أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - فصل من كتاب - الحلقة الرابعة















المزيد.....


فصل من كتاب - الحلقة الرابعة


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 8160 - 2024 / 11 / 13 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة الرابعة
فصل من كتاب البروف دايان ميروفيتش: حزب الله في البوسنة:
أعلنت وسائل الإعلام الغربية عام 1994 عن قيام وفد من سراييفو لزيارة طهران. وإن موضوع الزيارة كان يتعلق بالمساعدات العسكرية والفنية ودخول وحدات إلى البوسنة تتكون من (400) مقاتل ينتمون إلى حركة حزب الله اللبنانية الموالية إلى لإيران .
وهنا نقول إن هذه الوحدات ينبغي ان يكون نضالها موجه ضد إسرائيل. وقد وصف الجنرال الفرنسي بيير غالوا بأنه: "تم دفع تكاليف عملية تسليح المقاتلين اللبنانيين في البوسنة من أموال عربية، وإن إيران بنفس الوقت أرسلت (60) طناً من الأسلحة إلى البوسنة. كما منحت إيران عزتبيغوفيتش مليار دولار كقرض لتغطية نفقات التزود بالنفط" .
حماس والبوسنة: سرى في فلسطين هذا التسويف الأمريكي على المنظمات الفلسطينية مثل حماس التي أصدرت بيانا عديم المعنى جاء فيه: "جاءت محاولات اقتلاع الإسلام من جذوره في البلقان نتيجة لتكالب القوى العظمى والاتفاق بين الارثدوكس والكاثوليك على تطهير البوسنة من الإسلام .
ان الدليل على أن هذا التفسير ركيك ومضطرب وغير واقعي نظراً للتفاهم القوي والحقيقي بين جماعة بيغوفيتش والكروات الكاثوليك في حرب البوسنة. وهناك حقيقة تقول إن الفاتيكان الكاثوليكي وقف وراء كل المآسي التي مرت على الصرب الارثدوكسية. وقد وقفت الولايات المتحدة وبشكل مخادع إلى جانب حكومة سراييفو وهددت زاغرب بالعقوبات وكان هدف واشنطن أن تظهر بأنها تحمى الإسلام.
إذن واشنطن هي بالأساس وراء تعقيدات الصراع في البوسنة.
المساعدات المالية والإعلامية: أخذ يتقاطر المقاتلون على البوسنة من العربية السعودية ودول إسلامية أخرى وأخذت تلك الدول ترسل مساعداتها المالية. وتابع بير غالوا أولئك الذين تابعوا وتأثروا بالحملات الإعلامية العالمية قائلا: "وضع فهد ملك السعودية نفسه على رأس القائمة في الحرب (الإسلامية - الصليبية) لصالح جماعة بيغوفيتش في البوسنة، ومنذ حرب الخليج فإن ملك الوهابيين لم يكن من قبل بهذا الحماس، إذ تدخل وبشدة عند الرئيس بوش. وأخذت الجمعية العربية الإسلامية في الولايات المتحدة امتياز حق إيصال المساعدات في 12/6 وأوصلت مساعدات سرية قيمتها مليــــون دولار. ونشطت تلك الجمعية في جمع المساعدات الكبيرة إذ بلغت قيمتها 7.2 مليار دولار. إن حاكم السعودية لوحده تبرع من ملكيته "الخاصة" (5) ملايين دولار وأرسلت قطر (3) ملايين دولار وعمان (1.5 ) مليون دولار. وتوافد العشرات من الأئمة السعوديين يوزعون الأغذية والدولارات ويلقون الخطب على البوسنيين ويدعوهم لنشر التعاليم الوهابية لكي يرجع السلافيون للعقيدة الصحيحة .
في عام 1993 فقط أرسلت السعودية (عبر مصرف زاغرب) مبالغ تتراوح قيمتها (800 ـ 900) مليون دولار لمساعدة نظام سراييفو. وزار البوسنة خلال مرحلة الحرب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وهو يعد اليوم العدو الرئيس لسياسة واشنطن والرياض في الشرق الأوسط. وفي تلك الفترة كان أبن لادن مهتما جداً في قضية البلقان وكان يوم ذاك لا يعد شخصية ذات أهمية ولا يشكل تلك الخطورة الكبيرة عندما تواجد على ارض البوسنة.
