|
بين بيريس وبوش هل من شرق متوسطي جديد؟
يوخنا أوديشو دبرزانا
الحوار المتمدن-العدد: 8160 - 2024 / 11 / 13 - 12:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعمة ولعنة شرق المتوسط : طبعاً لا أقصد بالنعمة هالة القداسة المسبوغة عليه كونه مهد الديانات المكنية بالسماوية فتلك كانت ومازالت الوبال والبلاء . حبذا لو اقتدى المتنورون من أتباع الديانات الثلاث صياغة دفتر وليكن ((كتيب )) مكرس للقيم الاخلاقية النابذة لكل انواع التعصب وعلى ضوء ذلك الدفتر صياغة المناهج التعليمية للمراحل التعليمية الأولى لبناء إنسان جديد لبناء المواطن الصالح . أما النعمة فهي اولاً في إنسانه المبدع الخلاق وهذا ما تحدثنا به مآثره في أنسنة الإنسان عبر الحضارات المتعاقبة ويمكن اختزالها في النتيجة النهائية التي توصل إليها كاتب ملحمة كلكامش في رحلة البحث عن الخلود وفي النهاية كان الاهتداء فالخلود يتجلى في ( نشر العدل في مدينة أور و بناء سورها ) وأفهم من المقولة ذلك التلازم بين (( الروحي والعمراني )) ولا أقصد بالروحي في المفهوم الميتافيزيقي بل العقلي لكن وللاسف أضحى العقل إلى حد ما معطلاً في شرقنا . أما النعمة البلاء الأخرى فهي هذا الموقع المتميز بين القارات والمنافذ البحرية والغنى بالموارد الزراعية والمعدنية فكان ومازال مطمع الأمم وبالاخص القوى العظمى . المآلات: بدل أن تساهم الديانات الثلاثاء في تمتين اواصر الاخاء الانساني حسب ما ورد في كتبها ( سماوية كانت أم أرضية) ساهمت في خلق العداء بين (( أخوة الدم والتراب )) . السلام كان وما زال حالة استثنائية والدم والدموع سمة هذا الشرق الرائع اللعين . وما عايشناه و نعيشه هذه الأيام أكبر دليل عما قالته كاتبة عراقية (( لقد أصبح الله مهزلة المتدينين )) و ما نعيشه هذه الأيام في العالم المكنى بالعربي بشكل خاص والإسلامي بشكل عام خير دليل . إن أحد أهم أسباب التطرف الديني هو غياب الديمقراطية والفقر والتزاوج بين حكومات مستبدة وفقهاء الديانات والمذاهب مما أضحى العنف عابراً للقارات أحداث 11من من أيلول عام 2001 المأساوية وشخصياً أعتبرها المنعطف الرابع في التاريخ بشكل عام والمشرقي بشكل خاص وهذا ما نعيشه هذه الأيام . ما بين بوش وبيريس ربما لم ترق للرئيس الأميركي جورج بوش نظرية شيمون بيريس ((الشرق الاوسط الجديد)) الداعية إلى شراكة إقليمية بين دول المنطقة بما في ذلك السعودية ودول الخليج أساسها الاقتصاد غايتها رفع مستوى السكان المعيشية باقامة شبكات الري وايقاف زحف الصحراء وإنتاج الغذاء وصناعات تحويلية وتحقيق فرص العمل . نظريته نتيجة خبرته العسكرية والسياسية الطويلة المؤكدة لديه عدم قدرة إسرائيل فرض السلام بالقوة وكذلك من المستحيل على العرب القدرة على هزيمة إسرائيل ولا حل إلا بالسلام والانطلاقة تكون من الشراكة الاقتصادية اولا . طبعاً من غير الممكن الاحاطة بكل طروحاته ومفاهيمه في مختلف القضايا المبتلاة بها المنطقة من التطرف الديني إلى الأمن القومي في عصر الصواريخ المتجاوزة للعمق الاستراتيجي . أما طرح الأميركي للرئيس جورج بوش نظرية ((الشرق الاوسط الاعظم )) قد تكون نتيجة أحداث الحادي عشر من أيلول المنعطف (الرابع