أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد شوقى السيد - ادرسوا التاريخ إذ فيه العبر














المزيد.....

ادرسوا التاريخ إذ فيه العبر


محمد شوقى السيد

الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 18:15
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


أدرسوا التاريخ إذ فيه العبر
التاريخ سجل الأمم، وخزائن الحكم، من غاص في أسراره أضاف أعماراً إلى عمره، ومن تصفح صحائف التاريخ وجد الإرث المتطاول، فانتفع مِن تجارب الأقدمين، واتعظ بمصائر الغابرين.

ألم يرشد القرآن إلى ضرورة التبصر من أحداث التاريخ والاستفادة من مصائر السالفين {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ}(سورة السجدة:26)؛ وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ}(غافر: 82).

https://elshaksiamisr.blogspot.com/2022/10/blog-post.html

الناس جميعاً لا غنى لهم عن دراسة التاريخ، والاطلاع على تجارب البشر منذ الأزل، فالبشرية سلسلة متصلة مترابطة، لا انفكاك بين ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، فهي تحمل نفس الجينات، وتسكن نفس الكوكب، ولله سنن ونواميس تُسير هذا الكوكب، وتهدي الإنسان لطرق العيش، ولله وحي من السماء يُبصر الإنسان بأهدافه، ويرسم له معالم لا ينبغي أن يحيد عنها.
وعن أهمية دراسة التاريخ يقول الإمام أحمد بن عبد الوهاب النويري(733هـ): "والتاريخ ممّا يحتاج إليه الملك والوزير، والقائد والأمير، والكاتب والمشير والغنىّ والفقير؛ والبادي والحاضر، والمقيم والمسافر، فالملك يعتبر بما مضى من الدّول ومن سلف من الأمم، والوزير يقتدى بأفعال من تقدّمه ممّن حاز فضيلتي السيف والقلم؛ وقائد الجيش يطّلع منه على مكايد الحرب، ومواقف الطعن والضرب؛ والمشير يتدبّر الرأيَ فلا يصدره إلّا عن روية ويتأمّل الأمر فكأنه أعطى درجة المعيّة وحاز فضيلة الألمعيّة؛ والكاتب يستشهد به في رسائله وكتبه، ويتوسّع به إذا ضاق عليه المجال في سربه، والغنىّ يحمد الله تعالى على ما أولاه من نعمه ورزقه من نواله، وينفق مما آتاه الله إذا علم أنه لابدّ من زواله وانتقاله؛ والفقير يرغب في الزهد لعلمه أن الدنيا لا تدوم، ولتيقّنه أن سعتها بضيقها لا تقوم، ومن عدا هؤلاء يسمعه على سبيل المسامرة، ووجه المحاضرة والمذاكرة؛ والرغبة في الاطلاع على أخبار الأمم، ومعرفة أيام العرب وحروب العجم".

إذن نحن أمام علم هو مفتاح الفُهُوم ورائد العلوم، ومعرفته تفتح الأفاق، وتنير البصائر، وترشد إلى الاتزان في المواقف، واتخاذ التدابير الحياتية المناسبة لكل موقف ونازلة، التاريخ يوفر دروساً قيمة لاتخاذ القرارات المستقبلية، التاريخ يساعد على فهم التنوع الثقافي، والديني و الاجتماعي، كما يعمل على تعزيز التسامح، والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.

وقد شاع عند الناس قولهم (التاريخ يعيد نفسه) وهذا الكلام صحيح المعنى؛ فالأحداث في دنيا البشر تتشابه، والإنسان هو الإنسان في طرق تفكيره، وحرصه على التملك، ونزغه، ونزوعه للتفرد، وميله للاستئثار بالأرض، والاستعلاء على بني جنسه، والصراع أزليٌ في البشر بين طائفة انحازت للخير، وسعت لإعمار الأرض بالاستخلاف فيها، وهي طائفة تسعى للوئام ، ونشر قيم الفضيلة بين بني البشر، وتقابل هذه الطائفة طائفة أخرى تعيش على المؤامرات والمكايد، وإفساد طبائع البشر بنشر الرذائل ورعاية المفسدين، وبذر بذور الشقاق، والعداوات.