العربية السعودية وإيران ـ مجموعة الاتصال: قامت العربية السعودية بتشكيل لجنة لمساعدة البوسنة والهرسك وأخذت تصدر البيانات تلو البيانات بشأن قضية البوسنة (وأصبحت مشكلة فلسطين قضية ثانوية في الظل). لم تتوقف الرياض إطلاقاً، خلال عام 1995 وللفترة الواقعة مابين ابريل ونوفمبر من تلك السنة، في اعلانها عن دعم القصف الجوى لجمهورية صرب البوسنة ودعمها لمحكمة لاهاي.
وقدمت السعودية دعماً لجلسة مجموعة الاتصال التي جمعت الدول الإسلامية والدول الغربية. وعلى نفس الطاولة جلس ممثلو إيران والولايات المتحدة الأمريكية، البلدان اللذان ليست بينهما علاقات دبلوماسية. لقد عقد هذا الاجتماع بتاريخ 7/9/1995 وحظرته السعودية والبوسنة ومصر واندونيسيا وإيران وماليزيا والمغرب والباكستان والسنغال وتركيا. وفي ختام الاجتماع عبر الإيرانيون عن شكرهم الكبير للإجراءات التي اتخذها حلف الناتو، وبالتحديد وجهوا شكرهم للولايات المتحدة التي قادت العدوان من خلال قصفها الجوى ضد صرب البوسنة.
تل أبيب: ولكي تكتمل فصول المسرحية دخلت إسرائيل على الخط للتعاطف مع قضية "اضطهاد المسلمين" إذ حاولت إسرائيل الصهيونية ان تقدم نفسها لعرض المساعدات الإنسانية على سراييفو. وتبرع المثقفون الصهاينة من أمثال ويزل وليفي وغلينكسمان بالكتابة حول التقارب بين الهولوكوست وأحداث البوسنة وأطلقوا عبارة "هولوكوست البوسنة" وهذه مقاربة لا معنى لها.
العدوان على جمهورية صرب البوسنة: وفي النهاية قادت الولايات المتحدة عام 1995 العدوان ضد شعب صرب البوسنة، وهو شعب قليل العدد وفقير. لفقوا عليه تهمة قصف سوق خضار (ماركلا) في سراييفو بتاريخ 28/8/1995. وإن كانت قوة الأمم المتحدة قد أوضحت بعد التحقيق الميداني بأنه "لا يوجد جواب نهائي" حول الجهة التي تتحمل مسؤولية الهجوم. ولكن لم يمنع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنس من أن يسلك سلوكاً هستيرياً وبدون أي دليل ودعا بنفس الليلة إلى شن حرب ضد صرب البوسنة إذ قال: "إن الصرب يتحملون مسؤولية هذا العمل المخزي"( . وبذلك بدأ الناتو هجومه الجوى في ليلة 28 ـ 29 أغسطس، وتزامن هذا القصف مع هجوم مزدوج شنته القوات الكرواتية وجيش سراييفو ضد إعداد قليلة من الصرب.
نجح (كيسنجر البلقان) هولبروك في تنظيم مؤتمر دايتون، والذي أصبح فيه الجانب البوسني جزء من التوليفة الدبلوماسية الأمريكية وذلك بعد (4) سنوات من القتال والتخريب والتعمد في رفض خطط السلام، إذ أوقف الأمريكيون الحرب في البوسنة والذين كانوا هم أنفسهم الذين أشعلوها.
دايتــون: كتب هولبروك عام 1995 وهو معجب بنفسه قائلا: "في دايتون تمت عملية الإخراج في ليلة واحدة، إذ توقفت فجأة جميع الانتقادات التي كانت توجه إلى الرئيس كلينتون باعتباره قائداً ضعيفاً، خصوصاً تلك الانتقادات التي كانت تصدر من أوروبا وبعض البلدان الإسلامية، بينما أصبحوا الآن يتشكرون كثيرا من واشنطن " . لقد أصدرت حكومة العربية السعودية بياناً بتاريخ 27/11/1995 تدعم فيه وتبارك ما حدث في دايتون وتصف كلينتون بأنه أصبح بطلاً في العالمين العربي الإسلامي.