للتاريخ ) لضم إيران إلى تلك الاسرة الاقليمية وتثبيط دور المملكة العربية السعودية في تزعم العالم الإسلامي هذا من جهة ومن جهة أخرى لتكون إيران صمام أمان كي لا تتفرد إسرائيل وحدها الاستئثار بالمنطقة وقد تكون ايضاً أوروبا الغربية متفقة مع هذه النظرة في حينه أما الآن فالأمر مختلف . مآلات غزوة السابع من أكتوبر : بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ربما طرحت إيران نفسها كبديل معتدل للإسلام فكون أغلب المخططين واغلب المنفذين لتلك العملية الإجرامية من المملكة السعودية ((الحليف الاستراتيجي )) لأمريكا وللغرب فأطلق لها العنان للتغلغل في دول المنطقة إن كان قصداً أو عن جهل، لكن لإيران ( الفارسية ) أيضاً استراتيجية الاستئثار بالمنطقة فهي الأولى جغرافياً ودينياً وحضارياً وهذا الأخير يتجلى في قدرتها على التمكن من تطويع التكنولوجيا واستيعابها للعلوم الحديثة رافعة لافتة شعار تحرير بيت المقدس أسوة بباقي الدول العربية لذا نراها منخرطة في هذه الحرب في محاربة إسرائيل والعمل على إزالتها من الوجود مزايدة على مقولة عبد الناصر برميها في البحر بهذا تكون نظرية الرئيس جورج بوش قد سقطت تلقائياً وحلم إيران سيتبخرعاجلاً أو آجلاً وخاصة بعد الثورة المنهجية التي قام ويقوم بها الأمير السعودي الشاب محمد بن سلمان على كل الأصعدة الاجتماعية والثقافية جاعلاً من السعودية رائدة عالم الإسلام المعتدل وبوادره لاحت من خلال اللقاءات السعودية الاسرائيلية المؤجلة حالياً وكذلك اللقاء الأخير بين المجلس الأوروبي و الامير السعودي بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي وستعود الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة الروابط المتينة التي تزعزعت إلى حد ما في عهد الرئيس بايدن وبالاخص بعد عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وعلى قول الشاعر فما الحب إلا للحبيب الأولي بعد أن تضع الحرب أوزارها ستتبلور ملامح شرق متوسطي جديد على نهج نظرية بيريس . واتفق تماماً مع رأي المهندس والمؤرخ نشوان الأتاسي أن هناك اتفاقية ((سايكس بيكو)) جديدة ديمغرافية وليس جيوسياسية كما يذهب البعض وشخصياً اعتقد أن تأثيرها السلبي سيكون على بعض من مكونات مسيحيي الشرق وعلى فلسطينيي الجنوب اللبناني الاستعداد لركوب الباصات الخضر إن الشقيقة تركيا كفيلة ببناء المجمعات السكنية الملائمة مع التمنيات بطيب الإقامة في الشمال السوري . ستودعون المخيمات وعين الحلوة والكلاشينكوف عاجلاً أم آجلاً .
يوخنا أوديشو دبرزانا شيكاغو 9 - 11-2024
#يوخنا_أوديشو_دبرزانا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انا كنت سيد عقلي هذا ما يقوله فيودورس
-
كنت سيد انا كنت سيد عقلي هذا ما كان يقوله فيودورس
-
تنهيدات ذلك العصفور الدوري المشاكس
-
سالم عابر حائر !
-
نواطير الكلاب
-
وكانا يسرقان الحمير
-
من ماراثون الدراجات الى ماراثون الاعلام وعلامة النصر المنكسة
...
-
حنانيا المتخاذل
-
ممن الأعتذار ؟ من المشانق أم من أردوغان ؟
المزيد.....
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي
...
-
طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|