمن العبث أن يرجو العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضا أو ما يشبه النهوض قبل أن يفكوا عن عقولهم تلك القيود لتنطلق نشيطة حرة إلى ما هي ساعية لبلوغه، فلا بناء قبل أن نزيل الأنقاض ونمهد الأرض ونحفر للأساس القوي المتين.
العامل الأول أن يكون صاحب السلطان السياسي هو في الوقت نفسه، وبسبب سلطانه السياسي،ثاحب "الرأي"، لا أن ]كون صاحب "رأي" (بغير أداة التعريف) بحيث لا يمنع رأيه هذا أن يكون لغير الناس آراؤهم.
العامل الثاني أن يكون للسلف كل هذا الضغط الفكري علينا فنميل إلى الدوران في ما قالوه وما اعادوه ألف مرة ومرة، لآ أقول إنهم أعادوه بكيفية مختلفة، بل أعادةه بكيفية واحدة تتكررفي مؤلفات كثيرة، فكلما مات مؤلف، لبس ثوبه مؤلف أخر، وأطلق على مؤلفه اسما جديدا: فظن أن الطعام الواحد يصبح أطعمة كثيرة إذا تعددت له الأسماء.
أما العامل الثالث والأخير فيتمثل في الإيمان بقدرة الإنسان، لا كل إنسان بل المقربون منهم، على تعطيل قوانين الطبيعة عن العمل كما شاءوا، على غرار ما يستطيعه القادرون النافذون - على ضعيد الدولة - أن يعطلوا قوانين الدولة في أوقت أرادت لهم أهواؤهم أن يعطلوه.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- فرانسوا هولاند : سيأتي يوم يتولى فيه اليمين المتطرف السلطة ف ...
- كيف قيمت المندوبية السامية للتخطيط على عهد الحليمي مخرجات مخ ...
- من أجل استعادة سياق غيبه المهدوي: جدلية القاعدة والقانون
- من أجل استعادة سياق غيبه المهدوي: جدلية القاعدة والقانون (2/ ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الإشتراكي الموحد يستنكر وصم الرئيس الفرنسي للمقاومة الفلسطين ...
- خطوات المغرب على الدرب الطويل المؤدي إلى التحول الاقتصادي (2 ...
- شذرات من سجل مفتوح
- خطوات المغرب على الدرب الطويل المؤدي إلى التحول الاقتصادي (2 ...
- المغرب: أزمة كليات الطب و الصيدلة وطب الأسنان: مقترح وزاري ج ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: قراءة في آخر المستجدات
- تأملات في آخر قصاصات الحرب في منطقة الشرق الأوسط
- الحزب الاشتراكي الموحد بتمارة ينظم ندوة حول الاعتقال السياسي ...
- ما مدى مصداقية معلم متفرغ أو غير الإطار بعيدا عن التدريس إذا ...
- الحزب الاشتراكي الموحد بتمارة ينظم ندوة حول الاعتقال السياسي ...
- الحزب الاشتراكي الموحد بتمارة ينظم ندوة حول الاعتقال السياسي ...
- نور الدين بوكروح يتغاضى عن الوقائع التاريخية المتحكمة في الن ...
- إيران تؤكد حقها في الدفاع عن نفسها بعد الضربات الإسرائيلية


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أحمد رباص - من العبث أن يرجو العرب المعاصرون لأنفسهم نهوضا مالم يتخلصوا من الضغط الفكري للسلف