تحريض التمرد في كوسوفو وميتوخيا:
العدوان على جمهورية يوغسلافيا الاتحادية عام 1999: لقد كشف كتاب هولبروك، حول الحرب الأهلية في البوسنة، الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء سياسة الولايات المتحدة في البلقان والتي يتم التستر عليها إلى يومنا هذا وبنجاح، تحت حجة الموقف الجيوستراتيجي أو تأثير اللوبيات أو الأسباب الإنسانية أو حماية حقوق الإنسان أو تصفية بقايا الشيوعية وغيرها من الأسباب الواهية والكاذبة.
في حين كان (كيسنجر البلقان) هولبروك صفيقاً إلى درجة أنه لم يستطع ترتيب أفكاره في كتابه (الطريق إلى دايتون) إذ أكد بأن العدوان الأمريكي الجديد في البلقان سيكون في كوسوفو وميتوخيا (ويذكر هولبروك في كتابه مزهواً بأنه ناكر الجميل لسكوته عن حقائق تتعلق بسيرة حياته والتي يعود الفضل فيها لوزير الدولـــــة الأمريكي السابق ديك راسك الذي تبناه عندما كان قاصراً يوم انتشله من عائلته اليهودية المطاردة) . وكتب قائلا: نحن دائما نعتقد بأن كوسوفو هي أكثر الأماكن اشتعالاً وانفجاراً في المنطقة . لم يوضح هولبروك ذلك ومن المتوقع أنه يتكلم بهذه الطريقة من أجل الكسب الدعائي في الشرق الأوسط لأنه تحدث بشكل ضبابي حول "هيمنة الصرب" في كوسوفو ومتوخيا تلك المنطقة التي أغلب سكانها من الألبان الذين يعتنقون العقيدة الإسلامية. (لقد تعمد هولبروك إخفاء الحقائق إذ ان هناك ألبان كاثوليك وارثودكس وكأنه يريد أن يقول بإن الحرب الأمريكية الجديدة ضد الصرب ستكون من أجل حماية الإسلام في العالم). وذكر بأن الدور الأمريكي ضروري و سيبقى ريادياً في كوسوفو. وسوف تحصل(بوسنة ثانية) في حياتنا وستكون مختلفة في كل التفاصيل عن البوسنة ولكنها متشابهة في الأمور الجوهرية. وسينفجر الوضع في كوسوفو بدون سابق إنذار وسيصبح العالم أمام خيار صعب. وأبرز هولبروك مآثر وأفضال التدخل الأمريكي والخيار بين مجازفة التدخل وعدم الاهتمام الذي سيكون غالي الثمن. وكرر بأن ستكون هناك بوسنة ثانية في حياتنا وفي مكان سيكون التدخل الخارجي مخاطرة في محلها والذي سيصبح تحت قياده أمريكية عندما يتطلب الموقف .
ومن الطبيعي أن يكون التدخل الأمريكي عبارة عن مخاطرة لأنه سوف تتخذ إجراءات وحشية أثناء الهجوم على جمهورية يوغسلافيا الاتحادية التي لا تمتلك أسلحة حديثه لمقاومة الطائرات وصد الهجمات لتدافع عن نفسها، بالإضافة إلى أن يوغسلافيا الاتحادية تعاني من العقوبات التي لم ترفع كليا عنها حتى بعد التوقيع على اتفاقية دايتون التي نصت على إنهاء العقوبات.
1992- 1997:
كتب الصحفي البريطاني تيم جودا ، المقرب من الدوائر الحاكمة في لندن في كتابه حول كوسوفو وميتوخيا أن: "كوسوفو بين عامي 1992-1997 كانت مكاناً قابلاً للاشتعال وإن الحالة فيها شاذة وغريبة لدرجة أن روغوفو كان يقود سيارة (اودي) رئاسية، والناس تذهب إلى عملها اليومي، والمرور تنظمه الشرطة المرتدية للدروع، والمقاهي مملوءة وكل واحد يستطيع السفر إلى الجهة التي يرغب الذهاب إليها. والدخول المعيشية للأفراد كانت ضعيفة حيث يحصل أغلب الناس على نقود تأتيهم من الأقارب الذين يعملون في الخارج والتي تصلهم بشتى الطرق. وفي هذه الفترة لفتت كوسوفو انتباه القليل من الناس في الخارج. هذا لا يعني إن الشعب لا يتوقع اندلاع الحرب، وعلى العكس من ذلك فأن الناس يتحدثون كثيراً في هذا الشأن ولكن لا الصرب ولا الألبان كانوا يشعرون بأن لهم مصلحة في اندلاع الحرب" .