هذا الأمر الجِبِلي الموجود في الإنسان يُلزمنا بقراءة التاريخ، لنعرف كيف واجه الخيرُ الشرَ وكيف انتصرت قيم الفضيلة، وثبتت في الأرض رغم المؤامرات والدسائس.

ثم إن دراسة تاريخ فوق أنها تفيد بما سبق وأكثر؛ هي دراسة ماتعة لأنك تطلع على أحوال الممالك، وعادات الأمم، وطرق عيش الناس، وتتعرف على أسباب النزاعات، ومجالس المفاوضات، وعاقبة المؤامرات، ومصير الخونة والمفسدين، ومصارع الجبارين والمعتدين.
كما أن أهمية التاريخ أيضا تكمن في بناء الهوية الوطنية والثقافية لدى أي فرد أو مجتمع، من خلال معرفة كيف تطورت القيم والعادات على مر العصور، كما يمكننا من الحفاظ على تراثنا، والمضي قدماً في تطويره و الاعتزاز بأصوله.

وأهم من كل ما مضى أن قراءة التاريخ تجعلك تصل لقناعة هي أم القناعات وأسها؛ وهي أن العاقبة للمتقين، وأن الحق باق حتى وإن زالت دولته زوالاً مؤقتاً، وبذلك تطمئن نفسك، وتعلم الحقيقة التي لا مراء فيها وهي أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
https://elshaksiamisr.blogspot.com/2022/10/blog-post.html
مواضيع وابحاث فى تاريخ مصر المعاصر



#محمد_شوقى_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القائمين بالعمل -اختلال معايير الوظيفة العامة
- محمد على باشا - والتجارب الصحية على السجناء المصريين
- كيف دبر الملك فاروق حريق القاهرة 26 يناير 1952
- البحث عن السعادة
- حسرة جولدا مائير . تأثير كاريزما وهيبة عبد الناصر الدولية في ...
- الجزء الثانى الخداع الاستراتيجى استراتيجية التحرير الطريق من ...
- الخداع الاستراتيجى . استراتيجية التحرير الطريق من يونيو الى ...
- أعوان الظالمين
- جيمس بوند العرب الحقيقى . الداهية فتحى الديب أحد مؤسسى المخا ...
- تأميم قناة السويس فى مذكرات اعترافات جولدا مائير
- فضيحة لافون (العملية سوزانا) من مذكرات جولدا مائير
- ملخص مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلى
- بأختصار تاريخ الأرهاب والتكفير بالعالم العربى
- حرب اليمن 1962- انتصار مصر والارادة العربية
- ضمير النفس الانسانية والأستعداد الأجرامى
- حرباءة الصحافة والكتابة محمد جلال كشك
- فض اشتباك بين الزعيم جمال عبد الناصر والافاك الصحفى محمد جلا ...
- فض اشتباك – بين الزعيم جمال عبد الناصر والافاك الصحفى جلال ا ...
- زينب الغزالى والكذب المقدس -محاكمة التكفيرية الاخوانية زينب ...
- مشروع - زنوبة لكل مواطن - ومكافحة الحفاء بالعصر الملكى


المزيد.....




- سفير أمريكا الجديد لإسرائيل يدعو لـ-إعادة ضبط كاملة- للعلاقا ...
- بعد -Gladiator II-.. دينزل واشنطن يعلن عن أدواره الأخيرة قبل ...
- لماذا يحدّ موقع بومبي الأثري في إيطاليا من عدد زواره اليومي؟ ...
- -لا يوجد شيء اسمه فلسطيني-.. شاهد ما قاله السفير الأمريكي ال ...
- مراسلنا: مقتل 11 فلسطينيا بغارات إسرائيلية على مناطق عدة في ...
- إيلون ماسك رسميًا في البيت الأبيض.. ترامب يفي بوعده للمليارد ...
- الهروب من الحرب.. الجسد في القاهرة والقلب في غزة
- دور الإجهاد الذهني في خلق شخصية -عدوانية وغير متعاونة-
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة أكثر من 120 هدفا لـ-حماس- و-حزب ...
- تايوان تسلم أوكرانيا دفعة جديدة من منظومات Hawk التكتيكية لل ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد شوقى السيد - ادرسوا التاريخ إذ فيه العبر