وهذا يعني أن سلاماً نسبياً كان سائداً في كوسوفو وميتوخيا خلال تلك الفترة، مع وجود منظمات سياسية انفصالية مثل ما هي موجودة في شمال ايرلندا وأسبانيا وتركيا وكندا وبلدان أخرى كثيرة. وتوجد كذلك في كوسوفو وميتوخيا منظمات إرهابية، كبقية المجموعات الإرهابية الأخرى المنتشرة في العالم والتي تسعى إلى تحقيق أهدافها عن طريق العنف والإرهاب وتعرض للخطر حياة الناس الأبرياء وتهدد أجهزة الدولة الشرعية.
كان لدى جيش تحرير كوسوفو (150) عضواً ناشطاً فقط ذلـــك في عام 1997 . إذن من الواضح لا يمكن أن يكون تنظيماً إرهابياً صغيراً بهذا الحجم يشكل خطراً جدياً على شرعية الدولة في يوغسلافيا الاتحادية في تلك الفترة، وكما ذكر جودا لم تكن هناك رغبة عامة لدى الناس لحدوث صدام مسلح وكذلك لا توجد رغبة لتمرد إرهابي في كوسوفو وميتوخيا.
مناهضة الحرب: وذكر جودا أيضاً عدم وجود رغبة في الحرب عند ألبان المهجر، وأن ما يسمى برئيس وزراء كوسوفو (في حكومة المهجر - بوكوشي) قد رفض الطلب الكرواتي ومن ثم البوسني حول إعلان الحرب بداية التسعينيات على الرغم من أن (بوكوشي) طرح فكرة التدريب العسكري إلا أنه لم يستجب لكرواتيا والبوسنة بفتح جبهة ثانية أطلقت عليها تسمية الجبهة الجنوبية.
ولم تفكر القيادة والحكومة في جمهورية ألبانيا المجاورة و حتى الرئيس المتطرف (سالي برتشا) في إشعال فتيل الحرب في كوسوفو. علما بأن الرئيس الألباني بريتشا كان مقرباً من بوكوشي ولكنه لا يرغب أن يهدد امن ألبانيا ولم يرغب في المجازفة بحرب مع يوغسلافيا الاتحادية رغم تهريب الأسلحة عبر الحدود، كما ذكر جودا.
توتر جديد في الشرق الأوسط:
عندما كانت الأوضاع في كوسوفو وميتوخيا هادئة نسبياً للفترة من نهاية عام 1995 ولغاية عام 1997 بدأ الوضع في الشرق الأوسط بالانفجار والتدهور بشكل خطير. إذ عاد بعد انتهاء الحرب الأهلية في البوسنة عام 1995 آلاف من المتطوعين وأفراد المليشيات المقاتلة إلى منطقة الشرق الأوسط، ولهذا أخذت نشاطات تنظيم القاعدة تتصاعد داخل المملكة العربية السعودية (الهجوم على مجمع الخبر الأمريكي عام 1996).
وبدأ القتال بين حزب الله وإسرائيل على حدود لبنان الجنوبية (وأعقب ذلك عدوان إسرائيلي جديد على جنوب لبنان في ابريل 1996، وفي هجوم واحد على قرية لبنانية قتل (105)لاجئاً وجرح عدد من جنود الأمم المتحدة) .
استمر نظام تل أبيب العنصري في سياسته الهمجية التي هي من نمط سياسات القرون الوسطى. فالسلطات الإسرائيلية تحفر نفقاً في القدس يمر تحت أسس المسجد الأقصى، ونتيجة لذلك اندلع صدام جديد حول المسجد المذكور عام 1996 وأدى الصدام إلى نتائج مشؤومة راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين الفلسطينيين العزل . وبدأت إسرائيل علناً في تخريب عملية السلام في الشرق الأوسط. ولم تحترم الحكومة الإسرائيلية تعهداتها في الأراضي المحتلة فاستمرت سياستها الباطلة في إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية. فعلى سبيل المثال، أقرت تل أبيب في فبراير فقط من عام 1997 بناء (6500) وحدة سكنية في القدس الشرقية. (استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي وأفشلت إصدار قرار يدين إسرائيل على تلك الأعمال). وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتذاك ، نتنياهو وبكل وقاحة في مارس عام 1997 قائلاً: "نحن مطمأنون بأننا سوف نبني تلك المستوطنات، ونحن مستمرون بالبناء" . واستمر القتال في جنوب لبنان في سبتمبر عام 1997 مما أدى إلى قتل (12) جندياً إسرائيليا.
ونتيجة لهذه الأحداث ارتفع سعر النفط في الأسواق العالمية منذ نهاية عام 1996 إذ وصلت مستويات الأسعار أعلى مما كانت عليه أثناء الحرب الأهلية في البوسنة.
مادلين أولبرايت:
تلقى النظام الصهيوني في تل أبيب دعماً إضافياً بعد تعيين وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة مادلين أولبرايت. لقد كانت لغاية عام 1997 ممثلاً للولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة. وطيلة فترة عملها هناك كانت تدافع بحماس عن أي خطوة يقدم عليها النظام الصهيوني في إسرائيل كما كانت خلال عملها في الأمم المتحدة تهاجم الصرب وبشدة.
كتب بل كلينتون عن فترة عملها كوزيرة للخارجية قائلا: " عملت أولبرايت عملاً لامعاً في الأمم المتحدة وكانت متفهمة واجبها اتجاهنا وبالأخص في ما يتعلق بالبلقان والشرق الأوسط) .
لا نعرف عن أي واجب يتكلم كلينتون؟ وماذا تقصد واشنطن بالعمل في البلقان والشرق الأوسط ؟
وعندما نقارن ونحلل الأحداث فإننا سنرى بأن مادلين أولبرايت قادت السياسة الخارجية الأمريكية وفق قاعدة كيسنجر المعروفة "ترابط الأزمات"، فبعد دخول أولبرايت وزارة الخارجية عام 1997 نال الانفصاليون في كوسوفو وميتوخيا دعماً سياسياً واضحاً منها.
تفعيل الأزمة: قامت المؤرخة الروسية يلنا غوسكوفا بتقويم السياسي الألباني آزم فلاسي وذلك في مقال عن الأزمة اليوغسلافية عام 1997 إذ تقول: " كيف أصبح آزم فلاسي، هذا القائد الطلابي الشيوعي السابق سياسياً معارضاً عام 1997 لينتهي إلى وضع نموذج يقسم فيه مراحل الوضع القانوني لاستقلال كوسوفو كما يحلو له، ويمر نموذجه عبر تشكيل قوة سياسية لامركزية ثم تنمية البنى التحتية السياسية، ويليها تدويل مشكلة الإقليم، ثم توحيد سياسة الألبان ورفع مشكلة كوسوفو لمستوى جديد من تأزم الموقف السياسي. هكذا حلل فلاسي الوضع القائم آنذاك، وقد شعر بأن الوضع قد حان لتحويل مجرى القوى السياسية صوب مواجهة احتمالات المستقبل بعد تنفس الصعداء. وأضاف فلاسي لا يقف الألبان اليوم وحدهم بالميدان إذ سيقف أصدقائهم إلى جانبهم، ولكنه لم يطلق بالاسم من هم أصدقائه" .
ويستطيع القاري ان يعرف بوضوح من هم "الأصدقاء الجدد" للعناصر الانفصالية في كوسوفو، إنه الناتو ذلك الحلف الذي حاول بكل قوة آنذاك بأن يهدد السلام النسبي الذي كان قائماً في كوسوفو وميتوخيا، إذ بدأت واشنطن ولندن في تهديد جمهورية يوغسلافيا الاتحادية وبشكل مفضوح، وما صاحب ذلك من حملة إعلامية دولية ودعائية سياسية ضد بلغراد.وكتبت غوسكوفا: "نشطت تحركات المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل لمشكلة كوسوفو عام 1997، و تمثلت تلك النشاطات في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي ومجموعة الاتصال ومنظمة حلف شمال الأطلسي – الناتو- مع حكومات بعض الدول. ففي بداية ديسمبر سنة 1997 قفزت قضية كوسوفو وبشكل مفاجئ على المسرح الدولي إذ كانت على جدول أعمال المجلس الخاص لمتابعة تنفيذ اتفاقية دايتون المتعلقة بالبوسنة والهرسك والمنعقد في ألمانيا. اتخذ الأمريكيون كعادتهم موقفاً متشدداً وحاداً ضد بلغراد واقترحوا توجيه أقصى الإجراءات ابتداءً من العقوبات الاقتصادية الصارمة حتى التدخل العسكري المسلح. وقد تم ترشيح الناتو للقيام بقيادة المواجهة العسكرية في حالة اتخاذ إجراء عسكري ضد يوغسلافيا. وفي أغسطس عام 1997 قام الحلف الأطلسي، اليد العسكرية الضاربة للغرب، بتوجيه إنذار للرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والتلويح له بإمكانية التدخل المسلح ضد بلاده " .
إن الشعار الأمريكي الجديد هو "حماية الإسلام " ، وتزامن هذا الشعار مع هبوط أسعار النفط، إذ بدأت أسعار النفط في الأسواق العالمية تنخفض بشكل تدريجي خلال عام 1997 وقد أدى هذا إلى أن تنعكس نتائجه ايجابياً على الاقتصاد الأمريكي. فقد قال بل كلينتون بهذا الصدد:
"كان انتعاش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من عام 1997 واضحاً إذ بلغ معدل النمو الاقتصادي (5.6%) وهذا يعني التقليل من عجز الميزانية العامة بقيمة (75) مليار دولار. وفي الثاني من شهر مايو تم الإعلان عن الوصول إلى اتفاق نهائي مع (غرينغريتش) حول تعديل الميزانية العامة. وفي هذه المرة كان العمل بسيطاً جداً لأن النمو الاقتصادي ساهم في التقليل من البطالة بنسبة (5%) ولأول مرة في بلادنا يحصل ذلك منذ عام 1973. وتحسنت الأجور وزاد تحصيل ضرائب الدخل الذي ارتفع بشكل مفاجئ ".
وكتب كلينتون بأنه بحلول أغسطس عام 1997 استمر هبوط معدل البطالـــــة حتى وصل إلى بنسبة (4.8 %) وهذا لم يحصل منذ عام 1973 وحتى ما قبل التاريخ المذكور" .
1998: بقيت تلك الإجراءات مستمرة طيلة عام 1998. واندلع في كوسوفو وميتوخيا تمرد إرهابي كبير، وكان الغرب، متمثلاً في الناتو، من أكبر مشجعي الإرهاب فقد وقف إلى جانب دعم العمليات الإرهابية من خلال التصريحات العلنية في الاستعداد التام لشن حرب جوية ضد يوغسلافيا. ومعلوم أن مثل هذه التصريحات تشجع الانفصاليين على التمرد والاستمرار في تنفيذ عملياتهم الإرهابية.
أما على الجبهة الثانية أي في الشرق الأوسط فقد تصرف الأمريكان بشكل معاكس تماماً، إذ طرحوا موضوع إيجاد حل دبلوماسي. وكانت مادلين أولبرايت وفريق عملها تطير من عاصمة عربية إلى أخرى وبشكل مكوكي لكي تقنع حلفاءها من العرب بأن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لم تفشل بعد.
وبذلك طالب قادة الولايات المتحدة وباستمرار من أتباعهم في الشرق الأوسط بأن يواصلوا في تخفيض سعر النفط. كانت واحدة من المهازل الدولية تشير إلى ان هدف تهديد الولايات المتحدة بالتدخل في البلقان عام 1998 كان بسبب أسعار النفط.
الهجوم: قام جيش تحرير كوسوفو الإرهابي في التصعيد من هجماته ضد الصرب والألبان المسالمين الذين لم يتعاملوا معه. ولم يحصل ذلك التصعيد لولا الدعم والرعاية الغربية. إن (بوكوشي) نفسه الذي اشرنا إليه سابقاً والذي كان ضد البدء في إشعال فتيل الحرب في النصف الأول من عقد التسعينيات ، أصبح الآن يدعو بشكل مفاجئ إلى القتال ويصرح بعبارات علنية واضحة تقول "نعم للحرب لا للمفاوضات .(ولم يوضح الأسباب التي جعلته أن يغير موقفه من الناحية العسكرية والتكتيكية).
كتبت غوسكوفا بهذا الصدد تقول بان: "سلك الإرهابيون مختلف الطرق، الاغتيالات وتهجير الصرب ومحاصرة القرى الصربية وتهديد الألبان المسالمين بالقتل وخصوصاً أولئك الذين لا يرغبون بالاشتراك في الحرب،وكذلك تم اختطاف المدنيين واحتجازهم كرهائن والهجوم على مراكز الشرطة والدوريات العسكرية. وأصبحت أغلبية الطرق في الإقليم خطره ولا يمكن المرور فيها بسلام إذ سيطرت عليها دوريات من المليشيات الألبانية وأخذت المجموعات الإرهابية تنتشر في كافة أرجاء إقليم كوسوفو وميتوخيا وتتقاطر عليهم شحنات الأسلحة عبر الطرق غير الشرعية من خلال التهريب من ألبانيا المجاورة وكثرت الاعتداءات وما صاحبها من مصادمات مباشرة مع حرس الحدود اليوغسلافي .
وإلى جانب الدعم الفني والعسكري الذي قدمه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص للإرهابيين الألبان تأتي مساهمة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (السي. آي. أي) والمخابرات البريطانية في إيصال" المجاهدين الأجانب " للالتحاق بجيش تحرير كوسوفو الإرهابي، كما ذكر تيم جودا .
لقد تم رفض واستنكار تحريض واشنطن للمنظمات السياسية الانفصالية في كل المحادثات التي أجريت في بلغراد. ولا فائدة من وراء المفاوضات التي تجري في برشتينا إذا كان الدعم والتحريض يأتي إلى جانب واحد من إطراف المفاوضات. وبذلك سيطر جيش تحرير كوسوفو من خلال النشاطات الإرهابية على ( 40%) من مساحة إقليم كوسوفو وميتوخيا، عند ذاك تدخلت الشرطة الرسمية وتدخل جيش الدولة المسؤول دستوريا عن حماية البلاد من خلال شن هجوم مضاد ضد المليشيات الإرهابية.
لقد نقلت وسائل الإعلام الغربية الأحداث التي وقعت خلال عام 1998 بشكل استفزازي وتحريضي خبيث من اجل تأليب الرأي العام العالمي ضد الصرب. وقد تم استخدام أحط أنواع الكذب والتدليس من اجل أن يخرج مسؤولو حلف شمال الأطلسي الناتو ليوجهوا تهديداً علنياً لبلغراد. وبنفس الأسلوب اخذ يتحرك المسؤولون السياسيون الأمريكيون والبريطانيون.
وذكرت غوسكوفا بأنه: " اقترح الأمريكيون والبريطانيون بتاريخ 9/3/1998 اتخاذ عقوبات إضافية ضد جمهورية يوغسلافيا الاتحادية. وفي بون وبتاريخ 25/3/1998 طرحت وزيرة الخارجية الأمريكية، مادلين أولبرايت ضرورة اتخاذ إجراءات قوية وحاسمة ضد يوغسلافيا الاتحادية. وكذلك فأن المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب التي ارتكبت على إقليم يوغسلافيا السابقة قامت بتشكيل لجنة تحقيق خاصة بكوسوفو وميتوخيا من أجل جمع الدلائل الخاصة بجرائم الحرب التي ذكرها اللاجئون الألبان الذين تركوا كوسوفو هرباً من البطش الصربي (علماً بأن مجلس الأمن الدولي وبجلسته المنعقدة بتاريخ 1/10/1998 لم يسمح باستخدام القوة العسكرية ضد جمهورية يوغسلافيا الاتحادية ولكن المسؤولين في الناتو أعلنوا بان الحلف مستعد لتوجيه الضربات الجوية إلى يوغسلافيا من غير الحاجة إلى موافقة مجلس الأمن الدولي) .
واستقبل الرئيس الأمريكي بل كلينتون في واشنطن ممثلي الأحزاب الانفصالية في كوسوفو وميتوخيا. وبعد اللقاء صرح الإرهابيون من جيش تحرير كوسوفو لمحطة (البي بي سي) بأن هولبروك قد التقط معهم صوراً فوتوغرافية وهو حافي القدمين مما أدى إلى تهريج إعلامي بهدف إثارة العواطف.
فقد صرحت مادلين أولبرايت التي كانت تقود الحملة المعادية للصرب بان هناك ربط بين البوسنة وكوسوفو، وهو ربط غير واقعي يشبه تصريحها السابق الذي أدلت به في خريف 1998 والذي قالت لا ينبغي ان تتفضلوا أيها الصرب وتعملوا في كوسوفو كما عملتم من قبل في البوسنة وتلك التصرفات كانت سبباً لكل العمليات التي جرت والتي ستجري في البلقان اليوم .
وكتب بل كلينتون حول أزمة كوسوفو عام 1998 وبسلوكية واضحة ومكشوفة بأن: " تسكن أغلبية ألبانية مسلمة في كوسوفو، الواقعة في أقصى جزء من جنوب صربيا وهي تتعرض للاضطهاد". وبنفس الوقت توقع الرئيس الأمريكي بأن الحرب ستحدث لا محال في كوسوفو، ولكن مع استمرار إجراء المفاوضات في الشرق الأوسط .
إذن وضعت واشنطن وبنية مبيته سيناريو مترابطاً لكلا الأزمتين الشرق أوسطية والبلقانية.
اضطرت بلغراد لغرض مواجهة هذا الضغط الإعلامي السياسي العسكري غير الواضح إلى الاتفاق مع (كيسنجر البلقان) هولبروك بالموافقة على ترتيبات قدوم (2000) مراقب من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى كوسوفو (على راس بعثة المراقبين هذه أصبح الأمريكي وليم ووكر المعروف بنشاطه التخريبي والإجرامي في أمريكا الجنوبية خلال الثمانينيات من القرن الماضي). وتزامن ذلك مع قيام وحدات الناتو بتطويق جمهورية يوغسلافيا الاتحادية وقيام طائرات الحلف بالرقابة من خلال التحليق فوق سماء كوسوفو وميتوخيا.



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الثانية: الإسلام وفق الفهم الأمريكي :
- الحلقة الثالثة: فصل من كتاب دايان ميروفيتش هبوط سعر النفط خل ...
- الحلقة الأولى: فصل من كتاب (كوسوفو فلسطين – نظام ترابط الأزم ...
- عندما تتناغم القيادة الحكيمة والتجاوب الشعبي جمهورية صربيا ن ...
- من أوراق مذكراتي الليبية - موقف محرج ومهلك من الوزن الثقيل
- وداعاً أيها المفكر والأكاديمي والمناضل اليساري والناقد الأدب ...
- رحيل مفكر عربي كبير وأستاذ جامعي مرموق
- مداخلتي في ندوة الحوار الديني والإنساني
- في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب
- درس في المعاملات - كيف تقلب عدواً الى صديق؟
- الذكرى الثانية عشر لرحيل العلامة الأستاذ الدكتور فوزي رشيد
- حذاري من مستنقع الطائفية البغيض هل صحيح أن سفير العراق في صر ...
- من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش
- صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب
- رحيل كوكب أكاديمي عربي ليبيى ساطع في سماء الطب العربي المعاص ...
- دروس وعبر من التاريخ
- لعنة البيروسترويكا: صعود غورباتشوف بداية النهاية لدولة عظمى
- عرض كتاب الدكتور عبد الحميد الصائح، الإعلام وتشكيل الرأي الع ...
- مشروع جعفر لانقاذ رئيس الوزراء
- واطرابلساه


المزيد.....




- السعودية.. تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفا لـ-نيوم- ...
- أمريكا تعلق رحلات الطيران إلى هايتي بعد تعرض طائرات لإطلاق ن ...
- متسابق يصبح مشهوراً بعد حل لغز بإجابة خاطئة ومضحكة للغاية.. ...
- هل يدعم إمكانية ضم الضفة الغربية؟ سفير ترامب لدى إسرائيل يُج ...
- السعودية.. الأمن يُعلن إلقاء القبض على مقيم بسبب -تحرشه بطفل ...
- أردوغان للأسد: ما زلت متفائلا بلقائنا
- المصريون في السودان: -لا يعرف أبنائي أن والدهم محبوس لدى الد ...
- فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في ن ...
- -بلومبرغ- تشير إلى انخفاض كبير في تبرعات الأوكرانيين لجيش زي ...
- مصادر طبية: مقتل 18 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر عبد المهدي صاحب - فصل من كتاب - الحلقة الرابعة